أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - مابعد-الانسايوان-..بيان الانقلاب الاعقالي البشري؟/1















المزيد.....

مابعد-الانسايوان-..بيان الانقلاب الاعقالي البشري؟/1


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7630 - 2023 / 6 / 2 - 13:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عاش الكائن البشري وجوده المجتمعي حتى الساعة "انسايوانا"، يضفي على نفسه اعتباطا صفة "الانسان"، التي هي بالاحرى هدف ومبتغى وجوده، ومنتهاه الانتقالي، من الحيوان الى الانسان عبر المحطة الوسطى السارية الى اليوم، ولايتوقف نكوص العقل الانسايواني عند مجرد العجز عن التفريق بين حالته الراهنه ومقصدها النهائي وحسب، فهو يجهل اشتراطات وجوده جملة، ولايعي حقيقة تصيره ومآله، الامر الذي يضعه خارج الادراكية الضرورية للحقيقة المجتمعية ومساراتها، كما الحقيقة التكوينيه الذاتية، فيظل ابعد مايكون عن مقاربة الازدواج المجتمعي اللاارضوي/ الارضوي ومترتباته، كما يجهل كليا ازدواجيته ككائن حي، متشكل من عنصرين جسدي/ وعقلي.
فاذا ماكان هذا حاله على هذا الصعيد، فانه لابد سيكون اكثر جهلا باجمالي ديناميات وحركة التاريخ التصيري المجتمعي، والقوانين التي تسيره باتجاه الغاية والمقصد النهائي الموجود الكائن البشري والمجتمعية بما هي وهو عليه كي يبلغ اعتابه، فتظل حصته من الفهم محصورة ضمن نطاق "الاحادية" جسديا ومجتمعيا، فالكائن البشري بنظرة وحدة جسدية، العقل فيها ملحق ومكمل، والمجتمعات احادية ارضوية، اقصى محركاتها ومايمنحها الدينامية، ذلك تتصل بالطبقية والصراع الطبقي، العامل المكتشف متاخرا جدا قياسا لتاريخ المجتمعية وظاهرتها، ومسارات تاريخها.
والمجتمعية الاحادية الارضوية هي المجتمعية اليدوية الجسدوية الحاجاتيه حصرا، وهو مايظل ساريا على انه الحقيقة حتى بعد بدء عملية التحول الى الانتاجية العقلية فوق الجسدية، وهو مايصبح مفهوما غالبا، ومكرسا على مستوى المعمورة مع انبثاق الالة بصيغتها الاولية المصنعية في اوربا بالذات، لتسود ذروة توهمية وضلالية مفعمة باسباب ومقومات الخطر الداهم، والمدمر الاختلالي العام، الناشي عن تزايد التفارقية، بين وسيلة الانتاج وتحوراتها الذاهبة الى مابعد ارضوية جسدية، وبين الاصرار الناتج عن القصورية الاعقالية على اسباغ الصفة الارضوية بمكوناتها المعتادة يدويا، على ماقد صار من قبيل الماضي، واقترب من الخروج من نطاق ودائرة الممكن القابل للاستمرار.
ويظل العقل الانسايواني وقتها ومايزال، عاجزا عن الاقتراب من الحقيقة المجتمعيبة الاصل التكوينه، ومع ما يذهب اليه ويجترحه من محاولة اماطة اللثام عن هذا المعطى في غمرة النهوض الاوربي المواكب للتحول الالي، الا انه ويما هو عليه من كينونه لم تسهم الاله في تعييرها، يظل خارج مجال التعرف على الاساس الازدواجي، والتوزع التفاعلي المرتبط به على مستوى المعمورة، فيسقط في امتحان مايطلق عليه "اخر العلوم"، قاصرا دون التوصل الى كون المجتمعات توجد متطابقة مح اشتراطات التحولية العظمى انماطا هي:
1ـ نمط مزدوج، هو النمط الرافديني التحولي الامبراطوري المتعدي للكيانية، البؤرة، وحدته في ازدواجه، فريد في نوعه، موافق كينونة وبنية لقانون الصيرورة التاريخية، وموجود بصفته تلك فقط في هذه البقعة من المعمورة دون غيرها، وهو متشكل من مجتمعين: الأول " لاارضوي"،سابق زمنبا كوجود، او مجتمعييه لاتتجسد ارضويا"، و"ارضوي" يفرض علبه الازدواج وصراعيته ان يكون منتقصا نوعا، لايتمتع بالصلادة الأحادية، يتشكل امبراطوريا حتما، يوجدان كوحدة صراعية انشطارية مجتمعية، فائقة الدينامية، ديناميته اعلى من تلك الانشطارية الافقية الطبقية، القائمة على الطرف المتوسطي الاخرالاوربي، تحكمهما معا، وتتحكم بتجلياتهما، نهايات تتعداهما، لكنها كامنه بنيويا ومآلا، في الانشطارية المجتمعية الأعلى من بينهما.
وللازدواج دينامياته التي تبدا باللاارضوية وتشكلها نتيجه الاصطراع مع البيئة الطاردة لدرجة "العيش على حافة الفناء" ابتداء، قبل عمل الحدود الصابه شرقا وغربا وشمالا لاحقا، حيث تهبط الارضوية الاحادية امله بالسيطرة واخضاع المجال الاسفل شديد الخصوبة، قبل ان تتيقن من ان ماتهدف اليه مستحيل بمواجهة نوع مجتمعية حريتها شرط وجودها،مع امتلاكها اسباب ومقومات الدفاع عن ذاتها، حيث الرمح والسيف اداة انتاج مثل المحراث والمنجل، لاضمان للانتاج من دونها، فتلجا لاقامة المدينه الامبراطورية المحصنه اشد تحصين، المعسكرة من داخلها، والسلالية، على الحواف العليا من المجتمعية السفلى، ليبدا من يومها نوع اصطراعية اخر مختلف، افاقه ونتائجه كونية على المستويين، امبراطوري في الاعلى، ولاارضوي سماوي نبوي حدسي في الاسفل، مع التفاصيل الثرة، والديناميات الحادة العالية، ومختلف التفاصل التي سترد لاحقا في مواضع اخرى، ومايتولد عن مثل هذا التكوين من اليات وديناميات تصير محكومة لقانون الدورات التي تفصل بينها انقطاعات، كانها تقارب الزوال قبل الانبعاث.
2 ـ نمط احادي دولة اعرق اشكاله نمط وادي النيل، حيث أحادية الدوله، وتجسد المجتمع فيها بدون طبقية، مايجعلها موضع الوطنية الادنى، والمنجز الواحد الوحيد، وكينونة النهر الواحد متدنية الديناميه، و تحققه الاحادي الناقص، المفتقر للازدواج، والمؤسس على الاجترارية السكونية، يقابله على الضفة المتوسطية الغربية الاوربية، كاحادية اعلى وارفع دينامية، نموذج مجتمع الانشطار الافقي الطبقي، بوجود الدولة والامبراطورية، والمناظر بالكاد لمجتمع الانشطار العمودي المجتمعي الرافديني، الأعلى والارفع دينامية بين امثاله من نمطه، كاحادي مجتمعي .
3 ـ نمط "لادولة احادي" كما في أمريكا قبل الغزو الابادي الاستيطاني الغربي، وامريكا اللاتينية، ومثال المايا والانكا والازتيك، وأستراليا قبل الغزو، وبعض افريقيا، وملامح في اسيا، وارفع اشكال هذا النمط، نمط اللادولة الأحادي الجزيري الشرق متوسطي، الملحق الاحتياط الاستراتيجي بالمجتمع الازدواجي الرافديني، وهو محكوم لاقتصاد الغزو، ومايقرب من مبدا "الاحتراب كوسيلة للعيش لدرجة احتقار العمل اليدوي"، مع مايترتب عليه، وينتج عنه من طاقات قتالية استثنائية، واعجازية متفوقه ضمن اشتراطات الحرب الأولى اليدوية، والمجتمع المذكور وحدته وخليته، القبيلة، المفتوحة لمرة واحدة ضمن اشتراطات خاصة استثنائية،على التحول بعد دخول الازدواج لبنيته الى "مجتمع لادولة عقيدي محارب" تحت طائلة التازم الاقصى بسبب الاحتلال الفارسي، وقطعه للشريان التجاري النازل للبحر، والصاعد الى الهلال الخصيب مع خطر الاختراق، استهدافاته بسبب محركات تحوله العقيدية والواقعية، ذات طابع كوني كاسح، لايرد تكريسا لطور من الاختراقية الكونية الابراهيمه. وهو ما حدث في القرن السابع على يد النبي محمد( يتوقف تجلي دولة اللادولة العقيدية مع نهاية العهد الراشدي، لينقلب القانون لصالح القبيلة المتحورة ـ والتي صار مهيئا لها ان تعود لاحتلال موقعها المتراجع مؤقتا ـ لتستعمل العقيدة ضمن وسائل الغلبة العصبية كايديلوجيا، وهو ماقد حدث على يد معاوية بن ابي سفيان، مع قيام الدولة الاموية الوراثية، على انقاض دولة اللادولة العقيدية النبوية الراشدية، لتعود وتتجدد الصراعيه العقيدية القبلية ضمن اشتراطات أخرى مابعد جزيرية، مع عودة العقيدية الى منطلقها الاساس الابراهيمي بعد فتح العراق ابتداء من الاصطراع الاموي الكوفي).
4 ـ نمطية مختلطة، ومادون تبلور كياني كما في ساحل الشام.
ويظل اقصى ما بمقدور عقل الانسايوان مقاربته على انه ذروة الكشف الاستثنائي عن قوانين الحركة المجتمعية، ذلك "الطبقي" وماتاسس بناء عليه من منظومة تحليل ونظر، وصل حد القول بالحتمية، وهو المناسبة الاولى التي رهنت المجتمعية بالترقوية الصعودية نحو غاية، بالاحالة الى "دياكتيك الطبيعة" ومنطقها، الابعد بما لايقاس، والذاهب الى مابعد طبقية، وما لامحل فيه لما اطلق عليه ماركس الشيوعية كمنتهى مراحلي تاريخي.
فالطيبيعة او الغائية الكونية العليا، ابعد واوسع تطلبا غائيا ومن ثم تعددية، وداخلية نوعية على مستوى الاليات بما يطابق نوع الهدف المقصود، الذاهب الى مابعد انسايوان، والى مابعد جسدية نحو الانتاجية العقلية، المحطة الاخيرة المتجهه الى تحرر العقل واستقلاله عن الجسد مع بداية الانتقال من الكوكب الارضي، الى الاكوان الاخرى غير المرئية.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق الرابع/ والاله؟!!/2
- العراق الرابع والآله؟!!/1
- بغداد ليست عاصمة العراق؟!!
- -قران العراق- والثورة التشروعشرينيه الناطقة/4
- -قران العراق-والثورة التشروعشرينيه الناطقة؟/3
- -قران العراق- والثورة التشروعشرينيه الناطقة؟/2
- -قرآن العراق-والثورة التشروعشرينيه الناطقة؟/1
- شروط المواطنة الوطن/ كونية العراقية؟(2/2)
- شروط المواطنه الوطن/ كونية العراقية؟(1/2)
- التحولية اللاارضوية والابراهيميه الثانيه (2/2)
- التحولية اللاارضوية والابراهيمية الثانيه(1/2)
- اشكال التنظيم المجتمعي والتحول الآلي ؟(2/2)
- اشكال التنظيم المجتمعي والتحول الالي؟(1/2)
- -الربيع العربي-والكتاب الكوني الرابع؟)2/2)
- -الربيع العربي-والكتاب الكوني الرابع؟(1/2)
- بابداد
- ملحق:( نخبة الوطن كونية العراقية)
- النخبة الوطنية العراقيه متى تظهر؟(2/2)
- النخبة الوطنية العراقيه متى تظهر؟(1/2)
- -بغداد- الاخرى ونهاية الموت الجسدي؟


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - مابعد-الانسايوان-..بيان الانقلاب الاعقالي البشري؟/1