أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - العنصر الدرامي في رواية ما لم يقله سيزيف في مذكراته المجنونة للروائي كريم عبد الله بقلم : اياد خضير بقلم : اياد خضير بقلم : اياد خضير















المزيد.....

العنصر الدرامي في رواية ما لم يقله سيزيف في مذكراته المجنونة للروائي كريم عبد الله بقلم : اياد خضير بقلم : اياد خضير بقلم : اياد خضير


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 7824 - 2023 / 12 / 13 - 17:06
المحور: الادب والفن
    


العنصر الدرامي في رواية
ما لم يقله سيزيف في مذكراته المجنونة
للروائي كريم عبد الله
بقلم : اياد خضير

يقول بيرسي لبوك : ( ان الرواية هي شريحة من الحياة، ويضع اعتراضاً يشير الى ان أي محاولة لتفكيك عناصر الرواية تؤدي الى اتلاف الحياة فيها )#1
على العموم القضايا الفنية التي اثارها لبوك هي عبارة عن تساؤلات اولية حول بعض مكونات الرواية وادواتها كالعنصر الدرامي وتعددية الاساليب والزمن .
تدور احداث رواية (ما لم يقله سيزيف في مذكراته المجنونة) في مستشفى للأمراض العقلية والنفسية، يسرد لنا الروائي (كريم عبد الله) الممارسات القمعية التي يمارسها العاملون في المستشفى بالنزلاء المجانين وقسم منهم ادعى الجنون حتى لا يلتحق للقتال في الحرب التي عصفت بالعراقيين طيلة الثمان سنوات يوبخون ويضربون ضربا مبرحا بحجة انهم لعنوا القائد .
صورة الغلاف وهي العتبة الرئيسية في الدخول الى قراءة الرواية جاءت... رجل عاري يجلس على كرة كبيرة وبيده كتاب وهذا يدل على ان القراءة والثقافة تطمس في هذه الظروف، في داخلها كرة صغيرة لشخص عاري يحمل دائرة يجسد( سيزيف الذي كان احد اكثر الشخصيات مكراً في الميثولوجيا الاغريقية، حيث استطاع ان يخدع الهة الموت ثانا توس مما اغضب كبير الالهة زيوس، فعاقبه بأن يحمل صخرة من اسفل الجبل الى اعلاه فإذا وصل القمة تدحرجت الى الوادي فيعود الى رفعها الى القمة ويظل هكذا الى الابد، فأصبح رمزاً للعذاب الابدي .)
اغلبنا في هذا الزمن ( سيزيف) نحمل الهموم مكبلين بصعوبة العيش ومرارة الايام، الروائي كريم عبد الله يستذكر السيرة التاريخية والنفسية للجميع من مكان يعج بالمجانين، مستشفى الامراض العقلية، في هذا المكان تدور احداث الرواية.

الرواية تجسد حرب الثمان سنوات المؤلمة والتي عانى منها الكثير، فكان الالتحاق بجبهة القتال شيئاً مخيفاً، البعض ادعى الجنون حتى يدخل مصحة المجانين، لان الهروب من العسكرية يعرضه الى الكثير من المخاطر وخصوصاً اذا اتهم بالتهجم على مقام السيد القائد .
( اقتاد شرطي من افراد دورية ( ابو شلال) المتهم بعدما أُنزلَ ضرباً مبرحاً من قبل رجال الأمن وهم يخرجونه من السيارة عنوة، ويرمونه مثل حاجة تافهة الى الارض.
ــ هنا تلقى مصيرك ايها الجبان.
ــ ستعرف قيمتك ايها المأفون .
ــ انت وامثالك يليق بهم هذا المكان.
ــ اولاد الكلب تريدون ان تعبثوا بأمن البلد؟
ـ لولا كونك مجنونا، لكان مصيرك ( حوض التيزاب) يأكل جسمك العفن.) ص43

الرواية يكثر فيها الحوار بين الشخصيات، كما هو معروف بان الحوار طريقة من طرق التواصل وتبادل الحديث بين طرفين او اكثر، وهناك حوار داخلي الشخص يحاور نفسه.. الحوار في الرواية يشكل تدفقاً في السرد حيث يقال عنه ( بانه نكهة السرد ) فهو يكشف عن اسرار الرواية وعن طبائع الشخصيات وما تطرحه من آراء تكون مكملة للسرد فهو اهم عنصر في الرواية وله الفضل في اسباب نجاحها .
( كان يتصفح الكتاب وهو بين يديه، لكن حديثاً آخر كان يتحدث به مع ذاته:
ــ كأني أرى هذا العالم لأول مرة.
ــ وانت، كيف تراني؟؟
ــ يبدو ان الحياة كابوس مرغب.
ــ الانسان يولد ليغرق في أتون هذا العالم المرعب.
ــ أريد الخروج من هذا الرعب، والتمرد.
ــ هل على الانسان ان يثق بهذا العالم؟
ــ اذا كانت جنود الله يسخرها تسوق الغيوم لتمطر على الارض اليابسة، لم لا يسخر جنوده هذه تسوق العذاب الى هذه الارض في هذا الزمان ؟؟؟
ــ مازالت القيادة متمثلة بشخص السيد الرئيس القائد بخير. مازالت ثورتنا باقية، مازال الحزب قويا يستمد قوته من قيادتنا الحكيمة.
هكذا بدأ الرفيق الممرض ( عباس ) حديثه مع الملاكات التمريضية والخدمية والادارية في المشفى ) ص170

المكان يصاحب الزمان وهو مستشفى الامراض العقلية والنفسية، جدران فوقها اسلاك شائكة، تعلقت عليها اكياس النايلون، وقطع قماش بقايا ملابس المرضى الراقدين، اماكن مرعبة ذات رائحة كريهة، والصمت مطبق مع الخوف والحزن يهانون بين فترة واخرى من قبل السجانين .
( ــ لا تنسوا بأنكم في مستنقع من القذارة يا حثالة المجتمع .
ــ تأكدوا بأن لا أحد هنا سيسمع صوتكم.
ــ لا مكان يأويكم، فأما المحكمة والسجن، او الاعدام، واما الموت هنا،
ـ قوادون اولاد القحاب.
في سقف الزنزانة يوجد مصباح كهربائي واحد مربوط بسلك كهربائي يتحكم فيه افراد الشرطة من خارج الزنزانة.
ــ ابن القحبة نَمْ ودعنا ننم.) ص29

يتعرض النزلاء الى التعذيب النفسي والجسدي لانتزاع الاعترافات، تلوح لهم كلمات ( انت خائن ) لا تأمن بالحزب والثورة والقائد الضرورة .
( ــ قفوا على شكل طابور واحد بانتظام، الذي لا يقف ضمن الدور سوف أحرمه من الفطور، اولاد الكلب فقط تأكلون وتتغوطون، ما الفائدة منكم؟ مجانين ترككم ذووكم فأصبحتم عالة علينا، متى يزوركم ملك الموت ويخلصنا منكم، اولاد العاهرات ـــ قالها عامل التنظيف وهو يحتضن بين رجليه ( قزانا) من الالمنيوم تجمعت عليه بقايا الشاي) ص58
( ان الفضاء في الرواية هو اوسع، واشمل من المكان، انه مجموعة الامكنة التي تقوم عليها الحركة الروائية المتمثلة في سيرورة الحكي سواء تلك التي تم تصويرها بشكل مباشر ام تلك التي تدرك بالضرورة .. وبطريقة ضمنية مع كل حركة حكائيه ثم ان الخط التطوري الزمني ضروري لأدراك فضائية الرواية بخلاف المكان المحدد، فإدراكه ليس مشروطا بالسيرورة الزمنية للقصة ) #2
الوصف اداة تشكيل صورة المكان ( غرفة ضيقة بلا نوافذ سوى باب صغير يسمح بدخول شخص واحد فقط بمقياس متر واحد غرضاً وبطول 1.5 متر، خاوية الا من علبة صفيح تعددت استعمالاتها، للتغوط والتبول والجلوس عليها. الغرفة جدرانها مطلية باللون الاحمر، ويملؤها ضوء احمر، رمي بقوة من الباب ليرتطم في الجدار المقابل، وليجد نفسه محشورا بين جدران ار بعة حمر سقفها عالٍ لا يدري اين هو، ولا في أي مكان من الكرة الارضية.) ص44

شعور نفسي وقلق واحلام يصاحبها الرغبة الجنسية لدى الممرضات اللواتي يشاهدن المجانين واعضائهم الذكورية تتمرجح، هذا يضع كفه على قضيبه ويضربه واخر يعصره هم مجانين لا يعون تصرفاتهم كالحيوانات.
( ــ ويلاه، انظري الى قضيب هذا المجنون، كم هو طويل وغليظ، هذا قضيبه يشبه قضيب الحصان، وهذا يبدو ناعما، لكنه قوي، انظري الى هذا القضيب المسكين، كم هو صغير ونااااااعم، لقد ترك الجرب بصماته واضحة على ذاك القضيب وشوهه، مدت يدها بعيدا تتحسس نفسها، فأحست بمادة بدأت تبلل ملابسها الداخلية.) ص73

الزمن في الرواية طويل جداً من بداية الحرب 1980 وانتهائها عام 1988 والانتفاضة الشعبانية حتى سقوط النظام 2003، دخول العراق في مرحلة الفوضى قد تثار تصرفاتهم واحساسهم فيقيمون بالسلب.
( اختبأ المريض ( مجهول الهوية) ومن معه من المرضى بين الادغال على جانب الشارع ينظرون لما يحدث، وكانوا يتحاورون فيما بينهم بعيدا عن الانظار.
ــ انظروا كيف يسرقون الردهات؟ انظروا معي الى ذلك الرجل كيف يجر سريرا محملا بالأغراض؟؟
ــ وتلك المرآة التي تحمل فوق راسها التلفاز!!!
ــ وذاك الشاب الذي يحمل في عربة حماره خزانات المياه!!
ـ وتلك الممرضة ( نوال) تركب في سيارتها، وتحمل في صندوقها مكيف هواء، وعلى مقاعدها اشياء لا استطيع تمييزها!!) ص 240

الرواية جسدت دراما تاريخية ودراما نفسية حيث استطاع الروائي (كريم عبد الله) ان يجسدها في روايته هذه وبشكل متقن ومتسلسل، ذكر فيها مقاطع من الشعر، وقضايا فلسفية، لكسر الرتابة في السرد، يذكر ان الرواية طبعت عن مؤسسة ابجد للترجمة والنشر والتوزيع بواقع353 من الحجم المتوسط .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#1 بنية النص السردي من منظور النقد الادبي د. حميد الحمداني.
#2 نفس المصدر اعلاه.



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيّدةُ الأحلام السعيدة
- محاكمة الكاتب في (( ما لم يقله سيزيف في مذكراته المجنونة )) ...
- عسلٌ منبوذ المرارة
- سيّدةُ الليل الأنسيّة
- الكاتب كريم عبد الله بين النفحة الصوفية و شعرية الألم . بقلم ...
- صدر عن مؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع في بغداد الكتاب ال ...
- سيّدةُ السوتيان الأحمر
- سولاف سيّدةُ التين
- سيّدةُ الجسدَ البلّوريّ
- سيّدةُ الشوكولا بتلتو*
- سيّدةُ اللوز
- رسائلَ عشقٍ إلى درويشٍ مجنونٍ مِنْ سيّدةِ الياسمين
- جذورُ العشق
- الاشواق تنفض لواعج الظمأ - قصيدة مشتركة بين الشاعر : كريم عب ...
- القطةُ العمياء
- لا قطارَ عودة يمرُّ على سواحل اللوعة
- أحداث المتن الروائي في رواية: ما لم يقله سيزيف في مذكراته ال ...
- البحث عن المصير في رواية ( ما لم يقله سيزيف في مذكراته المجن ...
- لا أدري كمْ لبثتُ في عشقك هذا ؟! .
- روحٌ عاشقة


المزيد.....




- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - العنصر الدرامي في رواية ما لم يقله سيزيف في مذكراته المجنونة للروائي كريم عبد الله بقلم : اياد خضير بقلم : اياد خضير بقلم : اياد خضير