أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد غويلب - مساهمتي في ملف الذكرى السبعين لاصدار الثقافة الجديدة / سبعون عاما من الفكر العلمي والثقافة التقدمية















المزيد.....

مساهمتي في ملف الذكرى السبعين لاصدار الثقافة الجديدة / سبعون عاما من الفكر العلمي والثقافة التقدمية


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 7798 - 2023 / 11 / 17 - 17:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في تشرين الثاني 1953 صدر العدد الأول من مجلة (الثقافة الجديدة)، يتصدره شعار المجلة العتيد "فكر علمي.. ثقافة تقدمية". وفي تشرين الثاني المقبل ستحتفل المجلة بالذكرى السبعين لميلادها المجيد.
لقد ارتبط ظهور المجلة بشكل وثيق بتصاعد وتطور النضال الوطني الديمقراطي في عراق خمسينيات القرن العشرين عموما، وتصدر الحزب الشيوعي العراقي، الذي يرتبط اصدار المجلة ونجاحها باستمراره طيلة هذه العقود، باستثناء فترات توقف قصيرة جراء قمع الأنظمة المتعاقبة، بشكل خاص. وجاء اصدار المجلة تلبية لحاجة وجود منبر لإنتاج ونشر الفكر العلمي والثقافة التقدمية، وفق منهج نقدي يعمل على تفكيك خطاب القوى المهيمنة اجتماعيا وسياسيا، وطرح البدائل والاجابات على الأسئلة التي تبرز في سياق الصراع الاجتماعي السياسي بالاستناد الى الماركسية، باعتبارها منهجا علميا نقديا، يتطور على أساس الواقع الملموس وليس خارجه.
ومنذ عددها الأول لم تحصر المجلة نفسها بحدود البحث الأكاديمي او ثقافة النخبة، على الرغم من أن الرعيل الأول الذي كان وراء إصدارها، مثّل طيفاً من أفضل ما انتجه الواقع العراقي حينها من ناشطين سياسيين وباحثين ومثقفين وادباء وفنانين، وهذا ما عكسته قائمة الأسماء الموقعة على طلب اصدار المجلة. لقد كانت المجلة وما زالت موجهة لجميع الساعين الى التغيير الجذري على اختلاف انحداراتهم الطبقية والفئوية، وبالتالي لم يغب الهم السياسي المباشر يوما عن صفحاتها.
ولم ينجح القمع المتواصل الذي تعرض له القائمون على المجلة والعاملون فيها في النيل من ارادتها في الاستمرار والإصرار على رفض المحافظة والعنصرية واملاءات القوى الطبقية المهيمنة وتعبيراتها السياسية التي قادت الأنظمة التي توالت على حكم العراق حتى اليوم.
واذا كان اصدار المجلة واستمرارها قد جسد أهميته التي لا خلاف عليها طيلة العقود السبعة الماضية، فإن مواصلة المجلة لدورها الريادي والتنويري والنضالي، وتطويره وفق مستجدات الواقع المتغير، يكتسب أهمية قصوى قد تتجاوز سابقتها، ارتباطا بطبيعة الصراع الاجتماعي والسياسي الدائر اليوم في بلادنا، وسعة وعمق الخراب السائد، الذي راكمته سياسات الدكتاتورية المنهارة والحروب والحصارات الخارجية والداخلية والاحتلال، وما تلاها من نموذج دولة فاشلة، قائم على المحاصصة السياسية وفق قاعدة التشظي الاثني الطائفي المتشابك مع اخطبوط الفساد وتنوع اشكال السلاح المنفلت، الى جانب الحضور الشكلي للقانون والغياب العملي لسيادة الدولة. وبالتالي فان الصراع الفكري مع القوى المهيمنة اجتماعيا وسياسيا يمثل اليوم الرافعة الأساسية لإعادة بناء الوعي الإنساني وفق شروطه العلمية والتقدمية، بعد ان سعى المهيمنون الى تكريس التخلف والتشظي الطائفي والعرقي والثقافي كرافعة لاستمرار نظامهم المسخ.
لقد مثلت المجلة فضاء واسعا لعكس وتفاعل الرؤى في ظل الظروف السياسية والقراءات الفكرية التي رافقت صدورها، والتي عملت في أحيان كثيرة على ترسيم حدود سعي المجلة لتوسيع الممارسة الديمقراطية بقدر تعلق الامر بما ينشر، وحرية الاختيار. وفي السنوات الأخيرة سعت المجلة لمراجعة وتطوير أدائها، وهي مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى، بتعميق وتوسيع روح الديمقراطية، التي تحدها أحيانا املاءات الأداء السياسي، لكي تستطيع استقطاب المزيد من الأقلام والكفاءات القادرة على دفع مشروع المجلة التنويري الى امام.
لقد عانت المجلة في العقود الأخيرة من التركيز على المواضيع ذات الطبيعة السياسية والثقافية العامة، ارتباطا بحاجات انية فرضتها تعقيدات الواقع العراقي، وعدم الوضوح الذي ساد قوى اليسار العالمي بعد الزلزال الذي أصاب تجارب الاشتراكية الواقعية. وبالتالي هناك ضرورة لعودة المجلة الى ألقها السبعيني، من حيث تركيز الاهتمام على الموضوعات الفلسفية والاقتصادية. يضاف الى ذلك التطورات التي شهدتها الماركسية في العقود التي تلت اختفاء الاتحاد السوفيتي والبلدان الاشتراكية في شرق اوربا. بالإضافة الى أهمية تقديم قراءات نقدية جذرية للتجربة الاشتراكية الأولى وتاريخ الحركة العمالية العالمية، بما يخدم الاستفادة مما هو إيجابي فيها، ورفع ادران الحقبة الستالينية عنها، وإعادة قراءة اعمال معلمي الاشتراكية الأوائل والجيل الذي تبعهم، والذي تعرض نتاجه الفكري لانتقائية الاختيار والتكييف وفق حاجات سلطة اشتراكية الدولة على حساب المضامين العلمية والروح النقدية لهذه النتاجات. وهنا بودي الإشارة الى المفاهيم المتعلقة بطبيعة الطبقة العاملة، وتوسيع مفهوم الرأسمالية، والعودة للتحليل على أساس طبقي، بعد سنوات من افتتان أوساط يسارية بالخطاب الليبرالي، وكذلك جديد الحركة النسوية العالمية وعلاقته بإعادة الإنتاج الاجتماعي، وفق رؤية موضوعية لتطور الواقع في العراق، وبشكل يساعد منظمات اليسار النسوية في استنهاض قوارها والسير قدما لتعبئة ملايين النساء العراق التواقات الى الحرية والعيش الإنساني الكريم.
حاولت في ما تقدم ان اشير للأهمية التاريخية والآنية للمجلة وفق رؤيتي المتواضعة، لكن بالعودة الى السؤال المطروح، بشأن ما تعنيه المجلة بالنسبة لي. كانت (الثقافة الجديدة) الى جانب (طريق الشعب) اهم المصادر التي طورت امكاناتي السياسية والفكرية قبل 50 عاما او يزيد، وكنت مثل الكثيرين من شبيبة ذلك الزمان واحدا من الموزعين الشعبيين للمجلة، التي كانت رغم علنية صدورها، تعامل من منظمات حزب السلطة، باعتبارها من الممنوعات. وخلال سنوات المنفى الأولى، ومع شح توفر المطبوعات العربية، ظلت المجلة معيني الأول في متابعة الجديد. ومنذ قرابة خمسة عشر عاما، تشرفت بالانضمام الى كتّاب المجلة، وخصوصا في باب "نصوص مترجمة"، وقد اضافت لي هذه السنوات الكثير، مستفيدا من خبرات العديد من الرفاق والأصدقاء الذين سبقوني في هذا النشاط الهام. وأسعدني الجهد المبذول أخيرا لتطوير عمل المجلة في هذا الباب من خلال تعدد المساهمات واللغات المنقول عنها، بشكل يجعل المجلة قادرة، وفق الإمكانيات المتوفرة، على إيصال الجديد لقرائها.
وختاما مجدا لشهداء الثقافة التقدمية العراقية، ومجدا للشهداء من محرري المجلة وكتابها والعاملين فيها، واشير هنا، على سبيل المثال لا الحصر، الى الشهدين الكبيرين صفاء الحافظ، وكامل شياع، لصعوبة الإشارة الى الأسماء الأخرى التي انارت الطريق. وألف شكر وتحية لكل من ساهم في بناء واستمرار هذا الصرح الفكري الثقافي الهام من هيئات ومجالس تحرير تعاقبت على إدارة المجلة، والتحية موصولة للرفيقات والرفاق والصديقات والأصدقاء الذين يعملون اليوم بجد وتفانٍ، رغم صعوبة الظرف، وشح الإمكانيات المادية على استمرار المجلة وتطورها.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستشهد منطقة البلقان حربا جديدة؟
- في برلين مثقفون يهود ضد حظر التضامن مع الشعب الفلسطيني
- بعد أن وصل الصراع الداخلي إلى طريق مسدود / انشقاق كبير في صف ...
- في محاولة لإعادة سيناريو نكبة 1948 / وثيقة إسرائيلية مسربة ت ...
- خطاب تضامني استثنائي مع الشعب الفلسطيني
- إسرائيل تلاحق الشيوعيين واليساريين والمدافعين عن حقوق الانسا ...
- إسرائيل بعد هجوم حماس لن تعود الى سابق عهدها *
- الحكومة الألمانية تضيق الخناق على طالبي اللجوء
- بمشاركة أحزاب ومنظمات من 75 بلدا من بينها الحزب الشيوعي العر ...
- السياسة الألمانية في رفض إدانة جرائم إسرائيل
- رغم هستيريا «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها» / مواقف وأصوات ت ...
- الإبادة الجماعية في غزة ونفاق الديمقراطية الغربية*
- في الذكرى السنوية للوحدة الألمانية.. الإرث النازي وصعود اليم ...
- نواب أمريكيون يدعون إلى الاعتذار عن التورط بالانقلاب الفاشي ...
- هل ستُكسر هيمنة اليمين القومي المحافظ في بولونيا؟
- حكومات اليسار في أمريكا اللاتينية تتحدى المراكز الرأسمالية ا ...
- انتخاب مستثمر مصرفي رئيسا جديدا لحزب اليسار اليوناني
- غرب أفريقيا.. سلسلة انقلابات وتحالف معاد للاستعمار والامبريا ...
- مناسبة أخرى للتعلم من التجارب التاريخية / سبعون عاما على الإ ...
- تورط النازيين والمخابرات الألمانية في الانقلاب الفاشي في تشي ...


المزيد.....




- غروزني تشهد افتتاح معرض لغنائم العملية العسكرية الروسية
- ماذا تخفي الزيارة السرية للرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد إ ...
- ألمانيا- تأييد لتشديد القانون الجنائي لتحسين حماية السياسيين ...
- -ليس وقت الاحتفالات-.. رئيس بلدية تل أبيب يعلن إلغاء مسيرة ا ...
- روسيا.. العلماء يرصدون توهجا شمسيا قويا
- برلماني روسي: الناتو سيواصل إرسال عسكريين سرا إلى أوكرانيا
- كيم يهنئ بوتين بالذكرى 79 لانتصار روسيا في الحرب العالمية ال ...
- -في يوم اللا حمية العالمي-.. عواقب الصيام المتقطع
- اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وصربيا تدخل حيز التنفيذ في ا ...
- للمرة الـ11.. البرلمان الأوكراني يمدد -حالة الحرب- والتعبئة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد غويلب - مساهمتي في ملف الذكرى السبعين لاصدار الثقافة الجديدة / سبعون عاما من الفكر العلمي والثقافة التقدمية