أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت خيري - إنشاء وطن قومي للامبريالية في فلسطين














المزيد.....

إنشاء وطن قومي للامبريالية في فلسطين


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 7826 - 2023 / 12 / 15 - 09:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


لمحة تاريخية مختصرة عن تاريخ المنطقة العربية في القرن السادس الميلادي ، للاطلاع على تفاصيل بعض الأحداث التي لا تختلف عما يجري اليوم على الساحة الفلسطينية ،اختيارنا لتلك الفترة لان المسلمين شكلوا قوة لها تأثير إقليمي على المنطقة الى جانب قوى أخرى لها نفس التأثير، ففي سنة تسعة للهجرة فرض الجيش الإسلامي الجزية على مركز التمويل المالي للجيش الروماني ،المتواجد في شمال غرب جزيرة العرب مع هدنة سلام طويلة تقتضي بكف النصارى العرب حلفاء الرومان عن التهديد الإقليمي للمسلمين ، مع اقتراب نهاية القرن السادس الميلادي وصل المد الإسلامي الى بلاد فارس ليقطع الدعم الإقليمي الفارسي عن فلسطين ، لإضعاف طوائف بني إسرائيل واليهود الذين كانوا يشكلون تحالفا سياسيا مع النصارى العرب في إدارة المسجد الأقصى تحت إشراف الرومان ، ونتيجة لتوقف ذلك الدعم عن الطائفة اليهودية رجعت إدارة المسجد الأقصى للنصارى العرب حلفاء الرومان من جديد ، ومع بداية القرن السابع الميلادي تقدم المد الإسلامي غربا باتجاه بلاد الشام وفلسطين عبر سلسلة من المعارك انتهت بانزواء الإمبراطورية الرومانية الى مقرها في روما ، مصطحبة معها النصارى واليهود وطوائف بني إسرائيل حاملين معهم الصراعات السياسية والعقائدية والتناحر الطائفي على المسجد الأقصى ، وهناك تم كتابة الكتاب المقدس من جديد بشقية التوراتي والإنجيلي وبدأت الحركات التبشيرية في أوربا تنطلق شرقا وغربا عبر سلسلة من الرسائل يحملها الرسل الى الشعوب الأوربية ، حافظت أوربا الشرقية على التعاليم المسيحية واليهودية بكل قيمها العقائدية ، بينما كان الغرب أكثر حنكة سياسية حيث مرر تعاليم المسيح على مقدسات اليهود وبني إسرائيل ، مبلورا النزعة الاستعمارية القومية في الفكر الغربي اتجاه المنطقة العربية ، مما جعلها عرضة للحروب الصليبية الاستعمارية في القرن الحادي عشر ، والثاني عشر ، ثم تلتها حملات استعمارية أخرى في القرن السابع عشر ، والتاسع عشر ، استمر ذلك التوافق السياسي الى حين ظهور فكرة أنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ، بداية طرح المشروع قائد الحملات الصليبية الفرنسية نابليون على البريطانيين ، وبعد تقهقر الدولة العثمانية كانت الفرصة سانحة لهم في تنفيذه على ارض الواقع ، فرجعت الصراعات السياسية والعقائدية من أوربا الى المنطقة العربية من جديد مثلما كانت في القرن السادس الميلادي

اكبر كذبه مررتها الامبريالية الصليبية الغربية على اليهودية والمسيحية أنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ، وهل يهود الشرق يختلفون عن يهود الغرب ، لماذا لم يطالب الاتحاد السوفيتي بإنشاء وطن قومي لليهود ،علما أنهم يشكلون نسبة غير قليلة داخل الجمهوريات، ولماذا لم يستغل الاتحاد السوفيتي الطائفة الارثذوكسية الشرقية بتوافق سياسي مع اليهود على إنشاء وطن قومي لهم في فلسطين ،علما ان أكثر الزعماء الشيوعية والاشتراكية هم من اليهود ، إذن الامبريالية الرأسمالية الصليبية وراء أنشاء وطن قومي لليهود ، فالغرب لم تأتي باليهود الى فلسطين إنما جاء بصليبيين متصهينيين ألبسهم لباس اليهودية مستغلة مقدسات اليهود والمسيحية لتنفيذ مشروعه القومي الرأسمالي ، فالصهيونية ليس لها تاريخ لا في الوطن العربي القديم ، ولا الحديث ولا في أوربا الشرقية ، تاريخها يبدأ من نهاية القرن الثامن عشر في أوربا الغربية ، ولكي يكتمل المشروع الرأسمالي احتاج الغرب الى رأسماليين عرب يقدمون الدعم المالي كحكام الخليج ، وآخرون يقدمون الدعم الأمني مع ربط مصير تلك الأنظمة بنجاح ذلك المشروع

بدء التحضير لصفة القرن الجديدة منذ عام 2017 بعد إعلان ترامب عن نقل السفارة الأمريكية الى القدس والذي يهدف الى إنهاء التراث المسيحي الارثذوكس الشرقي في المنطقة العربية وفلسطين ، استعداد للتصدي لليهود في أوربا الشرقية ، فما قصده ترامب من صلب عقيدة اليهود ليس لتحويل اليهودية الى المسيحية ،إنما لأمبريلة يهود العالم الى الرأسمالية لدعم المشروع الصليبي الامبريالي في فلسطين -

لن تعود إسرائيل الى ما قبل 7 أكتوبر وان التمادي بجرائم الإبادة لشعب غرة لن يحرز النصر ، بل يعكس الفشل بكل أنواعه ، ان آلية التطهير العرقي لأهل غزة ان هو إلا طرح أمريكي المعروف عنه في إبادة الشعوب الأصلية ، وان مساعيها لجعل إسرائيل أقوى دولة في المنطقة ما عاد مطروحا على الطاولة ليعلم الشعب الإسرائيلي بشقيه العقائدي والقومي ان الغرب سوف يتخلى عنكم لا محال مع اقرب هزة اقتصادية عالمية غير متوقعة ، وبدأت تلك المخاوف على لسان رئيس وزراء فرنسا نيكولا ساركوزي والذي قال على إسرائيل ان تحدد أهدفها من العملية العسكرية ، والا الحرب سوف تطول لسنوات ، بمعني على إسرائيل إنهاء الحرب فنحن غير مستعدين على دفع التكاتف ان طالت الحرب لسنوات

تثاوب الدب الروسي قليلا فقلب موازين والمشاريع السياسية المطروحة بما يسمى صفة القرن والتي تقضي بتقسيم المنطقة من جديد وفق محاصصة امبريالية احتكارية لمصادر الغاز ، فإذا ما نجح ذلك المشروع ستنهار دول أخرى لها ثقل إقليمي في المنطقة كإيران وصولا الى اليونان ومنها الى أوربا الشرقية

لقد غطى اليسار بإمكانيته المحدودة أحداث العدوان الصهيوني على غرة بشكل نضالي يستحق التقدير ، واعتقد ان هذه المرحلة الجديدة تحتاج الى تكاتف التيارات اليسارية كالشيوعية والاشتراكية العربية وغير العربية ، والكف عن الجمود الفكري أمام النظريات الاقتصادية للنهوض بمستوى فكري شمولي أعمق يتلاءم مع جدية المرحلة، وخاصة بعد التحول في بعض الأنظمة العربية من الدكتاتورية الى الديمقراطية الرأسمالية وهيمنة البيروقراطية ، والتي أعادت والإقطاعية والرأسمالية والمحاصصة الحزبية والتباين الطبقي وانتشار الفقر والتخلف والفساد المالي والإداري على أعلى المستويات



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية حُبك القبر
- الله والميتافيزيقا وفرعون
- فرعون وهامان
- الوفاء
- سليمان ومملكة سبأ
- الرأسمالية تاريخ مخزي للشعوب
- الإبراهيميون في القرن السادس الميلادي
- البراغماتية بين موسى وفرعون
- طوفان الأقصى تحالف الرومان والنصارى العرب
- طوفان الأقصى لا قيمة للبشر قدسيته الحجر
- الانتهازية الرأسمالية في الفكر الميثولوجي
- الدوغمائية في الفكر الميثولوجي
- ميثولوجيا الملائكة أولياء الله
- ميثولوجيا الملائكة بنات الله
- أهواء عاشق
- الاحتباس الحراري والأمن المائي
- طِباع الكذاب
- أوجاع العشق
- طيف من كان مني
- شيء ضاع مني


المزيد.....




- في إسبانيا.. إجراءات صارمة على الحفلات في جزر العطل الشهيرة. ...
- أمطروهم بالرصاص.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة هجوم دام ببنادق كل ...
- إسرائيل تأمر بعمليات تهجير جديدة في رفح استعدادًا لتوسيع نطا ...
- بعد تسجيل إصابات بالسعودية.. هل تدعو -متلازمة الشرق الأوسط- ...
- واشنطن تتحقق من مدى انتهاك إسرائيل للقانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يطالب الحلفاء بالأفعال لا الأقوال
- ماسك يوضح تأثير العاصفة الشمسية الجيومغناطيسية الكبرى على أق ...
- بالصور.. جنوب أفريقيا تستضيف مؤتمرا لمكافحة الفصل العنصري ال ...
- أطفال غزة يتساءلون: ألا نستحق العيش بسلام؟
- محور نتساريم.. مفرق الشهداء في قطاع غزة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت خيري - إنشاء وطن قومي للامبريالية في فلسطين