أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - مع الفن الشنكالي















المزيد.....

مع الفن الشنكالي


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 7802 - 2023 / 11 / 21 - 19:11
المحور: الادب والفن
    


الأعمال الفنية العظيمة يقوم بها أناس يواجهون التحديات، إلى أن يصلوا إلى أعماق تلك التجربة؛ وبالتالي الحياة نفسها تصبح جديرة بالاحتفال، ويظهر معدنها النفيس بمدى روعة ذلك الفن.

ـ جيل الفرمان من الفنانين:
في عام (1982) توفي الفنان الشعبي الأسطورة (عيدو كتي ذياب) المعروف باسمه الفني (عيدوى كوتي). تعلم وتتلمذ عدد غير قليل من المهتمين بالدبكة والغناء الشعبي على يديه. قدّم العديد من الأغاني الخفيفة الراقصة والشجية مثل: (عليكو دينو ـ بيدا ـ خيدا ـ أسمرى ـ شملانى ـ منجى..) وهي أغاني مشهورة تغنى للآن وباتت من الفلكلور الشنكالي كما غيرها من الأغاني.
وقام بتجديد بعضها في الوقت الحاضر الفنان الشعبي (دخيل أوصمان)، في رأي الشخصي إنه قد نجح إلى حد ما في ذلك، إلا إنه لم يغطي المساحة التي كان يشغلها.
دفن هذا الفنان في قرية (كابارا) من أعمال قضاء سنجار تشيعه عدد قليل من أهله وأقاربه، وكان حريا أن يودع (عيدوى كتي) بجنازة تليق به كفنان شعبي كبير، وبأرثه الفني الذي بقي خالدا على مستوى المجتمع الشنكالي على الأقل.
وفي عام (2009) توفي قارئ المواويل الشعبية الشنكالية الأسطوري (خدر فقير) صاحب الأغنية الخالدة (كريفى) و(غزالي) وغيرها من المواويل.
كان صوت (خدر فقير) وأسمه الحقيقي هو (خدر خديدا)، حزينا يؤدي المواويل التي تحكي قصص الفرمانات العثمانية على شعبه، وقصص الحبّ التي تستوجب التضحية.
وفي سفر رحيل الفنانين الكبار، وهم بالعشرات، يجدر بي الإشارة إلى عازف الطنبور الشنكالي المعجزة (خلف قاسكي) الملقب ب (خلف حكرش) وكذلك الفنان والحكواتي والأسطة وصانع الطنابر الشنكالية الفريدة العبقري العمّ (عليّ حربا) وهو جد الفتى المعجزة (حمّاد أسماعيل القيراني). وللمزيد من التفاصيل الممتعة يمكن قراءة كتابي (آل حربا) في حال صدوره ونشره، وأرجو أن يكون ذلك قريبا.
وقد أخصص مقالات قادمة أتحدث فيها بشيء من التفصيل عن بعض الفنانين ومنهم (آل حربا) المبدعين، والدخول في بعض التفاصيل المهمة.
هل يمكن اعتبار الشعب الأيزيدي ـ وهم الأيزيدية الذين يسكنون مختلف بقاع العالم ـ مجتمع واحد؟
غالبا ما أطرح هذا السؤال المهم في كتاباتي، والجواب هو: لا بالتأكيد..
الأيزيديون كشعب واحد يتكونون من مجتمعات مختلفة، فالذي يسكن في داخل المدينة يختلف عن الذي يسكن القرى وأيضا يمكن تقسيمهم إلى مجتمع الخوركا والجوانا والفقرا. والأيزيدية في ولات شيخ ينقسمون إلى مجتمع بعشيقة وبحزاني، سكان باعذرا وبقية المدن والقصبات والقرى في كردستان. ولاشك إن أيزيدية سوريا يختلفون عن أيزيدية تركيا أو جورجيا أو أرمينيا.. الخ

معظم فناني هذه الشعوب كانوا بالفطرة، تعلموا العزف والغناء وتأليف الأغاني وصنع الطنابر وسرد الحكايات، وكان معظمهم أميون لا يجيدون القراءة والكتابة أيضا، ولكن كان تأثيرهم كبيرا في مجتمعهم وتركوا بصمة واضحة كل من في مجاله واختصاصه.

ـ تطور الموسيقى الأيزيدية:
يقول الباحث (صباح كنجي): "يؤكد علماء التاريخ المعاصرون، من خلال استنادهم على المكتشفات الأثرية، إن الإنسان قد غنى ورقص وعزف قبل أن يبتكر الكتابة أو يعرّف فن الرسم والنحت..
وفي بلاد الرافدين التي شهدت مهد الحضارات الأولى بتراثها الإنساني الغني، كانت الموسيقى جزءً هاما ً من مكونات تلك الحضارة.
لقد دخلت الموسيقى ضمن الميثولوجيا، كرافد أساسي، في الطقوس والشعائر الدينية ونصب أو تجديد المعابد والآلهة، بالإضافة إلى الشعائر الخاصة بطقوس الموت والانبعاث وكل ما يتعلق بالأفراح والأحزان.
وطالما كان للدين عند سكان العراق القدامى المكانة الأولى والمتميزة في الحياة اليومية ومعتقدات الناس، لذا فان تأثيره في جميع النواحي وأوجه حضارة العراق القديم، بما فيها الموسيقى، كان جلياً.
وإذا كانت المكتشفات الأثرية تؤكد هذه المعطيات بتفاصيلها الدقيقة، فأنه من الأهمية دراسة طقوس وعادات الأيزيدية، كبقايا دين عريق، له امتداد تاريخي إلى العهد السومري، حيث يمكن ملاحظة التواصل الحضاري بين الماضي والحاضر في مجالات عديدة، ومنها الموسيقى".
الباحث صباح كنجي: كتاب (الأيزيدية. محاولة البحث عن الجذور) طبع في عام (2022)

ـ الإنتقالة الأبرز في الموسيقى والغناء الشنكالي:
وتمثلت في وصول بعض الحطابين والنجارين الأيزيديين من سكنة قرى حوض جبل شنكال إلى صنع بعض الآلات الموسيقية البدائية مثل، الناي والطنبور الشنكالي الذي يحمل ثلاث أوتار فقط، وهو سبب أساسي في عزوف الجيل الحالي من استخدامه وتفضيل البزق السوري أو البغلم التركي. الكاتب (مراد سليمان علو) من كتاب (آل حربا) كتاب عن سيرة حياة عائلة فنية. جاهز للطبع. وكذلك بروز مؤلفين عباقرة ومؤدين من أمثال (عيدوى كتي) و(خدر فقير) و(قبال) وغيرهم، إضافة إلى وجود المناسبات الدينية والاجتماعية التي تكون الموسيقى والغناء عنصران أساسيان فيهما.
بالتأكيد هناك ترابط وتأثير مباشر أو غير مباشر للموسيقى الدينية للأيزيديين على الموسيقى والغناء الشعبي عند الأيزيدية بصورة عامة ومجتمع شنكال خاصة. فهي نتاج للبيئة المتنوعة من جبل وسهول وصحراء وأسلوب العيش البسيط في القرى الطينية التي لم تتغير منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة بل منذ تأسيس قرى سومر لأول مرة.
ولكن، ومن وجهة نظر شخصية أرى مع وجود هذا العدد من الباحثين والكتاب والشعراء ورجال الدين وكتاباتهم ومطاليبهم عن الإصلاح وبمساعدة منصات التواصل الاجتماعي والبيوتات والمنظمات لم يعد بمقدورنا أن نعرف إن كنا نعدو نحو الأيزيدياتي عن طريق الفن أم إننا نهرب منه.
ـ ثقافة ما يسمى ظلما بـ (الفن) على الساحة الأيزيدية ـ على الأقل في العراق وبين المجتمع الأيزيدي في ألمانيا ـ تركز بصورة عجيبة على (تسهيل الأمور).
أشباه الفنانين هؤلاء يقدمون التفاهة؛ لجني أرباح آنية، وهم بذلك يقدمون تنازلات عن سابق إصرار وترصد في حق الفن، إن كان قد بقي من الفن شيء.
ومن حقنا أن نعبّر عن انزعاجنا من هذا الفعل، وشعورنا بالإحباط فيما يجري.
شخصيّا أودّ أن أرى تغييرا في هذا المشهد المأساوي، ولكن قراءة الواقع يقول العكس تماما حيث إن المنطق يحتم على الساعي للإبداع أن ينكر ذاته ناهيك عن القلق الذي يصيبه في مسعاه وطرح العديد من الأسئلة.
تأسيسا على ذلك يرفض (الفنان) أو(المطرب) ـ وهو ليس إلا بوقا ـ أن يتأكد من مخاوفه ويفضل البقاء في مطقته الآمنة والعمل على زيادة عفونتها.
التحليل والتقييم بالاعتماد على فرضيات فلسفية وأساليب أدبية لن يؤدي إلى التغيير، أو إلى استنارة ثقافية. الحلّ يكمن في اللجوء إلى التحدي بعيدا عن هذه الأصوات النشاز، والأفعال القبيحة، ويمكن البدء بالشباب ودخولهم إلى المعاهد والمدارس الموسيقية المتخصصة بالاعتماد على الذات ولا يفوتني أن أذكر هنا محاولتي اليائسة لحث (منظمة يزداـ فرع العراق) في عام (2016) على تبني موهبة حماد أسماعيل وشقيقه نصرت ولكن دون جدوى.
أخيرا أرغب أن أوكد لكم إن السياق التجاري والرغبة في الحصول على القوت اليومي وخاصة في العراق يحتم على هؤلاء المراوحة في عفونة بؤرة الحفلات الخاصة دون الاهتمام بالمساعي الفنية التي لا تجلب غير (الهمّ) و (دوخة الراس) حسب تعبير أحدهم.
وأخيرا الفن الراقي هو الأبقى، وعلى المودة نلتقي.



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في انتظار شرفدين.. في إنتظار نادية مراد
- ما وراء الحقيقة الأيزيدية
- ترتيب أمر العَودة
- زمن العَواء
- ثُلوج آب
- بومةُ جامع القمامة
- الأيام الهاربة مِن الموت
- الأداري الجّلاق والحيّة المتكورة
- سوق خَضروات جم مشكو
- قِيامة ما بعد الكارثة
- البحث عن الكالسيوم
- يَرقان الكلمات
- جحيم المخيم
- إلى الكاتب في الحوار المتمدن: الأستاذ أمين يونس
- كهف الحبّ المضيء
- سمفونية الخرائب
- تقاطيع وجهكِ الحبيب
- الطفل المائِت عطشا
- السيرةُ الذاتية للأكتع
- شُهود على طفولة الأثداء


المزيد.....




- مش هتغيرها أبدا.. تردد قناة وان موفيز “one movies” الجديد 20 ...
- دق الباب.. اغنية أنثى السنجاب للأطفال الجديدة شغليها لعيالك ...
- بعد أنباء -إصابته بالسرطان-.. مدير أعمال الفنان محمد عبده يك ...
- شارك بـ-تيتانيك- و-سيد الخواتم-.. رحيل الممثل البريطاني برنا ...
- برنامج -عن السينما- يعود إلى منصة الجزيرة 360
- مسلسل المتوحش الحلقه 32 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- -الكتابة البصرية في الفن المعاصر-كتاب جديد للمغربي شرف الدين ...
- معرض الرباط للنشر والكتاب ينطلق الخميس و-يونيسكو-ضيف شرف 
- 865 ألف جنيه في 24 ساعة.. فيلم شقو يحقق أعلى إيرادات بطولة ع ...
- -شفرة الموحدين- سر صمود بنايات تاريخية في وجه زلزال الحوز


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - مع الفن الشنكالي