أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - الجزائر: لا أمل في شفاء النظام وأبواقه من عقدة اسمها المغرب














المزيد.....

الجزائر: لا أمل في شفاء النظام وأبواقه من عقدة اسمها المغرب


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 7431 - 2022 / 11 / 13 - 02:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تؤكد الأحداث أن عقدة المغرب التي يعاني منها النظام الجزائري بكل مكوناته لا تزداد، مع الأيام، إلا تعقيدا واستفحالا لدرجة أصبح معها العلاج في حكم المستحيل، ما لم تحدث معجزة في هذا البلد الجار، تحرر أهله من غطرسة النظام العسكري الذي بسط سيطرته على كل شيء وحرم الشعب الجزائري الشقيق من الحرية ومن التمتع بخيرات بلاده، التي يتم بذيرها وتبديدها فيما لا يعود بأي نفع على البلاد والعباد.
لو أردنا أن نحصي علامات ( (symptômesعقدة النظام الجزائري تجاه المغرب والوقوف عند تجلياتها، للزمنا وقت طويل وصفحات كثيرة قد تتحول إلى مُؤَلف. لنكتف بآخر حدث تجسدت فيه هذه العقدة المزمنة؛ ونعني بذلك مؤتمر القمة العربية المنعقد بالجزائر يومي 1و2 نونبر 2022، تحت شعار "لم الشمل العربي". فالتعامل البروتوكولي والإعلامي الغبي مع الوفد المغربي، سواء خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب تحضيرا لجدول أعمال القمة، أو خلال انعقادها، قدم للمتتبع ما يكفي من الدلائل والبراهين، من جهة، على عمق الأزمة النفسية التي توغر صدر النظام وتخنق أنفاسه بفعل ما يشعر به من غل وحقد وحسد تجاه المغرب؛ ومن جهة أخرى، قدم للعالم العربي، ومن خلاله، لكل العالم، صورة بئيسة عن الجزائر ومؤسساتها. فلا شيء كان في مستوى الحدث سواء من الناحية الديبلوماسية أو البروتوكولية أو التنظيمية أو الإعلامية... فكيف، والحالة هذه، لا يتحول شعار "لم الشمل" إلى "تشتيت الشمل"؟
وبالفعل، فقد قاطع أغلب الزعماء العرب هذه القمة واكتفوا ببعث من ينوب عنهم، وبرتب متباينة. وهذا دليل على فشل القمة المذكورة. لكن غباء الإعلام الجزائري الذي يعمل بتوجيهات العسكر، جعله يسقط في تناقض صارخ. ويتجلى هذا التناقض، من جهة، في التسويق لنجاح القمة (التي تميزت بفضائح "عبد المجيد شراطون") لإلهاء الشعب الجزائري عن مشاكله الحقيقية المتمثلة في القمع المسلط على نشطائه وفي ندرة المواد الغذائية الأساسية؛ وهذا أمر مألوف، في هذا البلد، بحيث يعمل النظام، دائما، على تحويل هزائمه إلى انتصارات وهمية؛ ومن جهة أخرى، في الحملة المسعورة التي شنها على السيد ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي مُحمِّلا إياه مسؤولية فشل القمة؛ مما يدل على عمق الأثر الإيجابي الذي تركه الوزير المغربي لدى ممثلي البلدان العربية الصديقة، والأثر السلبي الذي ظهر على النظام وأبواقه.
وبالفعل، فقد كان بوريطة نجم القمة بامتياز، رغم منعه من إلقاء كلمة المغرب فيها؛ وهذا ما أوغر صدر النظام وأبواقه. ويعتبر هذا الأمر، في حد ذاته، اعترافا ودليلا على فشل القمة التي راهن عليها ولهث من وراء تنظيمها. نتذكر السفريات المكوكية للعمامرة، من جهة، وتبون من جهة أخرى.
لقد روج أبواق النظام (وقبلهم لعمامرة، وزير الخارجية) أكاذيب مفضوحة على سبب غياب جلالة الملك محمد السادس عن القمة التي كان يرغب في الحضور إليها إذا ما توفرت الشروط التنظيمية والبروتوكولية المتعارف عليها في مثل هذه المناسبات. لكن النظام الجزائري تعمد عرقلة هذا الحضور الذي كان سيسبب له، بكل تأكيد، إحراجا وإزعاجا كبيرين نظرا لموقفه العدائي من المغرب. وهكذا، أطلق حملة إعلامية مسمومة ضد المغرب قبل المؤتمر كإعلان عن عدم رغبته في حضور الملك؛ وتلا ذلك تلكؤه في الجواب الرسمي على طلب المغرب بشأن الشروط الأمنية والبروتوكولية لحضور الملك إلى الجزائر. ومع ذلك، لا يخجلون من إلقاء اللوم على المغرب.
لقد جعل هذا النظام من العداء للمغرب عقيدة؛ وهي، في الحقيقة، عقدة استحكمت في كل مفاصل الدولة بمؤسساتها وإعلامها ونخبها. ويكفي أن تقرأ أو تسمع أو تشاهد ما يفوه به تجاه المغرب مسؤول جزائري أو صحافي أو محلل لتدرك أنهم كلهم بعيدون كل البعد عما حبا به الله البشر السوي. لذلك، لا غرابة في أن يكتب أحد المنابر الإعلامية الرسمية أن الجزائر قد دخلت إلى حظيرة الكبار.
فهنيئا للنظام الجزائري بهذا الإنجاز العظيم. وعلى العلماء المهتمين بالتصنيف أن يحددوا لنا نوع هذه الحظيرة. فهل هي حظيرة خاصة بكبار الجمال أم البغال أم الحمير أم الأبقار أم هي للكبار من كل هؤلاء جميعا؟ وقد يكتشف العلماء بأن الأمر يتعلق بنوع جديد يُكتشف لأول مرة، وينتسب للبشرية التي تفضل العيش في الحظيرة.
كيف ما كان الحال، فهذه السقطة اللغوية تكشف لنا مستوى نخب النظام الجزائري. وهو، في الواقع، تحصيل حاصل. فالنظام العسكري حوَّل البلاد، واقعيا، إلى مجرد زريبة (أو إصطبل) بالمعنى الحقيقي والمجازي، ينهق فيها أمثال بن خروف وبن سديرة وبونيف والدراجي وغيرهم كثر، حتى وإن كانوا خارجها (نعرف أين يعيش بن خروف وبن سديرة والدراجي). وحتى لا نقسو كثيرا على النظام ونخبه، لنقل بأنه حول البلاد إلى مرستان كبير يأوي المرضى بعقدة المغرب (أنظر "عقدة المغرب أحالت الإعلام الجزائري إلي مارستان للعاهات النفسية"، نشر في "أخبارنا" يوم 21 - 08 – 2022). فالنظام ومن يدور في فلكه يعطون الدليل تلو الدليل بأنهم مجموعة من البلهاء والمعتوهين؛ فلا صواب ولا منطق فيما يقولون أو يكتبون. فكلما تعلق الأمر بالمغرب، تجدهم ينهقون وينعقون ويهذون كالمجانين، أو على الأقل كالمصابين بالحمى.
فكم هو محزن، أن تلحظ أن العقل لا حظ له عند النظام وأبواقه! إن نخب النظام، بغض النظر عن مستواهم التعليمي والاجتماعي والسياسي، يلوكون نفس الكلام الذي يلوكه شنقريحة وتبون وغيرهما؛ إذ يردده الإعلامي والجامعي والمحلل السياسي والاقتصادي والرياضي والناشط السياسي... إنه مؤسف أن تجد أستاذا باحثا في التاريخ أو في العلوم السياسية والاجتماعية، وهو يجتر خطاب النظام حول الصحراء المغربية. فأين هي الأمانة العلمية والنزاهة الفكرية؟
خلاصة القول، لقد جعل النظام من النخب التي تدور في فلكه، مهما كان مستواهم الأكاديمي، مجرد أناس مسلوبي الإرادة، مُغيَّبي العقل؛ لا فرق بينهم وبين من رُفع عنه القلم.



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُوَّاء الديمقراطي ممكن مع برلمانيين من طينة لحبيب بن الطا ...
- القمة العربية وورطة الجزائر
- الجزائر والشعور بالحرمان
- السقوط الأخلاقي للنظام الجزائري ونخبه وأبواقه
- رسالة مفتوحة إلى السيد الأمين العام للأمم المتحدة والسيد رئي ...
- ماذا يعني أن تتقاطع تقارير استخباراتية فرنسية مع توصيات دراس ...
- الجزائر تعود لديبلوماسية الشيكات وسياسة الابتزاز
- رسالة مفتوحة من مواطن مغربي إلى السيد قيس سعيد رئيس الجمهوري ...
- عقدة المغرب أحالت الإعلام الجزائري إلي مارستان للعاهات النفس ...
- رسائل بنكيران حول بلاغ وزارة الخارجية المغربية، موجه لمن؟
- الغباء عاهة تشل تفكير نخب النظام الجزائري (تتمة)
- الغباء عاهة تشل تفكير نخب النظام الجزائري
- ما حظ -الشيخ- عبد الإله بنكيران من الأخلاق الإسلامية؟؟
- مكناس من فرساي المغرب إلى باريس الصغرى فالقرية الكبرى
- إلى السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقرا ...
- رسالة مفتوحة من محمد إنفي إلى السيدة حسناء أبو زيد: -كِيفْ ج ...
- تفاعل على تفاعل مع مقالي -لا حاجة للاتحاد الاشتراكي بغثاء ال ...
- مأساة ريان والدروس الممكن استخلاصها من الحادث
- المؤتمر الوطني الحادي عشر: إبداع، تحدي، ثم نجاح؛ ولا عزاء لل ...
- الصحافي حميد المهداوي في دور النائحة المستأجَرة ومهمة حفار ا ...


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - الجزائر: لا أمل في شفاء النظام وأبواقه من عقدة اسمها المغرب