|
عن ( الحلف والحنث / عصا موسى / وجوب الهجرة )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 7811 - 2023 / 11 / 30 - 14:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
السؤال الأول كنت اتكلم مع واحد وانا آكل فأخذ رغيف العيش وأقسم عليه وقال ( والنعمة دى ان كلامى حصل ). قلت له الطعام مش نعمة . النعمة هى القرآن . وقلت له لا تحلف إلا باسم الله سبحانه وتعالى ، لا يصح أن تحلف بغيره ، وقلت له الحلف بغير اسم الله حرام ، و لازم تحلف باسمه لما تكون قاصد وعارف مش على أى كلام . هل كلامى صحيح ؟ السؤال الثانى : لى تعليق على موضوع الكذب وان كله حرام . الناس متعودة تحلف بربنا ومتعودة تكذب فى اليمين . والبياع فى السوق يحلف بأغلظ الأيمان كذب فى كذب ، وشىء عادى . ما رأى حضرتك ؟ إجابة السؤالين : 1 ـ النعمة من أسماء القرآن ، وللقرآن الكريم أسماء كثيرة مثل الفرقان والحكم والكتاب والذكر . 2 ـ والطعام والشراب من النعم ، ولا نستطيع أن نعد نعم الله جل وعلا. قال جل وعلا : 2 / 1 :( وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) ابراهيم ) 2 / 2 :( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18) النحل ) 2 / 3 : ( وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ) (20) لقمان ) . 3 ـ والحلف إذا كان صادرا عن تقديس لمخلوق فهو وقوع فى الشّرك بالله جل وعلا ، مثل الحلف بالنبى والولى . لا يدخل فى هذا الحلف بالأب والأم والأولاد ..الخ 4 ـ حرام الحلف بالله على أى شىء استهانة باسم الله العظيم . قال جل وعلا : (وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224) لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) البقرة ). ومن يفعل ذلك فعليه كفارة . قال جل وعلا : ( لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89) المائدة ) . 5 ـ وبسبب أن الحلف بالله جل وعلا مسئولية كبرى فإن الحنث به جريمة ، أى لا بد من الوفاء باليمين . أيوب عليه السلام أقسم بالله أن يضرب زوجته ، وأصابه عذاب نفسى فقال له ربه جل وعلا : ( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44) ص ). ( الضغث ) هو القش . 6 ـ والذى يستسهل الكذب بالحلف بالله جل وعلا فى سبيل الحصول على منافع دنيوية هو من أصحاب النار الموصوفين بقوله جل وعلا : ( وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ (46)الواقعة ) . وقال جل وعلا ينهى عن ذلك ( وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمْ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (93) وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94) وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (95) النحل ). وهذا يشمل من يخلط السياسة بالدين كالاخوان المسلمين ، وقد أوضحنا هذا فى كتابنا ( تحذير المسلمين من خلط السياسة بالدين ) ومقالاته منشورة هنا . وكتبنا كثيرا عن العادة السيئة للصحابة المنافقين فى الحلف باسم الله جل وعلا كذبا . وهذا مذكور فى آيات كثيرة فى سور النورو المنافقون والتوبة . ويكفى قوله جل وعلا عنهم : ( اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (16) لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (17) يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْكَاذِبُونَ (18) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمْ الْخَاسِرُونَ (19) المجادلة ) السؤال الثانى : العصا التى كانت مع موسى عليه السلام هل كانت تصبح (حيّة ) أم ( ثعبان ) ؟ 1 ـ ( الحيّة ) فى الأصل شىء تظنه جمادا فإذا تحرك عرفت أنه ( حى ) . ( الحية ) مؤنث ، والثعبان مذكر . وحين نرى ثعبانا أو حية لا نعرف إذا كان ذكرا أوانثى . ولكن إستعمال ( حية ) و ( ثعبان ) فى قصة موسى له دلالة بلاغية رائعة . 2 ـ فى قصة موسى جاء إستعمال ( حية ) فى قوله جل وعلا : ( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى (21) طه ). كانت معه عصاه التى يتوكا عليها . وهى جماد لا يتحرك . فلما ألقاها تحركت أى أصبحت ( حية تسعى ). إرتعب موسى فأمره ربه جل وعلا أن يأخذها لأنه جل وعلا سيعيدها عصا كما كانت . وفى تصوير فزعه عندما رأى عصاه وقد تحولت الى ( حية ) قال جل وعلا : 2 / 1 : ( وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) النمل ) 2 / 2 : ( وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنْ الآمِنِينَ (31) القصص ). إذن فإن إستعمال ( حية ) له دلالته الخاصة بالموقف . 2 ـ ( ثعبان ) جاء وصفا لنفس العصا وهى تلتهم ما ألقاه السحرة فانبهر المشاهدون ( بما فعله الثعبان ) . والدلالة هنا واضحة . قال جل وعلا : 2 / 1 : ( فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) الشعراء ) ( قَالَ إِنْ كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ (106) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107) الاعراف ). 3 ـ فى نهاية الأمر فإنها ( عصا ) ولكن جعلها رب العزة جل وعلا آية لموسى عليه السلام ، وتحولها الى ( حية ) أو ( ثعبان ) لا دلالة على كونها ذكرأ أو أنثى . إنما الدلالة فى الموقف . السؤال الثالث السلام عليكم د احمد . كنت اقرا لحضرتك المقال الرائع الصبر وحتميات القدر وجاء سؤال مهم على بالي ان كنت قادر على اداء الفروض من صلاة وصوم وصدقة وحج بفضل الله كما ذكرت حضرتك هل تجب على الهجرة في سبيل الله ام انا في هذه الحال لست من المستضعفين كما اني اعلن وجهات نظري بشكل محدود مع الاقارب و الاصدقاء اذا دعت الحاجة فقط . إجابة السؤال الثالث : تجب عليك الهجرة إذا تعرضت للاضطهاد بسبب الدين .
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثقافة الشورى الاسلامية
-
عن ( مدرسة اللاسلطوية / الفرقان )
-
عن ( التسول والسائلين / زلفى )
-
عن ( الحشر غرلا / الأحياء فى البرزخ / المساومة والجدال فى ال
...
-
القرار فى الشورى للأغلبية
-
عن ( سليمان والجن / الضّعف / نعى الميت / المجاهدون الشيشان /
...
-
جولة فى عقل رفاعة الطهطاوى فى كتابه :( تخليص الابريز فى تلخي
...
-
عن ( مستشار أوباما / الكذب / العمامة / أوّاب / العذاب للنفس
...
-
عن ( الأمازيغ / ابن فرحان / سيرة ذاتية / الطلاق /الأقليات /
...
-
إنتصرت حماس .!!
-
عن ( المحمديون وقوم عاد ، المستبد يستحق الشفقة ! )
-
عن السماء والسماوات وعذاب البرزخ ونعيمه
-
عن ( مسّ شيطانى / البخارى / القبلات /دعاء ابراهيم / يضطهدونن
...
-
عن ( يعطيك العافية / الله المؤمن )
-
عن : ( الأوراد / ربنا فى ضهرى )
-
الموت المؤقت والموت الدائم
-
عن ( حوارات ):
-
عن ( السعودية وأمريكا / حديث حب الدنيا رأس كل خطيئة )
-
( ف 4 ) ( أولو الأمر ) فى الشورى الاسلامية
-
عن ( عانس سوداء / حرف / السرقة من كافر )
المزيد.....
-
بحماية مشددة من شرطة الاحتلال..مستوطنون يقتحمون المسجد الأقص
...
-
حماس: استهداف الحرائر بالسجون تجاوز لكل القيم الدينية والحقو
...
-
نائب قائد حرس الثورة الاسلامية العميد فدوي:لانستبعد أي هجوم
...
-
“صار عنا بيبي ياأطفال” استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 20
...
-
“انا البندورة الحمرا” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 2
...
-
ماما جابت بيبي… تردد قناة طيور الجنة 2024 تحديث جديد على ناي
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تهاجم هدفا حيويا في الأراضي الم
...
-
8 شهداء بالضفة والاحتلال يقتحم جنين وسلفيت
-
المقاومة الإسلامية في العراق تهاجم -هدفا حيويا- في إسرائيل
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تنفذ 14 عملية في شمال وعمق الأرا
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|