أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - السفيه ينطق بما فيه














المزيد.....

السفيه ينطق بما فيه


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 7578 - 2023 / 4 / 11 - 09:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنطبق هذه المقولة بشكل لافت على "وكالة الصرف غير الصحي" الجزائرية الرسمية. فكل أوصاف السفيه وكل علامات السفه توجد في هذه الوكالة المفلسة. وهي تعكس كُنْهَ وحقيقة النظام الجزائري بإعلامه وسياسييه ونخبه ومؤسساته. ويؤكد التقرير الأخير لهذه الوكالة حول المغرب، هذه الحقيقة الساطعة. لقد أكدت، مرة أخرى، مدى الغباء والعبط، وقمة العته والهبل المُستحكِم في مفاصل النظام الأهبل والأرعن.
لقد أطلق التقرير المذكور العنان للخيال الجزائري المريض بالمغرب وفسح المجال للكلام القبيح والبذيء الذي لا يصدر إلا عن الحمقى والمعتوهين. فلا يمكن للشخص السوي إلا أن يندهش من مستوى البذاءة والقذارة التي تضمنها ذلك التقرير. شخصيا، لا أعتقد أن هناك إعلام رسمي، خارج "حظيرة الكبار"، وصل إلى الحضيض الذي وصلت إليه ما سُمي بـ"الجزائر الجديدة".
الناس الأسوياء والذين لهم بعض المعرفة بالمغرب، ولو كانت بسيطة، وسواء كانوا جزائريين أو من بلدان أخرى، سوف يدركون بسهولة أن محتوى تقرير وكالة "الزريبة" الجزائرية مستوحى من الوضع في الجزائر. فهو في واقع الأمر يصف الحالة التي توجد عليها "طابوريستان" تحت قيادة المعتوهيْن، شنكريحة وتبون.
فمن يستمع إلى ذلك التقرير القذر أو يقرأه، لا بد وأن يتساءل عن الهدف من ورائه. ففي شكله ومضمونه، لا يمكن أن يُغلِّط المغاربة الذين يعرفون جيدا الأوضاع ببلادهم، بإيجابياتها وسلبياتها. ولا يمكن أن يستهدف الرأي العام الخارجي الذي يدرك، في مجمله، البون الشاسع بين الوضع في المغرب والوضع في الجزائر؛ إلا ما كان من بعض المغرضين الذين تسيل لعبهم على الشيكات بالدولار من أموال الشعب الجزائري.
فيبقي المستهدف، إذن، هو الشعب الجزائري الذي يعمل النظام جاهدا على تضليله وتنويمه بالافتراء والكذب من أجل أن يدفعه إلى الاعتقاد بأن هناك في جواره من يعاني أكثر منه، وأن عليه أن يقبل بوضعه ويعتبر نفسه أفضل من غيره.
وهكذا، يستثمر النظام في برْدَعَة الجزائريين بالكذب والبهتان وترويج الترهات، ويعمل على دغدغة عواطفهم بشعارات فارغة من قبيل "النيف" والقوة الضاربة والدولة القارة وغيرها من العجرفات الفجة. والهدف تضليلي بالأساس، ويرمي إلى حجب حقيقة الأوضاع في المغرب على المواطن الجزائري. وهنا، نفهم لماذا الإصرار على إبقاء الحدود مغلقة، ولماذا التصعيد بقطع العلاقات الديبلوماسية بشكل أحادي ومفجئ.
نحن نفهم هدف النظام المتمثل في منع الجزائريين من الاطلاع على البنيات التحتية وعلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المغرب الذي ليس له لا بترول ولا غاز؛ ويخشى هذا النظام المفلس أن تتاح فرصة لمواطنيه لمعرفة حقيقة الوضع في جارهم الغربي، فيقارنون بينه وبين بلادهم التي تعوم على أبحر من النفط والغاز؛ ومع ذلك، تعرف خصاصا مهولا في المواد الغذائية الأساسية والبسيطة من قبيل الحليب والزيت والدقيق والبطاطا والبصل والعدس وغيره من الأساسيات. ويكفي أن نعرف أن في بلاد الغاز، يتطلب الحصول على قنينة غاز البوطان، الوقوف في الطابور لساعات طوال.
لا شك أن المتتبع يلاحظ أن الإعلام المغربي الرسمي يتجاهل تهجم الإعلام الجزائري على الدولة المغربية. فهو لا يتفاعل ولا يرد على سخافات وتفاهات هذا الإعلام المنحط لغة وأسلوبا ومضمونا؛ وذلك عملا بالقول الحكيم: "أعرض عن الجاهل السفيه؛ فكل مـا قـال فهـو فيـه؛ ما ضر بحر الفرات يومـاً إن خاض بعض الكلاب فيه".
واعتبارا لما قلناه في الفقرات أعلاه عن تقرير وكالة "الصرف غير الصحي" الجزائرية، نطرح عليها وعلى القارئ هذه الأسئلة البسيطة: من هو البلد الذي يوجد على حافة الإفلاس، المغرب أم الجزائر؟ من منهما مهدد بالمجاعة؟ هل الذي طوابيره لا تنتهي على أبسط المواد الغذائية، أم الذي فيه وفرة في كل شيء؛ في الأساسي والكمالي؟
ودون الخوض فيما ينضح به التقرير المذكور من بُأس أخلاقي وفراغ فكري ومعرفي وجهل سياسي وديبلوماسي، نسأل: من يعاني من العزلة، المغرب أم الجزائر؟ أليس الجواب عن هذا السؤال بسيطا للغاية؟ فمن البد الذي له وضع اعتباري دوليا، هل المغرب أم الجزائر؟ ومن يراكم الانتصارات الديبلوماسية على المستوى الإقليمي والجهوي والدولي، المغرب أم الجزائر؟ ألا تساهم هذه الانتصارات في تحجيم موقع الخصم وتزيد من عزلته؟ من يستعمل ديبلوماسية الشيكات (الرشوة) لكن دون جدوى، المغرب أم الجزائر؟ في أي من البلدين الدعارة مباحة قانونيا، أفي المغرب أم في الجزائر؟ من يعاني أزمة هوية، المغرب أم الجزائر؟ من له عقدة من التاريخ، المغرب أم الجزائر؟ من حججه ضعيفة، المغرب أم الجزائر؟ من يعاني من مركب نقص أمام جاره، المغرب أم الجزائر؟ من منهما عدواني؟ ومن منهما خائن للعهد والثقة؟ ويمكن أن نستمر في طرح الأسئلة إلى ما لا نهاية.
خلاصة القول، السفه من سمات الأغبياء والمعتوهين والمخبولين؛ والسفيه ينطق دائما بما فيه. والحكمة تقتضي ألا نجيب السفهاء (إذا نطق السفيهُ فلا تُجبْهُ ** فخيرٌ من إجابته السكوتُ). لكن حين يصبح السفه منهاجا للحكم وأسلوبا في تدبير العلاقات البينية، فالأمر يختلف.



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحذير من العدوى بالغباء
- الغباء في الجزائر وراثي أم مكتسب؟
- قُلتها وأُكررها: ستتعبون كثيرا، أيها الأغبياء، مع المغرب وبس ...
- المفلسون في المتاجرة بالقضايا الكبرى المشتركة: الجزائر و-الب ...
- الجزائر من الحراك الشعبي إلى الاستسلام للطوابير
- المطالبة بالإبقاء على الحدود الموروثة عن الاستعمار دعوة لطمس ...
- إلى -أبطال حظيرة الكبار-، أبواقا ونخبا عبيطة: ستتعبون كثيرا ...
- الاغتناء من الأزمات إثراء غير مشروع
- دور فرنسا في السقطة المدوية للبرلمان الأوروبي
- الجزائر وأزمة الهوية
- ماذا يوجد في دماغ إعلاميي الجزائر؟
- مونديال قطر وتجليات -تمغربيت-
- بعد نجاح مونديال قطر، هل ستراجع الفيفا قرارها بشأن مونديال 2 ...
- فرحة الشعب الفلسطيني بأسود الأطلس عَرَّت حقيقة تجار القضية ا ...
- هل أتاكم حديث دولة تعاقب مواطنيها بسبب تعبيرهم عن الفرح؟
- الفرحة أصبحت مغربية ولا عزاء لأعداء الفرح
- الجزائر ومونديال قطر
- الجزائر تفتقر لرجال دولة
- البَرْدَعَةُ كأسلوب للحكم في الجزائر
- الجزائر قوة ضاربة أم قوة مضروبة؟


المزيد.....




- لبنان.. 8 ضحايا في انفجار مطعم بالعاصمة بيروت وقرار عاجل من ...
- زاخاروفا تصف من يعتزمون تسليم الأوكرانيين في أوروبا إلى كييف ...
- فرنسا تدعو إسرائيل إلى إعلان موقفها من مقترح يتعلق بالحدود م ...
- البنتاغون يكشف خططا غربية لتزويد أوكرانيا بمقاتلات -إف-16- و ...
- نجيب ساويرس يعلق على وصف رئيس مصري راحل بـ-الساذج-
- دراسة: ظهور النظام الأبوي أدى إلى تقليل التنوع الجيني بين ال ...
- اجتماع وزاري في الرياض يؤكد حل الدولتين
- تظاهرة بمحيط السفارة الإسرائيلية في عمان
- حزب الله يقصف مبان بمستوطنة المطلة
- أنباء عن ترحيل المملكة المتحدة إلى رواندا طالب لجوء في أول ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - السفيه ينطق بما فيه