أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - فرحة الشعب الفلسطيني بأسود الأطلس عَرَّت حقيقة تجار القضية الفلسطينية














المزيد.....

فرحة الشعب الفلسطيني بأسود الأطلس عَرَّت حقيقة تجار القضية الفلسطينية


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 7466 - 2022 / 12 / 18 - 02:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد كان للفريق الوطني المغربي لكرة القدم الفضل في إدخال الفرحة والسرور على قلوب وإلى بيوت مئات الملايين من عرب ومسلمين، أفارقة وأسيويين، أمازيغ وعبريين، أمريكيين وأوروبيين حتى أصبح اسم المغرب يكاد يكون على كل لسان في أرجاء المعمور. لقد حقق الفريق الوطني إشعاعا عالميا للمغرب، لا يقدر بثمن، ولا عزاء للحاقدين والناقمين، المرضى بعقدة المغرب المزمنة.
لكن الفرحة التي غمرت أرض فلسطين، لا فرق في ذلك بين غزة والضفة، ولا بين هذا الفصيل أو ذاك، كان لها طعم خاص ورمزية كبيرة تحمل، في طياتها، قيما أخلاقية وإنسانية وثقافية وحضارية... لقد عمت الفرحة المغربية كل البيوت، فجعلت الفلسطينيين، رجالا ونساء، أطفالا وشيوخا، يعبرون عن هذه الفرحة بتلقائية كبيرة وأخوة صادقة؛ مما أغضب تجار القضية الفلسطينيين.
لقد عاين هؤلاء التجار الجماهير الفلسطينية بكل أطيافها وشرائحها، وهي تحتفي بإنجازات أسود الأطلس، وسمعوها وهي تهتف باسم المغرب، ورأوها وهي ترفع علمه عاليا خفاقا؛ ولم تكن صور جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، غائبة عن هذه الفرحة الفلسطينية العارمة، وهذه الاحتفالية المُبهرة، فأيقن تجار القضية أن شعاراتهم لا تأثير لها على الشعب الفلسطيني لعدم صدقيتها ومصداقيتها؛ كما أن مراهنتهم على مناهضة التطبيع باسم الممانعة - ادعاء طبعا لا حقيقة، كوسيلة لخداع الشعب الفلسطيني وكل الشعوب العربية التي تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها - قد فشلت فشلا ذريعا.
لذلك، جن جنونهم وخرجوا عن طورهم، فصبوا جام غضبهم على الشعب الفلسطيني، بأساليب لا أخلاقية تنم عن مدى انحطاطهم السلوكي والإنساني، وتكشف عن مدى كذب شعاراتهم سواء فيما يخص القضية الفلسطينية أو الوحدة العربية؛ وكشفت هذه الأساليب الدنيئة للعالم أجمع مدى الغل والحقد الذي يكنه تجار القضية الفلسطينية للمغرب ولشعب المغرب.
المقصود بهذه الإشارة واضح طبعا وضوح الشمس. لقد سلط النظام الجزائري أبواقه للتهجم على الشعب المغربي والشعب الفلسطيني معا، بسبب تعبير هذا الأخير عن فرحته بإنجازات أسود الأطلس؛ وكيف لا يفعل النظام العسكري ذلك، وقد اعتقل (اعتقل جنودا لإظهارهم الفرحة بانتصار المغرب) وعزل لنفس السبب؛ إذ تم عزل مدير التلفزيون العمومي لمجرد أن نشرة الأخبار أوردت اسم المغرب كمتأهل للمربع الذهبي في مونديال قطر 2022.
نحن المغاربة اعتدنا على خبث هذا النظام وأساليبه القذرة. لقد رحل الاستعمار الفرنسي عن شمال إفريقيا وترك بجوارنا كابراناته على رأس النظام، بالإضافة إلى أبناء الحرْكِيِّين وأحفاد الكراغلة الذين لم نر منهم إلا الشر، والتاريخ شاهد على ما نقول، وليس المجال هنا للخوض في هذا الأمر.
أما الشعب الفلسطيني، فسوف يُصدم صدمة قوية إن هو اطلع على بعض الفيديوهات لأبواق النظام الجزائري وذبابه الإليكتروني؛ إذ سوف يسمع من الكلام الساقط، النابي، القذر، المنحط في حقه، ما لم يسمعه حتى من ألد أعدائه الصهاينة، خصوصا وأن الشعب الفلسطيني شعب راق، شعب مثقف، متحضر...وليس كالهمج الموجود في حظيرة الكبار؛ وسوف يدرك هذا الشعب مع من حشرنا الله في الجوار. فيا لانحطاط هذا النظام الذي تاجر دائما بالقضية الفلسطينية!!! ويا لإفلاسه في هذه المتاجرة، أخلاقيا وسياسيا وإنسانيا!!!
وكان يكفي أن يعبر الشعب الفلسطيني عن فرحته بإنجازات الفريق الوطني المغربي، ليكشف النظام العسكري عن كنهه وحقيقته. وماذا يمكن أن يُنتظر من همج حظيرة الكبار سوى البذاءة والحقارة والقذارة والدناءة والخسة...؟ فهم لا يعرفون غير هذه القذارات.
فكم نحن سعداء بفرحة الشعب الفلسطيني بانتصارات فريقنا الوطني! وكم نحن فخورون بوعي هذا الشعب الذي أعطى درسا قاسيا للمتاجرين بقضيته! فهذا الشعب البطل يعرف من يتاجر بقضيته، ومن يتبناها حقا وحقيقة ويدافع عنها بكل صدق وعزيمة، دون مِنَّة ولا تباهٍ أو تبجُّح.
فشكرا للشعب الفلسطيني على تعرية حقيقة المتاجرين بقضيته، وشكرا لأسود الأطلس الذين أعطوا له الفرصة لإظهار هذه الحقيقية. ففرحة الفلسطينيين بانتصارات أسود الأطلس، كانت بمثابة سكين حاد غُرس في قلب النظام الجزائري وفي قلوب أبواقه وقلوب كل المبرْدَعين من أتباعه، أينما وجدوا.
لا بد من الإشارة، في ختام هذا المقال المتواضع، إلى أن هذا الصنف من البشر الذي بجوارنا قد احتفلوا في الداخل والخارج يوم الأرباء 14 دجنبر 2022، ليس بانتصار ماماهم فرنسا؛ بل بانهزام فريق الأسود أمام بطل العالم لنسخة 2018 في روسيا. ويكفي أسود الأطلس فخرا واعتزازا أنهم الفريق الوحيد، إفريقيا ومغاربيا وعربيا، الذي وصل، ولأول مرة في تاريخ كأس العالم، إلى المربع الذهبي في نسخة قطر لكأس العالم 2022. وقد شرّف هذا الفريق العرب والمسلمين والأفارقة والأمازيغ، وأعطى نكهة خاصة للمونديال الذي يُنظم لأول مرة في بلد عربي. فليمت الحاسدون والحاقدون بغيظهم.
مكناس في 18 دجنبر 2022



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أتاكم حديث دولة تعاقب مواطنيها بسبب تعبيرهم عن الفرح؟
- الفرحة أصبحت مغربية ولا عزاء لأعداء الفرح
- الجزائر ومونديال قطر
- الجزائر تفتقر لرجال دولة
- البَرْدَعَةُ كأسلوب للحكم في الجزائر
- الجزائر قوة ضاربة أم قوة مضروبة؟
- الجزائر: لا أمل في شفاء النظام وأبواقه من عقدة اسمها المغرب
- المُوَّاء الديمقراطي ممكن مع برلمانيين من طينة لحبيب بن الطا ...
- القمة العربية وورطة الجزائر
- الجزائر والشعور بالحرمان
- السقوط الأخلاقي للنظام الجزائري ونخبه وأبواقه
- رسالة مفتوحة إلى السيد الأمين العام للأمم المتحدة والسيد رئي ...
- ماذا يعني أن تتقاطع تقارير استخباراتية فرنسية مع توصيات دراس ...
- الجزائر تعود لديبلوماسية الشيكات وسياسة الابتزاز
- رسالة مفتوحة من مواطن مغربي إلى السيد قيس سعيد رئيس الجمهوري ...
- عقدة المغرب أحالت الإعلام الجزائري إلي مارستان للعاهات النفس ...
- رسائل بنكيران حول بلاغ وزارة الخارجية المغربية، موجه لمن؟
- الغباء عاهة تشل تفكير نخب النظام الجزائري (تتمة)
- الغباء عاهة تشل تفكير نخب النظام الجزائري
- ما حظ -الشيخ- عبد الإله بنكيران من الأخلاق الإسلامية؟؟


المزيد.....




- تعرضت للإصابة خلال تصويره.. زينة تشارك متابعيها لحظات من كوا ...
- -تناقض صارخ-.. تحليل لـCNN يوضح فرق اللقاء بين رئيسة وزراء ا ...
- ترامب يرد على سؤال إن كان قرر توجيه ضربة داخل فنزويلا
- قرد يهرب في متجر هالوين من مالكته ويتعلق بالسقف.. شاهد ما حد ...
- -البنتاغون- توافق على تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك بعيدة ا ...
- مسؤول سوري: أحمد الشرع والقصر الجمهوري وكل المؤسسات مُلزَمون ...
- الإعيسر في بلا قيود: لدينا خارطة طريق إن نُفذت ستضع حداً للح ...
- ماذا نعرف عن -أبو لولو جزار الفاشر-، وكيف رأى سودانيون خبر ا ...
- فيديو - إسرائيل تُعيد جثامين 30 فلسطينياً إلى قطاع غزة
- أطول كنيسة في العالم: ساغرادا فاميليا في برشلونة تصل إلى ارت ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - فرحة الشعب الفلسطيني بأسود الأطلس عَرَّت حقيقة تجار القضية الفلسطينية