أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/12















المزيد.....

العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/12


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7689 - 2023 / 7 / 31 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لااحد فيما عدا بعض البلاهات (1) الحداثية، خطر له يوما التعرض للظاهرة مدار التنويه، هذا عدا عن اخذها كحالة خصوصية جديرة بالانتباه بناء للموضع الذي قامت فيه، ومكانه الكوكبي التاريخي المرتبط بكينونته بنيويا، هذا علما بان الكتابات عن المملكة السعودية والعراق لم تكن معدومة، واما في داخل العراق، فضلا عن السعودية، فان الامر يتحول لهذه الجهه الى كارثة، والعراق بالذات لم يعرف اي عمل فكري او سياسي يمكن ان يشار اليه، او يتوقف عنده، بالذات منذ الستينات حين عم العقم المطلق، والجهاله التامة، حتى بالقياس الى بعض التماعات التاسيسية الايديلوجه النقلية، وتحديدا حين يتعلق الامر بالعبقريات الماركسية الفذه، وبمقدمها بالطبع الحزب الشيوعي البراني، الذي قام على انقاض الحزب الشيوعي المستبدل منذ عامي 1963/ 1964، بالمقابل غاب الحزب المذكور كليا عن الساحة، ولم يعد حاضرا ضمن مجرى التاريخ، ولا صدر عنه اي عمل او نشاط يعتد به، او يمكن ان يعتبر من باب الفعالية الشعبية، وهو ماظل حاكما تاريخ الجماعة المذكورة على مدى ستين عاما، انسمت بالغياب الكلي، والضمور لدرجة الخروج من العملية الوطنيه والتاريخيه، وصولا الى التحول الى اداة من ادوات الغزو والاحتلال الامريكي الافنائي، وهو حد من التردي لا يمكن حتى وضع تسمية له تفيه حقه من الدونية و الانحطاط.(2)
فهل يمكن ياترى اعتماد عنوان من قبيل "دولة الريع"، باعتباره مصطلحا ينطق عن نمط معين من الدول والحكومات، له نموذجيه محددة، يختص بها موضعان ابراهيميان رئيسيان على مستوى التاريخ، احدهما الاساس، لم يعرف من حيث التعيين النوعي غير "النباح الدكتاتوري"، ظل يمارس لبضعة عقود دون كلل، بما يدل على نوع من الانحطاط الكارثي غير المسبوق على مستوى العالم، مع مايتولد عن ظاهرة من هذا القبيل من اثار ابعد، تخص تاريخ المنطقة "الحديث"، وحقيقة تجلياتها، واشكال تعبيريتها، وصيغ تنظيمها الموافق للنهضة الغربية، بما تنم عنه من جهالة شاملة وعامة، مع حالة التركيز الاسقاطي لما يسمى "الحداثة والنهضة العربية" الزائفة، المحكومة للتخيل والزوغان في النظر، للذات والاخر.
في العراق يتوافق الطور المومى اليه الريعي الايديلوجي، مع غروب الفترة الايديلوجية وانتهاء مفعولها ككل، لتسجل والحالة هذه مراحلية تاريخيه، هي مواكبات الفترة الالية الاوربية وانعكاساتها، اولى هي فترة الفبركة البرانيه الكيانيه، ومالازمها من توهمية ايديلوجية جرت عملية استبدالها من قبل الاليات الذاتيه العراقية، من ضمن عملية اضطرار للجوء في الصراع مع الغرب وحضوره الافنائي الاول، لوسائل من نوعه وعينته، تستمر حتى ثورة تموز 1958، ثم فترة ثانيه هي الريعية، حيث عودة الاليات الذاتية للتنامي بلا نطقية، بمقابل الاشتراطات الايديلوجية الريعية، يوم لم تعد للايديلوجيا او النموذجية الكيانيه الغربيه المقحمه اية فعالية، لا من اعلى وان بالاستناد الى الريع، ولا على مستوى الحزب غير الحاكم، الذي سبق ان كان مستبدلا، ومرهونا بالاليات الوطنية ابان الفترة الاولى من الاصطراعية الحديثة، تحت طائلة الاشتراطات المتولدة اليوم عن التفاعلية مع الانقلابيه الالية عالميا.
هكذا تكون الفترة الريعيه هنا بلا نقيض او قوة معارضة "حداثية" يمكن احتسابها، او حتى الاشارة اليها، بينما متبقيات الاعتراض المواكب للفترة الاولى من العشرينات الى ثورة تموز تتم تصفيتها تباعا كضرورة من ضرورات ثتبيت قواعد ومرتكزات الريعيه، فيتعرض الحزب الشيوعي الاستبدالي اللاارضوي خلالها، ( حزب فهد/ سلام عادل) لعملية تصفية كلية، من خارجه دمويا كما حصل في 8 شباط 1963 على يد الحزب الريعي، ومن الداخل على يد المجموعة المجهزة على "الحزب الشيوعي العراقي"، لصالح حزب شيوعي خاضع لاليات وسقف الحركة الكردية بزعامه عزيز محمد، مضادة ومعادية بالطبيعة للكيانية العراقية، مع استعدادها للعب دور الوكيل في المنطقة الكردية، كما حاولت ان تفعل بعقدها "الجبهة" مع النظام الريعي، تكريسا لمهمتها التصفوية الاساس، وهكذا وكنتيجه، تكاملت اسباب ازالة "الحزب الشيوعي العراقي" من الوجود، لصالح حزب من طبيعة ومهام وانشغالات ومحركات جزئية، مخالفة للمتطلبات الوطنيه(3) في الوقت الذي لم تتهيأ فيه الاسباب لانبعاث حركة او ظاهرة استبدالية جديده، تعيد انتاج الحزب اللاارضوي، بالاخص تحت وطاة الريعيه وشكل نظامها، والحاجز المعرفي التاريخي الحائل اصلا وبالاساس، دون اختراق حاجز اللانطقية التاريخي.
لكن اللانطقية واستمرارها لايعني، ولا يشترط حتما كما الحال دائما، غيابها وغياب تجلياتها، على خصوصيتها الاستثنائية، وكونيتها المتجددة، فضلا عن تغير اشكال المتاح منها تعبيرا، وهو ماقد تمثل ابان الطور الريعي في عودة الانتظارية النجفية للفعل ضمن اليات مختلفه عن المعتاد، او الذي تاسست عليه تاريخيا، مع الانتقال الى خارج الحدود والتفاعلية الاستثنائية، مع الترابط البنيوي الكينوني نحو واحده من مراكز التشابك التصيري، الايراني اليوم، مع وطاة الاحتمالية الكيانيه المتعاظمة العراقي، بنظر بلد رفض عام 1921 الاعتراف بالدولة العراقية كما ارسى قواعدها الاحتلال الانكليزي، وظل على موقفه مدة عشر سنوات، عدا الحساسية الانقلابيه ومتبقياتها التاريخيه كذكرى، مع سقوط الامبراطورية الفارسية، والتشيع العراقي التاريخي، والانبعاثي الحديث الراهن الايراني منذ القرن السادس عشر صفويا، وصولا الى الانبعاثية الثانيه "الخمينيه" الراهنه.
ومع بداية التصادم الانتظاري الريعي المتاخر، لم يتوان "الحزب الشبوعي الريعي"، حزب عزيزمحمد عن شرعنة القمع الدكتاتوري، فاصدر في 18/ 2/ 1977 بيانا عن الاجتماع الكامل للجنة المركزية للحزب جاء فيه" ان اتخاذ اجراءات الحزم ضد النشاط التامري حق من حقوق الثورة/ الله وحده يعلم عن اية ثورة يتحدثون/، ومبدأ يحدد واجبات القوى الثورية في صيانة منجزاتها"(4) و" لم يكتف الشيوعيون بالتضامن مع السلطة، وانما سيروا مفارز ودوريات مشتركة مع البعثيين في محافظتي النجف وكربلاء كتعبير عن التلاحم المصيري بين الحزبين الشقيقين" (5)كما جاء في بيان للمكتب السياسي للحزب صادر في 8 شباط تحديدا 1977 القول : " ان حزبنا الشيوعي العراقي / "الريعي" ....عفوا كلمة سقطت من النص سهوا/ يقف بحزم الى جانب السلطة الوطنيه وحزب البعث العربي الاشتراكي الحليف. ويعتبر هذه النشاطات التامرية المعادية. تحت اية صورة ظهرت وباية شعار تسترت موجهه الى جموع شعبنا المناضل وجماهيره الكادحه ومكتسبابته التقدمية"(6) وكل هذا تجلى ابان انتفاضة صفر، او خان النص في شباط 1977 دلالة لاتقبل الجدال او التاؤيل، على الانتساب الكلي للريعيه ونظامها، بالضد من اية حركة او شكل من اشكال الوقوف ضدها، فضلا عن معارضتها، بما يجعل الانقلاب الى موقع "النباح الدكتاتوري" بمثابة عار وخزي يستحيل وصفه.
ـ يتبع ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تذكر هنا حالة من نوع كتاب / راسمالية الدولة الوطنية/ عصام الخفاجي/ دار ابن خلدون / ط1 1979/ بيروت/ فكأن ظهور مادة من صنف الثروة الطبيعيه من خارج البنيه المجتمعية، والسيرورة التاريخيه، يمكن ان يلد "راسمالية" جاهزة، بمجرد ظهوره لاسباب برانيه، لم يقم اهل البلاد حتى باكتشافها بانفسهم، ولعل الكاتب يعتقد بان "دولة الريعية السعودية" هي الاخرى، والعياذ بالله "راسمالية دولة قبليه"على سبيل المثال.
(2) بعد حدث "الجبهة الوطنيه والقومية التقدمية" 1973التي هي تلبيه لضرورة ارادها الحكم من قبيل التغطية على مهمة تصفية "القيادة المركزية"، وانتهاء اجلها على مشارف الثورة الايرانيه، حين قام الحزب الحاكم بطرد حلفائه، ابتكر هؤلاء مسرحية "الانصار"، كرد على موجة الاعتراض على خطوة الجبهة الفاشلة، ليعاقبوا ويصفوا ثلة من الاعضاء من الشبيبه الحيوية، على يد القيادات الكردية، مع منع الاعتراض او حتى اصدار بيان ادانه للمجرمين، وصولا للمؤتمرالرابع 1985 وعملية الطرد الجماعي لكل اعضاء القيادة غير المنسجمين، او الخاضعين تماما لوجهة تحول الحزب الى السقف "الكردي" بالكامل، بحيث تغدو متاحة عمليات السرقة العلنيه او المعلنه، والفساد والابتزاز تحت نظر سكرتيراقرب الى الامي، لم يقرا له مقال يمكن ان يتوقف عنده احد، ومايذكر هو مجرد غيض من فيض من سجل الجرائم والاستغلال التاريخي، لماض جرت سرقته من قبل مصفيه باعتباره مادة تبرير لهم ولوجودهم، بما هو النسخة "الشيوعيه الريعيه" النابحة "دكتاتوريا" وحسب، بلا اي تعيين لشكل او بنية النظام الذي طرده من رحابه، لاسباب خاصة به، وبنوع انشعالاته المستجده بعدما فرغ منه.
(3) لم يكتف هؤلاء بمجرد الهيمنه على "الحزب الشيوعي العراقي" وسرقته، والاجهاز عليه وعلى دوره، واخذتهم شوفينيتهم" ومستوى حقدهم الصبياني على "العراقوية"، الى اقامة "حزب شيوعي كردي"، هو بلا شك خطوة تتعدى حدود الغباء العادي، وهو اجراء ماكان واردا ايام فهد او سلام عادل، يوم كان الحزب الشيوعي " عراقيا"، على الاطلاق.
(4) صلاح الخرسان/ صفحات من تاريخ العراق السياسي " الحركات الماركسية" 1920 ـ 1990/ مؤسسة العارف للمطبوعات/ بيروت ـ لبنان/ ط1 2001/ ص160.
(5) نفس المصدر ذات الصفحه.
(6) نفس المصدر ص 159.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه/11
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/ 10
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/ 9
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/ 8
- 14 تموز الثورة العالميه غير الناطقة؟*
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/7
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/6
- العميل الصدّامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/5
- العميل الصدّامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/ 4
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/3
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/2
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/1
- هل من شيوعية لاارضوية ثانيه؟/ ملحق ب2
- هل من شيوعية لاأرضوية ثانيه؟/ ملحق ب1
- الشيوعية اللاارضوية والشيوعية البريمريه؟/ ملحق أ
- جريمة الغرب والعقل العراقي الكسيح؟/3
- جريمة الغرب والعقل العراقي الكسيح؟/2
- جريمة الغرب والعقل العراقي الكسيح؟/1
- العراق: الابراهيمه الثانيه او الفناء؟/ ملحق 3
- الذهاب للعالم الآخر بدون موت؟/ ملحق 2


المزيد.....




- خريطة محدثة للمواقع التي تعرضت للضربات الإيرانية في إسرائيل ...
- شاهد.. لقطات ترصد الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران ليل ا ...
- من بينها مصر وسوريا.. واشنطن تستعد لتوسيع حظر السفر ليشمل 36 ...
- إلقاء القبض على المشتبه بقتله نائبة وزوجها في ولاية مينيسوتا ...
- مصدر أمني إسرائيلي: إيران بدأت باستخدام صواريخ دقيقة يصعب ال ...
-  رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي: لم نضع إسقاط النظام في ط ...
- طهران: -الوحشية أصبحت عادة- بالنسبة لإسرائيل
- نهج الإدارة الأمريكية لا يتطابق مع ما يحلم به الأمريكيون
- ماكرون يؤكد استعداد فرنسا للمشاركة في مناورات عسكرية بالقطب ...
- أبرز المواقع التي استهدفت في القصف الإيراني على إسرائيل


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/12