أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي/6















المزيد.....

التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي/6


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7802 - 2023 / 11 / 21 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لايمكن مع الوقوع على الخارطة النمطية وتوزعاتها، ومايفترض بناء عليه من وجهة فعاليتها، القبول بما هو متداول وشائع عما يعرف ب "الحضارية"، او مسارات المجتمعية التاريخيه المتداوله، تلك التي تسنى للغرب في العصر الحديث تكريسها، سواء من حيث المبتدأ، او المنطوى والدلالات، قياسا الى التاريخ المجتمعي بما هو حالة لاارضوية سائرة على المدى البعيد للتحقق، بينما تسود جملة من التصورات "الحضاروية"، عديمه التعيين للاغراض والمستهدفات. لتظل المجتمعية خاضعة للقصورية الادراكيه، وخارج الطاقة العقلية البشرية، الامر الذي يحل على الحياة البشرية نقصا، لايمكن معه اعتبار الحياة مكتمله في الوقت الذي تتطلب بالجهد، مزيدا من الكمال هي بذاتها، بقدر ماهي ناقصة ابتداء، جهد لابد منه، كضرورة لاجل نضجها وتكامل كينونتها، ذهابا الى مابعدها.
تبدا المجتمعية بالتبلور ابتداء في الشرق المتوسطي، وفي عالم الانهار منه،( النهرين/ والنهر الواحد)، مع الاحتشاد النمطي الازدواجي، اللاارضوي، الارضوي الرافديني ، واحادي الدولة النهري النيلي، ثم احادية اللادولة الاحترابية الجزيرية، مع النوع مادون، اوغير القابل للتشكل كيانيا، وهو مجال او منطقة التعبيرية اللاارضوية الابتداء، غير القابلة للتحقق في ساعتها، والموكولة كينونة لاجمالي التفاعلية المجتمعية كشرط للتحقق، يمكن خلافا لكل المتعارف عليه، ان نعتبر الطور الراهن من الوجود الحي، عتبة تمهيدية مفضية الى الحياة الفعلية، وفي التعيينات المساعدة على الاستدلال، يمكن القول بان الكائن البشري يمر بطورين ملازمين للحالة المجتمعية، الاول " نطقي لساني" والثاني المقصود، والذي هو الهدف المطلوب بلوغه، هو "النطقية العقلية".
فالكائن البشري يعي وجوده ابتداء بمامتوفر له من طاقة عقلية ابتدائية، بناء لاشتراطات وحدود مامتاح له كقدرات بشرية وعمرية، وحاجات وسبل تلبيتها، مع الطبيعة والافاق، فيقوم بتنظيم حياته بناء على ماسلف، بحثا عن مايجده افضل السبل لممارسة الوجود، في وقت يكون عمل العقل بما هو، مركزا في المساعدة على تنظيم الحاجاتيه، بحسب الممكنات والطاقات الجسدية المتاحة، بينما تلعب النطقية اللسانية دورا اساسا في تكريس منظومة التفاعلية البشرية ومساراتها، وتاسيساتها الانتاجية والتنظيميه السلطوية، وغيرها من اوجه التجلي المجتمعي، كمثل الملكية والموقع، بما يتطابق مع المحركات والممكنات المتاحة، وفي كل هذا تكون الحاجاتيه الجسدية، والاشتراطات الانتاجية، هي المحرك الفعال، بينما يتعذر حضور العقل، بالدرجة الاولى خارج الاشتراطات المذكورة الارضوية الحاجاتيه واحكامها، اي اشتراطات تعذر الاحاطة باجمالي مسالة الوجود ومنطوياته الابعد، ومايتيحه من اشكال فعل.
ومانشير اليه هو العتبة الاخيرة من متبقايت الحيوانيه المطلة على مابعدها وعلى الهدف من الوجدود وحال الترقي الاخذه بالكائن الحي قبل الحيوانيه، ثم الحيوانيه، وصولا الى ( العقل / جسدية) الحالية، حيث الغلبة الجسدية واحكامها وشروطها، وخضوع العقل لمقتضاها، قبل وعي وادراك المبتغى والمقصد الوجودي الاعلى، "الانساني" مابعد "الانسايواني" الازدواجي الحالي.
بهذا تكون النمطية المجتمعية الخافية وخارطتها، بمقابل الاحادوية المجتمعية، هي موضع مقاربة ادراك الاليات الفعلية الناظمة للظاهرة المجتمعية، في حين يكون وعيها وادراك حقيقتها محطة فاصلة وانتقالية كبرى، مابين النطقية اللسانية المتلازمة مع الاحادية والقول بواحدية المجتمعات، والنطقية العقلية، شرط ادراك اسس ومنطويات العملية المجتمعية ومستهدفاتهتا، والى اين متجهه، بمعنى وقوع الافتراق النوعي، بين الطور البشري المحكوم لاثار وقوة حضور الحيوانيه في تكوينه، ومايعقبها من حالة تخلص لازم، وهو جزء اساس من اجزاء مستهدفات الاليات المجتمعية اصلا، من وطاة الحيوانيه وغلبتها ابان الطور الانتقالي "الانسايواني"، مابين "الحيوان" و "الانسان".
ليست الظاهرة المجتمعية ولن تكون اطلاقا، هي ذاتها او مقاربة من اي جانب من جوانب وجودها واليات حركتها بتلك الاحادوية الانسايوانيه، ويشمل هذا بالطبع اجمالي مشروع الوجود ووجهته والمطلوب لاجل التناغم معه، ولابد لهذه الجهه من ان ننتبه، الا ان التاريخ الاول الاسبق من مسار المجتمعية قبل وعيها عقلا واحاطة شاملة، لم تكن من حيث وجودها وحركته، وتفاعلاتها قد مرت من دون نتيجه او هدف ومقصد، مصمم برغم عدم ادراك منطوياته في حينه، فالانتقالية الى الاشتراطات التحولية المادية، ابتداء من انبثاق الالة، ليس بالامر العارض اذا مانظر اليه من زاوية التفاعلية التحولية الفعليه الاشمل، لا وفقا لما غالب وحاضر، وماقد كرسه الغرب اليوم من مفاهيم نطقية لسانيه عن الظاهرة الانقلابيه الاساسية، المقاربة من حيث المعطيات المستجدة للبدئية التاسيسية الاولى من حيث الاهمية والاحتمالية.
وتكرر مفاهيم "الحضاروية" و "التقدم"، ذات المنطلقات الاحادوية اللسانية اليوم، من دون ممكنات مقاربة حقيقة الاله ومنطواها، والى اين هي سائرة ضمن التفاعلية المجتمعية، وصولا الى انبثاق وسيلة الانتاج "العقلية"، اي "التكتنولوجيا العليا"، الضرورة المنتظرة اللازمة شرطا للانقلاب التحولي اللاارضوي ماديا، وهو ماظل يؤجل التحقق على هذا الصعيد تحوليا، ناهيك عن الادراكية المقصودة الغائبة، وغلبة القصورية الحيوانيه، وهو ماينتظر ان يتم عبوره من هنا فصاعدا، بالتوافق المادي الضروري، مع ما هو واجب كينونة ومسارا، لظاهرة تجد اليوم محطتها التي هي مهياة بالاصل لبلوغها، وظلت منتظمة داخل قانون كوني تحولي تفاعلي، ذاهب بها الى ماصارت على اعتابه بعد اليوم.
عنوان المجتمعية الاولى الانسايوانيه ( الانتاج + التجمع)، وهو ماصار اليوم من قبيل الماضي، بينما تبدا بالحلول، مرحلة انتهاء الانتاجية، بالقضاء على الحاجاتيه البيولوجيه، وانهاء استبداد الموت الجسدي، كجزء من هيمنه الجسدية واساسيات حضورها في الطور المنقضي، ذهابا الى تنامي حضور "العقل"، وتراجع الجسد المطرد، وصولا للانفصال بين الاثنين، واستقلال العقل، وتحرره من وطاة حامله الضرورة المؤقته.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي؟/5
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي/4
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي/3
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي/2
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي؟ / 1
- الديناميات التشرينوية وبشائر التحولية الكبرى/ ملحق
- الديناميات التشرينويه تنتظم تاريخ العالم؟(2/2)
- الديناميات التشرينويه تنتظم تاريخ العالم؟(1/2)
- اسرائيل اخرى وشرق متوسطي مابعد ابراهيمي؟
- شرق المتوسط وحضارات مابعد الانهار؟(2/2)
- شرق المتوسط وحضارات مابعد الانهار؟*/(1/2)
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/12
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه/11
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/ 10
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/ 9
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/ 8
- 14 تموز الثورة العالميه غير الناطقة؟*
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/7
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/6
- العميل الصدّامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/5


المزيد.....




- فيديو يظهر نقل رئيس وزراء سلوفاكيا إلى سيارة بعد إطلاق النار ...
- مصر.. تحرك برلماني بشأن شركات النقل الذكي بعد اعتداء سائق عل ...
- مواقع عبرية: حدث صعب جدا الآن في غزة ومستشفيات تستعد لاستقبا ...
- كيف تدعم الصين روسيا بعد فرض عقوبات عليها بسبب حرب أوكرانيا؟ ...
- بايدن وترامب يقبلان المواجهة في مناظرة تنظمها شبكة -سي إن إن ...
- بركان جبل إيبو في مقاطعة مالوكو الشمالية بإندونيسيا يثور مطل ...
- خلافات داخل مجلس الحرب الإسرائيلي بشأن -اليوم التالي- للحرب ...
- وزراء إسرائيليون متطرفون يهاجمون وزير الدفاع بعد رفضه حكما ع ...
- السفير القطري لدى موسكو يهنئ بوتين بتوليه منصبه ويشيد بالعلا ...
- -لحظة تفجير منزل مفخخ بالجنود-..-القسام- تعرض مشاهد استهداف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي/6