أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رشيد غويلب - وتتواصل الانتهاكات.. في الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الانسان














المزيد.....

وتتواصل الانتهاكات.. في الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الانسان


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 7820 - 2023 / 12 / 9 - 23:29
المحور: حقوق الانسان
    


يمثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واحدا من المعالم البارزة في مسيرة حقوق الإنسان، إذ صاغ الإنجازات الاجتماعية في قواعد ووثائق قانونية ملموسة. وجاء الإعلان، وفقا لديباجيته، رداً مباشراً على “سوء الفهم وتجاهل حقوق الإنسان” الذي أدى إلى “أعمال بربرية أساءت بشدة إلى ضمير الإنسانية”. وفي المستقبل، لا بد من منع حدوث انهيار حضاري مثل المحرقة والدمار الذي جلبته الحرب العالمية الثانية. وبرئاسة الأمريكية إليانور روزفلت، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة المنشأة حديثا الوثيقة التي وجدت تقليدا لها في جميع أنحاء العالم، مثل الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان لعام 1950 أو ميثاق بانجول الأفريقي لعام 1981.
وعلى الرغم من ان الإعلان هو وثيقة غير ملزمة قانونا، لكنها كانت أساساً لإبرام العديد من المعاهدات الدولية، والتي غيّرت القانون وواقع الحياة في العديد منها بشكل دائم. ويضمن العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الحق في التجمع في جميع أنحاء العالم (المادة 21). ويشكّل هذا الحق من حقوق الإنسان أهمية خاصة في وقت ترتفع فيه أصوات القوى المهيمنة في المراكز الرأسمالية، لجعل حرية التجمع خاضعة لأولويتها، ورؤيتها العنصرية، وتحيزها الفظ، إزاء الإبادة الجماعية الجارية في غزة.
وفي بلداننا المبتلاة بالفوضى والاستبداد، يجري تكرار الحجة البائسة بان منظومة حقوق الانسان نتاج اوربي خالص، وانه مستورد من خارج الحدود وغريب عن مجتمعاتنا. وفي أوربا وبلدان الشمال الأخرى، يجري تكرار الموضوعة ذاتها، لإنكار مشاركة تأثيرات شعوب أمريكا اللاتينية وافريقيا وآسيا، بما في ذلك شعوب البلدان العربية التي لعبت دورا رئيسيا في إصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ويمكن الإشارة الى مشاركة السياسي اللبناني تشارلز مالك والفيلسوف الصيني بينج تشون تشانغ في المسودة الأولى. وبفضل المعلمة الهندية هانزا ميثا والسياسية مينيرفا برناردينو من جمهورية الدومينيكان، تم التعبير بوضوح عن المساواة القانونية بين الجنسين في إعلان حقوق الإنسان. وبدون تأثير المحامين السوفييت وزملائهم من أمريكا اللاتينية، ربما لم تكن هناك حقوق إنسانية اجتماعية مثل الحق في الضمان الاجتماعي (المادة 22) أو الحق في العمل والمساواة في الأجر وحرية تكوين الجمعيات (المادة 23).
النقد الصحيح للإعلان في مرحلة ما بعد الاستعمار يتجسد في عدم احترام حقوق الإنسان، وسيادة المعايير المزدوجة في البلدان الرأسمالية المتطورة؛ ففي وقت مبكر من عام 1948، كان الإعلان مثيرا للجدل بين ممثلي هذه البلدان. لقد كانت دول مثل بريطانيا العظمى وفرنسا وهولندا لا تزال تحتفظ بمستعمرات، والتوقيع على الإعلان جعلهم في حاجة ماسة إلى التبرير. وبناء على ذلك، تنص ديباجة الإعلان على أن الجمعية العامة تنظر الى الإعلان “باعتباره المثل الأعلى المشترك الذي ينبغي أن تبلغه جميع الشعوب والأمم، حتى يتمكن كل فرد وجميع هيئات المجتمع من إبقاء هذا الإعلان حاضرا على الدوام، ويسعى جاهدا من خلال التعليم والتربية “لتعزيز احترام هذه الحقوق والحريات”. بمعنى آخر ان الإعلان بوصلة وليس مهمة يجب تحقيقها.
ومن الخطأ أن تدفعنا آلاف الانتهاكات اليومية لحقوق الإنسان الى التعامل مع مضامين الإعلان بمعايير نسبية، أو نتخلى عنه تماما. إن فهما كهذا ينعكس سلبا على الحركات المعارضة والاحتجاج، التي تطالب بحقوق الإنسان الأساسية والديمقراطية، كما هو الحال في العراق والعديد من بلدان العالم. وبدلاً من التخلي عن حقوق الإنسان، ينبغي ممارسة الضغط من أجل ان تصبح مضامين الإعلان ملزمة لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
واليوم، العاشر من كانون الأول، حيث يُحتفل بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لصدور الإعلان، فان حالة حقوق الانسان في العالم سيئة، وإن المزيد والمزيد من الدول في جميع أنحاء العالم تتطور إلى أنظمة استبدادية وديكتاتوريات قمعية، لا قيمة فيها لحقوق الإنسان. ومن الممكن أيضاً ملاحظة التآكل الكبير للديمقراطية وسيادة القانون في دول الشمال العالمي، والتي من المفترض ان تكون أكثر التزاما بها.
عبر التاريخ، كان لا بدّ من النضال الصعب لانتزاع حقوق الإنسان من المتسلطين. لقد استند العديد من ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، والمدافعون عن حقوق الإنسان، والنقابات العمالية، والحركات النسويات، ونشطاء المناخ، والمنظمات غير الحكومية الى مضامين إعلان حقوق الإنسان في عدد لا يحصى من الدعاوى القضائية والوثائق. ومع ذلك، فليس من المستغرب أن يتم انتهاك حقوق الإنسان بشكل منهجي؛ ففي نهاية المطاف، يتعارض تحقيقها مع الهيمنة الرأسمالية. في كتابه “القانون الطبيعي وكرامة الإنسان”، طرح الفيلسوف الماركسي الألماني إرنست بلوخ الضرورة الحتمية الاتية: “لا تأسيس حقيقي لحقوق الإنسان من دون وضع حد للاستغلال، ولا نهاية حقيقية للاستغلال من دون ترسيخ حقوق الإنسان”. وسوف يظهر كفاح الـ 75 سنة القادمة ما إذا كانت البشرية ستقترب من هذا المعيار. على أية حال، فإن المعركة حول هذا الأمر لم تُحسم بعد.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استذكار مشاركة هنري كيسنجر في الانقلاب الفاشي في تشيلي
- كل عصر يحتاج إلى فهمه الخاص.. إعادة تعريف الاشتراكية
- الديمقراطيات الغربية لا تقوم على المحاصصة السياسية
- التضامن بالأفعال لا بالأقوال
- صعوبات جدية تواجه تشكيل الحكومة الجديدة / اليمين الهولندي ال ...
- بمشاركة تحالف اليسار دورة ثانية لحكومة يسار الوسط في إسبانيا
- مساهمتي في ملف الذكرى السبعين لاصدار الثقافة الجديدة / سبعون ...
- هل ستشهد منطقة البلقان حربا جديدة؟
- في برلين مثقفون يهود ضد حظر التضامن مع الشعب الفلسطيني
- بعد أن وصل الصراع الداخلي إلى طريق مسدود / انشقاق كبير في صف ...
- في محاولة لإعادة سيناريو نكبة 1948 / وثيقة إسرائيلية مسربة ت ...
- خطاب تضامني استثنائي مع الشعب الفلسطيني
- إسرائيل تلاحق الشيوعيين واليساريين والمدافعين عن حقوق الانسا ...
- إسرائيل بعد هجوم حماس لن تعود الى سابق عهدها *
- الحكومة الألمانية تضيق الخناق على طالبي اللجوء
- بمشاركة أحزاب ومنظمات من 75 بلدا من بينها الحزب الشيوعي العر ...
- السياسة الألمانية في رفض إدانة جرائم إسرائيل
- رغم هستيريا «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها» / مواقف وأصوات ت ...
- الإبادة الجماعية في غزة ونفاق الديمقراطية الغربية*
- في الذكرى السنوية للوحدة الألمانية.. الإرث النازي وصعود اليم ...


المزيد.....




- أوامر التوقيف بحق نتنياهو.. رئيس البعثة الأممية لحقوق الإنسا ...
- السيسي وبايدن يبحثان هاتفيا التصعيد العسكري في مدينة رفح ووق ...
- واشنطن -لا تؤيد- تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بشأن إسرائيل ...
- الخارجية الأميركية تتهم 5 وحدات إسرائيلية بانتهاكات جسيمة لح ...
- اعتقالات بتهمة -التطرف-.. حملة جديدة على الصحفيين في روسيا
- من إسرائيل وأميركا.. محاولات لمنع -أمر اعتقال نتنياهو-
- إسرائيل تلوح بإمكانية الانسحاب من الأمم المتحدة
- -من أجل فلسطين-.. حملة اعتقالات تعصف بالجامعات الأميركية
- الخارجية الأمريكية: حددنا 5 وحدات إسرائيلية ارتكبت انتهاكات ...
- مصدر إسرائيلي يحذر: مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وقادة إسرائي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رشيد غويلب - وتتواصل الانتهاكات.. في الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الانسان