أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - الغباء في الجزائر وراثي أم مكتسب؟















المزيد.....

الغباء في الجزائر وراثي أم مكتسب؟


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 7567 - 2023 / 3 / 31 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلمة غباء ليست بالضرورة سُبة أو تعْييرا؛ فقد تكون مجرد وصف لحالة أو تسجيلا لواقع. والواقع الحالي في الجزائر يؤكد أن الغباء يشكل ظاهرة ملفتة للنظر. وحتى لا نسقط في التعميم، سوف نقصر اهتمامنا على الدولة بمؤسساتها وأبواقها. واعتبارا للواقع الحالي في الجزائر، يمكن أن نؤكد بكل ثقة ويقين أن الغباء سمة عامة في الدولة من أصغر مسؤول فيها وأتفه بوق لها إلى رئيس الجمهورية. ومعلوم أن الغباء درجات، مثله مثل الذكاء؛ فهو يتفاوت من شخص لآخر. لذا، فإن الذكاء معني أيضا بالسؤال أعلاه.
شخصيا، لست مؤهلا لإعطاء جواب علمي على هذا السؤال بشقيه (الغباء والذكاء). لكن، يمكن أن نستنجد بأبحاث العلماء في الموضوع؛ إذ أن بعض هذه الأبحاث تؤكد أن نسبة الغباء أو الذكاء مرتبطة بالجينات الموروثة من الأب أو الأم؛ غير أنه يمكن التحكم فيها بالاعتماد على عوامل أخرى كالتعليم والتنشئة الاجتماعية وغيرها؛ مما يعني أن في الذكاء والغباء نسبا مكتسبة بفعل التحكم في جيناتهما (انظر مقالا بعنوان "هل الغباء وراثي أم مكتسب"؟، موقع "المرسال. كوم" بتاريخ 15 فبراير 2020).
وتقدم لنا هذه الفقرة معطى أساسيا لفهم الوضع الحالي في الجزائر. فاعتبار التعليم والتنشئة الاجتماعية ضمن العوامل التي تتحكم في الجينات، يفسح لنا المجال لفهم الوضع الحالي في جارتنا الشرقية. إن استحضار بعض المحطات الحاسمة في تاريخ العلاقة بين البلدين، وبالأخص محطات 1963، 1975 و1994، يجعلنا نفهم أكثر من غيرنا الوضع في الجزائر. لقد اشتغل النظام العسكري، خلال العقود الماضية، على تدجين أجيال من الجزائريين بتنشئتهم على العداء والكراهية للمغرب من خلال "البروباغندا" وغسل الدماغ، معتمدا في ذلك على التعليم والإعلام.
فلا غرابة، إذن، أن نجد في دواليب الدولة وفي مراكز السلطة أشخاصا فارغين وتافهين، رغم ما يتوفرون عليه من شهادات عليا. ويزكي هذه الحقيقة حجم الغباء المستشري في الإعلام بكل أنواعه، حيث العُبَّط والمعتوهون، بمن فيهم المحللون أصحاب الشهادات الجامعية العليا، يقدمون صورة بئيسة عن الإعلام الجزائري؛ وقس على ذلك باقي المجالات.
ورغم أنني أمقت التعميم لما فيه من ابتعاد عن معيار الموضوعية والنزاهة الفكرية، فإنني أتفهم موقف بعض "اليوتيوبرز" المغاربة الذين يتحدثون عن الجزائريين بالإطلاق؛ وبالأخص "المُهَبِّطون" منهم، ممن يجعلون من العُبَّط والمعتوهين - الذين يملؤون وسائط التواصل الاجتماعي، وبالأخص اليوتيوب، وكذا منابر الإعلام الرسمي وشيه الرسمي - دليلا ومبررا للحكم على الجزائريين بالغباء، رغم ما قد يكون في هذا الحكم من مبالغة أو إجحاف في حق العديد منهم.
لكن ما هو مؤكد، هو أن هذا الواقع البئيس الذي نتحدث عنه، هو من صنع النظام الجزائري، الذي يمكن أن ينطبق عليه المثال المغربي الدارج: "للي كيحسب بوحديه كيشيط ليه". لقد أراد هذا النظام أن يصنع مواطنا جزائريا معاديا للمغرب بـ"الفطرة"؛ لكنه وقع في شر أعماله فصنع مواطنا عبيطا حجته واهية وقدراته العقلية مُدجَّنة ورصيده المعرفي ضعيف وحظه من المنطق والحكمة ضئيل. وهذا الواقع، هو الذي أعطانا عبد المجيد تبون وأمثاله، كمال رزيق وأمثاله، عمار بلاني وأمثاله، واللائحة طويلة.
ويمكن أن نجزم بأن النظام ساهم بشكل كبير في رفع نسبة الغباء المكتسب في الجزائر؛ وقد وصلت هذه النسبة مداها مع "الجزائر الجديدة" الموسومة بـ"حظيرة الكبار". فالغباء يلاحظ على كل المستويات: في السياسة، في الاقتصاد، في الديبلوماسية، في الإعلام، في الثقافة، في الرياضة (الجمهور على سبيل المثال)، وفي غيرها. ويكفي أن تتابع حوارا متلفزا أو على أمواج الأثير أو تقرأ مقالا صحافيا، لتدرك أن نخب النظام غبية بكل معنى الكلمة، مهما كان مستواها التعليمي وشهاداتها الجامعية. وهذا ليس حكم قيمة؛ بل خلاصة موضوعية للعبط والعته الذي يلاحظه كل مراقب موضوعي ومحايد. ولهذا، قلت مرارا - ولست وحدي من يقول هذا، بل حتى بعض الأصوات الجزائرية تقول ذلك - بأن الجزائر أصبحت أضحوكة العالم في عهد عبد المجيد تبون؛ وحواراته العبيطة شاهدة على ذلك.
لقد ارتكب الهواري بومدين (بوخروبة) جريمة في حق الجزائر بإرسائه قواعد النظام العسكري فيها. وها هو الشعب الجزائري يؤدي الثمن بعد أن تمكن العُبَّط من مفاصل الدولة. فالجزائر لم تكن بهذا العبط الذي نلاحظه اليوم؛ بل بالعكس، فقد أنجبت مفكرين ورجال دولة كبار وشخصيات كان لها باع طويل في السياسة. ويحضرني، هنا، على سبيل المثال لا الحصر، اسم الأخضر الإبراهيمي، وزير خارجية الجزائر الأسبق. فلتجربته السياسية وحنكته الدبلوماسية، فقد تم تكليفه من قبل الأمم المتحدة والجامعة العربية بعدة مهمات. وكانت آخرها مبعوثا مشتركا للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا بهدف إيجاد حل بين المعارضة ونظام الأسد؛ لكنه، بعد عامين من العمل المضني الذي لم يفض إلى نتيجة، استقال من منصبه معتذرا للشعب السوري عن عدم القدرة على مساعدته.
وبهذا الاعتذار، يقدم الرجل مثالا عن حسن الأخلاق وتقدير المسؤولية، ويبرهن عن اتصافه بالحكمة والتواضع والعقلانية والذكاء والكفاءة النظرية والعملية. وأغبياء النظام لا يستفيدون من أمثال هذا النموذج؛ ذلك أن الأغبياء يتصفون، بصفة عامة، بالعناد والتعالي وقلة الفهم والإدراك. وتجتمع هذه الصفات في "سكان" قصر المرادية، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، عبد المجيد "شيراتون". ولو لم يكن كذلك، لما أطلق كل مرة كلاما عبثيا يجعله موضع سخرية واستهزاء عارمين. فقوله بأن الجزائر مهد الديمقراطيات الأوروبية ومُنْطَلَق للثورات في اليونان والبرتغال وإسبانيا؛ وحديثه عن استعداده للوساطة بين روسا وأوكرانيا؛ وقبل ذلك، إطلاقه لتصريح أغبى من الغباء، في استجواب صحافي، بعد مؤتمر القمة العربية الفاشل، قائلا: "القضية الفلسطينية، أتركوها لي"؛ كل هذا (وما هو إلا غيض من فيض) دليل على الفراغ الفكري والفقر المعرفي والعبط الذهني الذي يُفقده المراقبة على لسانه وعلى تفكيره.
خلاصة القول، الغباء في الجزائر أصبح ماركة مسجلة؛ ومظاهرة باريس تؤكد هذه الحقيقة. فالجزائري، حتى وإن تمكن من مغادرة البلاد، فهو لا يستطيع التخلص من الشحن الذي مارسه عليه نظام بلاده ضد المغرب، فصيَّره عبيطا لا يميز بين الحق والباطل. وهذا الأمر يؤكد أن نسبة الغباء المكتسب تفوق بكثير نسبة الغباء الوراثي. ويعتبر "جيمس واتسون" (عالم الأحياء، 75 عاما، رئيس مختبرات كولد سبرنج هاربر في نيويورك) هذا الصنف من الغباء مرضا وراثيا، "مؤكدًا على ضرورة حث العلماء عل بحث الأسباب وإيجاد حل أو علاج مناسب، لأن الأشخاص الذين يعانون من معدل ذكاء منخفض ولا يعانون من أمراض ذهنية مثل التوحد أو التخلف العقلي لابد من علاجهم" (انظر نفس المرجع المشار إليه في الفقرة الثانية من هذا المقال).



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قُلتها وأُكررها: ستتعبون كثيرا، أيها الأغبياء، مع المغرب وبس ...
- المفلسون في المتاجرة بالقضايا الكبرى المشتركة: الجزائر و-الب ...
- الجزائر من الحراك الشعبي إلى الاستسلام للطوابير
- المطالبة بالإبقاء على الحدود الموروثة عن الاستعمار دعوة لطمس ...
- إلى -أبطال حظيرة الكبار-، أبواقا ونخبا عبيطة: ستتعبون كثيرا ...
- الاغتناء من الأزمات إثراء غير مشروع
- دور فرنسا في السقطة المدوية للبرلمان الأوروبي
- الجزائر وأزمة الهوية
- ماذا يوجد في دماغ إعلاميي الجزائر؟
- مونديال قطر وتجليات -تمغربيت-
- بعد نجاح مونديال قطر، هل ستراجع الفيفا قرارها بشأن مونديال 2 ...
- فرحة الشعب الفلسطيني بأسود الأطلس عَرَّت حقيقة تجار القضية ا ...
- هل أتاكم حديث دولة تعاقب مواطنيها بسبب تعبيرهم عن الفرح؟
- الفرحة أصبحت مغربية ولا عزاء لأعداء الفرح
- الجزائر ومونديال قطر
- الجزائر تفتقر لرجال دولة
- البَرْدَعَةُ كأسلوب للحكم في الجزائر
- الجزائر قوة ضاربة أم قوة مضروبة؟
- الجزائر: لا أمل في شفاء النظام وأبواقه من عقدة اسمها المغرب
- المُوَّاء الديمقراطي ممكن مع برلمانيين من طينة لحبيب بن الطا ...


المزيد.....




- بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي -أوريشنيك- الأسرع من الصوت ال ...
- تسبب بإغلاق الأجواء وتفعيل صافرات الإنذار.. إسرائيل تعلن اعت ...
- -الغزيون يحبّون ترامب-.. سفير أميركا في إسرائيل يحذف منشورًا ...
- عقوبات واشنطن قد تحرم مسؤولين فلسطينيين من حضور مؤتمر نيويور ...
- تبدّل المزاج الإسرائيلي.. أصوات تشكّك في -أخلاقيات الحرب- عل ...
- القسام تنشر فيديو لرهينة إسرائيلي والمبعوث الأمريكي يعد بزيا ...
- عشرات القتلى بهجومين شنهما مسلحون في بوركينا فاسو
- قمة تركية ليبية إيطالية تبحث ملف الهجرة وتحديات حوض المتوسط ...
- والدة الطفل الفلسطيني أمير تروي مأساة فقدان ابنها
- مصادر: ترامب يتطلع لضم أذربيجان ودول بآسيا الوسطى لاتفاقيات ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - الغباء في الجزائر وراثي أم مكتسب؟