أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - الثلاثية _ المقدمة مع الفصل الأول















المزيد.....

الثلاثية _ المقدمة مع الفصل الأول


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 7826 - 2023 / 12 / 15 - 17:57
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


مشروع السنة الجديدة ، مناقشة عشر أسئلة أساسية حول الزمن
( بالتزامن مع نقد كتاب الزمان في الفلسفة والعلم ، والمحور الثالث تلخيص أخير ونهائي _ كمثال تطبيقي _ للنظرية الجديدة ) .

مقدمة مشتركة

1
ماذا تعني كلمة الزمن ؟
وهل تختلف عن الزمان ، والوقت ؟
في العربية الموقف من الزمن بحالة خلط وفوضى شاملة ، ليس على مستوى اللغة والثقافة فقط ، بل على مستوى الشخصية الفردية نفسها . غالبا يوجد تناقض ذاتي ، في التصور الشخصي لفكرة الزمن أو الوقت أو الزمان .
بشكل خاص ، حول اشكالية طبيعة الزمن ، وماهيته وهل هو الذي تقيسه الساعة فقط ؟
سأكتفي بثلاثة أمثلة من الثقافة السورية ، الدكتور عصام سليمان مترجم كتاب الزمن عن الألمانية ، للمؤلف روديغر سافرانسكي . والأستاذة نور حريري ، فيلسوفة سورية شابة ، تكتب في المعرفة والثقافة العامة . وأدونيس ، الكاتب الشهر في العربية .
حتى اليوم ، لا أعرف رأي الدكتور عصام والأستاذة نور من السؤال ؟!
بينما تجاهل أدونيس النظرية والجديدة جملة وتفصيلا ، تفضيلا للسلامة كما أعتقد ، مثل غالبية المثقفين _ ات في العربية !
بينما يلهثون ، وبلا استثناء يتعدى الواحد بالمليون ، حول كاتب _ة من الدرجة الثالثة أو الثانية بأحسن الأحوال لحوار مباشر ، أو لأي شكل من التفاعل الثقافي .
لا أنكر صعوبة الموضوع ، ودوره في إبعاد القارئ _ة المثقف أيضا .
بكل الأحوال ، عسى خيرا ...
جوابي أيضا مركب ، ومن جزئين :
قبل 2018 ، كنت أمثل الثقافة السائدة ، في العربية والعالم .
حيث كلمة زمن ( أو وقت ، أو زمان في العربية ) مفهوم فلسفي غير محدود ، غامض وشبه مبهم بطبيعته ، كما يوجد اختلاف حوله بين الفلاسفة والعلماء يصل إلى درجة التناقض ، في العربية وغيرها .
بعد 2018 ، تغير موقفي العقلي بالفعل ، سأوضح السبب مع الدليل العلمي ( المنطقي والتجريبي معا ) على تحول كلمة زمن ( أو وقت ) إلى مصطلح علمي ، محدد بشكل دقيق وموضوعي بالتزامن ، عبر الفصول القادمة وفي الكتب الثلاثة بشكل متكامل .
كمثال :
محرك البحث غوغل يعتبر أن الزمن والوقت والزمان واحد ، لا فرق .
أتفق مع ذلك ، مع ملاحظة بسيطة :
الزمن = الوقت + فكرة الزمن .
الوقت = الزمن _ فكرة الزمن .
فكرة الزمن مبهمة ، متناقضة وبلا تحديد ، ويمكن اهمالها .
الوقت = الزمن .
فكرة الزمن :
خلال القرن الماضي ، وهذا القرن أكثر ، تحولت فكرة الزمن إلى مرادف للوقت الذي تقيسه الساعة .
وبقيت إشكالية الزمن أو الوقت ، من حيث طبيعته وماهيته ، في عهدة المستقبل والأجيال القادمة .
هذه خلاصة بحث سابق ، استمر لعدة سنوات .
وهذا موقفي الحالي ، وهو رأي يقبل النقاش والتعديل ، والتصحيح أيضا عندما يتعرض للنقد العلمي _ المنطقي والموضوعي المناسب .
وقبل أن أنتقل إلى الأسئلة العشر ، أذكر القارئ _ة بأهمية كتاب :
الزمان في الفلسفة والعلم ، للدكتورة يمنى طريف الخولي .
أعتقد أنه أفضل كتاب في العربية عن الزمن ، وربما في العالم ؟
( مع أنه ، بحسب قراءتي وفهمي ، يتضمن عدة أخطاء صريحة )
وسوف أحاول نقد هذا الكتاب خلال مشروع خاص ، ضمن الثلاثية ، فهو جدير بالاهتمام والقراءة والنقد خاصة .
....
عشر أسئلة عن فكرة الزمن ، أو الزمان أو الوقت لا فرق بينها ، هي مترادفات كما أعتقد .

1 _ ما طبيعة الزمن وماهيته ؟
2 _ ما هو اتجاه حركة الزمن ، بشكل منطقي وتجريبي ؟
3 _ ما نوع العلاقة بين الزمن والحياة ، أيضا بين الماضي والمستقبل ؟
4 _ هل الزمن نوع واحد ، أم أن له أكثر من نوع ؟
5 _ هل يمكن أن يوجد الزمن خارج الحاضر والماضي والمستقبل ؟
6 _ ما العلاقة بين الزمن والمكان ؟
7 _ هل تحول مفهوم الزمن الغامض ، إلى مصطلح علمي ومحدد بالفعل ؟
8 _ هل الزمن هو ما تقيسه الساعة فقط ، الوقت ، أم أكثر ؟
9 _ هل قياس الزمن ، والوقت ، عملية نسبية وتختلف بحسب الحركة والمراقب أم هي عملية ثابتة وموضوعية ولا تختلف بين وضع وآخر ؟
10 _ هل الزمن فكرة أم طاقة ؟
....
بعد نشر ومناقشة هذه الأسئلة ، وعرضها للحوار المفتوح ...
كل كتاب عن الزمن ، أو يكون موضوعه الزمن ، يتجاهل هذه الأسئلة ولا يتضمن أكثر من خمسة منها على الأقل رديء ، ويضلل القارئ _ة أكثر مما يعلمه .... ولا يتعدى ، موقف الكاتب _ة حدي الغفلة أو الخداع .
....
يمكن إضافة سؤال 11 جديد ، حول التمييز بين المواقف من الزمن .
حيث يعتبر بصورة عامة ، أن الزمن مفهوم فيزيائي وله وجوده الموضوعي والمستقل ، بينما يعتبره فريق مقابل فكرة لغوية وإنسانية .
تعتبر يمنى طريف الخولي في كتاب " الزمان في الفلسفة والعلم " أن
هذا السؤال تم حله بالفعل ، من خلال موقفين ونوعين من التفكير :
1 _ عقلاني ، ويعتبر أن للزمن وجوده الموضوعي والمستقل .
2 _ موقف لا عقلاني يعتبر أن الزمن فكرة إنسانية ، وثقافية .
( أعتذر عن هذا التلخيص السريع ، وغير الكافي ، للأفكار المتنوعة والمهمة ، وهي تحتاج وتستحق المزيد من المساحة والوقت والاهمام )
....
ملحق 1
أبسط ، وأحدث ، صيغة للنظرية الجديدة
وهي المعتمدة حتى يتم نقدها ، ونقضها ، بشكل منطقي وعلمي ..
آمل أن يحدث ذلك خلال حياتي ؟!

ثنائية الزمن والمكان فرضية خطأ ، أو ناقصة وتحتاج للتكملة :
البعد الثالث أو الخامس ، الحياة .
ثنائية الزمن والمكان زائفة .
ثنائية الزمن والحياة حقيقة .
المكان والزمن والحياة ثلاثة ، تدمج معا بحالة واحدة وخاصة داخل مكونات الذرة فقط .
عدا ذلك ، الحياة بعد خامس أو ثالث ( مع المكان والزمن ) ، في الوجود والواقع والكون .
والثلاثة معا ، تشكل الاطار الخارجي والموضوعي للكون وكل شيء .
....
ملحق 2
الاختلاف بين نوعي الفيزياء ، يقبل التفسير العلمي ( المنطقي والتجريبي معا ) أيضا الدقيق والموضوعي :
كل كائن حي يحمل الأزل في داخله ، مع الماضي كله ، وهو يمثل الوجود بالأثر المرحلة الوجودية الثالثة ( بالإضافة إلى الوجود بالفعل ، والوجود بالقوة ) . ولكل كائن حي فرصة احتمالية في الاتصال بالأبد ، عن طريق سلالات الأحفاد المستمرة والمباشرة خاصة . وبنفس الوقت يمثل الكائن الحي الحاضر دوما ، وبمختلف أنواعه ( الزمن والحياة والمكان ) .
الماضي يقيني ، وتجريبي ، وقد حدث سابقا بالفعل .
والمستقبل احتمالي ، يوجد بالقوة فقط .
( مثال الطفل _ة ربما يصل إلى مرحلة الكهولة ، أو يموت باكرا ) .
الحاضر ، بأنواعه وأشكاله المتعددة ، يوجد بين الماضي والمستقبل .
وذلك يفسر الخلاف بين نوعي الفيزياء ، فيزياء الكم الاحتمالية وغير اليقينية بطبيعتها والفيزياء الكلاسيكية ، ومعها فيزياء الفلك ، التجريبية والقابلة للتكرار بطبيعتها .
لكن التقسيم الثلاثي لا يكفي ( الحاضر والماضي والمستقبل ) ، ونحتاج على الأقل إلى ثلاثة تكملها ( الحاضر المستمر ، والماضي الجديد والمستقبل الجديد ) . وسأناقشها بشكل تفصيلي لاحقا .
....
....
2
الثلاثية _ التمييز بين الزمن الجديد والزمن القديم ممكن ، ولكن

سوف تبقى مشكلة الزمن ، وخاصة بين موقفي نيوتن واينشتاين ، إشكالية مزمنة طوال هذا القرن ، وهي تتلخص بشكل دقيق وموضوعي من خلال السؤال المباشر :

هل يمكن أن يكون نفس الحدث ، ولادة أو موت أو سفر ...وغيرها ، في الماضي بالنسبة لمراقب 1 وفي المستقبل بالنسبة لمراقب 2 ؟!
جواب اينشتاين نعم . ذلك ممكن ، وهو يحدث ، ويتكرر دوما .
ومعه ستيفن هوكينغ ويمنى طريف الخولي ، وغالبية الكتاب والمترجمين _ات بموضوع الزمن .
جواب نيوتن لا . ذلك غير ممكن ، مطلقا .
ومعه برغسون وبعض الكتاب بموضوع الزمن .
المشكلة هنا ، توجد مغالطة ومفارقة معا ، وهي سبب الغموض والتناقض في الثقافة العالمية ، لا العربية وحدها .
ما هو الموقف الصحيح ، المنطقي والتجريبي معا ؟
الحل الصحيح بديل ثالث بحيث يتضمن كلا الموقفين معا ، ويحقق التكامل الفعلي بينهما .
.....
المغالطة تقوم على الخلط بين ( نوعين ومرحلتين من الحاضر ، الحاضر 1 والحاضر 2 حيث زمن الحاضر 1 يتحدد بمن هم ما يزالون على قيد الحياة ، عند وقوع الحدث المعين ، وهنا الزمن كله حاضر ) وبين زمن الحاضر المستمر ، أو الحاضر 2 ، هو نفسه الماضي الجديد أو المستقبل الجديد ) .
الحاضر المستمر مزدوج ، ثنائي الإشارة والاتجاه ، بينما الماضي الجديد أو المستقبل الجديد متعاكسان بطبيعتهما ، أو متناقضان ، ووحيدا الاتجاه .
( حركة الماضي الجديد : من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
حركة المستقبل الجديد : من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر .
حركة الحاضر المستمر ثنائية الاتجاه والاشارة ، تتضمن كلا الحركتين السابقتين . وهنا تتكشف المفارقة بالفعل ) .
فكرة التمييز بين التعاكس والتناقض ، أو بين العكس والنقيض ، مشكلة لغوية وفلسفية تحتاج وتستحق اهتمام الثقافة العالمية لا العربية فقط . المهم في العلاقة بين المستقبل الجديد وبين الماضي الجديد ، هي أيضا من نوع المعادلة الصفرية من الدرجة الأولى :
س + ع = 0 .
الماضي الجديد + المستقبل الجديد = 0 .
....
العلاقة بين الماضي الجديد والمستقبل الجديد ، أيضا بين الماضي والمستقبل بصورة عامة ، جدلية عكسية تماثل العلاقة بين الزمن والحياة . وهما يتساويان بالقيمة ، ويتعاكسان بالإشارة والاتجاه دوما . ربما تكون المفارقة أشمل من المغالطة ، وتتضمنها بهذه الحالة . وفي العلاقة الثلاثية بين الأزمنة أو مراحل الزمن الثلاثة ، الحاضر والماضي والمستقبل ؟! المفارقة بصورة عامة تتمثل ، وتتجسد ، بالظاهرة الثانية : حيث يوجد اليوم الحالي في الحاضر والماضي والمستقبل بالتزامن ، وبنفس الوقت .
أغلب القراء ، وخاصة الجدد ، يخلطون بين المفارقة والمغالطة في العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل .
المفارقة والمغالطة معا ، يتضمنها مفهوم الحاضر ، الحاضر لم يتحول حتى اليوم _ من مفهوم غامض وشبه مبهم _ إلى مصطلح علمي ، محدد بشكل منطقي وتجريبي ، ودقيق وموضوعي معا .
سوف أناقش هذه المشكلة ، في ملحق خاص جديد خلال السنة القادمة ، مع أنني كنت ناقشتها سابقا ( خلال مشكلة العكس والنقيض ، ونوع العلاقة بينهما ) عبر نصوص منشورة على الحوار المتمدن .
....
مشكلة الحاضر أنه نسبي ومضوعي بالتزامن ، وبنفس الوقت .
تتوضح الإشكالية ، يتعذر حلها ضمن أدوات المعرفة الحالية ، في الظاهرة الثانية " اليوم الحالي " :
يمثل اليوم الحالي الحاضر ، وهو يمتد بين اللانهايتين السالبة والموجبة .
يقبل التجزئة إلى ما لا نهاية السالبة ، ويقبل المضاعفة المقابلة إلى اللانهاية الموجبة .
المغالطة ، تتمثل بعملية الخلط بين زمن الحياء ( الحاضر ) وبين زمن الموتى ( الماضي ) وبين زمن من لم يولدوا بعد ( المستقبل ) .
هذه الفكرة معقدة ، ومركبة ، بطبيعتها .
وهي بحاجة إلى اهتمام القارئ _ة الجديد خاصة ، ومنحها الوقت والتركيز والمرونة في التفكير والفهم .
....
ملحق خاص
موقف نيوتن من مشكلة الزمن والحاضر خاصة ، ناقص ويحتاج للتكملة .
موقف اينشتاين يقابل موقف نيوتن ، ناقص ويحتاج للتكملة أيضا .
الموقف الثقافي السائد ، في الثقافة العالمية لا العربية فقط ، يعتبر أن موقف اينشتاين يتضمن موقف نويتن هذا خطأ ، لا يتعدى حدي الغفلة أو الخداع .
موقف نيوتن :
سهم الزمن يبدأ من الماضي ، إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا .
الزمن مطلق ، ولا يختلف بين مكان وآخر ، ولا بين مراقب وآخر .
الحاضر ، قيمة صغيرة ولا متناهية في الصغر ، يمكن اهمالها . والزمن الحقيقي هو الماضي او المستقبل .
الزمن والمكان مطلقان ابديان ، يتعذر تحديدهما أو جمعهما .
موقف أينشتاين :
الزمن نسبي ، وفردي ، يختلف بحسب السرعة والكتلة والمراقب .
سهم الزمن ، ليس له اتجاه محدد .
الحاضر يمثل الزمن كله ، وقيمته لا نهائية .
الزمن والمكان واحد ، والزمن بعد رابع للمادة .
موقف النظرية الجديدة :
حركة الزمن والحياة ، جدلية عكسية بطبيعتها .
حركة الحياة ، تتمثل بعملية التقدم في العمر ( من الصفر إلى العمر الكامل ) ، وهي تبدأ من الماضي إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا .
حركة الزمن ، تتمثل بتناقص بقية العمر ( من بقية العمر الكاملة إلى الصفر ) ، وهي تبدأ من المستقبل إلى الحاضر ، والماضي أخيرا .
يتحدد الحاضر بالأحياء ، ويتحدد الماضي بالموتى ، ويتحدد المستقبل بمن لم يولدوا بعد .
الظواهر الثلاثة خاصة ، والسبعة أو العشرة وأكثر ، تكشف العلاقة الحقيقية بين الحاضر والماضي والمستقبل ، وتحددها بشكل دقيق وموضوعي .
ثنائية الزمن والمكان زائفة ، غير مباشرة وتتعذر معرفتها حاليا .
ثنائية الزمن والحياة حقيقية ، مباشرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
الحاضر هو المشكلة والحل معا .
3


نقد كتاب الزمان في الفلسفة والعلم
( للكاتبة يمنى طريف الخولي )

الفصل الأول

تختم الكاتبة " الزمان في الفلسفة والعلم " بالفقرة مع سؤال :
( هكذا تكشف تطورات العلم المعاصر من كل حدب وصوب عن مرونة وفعالية وتجديدات جذرية في معالجة إشكالية الزمان ، فأصبحت موضوعا خصيبا لإنجازات وإبداعات فلاسفة العلم المعاصرين .
وستظل كل إشكالية مطروحة أمام العقل الإنساني موضوعا للإنجاز والإبداع والإضافة والتجديد ، ما دام هذا العقل كائنا في الزمان ، والذي اتفقنا على أنه مجال الحركة والتغير والحدث ، شريطة أن لا يكون زمانا دائريا بل متصلا صاعدا .
فهل من صعود ؟ ) .
هل من صعود ؟
الجواب المباشر على السؤال : نعم .

يشبه الموقف الثقافي العالمي ، الحالي ، من اشكالية الزمن ، الموقف من الأرض بين بطليموس وأرسطو ومن قبلهم وبين غاليلي وكبلر وكوبرنيكوس ومن بعدهم . مع استثناء هام جدا ، حيث أدرك بعض فلاسفة اليونان كروية الأرض ، وقدموا ثلاثة براهين تمثل أدلة علمية بالفعل : أولها الغياب المتدرج للشمس ، وثانيا الظل المتساوي أو الموحد في مختلف جهات وبقاع الأرض ، وثالثا ظاهرة الخسوف والكسوف الجزئية ، وقولهم لو كانت الأرض مسطحة ( كما نشعر بها ) لكانت الظواهر الثلاثة تختلف بالفعل . غياب الشمس كان سيحدث دفعة واحدة ، كما يغيب الجميل في الصحراء مثلا . والظل كان ليتغير ، بحسب القرب أو البعد عن اطراف الأرض . وظاهرة الخسوف والكسوف ، سوف تكون كاملة دوما في حالة الأرض المسطحة .
أعتقد أن الموقف الحالي من فكرة الزمن ، أو إشكالية الزمن ، المشترك في الثقافة العالمية بين الفلسفة والعلم ، يشبه الجدل السابق قبل خمسمئة سنة _ بين معرفة جديدة ناشئة ، وبين معارف ومعتقدات قديمة تحاول طمس الجديد بكل الوسائل الممكنة .
....
غلطة أو مغالطة أينشتاين ، التي لم تنتبه لها الكاتبة تتركز في الموقف التقليدي ، الثنائي ، من الوضع الإنساني : حياة أو موت .
الوضع الثلاثي يكشف المشكلة ، ويوضحها بشكل دقيق وموضوعي معا :
1 _ المرحلة الأولى ، قبل الولادة .
2 _ المرحلة الثانية ، بين الولادة والموت .
3 _ المرحلة الثالثة ، بعد الموت .
يوجد الانسان ، على المستويين الفردي والمشترك ، في أحد المراحل الثلاثة ، وهي مختلفة ، ومنفصلة بالفعل وبشكل موضوعي ودقيق .
1 _ مرحلة قبل الولادة ، تتضمن الحياة والزمن مع الماضي والمستقبل ، وهي مرحلة الوجود بالقوة والأثر معا .
2 _ المرحلة الثانية ، بين الولادة والموت ، تمثل الحاضر ومرحلة الوجود بالفعل .
3 _ المرحلة الثالثة ، بعد الموت تمثل الماضي المشترك .
....
بعد النجاح في تغيير الموقف العقلي من المرحلة الدغمائية الأحادية ، أو الثنائية ، إلى المرحلة الجديدة أو المنطق التعددي _ الثلاثي في حده الأدنى _ يتكشف الواقع بالفعل كما هو عليه ، لا كما تحرفه رغباتنا أو مخاوفنا اللاشعورية وغير الواعية غالبا .
المثال السابق يوضح ذلك ، كما اعتقد ، بشكل دقيق وموضوعي ، وبشكل منطقي وتجريبي بالتزامن .
....
الظواهر الثلاثة الأولى خاصة ، تكشف مشكلة الزمن ، وتحددها بشكل موضوعي ودقيق كما أعتقد :
الظاهرة الأولى ، العمر الفردي المزدوج بين الحياة والزمن وبين الماضي والمستقبل :
يولد الفرد في العمر صفر وبقية العمر الكاملة ، ويموت بالعكس تماما ، في العمر الكامل وبقية العمر التي تناقصت إلى الصفر .
فهم هذه الظاهرة ، ينقل الموقف العقلي إلى مرحلة جديدة .
الظاهر الثانية ، اليوم الحالي يوجد في الحاضر والماضي والمستقبل بنفس الوقت أو بالتزامن :
اليوم الحالي يوجد في الحاضر بالنسبة لجميع الأحياء ،
ويوجد في الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ،
ويوجد في المستقبل بالنسبة لجميع الموتى .
كما توجد حالة رابعة ، وخامسة أيضا ، بالسنبة لمن سوف يولدون أو يموتون خلال اليوم الحالي .
عدا ذلك اليوم الحالي ، وكل يوم جديد ، يمثل الظاهرة الثانية .
يمكن بسهولة نسبيا ، فهم كلا الظاهرتين بالمقارنة .
الظاهرة الثالثة ، أصل الفرد ، قبل ولادة الفرد يكون في حالة الوجود بالقوة والأثر معا ( عبر سلالات الأجداد ، تخيل _ ي نفسك قبل مئات ، وألوف ، السنوات ) . بين الولادة والموت يكون الفرد في حالة الوجود بالفعل ، وهي مرحلة معروفة ومكشوفة . والمرحلة الثالثة بعد الموت ، حيث الماضي المشترك لجميع الموتى .
....
ملحق
( الماضي مشترك والمستقبل فردي )
العلاقة بين الماضي والمستقبل ، تحولت من إشكالية مستعصية _ لا على الحل فقط ، بل على التحديد والتعريف _ إلى مشكلة علمية محددة بشكل دقيق وموضوعي . خلال العقد السابق ، بمساهمة النظرية الجديدة ، تحولت العلاقة بين الماضي والمستقبل إلى مشكلة علمية يمكن تحديدها بشكل منطقي وتجريبي ويمكن تعريفها بشكل علمي ( دقيق وموضوعي ) .
الماضي مشترك والمستقبل فردي .
الماضي يقيني والمستقبل احتمالي .
الماضي موجود بالأثر فقط ، والمستقبل موجود بالقوة فقط .
بينما الحاضر حلقة مشتركة ، بين الماضي والمستقبل أو العكس بين المستقبل والماضي .
....



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة الثلاثية _ مشروع السنة الجديدة
- نقد كتاب الزمان في الفلسفة والعلم ( للدكتورة يمنى طريف الخول ...
- مشروع السنة الجديدة _ عشر أسئلة أساسية حول فكرة الزمن
- فكرة جديدة ، ومتجددة / للمناقشة ....2
- الورطة _ الدفتر الثاني مع الخاتمة
- الورطة _ الخاتمة
- كيف يصل الغد ؟!
- مناقشة جديدة ، وتكملة لأنواع الزمن والحاضر خاصة ....
- أنواع الزمن وأشكاله أو مراحله
- البعد الخامس
- هل يمكن التمييز بين الزمن الجديد والزمن القديم ، وكيف ؟!
- الورطة _ الدفتر الثاني
- كيف يمكن فهم ، وتفسير ، العلاقة بين الماضي والمستقبل
- كيف يمكن التمييز بين الماضي والمستقبل بالفعل ، بشكل منطقي وت ...
- الورطة _ الدفتر الأول
- فكرة جديدة للمناقشة والحوار المفتوح ....ربما تستحق وقتك واهت ...
- من أين يأتي الغد ، أيضا الأمس ؟ّ!....تكملة
- فكرة جديدة للمناقشة ....ربما تستحق وقتك واهتمامك ؟!
- بحث جديد ، آمل أن يستحق وقتك وجهدك ....
- البحث عن الزمن الضائع ، والموجود أولا ....


المزيد.....




- محمد عبده يكشف تلقيه -العلاج الكيماوي-.. ماذا دار في آخر محا ...
- استبدلا جنسيات وأسماء كثيرة. قصة أشهر زوجين في تاريخ الاستخب ...
- فيديو: توقيف ناشطين فرنسيين بعد رشهما قاعة المرايا الشهيرة ب ...
- في اليوم العالمي للصحافة.. الجزيرة ممنوعة في إسرائيل بأمر من ...
- شاهد: اغتيال مسؤول روسي بعبوة ناسفة في مدينة زاباروجيا الأوك ...
- بي بي سي تدخل مخيم احتجاج طلابي مؤيد لغزة في جامعة نيوكاسيل ...
- نبيل بنعبد الله ضيف برنامج Le Debrief – حلقة 4 ماي 2024
- بعد أن حظرتها إسرائيل.. خمسة أشياء يجب معرفتها عن قناة الجزي ...
- حزب الله يرد على القصف الإسرائيلي لقرى الجنو ب باستهداف مستو ...
- -كتائب القسام- تعلن مسؤوليتها عن قصف موقع -كرم أبو سالم- الع ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - الثلاثية _ المقدمة مع الفصل الأول