أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض رمزي - لم يهتم بأمرهما أحد الجزء الرابع














المزيد.....

لم يهتم بأمرهما أحد الجزء الرابع


رياض رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 7803 - 2023 / 11 / 22 - 16:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يهتم بأمرهما أحد. رياض رمزي


الجزء الرابع. سيرة يحيى عياش، ابن صابر ورقية. رياض رمزي


أعطته تربيته الدينية، حتى قبل أن يعرف حاثة طرد والديه في فعل أشبه بخردقات قطاع الطرق، تقديسا للأبطال الذين صنعوا الإسلام الوليد. تقديس ألزم يحيى أن يأمر جنوده المصنوعين من طين أن لا يلوحوا أبدا بمنديل أبيض وهي حركة تعلمها من أفلام كان يشاهدها في تسلياته في مخيم كان والده يطلق عليه اسم " مخيم غيوم شباط". قائلا له حين تكبر ستحصل مع اصحابك على حق إدارته، حينما يعود العائدون( وهو يشير إلى نفسه) إلى بيوتهم. تتدخل رقية قائلة" حينما تنجلي بوادر الظلام، تشرع السماء بفتح أبوابها وتخرج من أبراجها طيور على شكل أفواج تنشد نشيد" إذا جاءك نصر الله والفتح"، تجدهم يهرعون نحو بيوتنا يستلمون حق إدارتها من خزائن على شكل رغيف قربان من خبز من سنبلة أصلها في السماء وثمرها ثابت في الأرض. يتفاجأون أن من يوزع المفاتيح هو محمد وعندما تأتي امرأة يرفع رأسه تأدبا يوزع ولا ينظر إلى من يستلم بل تميل قامته نحو السماء. يأمر أبا فاطمة كل مستلمي المفاتيح الجدد بنبذ ادمانهم المرضي المتمثل باسترجاع الماضي. كما قال ابن عبدلله واعظا" نجحتُ في تذويب أمتي في روح واحدة". قال "أهدى الخالق لأمته أرضا متصلة يقطعها المؤمن بثلاث خطوات". يصرخ كل مؤمن أمام النبي قائلا" يا سيدي النبي هذا بيتي ولن أتخلى عنه". حين يذهبون إلى بيوتهم ومفاتيحهم في يمينهم سيجدون نفس الأشجار التي زرعها الأجداد تميس ترحيبا بقدومهم وتطلق رائحة ادخرتها لهم منذ عقود.
اعطت التربية الدينية يحيى تقديسا لأبطال استنسخوا إسلاما وفقا لما أرادته قلوبهم، بانضباط استمدوه من قوة وقساوة أعدائهم، مثل حراس حواسهم يقظة يستقرأون قدوم عدوهم حتى من هبة ريح، لا يحتاجون لتربيتة على الكتف ولا يثقلهم الزهو بأنفسهم، جل ما يخشوه عبارة" فات الأوان". وهي جملة تمارس إحماء عليهم، تشع فيهم مثل ضياء يشع وميضا يناشدهم بعدم الغفلة كي لا تتعرض وصية محمد إلى اختلال، فيهم بانضباط يكخطر يمنع حدوث كل احتمال ضعيف، بعيون مثل مبارد يبْرون همتهم كمُرابطين على الثغور، كي لا تتعرض لصدأ. كان صابرا معجبا بابنه وهو يصنع دمى من طين يقول لها بكلام ليس فيه ملمح من بلاهة" الانتصار مزاج رجال". كان صابر يقول لابنه يحيى ما قاله النبي "رجالي قوتهم تقدر بألف رجل". قال له" حين طلب عمرو بن العاص مددا أبطأ عليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، لكنه أمده بأربعة الآف رجل كل ألف رجل يقوم مقام الألف وهؤلاء هم : الزبير بن العوام ، وعبادة بن الصامت ، والمقداد بن الأسود ، ومسلمة بن مخلد...". ما قاله الأب عنه سيصبح عونا له جعله يسمع صوت النبي كاستخارة تأتيه على شكل حلم في الليل تأخذه نغمة ترنيمةٌ بصوت أمه" عدوك يا ابني مهزوم" كي تبقي غيظه مشتعلا. كان يحيى في حلمه يسمع صوت السيوف وهي تسحب من أغمادها، وطقطقة أسنان الأعداء من شدة الفزع. كانوا أبطالا مثل نبتات صحراوية عرّض غياب الماء قدراتها لامتحان شاق، فقررت أن تثبت للماء أنها نبتات لا يتمكن حتى غياب الماء من اسقاط شراستها من الحساب. حينها أرسلت الملائكة التي كانت تراقب السجال رسالة إلى المتعالي تطلب منه تطويبهم بمنحهم الخلود على يد شعراء البلاد.
حين أجتمع الشعراء قالوا: نحن الشعراء بحاجة إلى أعاجيب كي نقول شعرا. وقف أبا الطيب حين شاهدهم متجمّعين وقال " ليس ثمة شعر إن كان هناك خضوع" وافقه الشعراء كلهم. قال أبا الطيب لهم حين نجد ذئبا شرس نعطيه اسما بشريا هو أبو سرحان. أردف قائلا: الطريقة المثلى لقهر الزمان إن نعهد لأصغر عضلة في القلب أعظم مهمة. أيده قطري بن الفجاءة فأعطاه المتنبي الفرصة ليقف مناشدا الجميعه مع تحذير بدأه بويحكٍ" أقول لها وقد طارت شعاعا/ من الأبطال ويحك لن تراعي". أثنى عليه المتنبي لأنه ابتدأ القصيدة بويحك، ويلك، وتعسا، وهي كلمات رحمة وعذاب وتحذير. نظر إليه الشيخ المتنبي بتعبيسة وجه وبزوغان عينين ثم انفراج في الوجه كشخص قادر على توليد انطباعات، كدأبه لم تفارقه الجدية فراح يحرك رأسه إلى أعلى وأسفل دلالة تأييد. شكل رأسه آنئذ عبئا على وجوده دفعه ليقول شيئا. بادر بالقول، مثل قائد عليه أن يكون مبارزا، فلا تشعر همته بالعجز. فكان يبحث عن إمداد من قلبه ولسانه يجعل عزمه يخلق وقائع على الأرض. نهض لم تكن في وقفته نظرة شك فيما سيقوله، نظر في الأنحاء كمن أدرك النتيجة. توقف ليمسح العرق عن جبينه، قال بحركة من يده، محركا وضع رأسه ليجد له ـعز مكان في الهواء. وهو يشاهد الفرسان العرب يزيحون الأعداء في ثغر آمد فلم يوافي عقله حتى ارتياب طفيف فيما سيحدث لأنه قال علانية:
أآمد هل ألمّ بك النهار/ قديما أو أثير بك الغبار.
إذا ما الأرض كانت فيك ماء/ فأين بها لغرقاك القرار.
تغضّبت الشموس بها علينا/ وماجت فوق أرئسنا البحار
آمد كما غزة بلدة في الثغور طالت بها الغيوم واحتجبت الشمس فلم تشهد نهارا، وها هي تشهده الآن. كثرة السيول جعلت الأرض ماء، ليس فيها قرار. غضبت على فرسانها الشمس فهي تريد انتصارا كي تشرق. الآن تقول الشمس يحق لي الإشراق. عقب مبارحة السيول وبفعل مجيء الشمس البازغة حديثا لمعت أوراق الشجر.... قال الرب جملة بلغة قرآنية" لولا هؤلاء الفتية لكان لهذه البلاد مستقبل آخر". كلام تلقفه أبا الطيب وقال:
أولاد حيدرة الأصاغر نفسا/ ومناظرا ومخابرا وجدودا
سودٌ ولو بهر النجوم بياضهم/ قل ولو كثروا النجوم عديدا.



#رياض_رمزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يهتم بأمرهما أحد الدزء الثالث
- لم يهتم بأمرها أحد الجزء الثاني
- لم يهتم بأمرهما أحد
- يوم أُصبت بالحمى
- حول الحرب بين روسيا وأوكانيا
- مقتل الشاعر
- النخب الإسلامية
- ضحك كالبكا الجزء الثاني
- عراق الجهل بين السخرية والهزل
- القديس مارادونا شهيدا
- ضحكٌ كالبكا
- لديّ ما أتحدث به
- ألله يحب عباده العلماء
- من رمزيات رياض رمزي
- حول الطقوس
- ذكرى استشهاد تشي جيفارا
- الجهل في أرض المتنبي
- تغريدة لثورة تموز خارج السرب
- العزلة في زمن الكورونا
- عفيفة لعيبي: تحويل صناعة الأحزان إلى كسبٍ مشروع، أو الحزن حا ...


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض رمزي - لم يهتم بأمرهما أحد الجزء الرابع