أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض رمزي - لم يهتم بأمرها أحد الجزء الثاني















المزيد.....

لم يهتم بأمرها أحد الجزء الثاني


رياض رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 7798 - 2023 / 11 / 17 - 17:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمت المشاركة مع أصدقاؤك
لم يهتم بأمرهما أحد. الجزء الثاني
رياض رمزي
في معارك الهداية يجمع الله شتيت شمل شهدائه على شكل جديلة شعر تنقلها الملائكة إليه فينهض المتعالي، يهبط من عرشه في بياض الغسق ويزرعها بيده فيما يسمى جنينة صغيرة يطلق عليها اسم دوام الصيت.
رياض رمزي
مساحة لا تتعدى الكيلومترات لا يستمعون لما قيل لهم أن يرضوا بما كُتب لهم، وأن لا يقتربوا من حافة الحمم البركانية. هم لم يقبلوا قول ناصح يمرره تحت ذريعة موازين القوى. قيل لهم: من له حاجب أهلب ووحمة في الوجه وحتى عرجٌ في الرجل وحين يمر تتخلف منه رائحة عرق ودخان، أمر شائن له طلب السكنى في تلك الجنينة. لم يسبب لهم الكلام كربا أنهم في موقف غير مريح. لكنهم، في غمرة غضبهم، وهم يستمعون لما قيل لهم تذكروا تاريخ قومهم، فقرروا، كي لا يراودهم ضيق، أن لا يجولوا في لغو معاد بل الدخول في مسابقة دوام العلى. تذكّروا أن نبيهم شرّع له الخالق أبواب سمائه وهو يتيم وحين بلغ الأربعين ظل يتراسل معه من خلال ملائكة يهبطون من السماء في منبلج الصباح ويعودون في أناء الليل دون أن يبلهم الإعياء وهم يبلغونه على لسان المتعالي رسالة أنه أعطى أمته لقب خير أمة أخرجت إلى الناس، وأنه سينهي معجزاته في عمر الستين ليستريح في جنات النعيم وسط أشجار معمرة ينث عليها رذاذٌ اسمه ماء المعجزات في عالم يشيخ وهم شباب يخاطبهم النبي" بنداء يا نبرة رجائي" فقام الخالق بتجريدهم من سماتهم الأرضية ومنحهم صفات ملائكية، زيارات ابن آمنة الدائمة لهم جعلتهم أحياء على الدوام. كان النبي يطوف على أمهاتهم اللواتي رجونه أن لا يطلبوا منه شيئا غير أن يعدهم برجاء الخالق أن يعيد أبنائهم إلى الحياة ، هناك بدأ النبي يخاطبهم" يا موئل رجائي".
علّمهم النبي أن يحيوا على يقين أن "الإخفاق خيار"، فقرروا أن ألّا يكونوا شحيحين في جهدهم ولا يروّضوا خيالهم ويمنعوه من الانطلاق. العيش في الذل دفعهم لتأمل وضعهم. قرؤوا ليس تاريخه بلادهم فحسب، بل سنن نبيهم فلم يعودوا يقولون لهفي على تلك الأيام، لأنهم هم من واصلوا السير على ملاحم أجدادهم، حتى أن الملائكة صرخت، وهي تستمع لصرخة الخالق بعد سبعة أيام من اطلاق مسيرة الخلق" ليكن هناك نور"، قالوا" ليمتنا الله أن لم يكن هذا الشهر شبيها بزمن تلك الصرخة".
إلهام عنوانه: حين حلّ يوم السابع من أكتوبر قال النبي للملائكة المكلفين بتبليغ رسالة "الإيمان قشةٌ واحدة وترجح الميزان". حفظوا الكلمات المجنحة على شكل نيران، تتقدمهم وهم منطلقين في سرورهم وأمامهم، خفق رايات يخرج من كل منها لسان يقول" من يحلم ليس بنائم، نحن ننتمى لعصبة اليد العليا شعارها إن أمنتم بأنفسكم فلا غالب لكم، إن امتنعتم عن الرقاد ووضعتم أيديكم على الزناد فلن تضربوا جباهكم من شدة خيبتكم، لأن آلام الندم أشد الآلام، وأن لعق الجراح ليس دواء شافيا لأنه نتيجته القيح وقطع اليد". قبل الهجوم على قلعة الأعداء بدأت تترى عليهم الأحلام وراحوا مثل شاعر يعيش على وقع سور شعرية تبدأ بكلمة" ويلٌ" وهم في أعلى جهوزيتهم. راح يرسمون لوحة. ولم يكونوا بحاجة لغير ريشة، لون، وضوء: الريشة كلمات موصوفة بدقة في القرآن " إن ينصركم الله فلا غالب لكم"، اللون تعريض الوجه لشمس لاهبة تمدهم بإحساس بالذات وتزيد قدرتهم على تحمل شواظ جهنم العدو، الضوء: لون أسود يتحول إلى بنفسجي ثم وردي يشبه لونا شاهدَوا أجداد أجدادهم الفرسان يرتدونه وهم على ظهور خيولهم، وأفيال أبرهة وقد تحولت إلى بغال تهرب أمام جمالهم. تعلّم الفلسطيني من أجداده كيف تتحول بطولة الأستثنائي إلى فعل عادي، تعلموا من الخالق أنه حين قرر طرد أحد أبنائه الذي أرتكب معصية اختار ملاكا وكلفه بمهمة طرده، فاستاقه وكلفه بمهمة القصاص. يقال أن الله بنى، للملاك المكلف بطرد العاصين بمهمة، جبلا فرض عليه العيش هناك كي يتعود على مناخ القمم ويتغذى على عشبة الخلود، وخلق له ثورا ليألف هيجانه، يناطحه ليقف على جلية أمر هيجان الثيران فلا تظهر عليه أعراض التراجع ولا يتثاقل في إقدامه وهو يناطح أي ثور. علمه إعادة قراءة السور المكية المليئة بالوعيد كي تستحثه وهو يتقدم، بقدر ما يؤتى من العزم، مثل جيش لا تعوزه الذخيرة. لم يستشعر الملاك المهمة، وهو يتصفح ما كُتب في اللوح المحفوظ، وراح يردد سور الوعيد المكية، لا قشعرية الشتاء ولا حمارة القيظ، بل ببزوغ ضوء من واد مثابر جمع كل نقطة من ماء وردت إليه فتحولت إلى سيل قاده نوتي حولها مياها، لا تستريح في سدها، إلى وابل من شرر تحوّل إلى ضوء أخفى الظلام وأركنه في دائرة ظله.
مكمن تفوق النبي "العناد، لو وضعوا القمر في يميني..." وهي جملة نبع وجود التاريخ منها، جعلت من اعتراض عمّه عليه عقيما، أقل ما كان لأبي طالب قوله هو الصمت، انسحب وهو يقول" فكّرْ يا ابن أخي أكان ينبغي.. هل ثمة داع..؟". أدرك العم أن كلمات ابن أخيه خرجت من طيات قلبه وباتت حقيقة حين قال له ردا على جبروت قريش" يا عم الله لا يخلق أشجارا تفوق قدرة تحليق العصافير". ثم ردّد ابن الأخ العظيم كلمات أشجع العرب عنتره:
لله درّ بني عبس لقد نسلوا/ من الأكارم ما قد تنسل العرب.
فتى يخوض غمار الحرب متبسّما/ وينثني وسنان الرمح تختضب
سمع ابن الأخ عمه يقول" أية غدران فاضت وأنْسلت هؤلاء الأبطال الذين حولوا الماء إلى وابل من شرر؟. لماذا لم يستبينوا مكامن الخطر تمام الاستبانة ويقدروه تمام التقدير؟. لماذا لم يعطوا ظهورهم لمهب العواصف بل استداروا واقفين بوجه هبوبها؟". عندما عاد العم إلى بيته تحلّق حوله أسياد قريش يستعلمونه عن تنازلات ابن الأخ وإن كان الوعيد قد أحدث فيه ضعفا تدنت معه قواه؟ وهل هو قابل للاسترداد؟ ولم لا يقيم وزنا لقوتهم؟ وما هي طباع هذا الذي لم نعهدها في أنس وجن من قبله؟. قال العم" شيءٌ فيه طي الكتمان،هناك شفرة سرية تحوي معلومات موثوقة يتنادى بها قلبه مع من أشار إليه أن لا يقيم وزنا لمن يفوقه اقتدارا، لأن هناك- كما قال- رؤى يستدل بها في أحكامه، ويتعامل بها ابن أخي هذا". سأله أحد أكابر قريش: ألم يكن بوسعك الاستدلال عليها؟. أجابهم" الاستدلال عليها دربٌ غير نافذ لي". " كيف؟" سأله كبير قريش. قال "هو يسمع قرعا قويا على أبواب قلبه فيصيبه تعرقٌ ودوار، تخرج منه رائحة أبهى وأرق من خلاصة جوز الطيب، ثم يبوح بما يصل إليه مثل طفل يسعد بهدية يفضّها ويزداد صوته ضراعة وهو يردد" اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ .عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم"." قال العم من أين لي أن أعلم ما لا يعلمه غيره؟. عندما سألوه كيف؟ قال لهم أن الله اجتباه وعلمه تأويل الأحاديث. كيف؟. ذكر لهم ما سمعه من فم عائشة "أول ما بدئ يه رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم. فكان لا يرى رؤية إلا جاءت كفلق الصباح". "ماهي الرؤيا؟". سألوه كبار قريش؟. قال لهم ما قاله الوحي" لن تضيع حياتك في الصبر والانتظار في هذه الجهة، بل سنعجّل عبورك نحو الجهة الأخرى حيث يخلق الرب من أتباعك نسخا على شكلك يحققون ما قطعه الرب لك من وعد بعبارات قطعية يجب أن تتحقق". قال العم أن المتعالي وضع على لسان نبيه صيغة أمر" تكاثروا فأنني مباهٍ بكم الأمم". نهض أكابر قريش ليقولوا ضاحكين: سيحمل لك الغد خبرا من النوع الذي يجفف حليب المرضعات. لم يطلب العم منهم الرأفة بابن أخيه، لأنه، كما قال، سيستنجد بسور مثل الاسمنت تضفي قوة على قناعاته. ثم جاءه الخبر في اليوم السابع من أكتوبر، وهو اليوم الذي تضعضع فيه وقار كفار قريش وثقتهم بأنفسهم. لم يفهم سادة قريش أن الشجاعة ليست صنوا للجنون ، بل توأما لشدة صفاء العقل. أن تتقدم نحو الهاوية لتأكد لنفسك والآخرين ليس جنونا، بل شجاعة تكليف من ينتدب نفسه ليوضّح أن الدرب المروّع ما أن تجتازه حتى يكف أن يكون مروّعا



#رياض_رمزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يهتم بأمرهما أحد
- يوم أُصبت بالحمى
- حول الحرب بين روسيا وأوكانيا
- مقتل الشاعر
- النخب الإسلامية
- ضحك كالبكا الجزء الثاني
- عراق الجهل بين السخرية والهزل
- القديس مارادونا شهيدا
- ضحكٌ كالبكا
- لديّ ما أتحدث به
- ألله يحب عباده العلماء
- من رمزيات رياض رمزي
- حول الطقوس
- ذكرى استشهاد تشي جيفارا
- الجهل في أرض المتنبي
- تغريدة لثورة تموز خارج السرب
- العزلة في زمن الكورونا
- عفيفة لعيبي: تحويل صناعة الأحزان إلى كسبٍ مشروع، أو الحزن حا ...
- موت مواطن لا ينتمي إلى وطنه. رياض رمزي
- فائز الزبيدي مقاتل أجبر على هدنة أبدية


المزيد.....




- -نايكي- تُحيي فنًا عمره 5000 عام في أول تعاون لها مع علامة أ ...
- قتلى وجرحى ودمار جراء القصف الإيراني على إسرائيل
- مصر: الحكومة تضع حلولا بعد غلق إسرائيل أكبر حقولها للغاز.. و ...
- هل الهدف هو تغيير النظام الإيراني أو القضاء على البرنامج الن ...
- إيران وإسرائيل تعلنان أحدث حصيلة لقتلى الهجمات المتبادلة بين ...
- بعد أن أثار جدلا.. كاتس يتراجع عن تهديد سكان طهران
- حاملة الطائرات الأميركية -نيميتز- نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح ...
- الجيش الإسرائيلي يسحب الفرقة 98 من غزة ويحشد عند حدود مصر وا ...
- فرقة -كوستروما- تؤدي عرضا بأوبرا القاهرة
- بن غفير يأمر الشرطة بإيقاف أشخاص يصورون أماكن سقوط الصواريخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض رمزي - لم يهتم بأمرها أحد الجزء الثاني