أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - جريمة الغرب والعقل العراقي الكسيح؟/1















المزيد.....

جريمة الغرب والعقل العراقي الكسيح؟/1


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7643 - 2023 / 6 / 15 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ارتكب الغرب بحق العراق، اكبر جريمه ارتكبت بحق شعب من الشعوب المحتلة بحكم ماتوفرفي حينه من اسباب نجمت عن المتغير الالي الحاصل هناك، فلقد عمدت بريطانيا وقد غدت فجاة الامبراطورية التي لاتغيب عن ممالكها الشمس، فقط بحكم اثر الالة في تسريع الديناميات المجتمعية، الى اكراه بلد مثل العراق على الرضوخ لنموذجيتها المخالفة كليا لطبيعته، ما يعني فعليا سعي افنائي جهول ومتغطرس من قبل جهة بموضع "حديث نعمة"، ليس سوى جزيرة معزوله، لم يكن لها دورمميز في التاريخ، مقارنه بارض مابين النهرين، هذا في حال اقمنا مقارنتنا وفق لقاعدة وحدة وسائل الانتاج، ابان الزمن اليدوي الطويل، الذي ظل يشمل المعمورة، يوم كان العراق، بالمقارنه، ووقتها، ومع ماتفرضه شروط الانتاجية اليدوية، قد عرف اول امبراطورية على وجه الارض، واحتل سرجون الاكدي 2279/2334 ق ـ م الامبراطور الاول، من نقطة صغيرة في اخر جنوب ارض مابين النهرين، عيلام شرقا، وارض الشام والاناضول، وعبرالبحر المتوسط الى جزيرة كريت، لتتكرر بعده الامبراطوريات وصولا لبابل(1) عاصمة العالم القديم.
واما صفة لاتغيب عن ممالكها الشمس، فكانت متحققه يدويا لا آليا، في الزمن الوسيط العراقي، وكان الخليفة العباسي يقول للغيوم من بغداد: "امطري حيثما تشائين فانت في ارضي"، ولن نذكر اجمالي المنجز العراقي على الصعد الحياتيه المختلفة المسماة "حضارية"، مما كان يفترض كحد ادنى، ببريطانيه التي نزلت في الفاو جنوب العراق عام 1914، في حال لو انها كانت متحضرة بالفعل، وتمثل مستوى اخر متقدما في التاريخ والوعي البشريين،لكانت توقفت بالحد الادنى متحرجة ومهتابة امام هذا العملاق الحضاري النائم، او الذي يمر بفترة انقطاع من انقطاعاته المؤقته، الملازمة والحاكمه لتاريخه، فلا تذهب للتصرف بنزق معيب، وجهالة صبيانيه، لتفرض بتعسف على هذا المكان بما هو، و بالقوة والاكراه، صيغتها ومفهومها للكيانيه والوطنيه، ونوع الدولة.
هذا ولم يجر التساؤل في حينه، ترى هل سبق لهذا الموضع الهام، ان عرف شكل او صيغه مايسمى الكيانيه او الوطنيه التي يعتمدها ويرلند(2) بناء لخلفيته هو، ومايعتبره نموذجية سارية وقمة، من جهة اخرى هل من الوارد اعتبار لونكرك كمتعرف اخر،هو ايضا ملحق بالحملة الاحتلالية، ومعه كل الانكليز، مع معارفهم التي يحملونها وهي بنت ساعتها، قادرة او قابلة للتعرف على كل اشكال المجتمعية، مايجعلهم مؤهلين للحكم على البنية والذاتيه العراقية، حتى حين يريدون قراءة تاريخ هذا المكان القريب، الراهن منه والاقدم، بما من شانه وبمناسبة التصادم الغربي العراقي الراهن، توليد اشكالية معرفية، بعيده الى حد عن ان يفصل فيها في ساعتها، او حتى في العقود اللاحقة، هذا والعراق اصلا وابتداء، هو غير مايقررة ويرلند الواثق تماما من نظامه وسوقه الراسمالي، وحتمية التحاق العالم به، فتاريخ تشكل العراق الحديث يعود لاكثر من ثلاثة قرون، مبكرة سابقه على لحظة توطد الانقلاب الالي الاوربي، والعراق المحكوم للدورات الكبرى، عرف حالة انبعاث "حديثة " هي الثالثة الراهنه، بدات من القرن السادس عشر، وهذه مرت تشكلا بمحطتين، اولى قبلية، وثانية انتظارية، وقفت بينهما ثورة حررت البلاد من بغداد الى الفاو، وقعت عام 1787 ، واظهرت ميلا واضحا لحيازة كرسي الولاية في بغداد، وهو بالاحرى السبب والدافع الذي سيحدو بناء لتفاعليته وايحاءاته، بالاتراك لان يعودوا لاحتلال بغداد عام 1831، بعدما وصلت التنافسية بين العراق الاسفل المتشكل حديثا، والمماليك المفوضين من الاتراك، درجة اقتربت من احتمالية تتعدى قدرة العثمانيين على الاستمرار في بسط نوع من السيطرة، وان الشكليةآ على بلاد لم تعد بدون اليات تشكل صاعد ومطرد، كما كانت الحالة من سقوط بغداد عام 1258 الى القرن السادس عشر.
الحقيقة الملفته، ان الانكليز لم يكونوا ويرلند لوحده من ناحية مايعد علاقة تعرفية مفهومية مطابقة لاشتراطات الهيمنه، فلونكرك من ناحيته تابع بالذات التاريخ المومى اليه، وهو يذهب فيقول : "وكانت القبائل تعتبر مشكلة الحكومة التي لم تحل، ولما تحل حتى اليوم. فانها كانت تنتشرفي طول البلاد وعرضها وهي قوية بعددها تتحرك دوما ولاتغلب بتراجعها، لاتصبر على الضيم بطبيعتها وتقاليدها، شيخيه بحكمها وتابعه لنظام البادية الذي لايتفق مع اي قانون كان. ولذلك لم تهدأ هذه القبائل في ظل الباشوات، ولم تتخل عن حريتها المطلقة التي امسكت بموجبها زمام تسعة اعشار البلاد التي يدعي بحكمها ال عثمان في هذا الدور" (3) وهنا بالذات تتبدى محدودية ومسبقية المنظور المعتمد في توصيف حالة خارج الطاقة الاعقالية، وصنف الادراكية الحاكم لنظرة ممثلي منظومة التفكير الغربي بوجه عام، بالاخص حين يتعلق الامر بالمجتمعية خارج النموذجية المعتمدة اعتباطا، او التي هي نمطية الغرب، فمشكلة "العشائر" وهي التسمية، او الصفة التي يطلقها العثمانيون كتعريف مضاد احتلالي شكلي، لمجال استقلالي تشكلي بلا اعلان كيانيه، وهو مايعتمده كل البرانيين من محتلي العاصمة العباسية المنهارة على تعاقبهم، تستمر بنفس صيغتها اليوم، فلا يقترب الغرب بكل ثورته العقلانيه، وعلومه المدعاة، من احتمالية المجتمعية الاخرى، وخاصيات تشكلها بلا اي نوع من مقاربة احتمالية تشكلية كيانية، لها نوع تجليها الخاص بكينونتها، يفترض وجود قيادة كواجهه مناسبة للظرف واللحظة وان تكن من غير صنف جوهرها.
والتفاصيل لهذه الجهه تتجاوز بما لايمكن تصوره، ممكنات العقل الاوربي، ومايعرفه عن الظاهرة المجتمعية، بغض النظر عن الادعات المضخمة لهذه الجهه، فالغرب يكاد يكون اميا حين يتعلق الامر بهذا الفرع من المعرفه، وكمثال فانه وحتى وقت قريب، لم يكن يقارب مفهوما مثل "اللادولة"(4) وان بصيغتها الابتدائية التي صار يؤخذ بها في وقت متاخر، وهذا الجانب بحد ذاته، يكفي لجعل المقاربة الانكليزية للحالة العراقية خارج البحث، ودالة على عجز وجهل مطبقين، هذا اذا نظرنا حتى في المفهوم المشار الية لدى كلاستر باعتباره صنفا بذاته، خاصا بمجتمعية "احادية لادولة" مقابله لمجتمعية "احادية الدولة"، ونموذجها النيلي المصري الاعرق، وهو وضع وحالة مختلفة كليا عن السومرية مابين النهرينيه، الازدواجية المجتمعية الفريدة صنفا على مستوى المعمورة، والتي هي بالاحرى مجتمعية "لاارضوية"، تنتفي عندها التمايزات الارضوية، من ملكية وسلطة، وكل اشكال الامتياز الارضوي، سوى الانجاز الحافظ للهيئة المجتمعيه في اصطراعها الدائم مع البيئة الطاردة المجافية، والمجتمعية الارضوية الطامحه للسيطرة.
وقد يكون الاهم في اصطدام الغرب بالحالة البدئية المجتمعية الرافدينيه، وفشله الذريع بمواجهتها نمطا وكينونه، كونه قد كشف بهذه المناسبة عن عجز اساس، وقصور قد يبدو بعيدا جدا عن هذا الموضع من المعمورة، وعن معضلات المجتمعية بذاتها، حين يكشف بالمناسبة عن نقيصة تخص جوهر الانقلابية الغربية والعالمية المعاصرة، تلك الخاصة بالالة وظهورها كحدث مستوجب للاعقال، ولقلب الاعقالية البشرية اليدوية، املا في التعرف على مداه، ومعنى وجوده على مستوى التصيّر المجتمعي التاريخي الشامل، فالغرب بحالته النكوصية المومى لها، يغلق الباب على امكانيه او احتمال الذهاب مع التحول الالي لغايته الكبرى، واساس انبثاقه "العقلي" اللاارضوي، لاالالي المصنعي الذي هو بالاحرى مجرد افتتاح، وبداية مسار انقلابي، مادته وعناصره النهائية الموافقه للمطلوب والمستهدف، هي " تكنولوجا عليا"، تقابلها وتتمازج معها "مجتمعية لاارضوية"، يوم يلتقيان يتحقق المطلوب من المتغير المكنون في الالة الافتتاح.
ـ يتبع ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يقول المؤرخ اوروسيوس: " لهذا قدر الله الملك في هذه المواضع وهذه الامم في الدينا ارباعا: البابلي في الشرق، والقرطاجني في القبله، والمجدوني في الجوف( الشمال) ، والروماني في الغرب، وكان بين السلطان الاول بابيل، والسلطان الاخر وهو سلطان روميه. فشبه السلطان الاول ـ وهو السرياني ـ بالوالد الموروث، ـ وشبه السلطان الاخر ـ وهو الروماني ـ بالولد الوارث. واما الافريقي والمجدوني فانهما شبها بالوكيلين على الملك حتى كبر الولد الواجب له الميراث" تاريخ العالم/ الترجمه العربيه القديمه حققها وقدم لها / د عبدالرحمن بدوي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ بيروت/ ص 167 .
(2) قرر الضابط الانكليزي الملحق بالحملة البريطانيه فليب ويرلند ان " العراق الحديث حصيلة العملية التدريجيه للتوحيد الاقتصادي والاتجتماعي والسياسي للولايات التركية الثلاث: بغداد، والموصل ، والبصرة، توحيدا نجم عنه وطن واحد وسوق وطنيه واحده، وقد بدات هذه العملية منذ الاحتلال التركي الثالث لبغداد في العام 1831، واشتد زخمها منذ ستينات القرن الماضي، حتى افضت الى تشكيل الحكومة العراقية المؤقته، تحت الاحتلال البريطاني، في عام 1920" يراجع محمد سلمان الحسن/ التطور الاقتصادي في العراق: التجارة الخارجية والتطور الاقتصادي 1864 ـ 1958/ ج1/ المكتبه العصرية للطباعة والنشر/ صيدا ـ بيروت / هامش ص27
(3) اربعة قرون من تاريخ العراق الحديث/ ستيفن همسلي لونكريك/ نقله للعربيه جعفر الخياط / ط 5/ دار الكتاب/ ص 44 .
(4) يراجع/ بيار كلاستر/ مجتمع اللادولة/ تعريب د محمد حسين دكروب/ المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع/ بيروت.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: الابراهيمه الثانيه او الفناء؟/ ملحق 3
- الذهاب للعالم الآخر بدون موت؟/ ملحق 2
- الكونية اللاارضوية مقابل العولمة الانسايوانيه/ملحق
- مابعد-الانسايوان-..بيان الانقلاب الاعقالي البشري؟/2
- مابعد-الانسايوان-..بيان الانقلاب الاعقالي البشري؟/1
- العراق الرابع/ والاله؟!!/2
- العراق الرابع والآله؟!!/1
- بغداد ليست عاصمة العراق؟!!
- -قران العراق- والثورة التشروعشرينيه الناطقة/4
- -قران العراق-والثورة التشروعشرينيه الناطقة؟/3
- -قران العراق- والثورة التشروعشرينيه الناطقة؟/2
- -قرآن العراق-والثورة التشروعشرينيه الناطقة؟/1
- شروط المواطنة الوطن/ كونية العراقية؟(2/2)
- شروط المواطنه الوطن/ كونية العراقية؟(1/2)
- التحولية اللاارضوية والابراهيميه الثانيه (2/2)
- التحولية اللاارضوية والابراهيمية الثانيه(1/2)
- اشكال التنظيم المجتمعي والتحول الآلي ؟(2/2)
- اشكال التنظيم المجتمعي والتحول الالي؟(1/2)
- -الربيع العربي-والكتاب الكوني الرابع؟)2/2)
- -الربيع العربي-والكتاب الكوني الرابع؟(1/2)


المزيد.....




- قطر.. حمد بن جاسم ينشر صورة أرشيفية للأمير مع رئيس إيران الأ ...
- ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟
- ملف الذاكرة بين فرنسا والجزائر: بين -غياب الجرأة- و-رفض تقدي ...
- -دور السعودية باقتحام مصر خط بارليف في حرب 1973-.. تفاعل بال ...
- مراسلتنا: مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في بلدة بافليه جنوبي ...
- حرب غزة| قصف متواصل وبايدن يحذر: -لن نقدم أسلحة جديدة لإسرائ ...
- بايدن يحذر تل أبيب.. أمريكا ستتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلح ...
- كيف ردت كيم كارداشيان على متظاهرة هتفت -الحرية لفلسطين-؟
- -المشي في المتاهة-: نشاط قديم يساعد في الحد من التوتر والقلق ...
- غزةـ صدى الاحتجاجات يتجاوز الجامعات الأمريكية في عام انتخابي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - جريمة الغرب والعقل العراقي الكسيح؟/1