أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - النخبة الوطنية العراقيه متى تظهر؟(1/2)















المزيد.....

النخبة الوطنية العراقيه متى تظهر؟(1/2)


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7559 - 2023 / 3 / 23 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من بين كل بلدان العالم الثالت، لابل العالم يرمته، كان على الظاهرة المعروفة با"الحركة الوطنيه العراقية" ان تتاجل، ولاتتبلور الا في وقت لاحق على مااعتبر زمنيا الظاهرة الابرز في الطور الر اهن المعروف بالحديث، المواكب للنهضة الاوربية الالية البرجوازية، وانعكاسات ماتمخض عنها نموذجا وتفكرا على المعمورة اجمالا. ولايعني هذا ان مايعبر عن الانعكاس المعروف، قد انعدم من تاريخ العراق المعتبر حديثا، وبالذات بعد الاحتلال الانكليزي عام 1917 بعد قرابه ثلاث سنوات على نزول الحملة العسكرية البريطانيه في الفاو اقصى جنوب العراق، لتبدا من يومها عملية صعود استمرت لثلاث سنوات باتجاه "العاصمة" المنهارة، البرانية، بغداد. الامر الذي سيدخل البلاد طورا جديدا من تاريخه البراني المستمر من ايام هولاكو، قبل فترة الازدواج العراقي التشكلي الانبعاثي، مقابل الاعلى المتمركز فيما يعتبر العاصمه، واخر اشكاله العثماني الذي استمر قرابه الاربعة قرون.
فمع الاحتلال الجديد، الانكليزي صار المركز البراني مختلفا نوعا، سواء من حيث الوسائل والديناميات الاليه، او من ناحية النموذج الكياني، وبعدما كانت الدول الشرقية التي تتعاقب على احتلال بغداد موجودة عسكريا وحسب، لاتتمايز من حيث القدرات ووسائل السيطرة العسكرية بالذات، وعلى مستوى نوع واليات الحكم والمشروع. انقلب الحال اليوم لتحل الامكانات الالية واشكال التنظيم المواكب لها المختلف نوعا، عدا المشروع وشكل التنظيم المجتمعي الكياني، وعلى مستوى الدولة، هذا في حين لم يكن العراق مؤهلا للنطق الذاتي، ولا اكتملت الاسباب الضرورية برغم مرور اكثر من ثلاثة قرون على انبعاث الدورة العراقية الحديثة الثالثة الراهنة، لكي يفصح هذا الموضع الكوني من المعمورة، عن كينونته المغفلة، والمؤجله المتعدية للمتوفر للعقل البشري حتى حينه، من طاقة على الاحاطة.
ومع كل ثقل وهيبه المنجز الغربي الحداثي، ومانتج عن الانقلاب الالي من تبدل في الاليات المجتمعية في البلدان التي عرفت الانبجاس الالي، وبقاء العراق محكوما لاشتراطات وديناميات الانتاجية اليدوية، واستمراره بحال خضوع لاحكام الانتقال بين دورتين، حيث الانقطاع التاريخي الثاني، بعد الاول الذي اعقب انهيار بابل، حتى الفتح الجزيري، فلقد تعذر بناء عليه على الانبعاث الذاتي المستجد، مواجهة الطاريء الاوربي، بما يستحقه من ردة فعل صادرة عن كينونة المكان، وفي العشرينات والثلاثينات حين ظهرت وتبلورت اشكال الوطنية المتماهية مع النموذج الغربي، وظهرت احزاب الماركسة، والليبراليه، والقومية، كانت الاشتراطات التاريخيه ماتزال بعيدة عن ان تحرك او توقظ مستحثة الكينونة والذاتية، بما يتناسب ونوع الانتقال الذي كان مايزال قيد المستقبل، ينتظر انقضاء الطور الالي بصيغته المصنعية، والتكنولوجية الوسطى الراهنه، متجاوزة شروط الانتقال الكبرى من "اليدوية" الى "العقلية"، بينما كانت الظروف بالاجمال ماتزال توحي بشدة كواقع معاش، بجانب وحيد من عملية الانتقال الكبرى، تلك المختصرة بالتحول الالي بصيغته الاولية المصنعية الراسمالية، وماواكبها من ظاهرة الاستعمار والهيمنه.
فما كان واردا باية حال، ولا حتى في الخيال وقتها، ظهور تلك النخبة العراقية التي ترفض مشروع "الكيانيه" و"الوطنيه"، باعتبارهما صيغتان تنظيميتان لاتنطبقان على الحال العراقي الرافديني وتناقضانه، ولم يسبق لهما ان وجدا في ايه مرحلة، او طور من اطوار تاريخ هذا المكان الاطوال تاريخيا بين المجتمعات البشرية كافة، الامبراطوري الكوني كينونة وابتداء، بلا ايه استثناءات، او حالة سريان مؤقت، والاهم وقتها لو ان مثل هذا الرفض قد وجد من يرفع لواءه، لكان على هذا التوفر على مقومات وجهة النظر المقابله، لامن منطلق الرفض او المخالفة وحسب، بل اتفاقا مع الحقيقة المجتمعية المجردة "علميا"، كما يحلو للاحادية الارضوية ان تكرر في العادة، فالامر هنا، وبالحالة المعروضه، يشجع حتما ولاجل العلم، ومزيد من المعرفة البشرية، مقاربة والذهاب الى افتراضية اخرى، غير تلك المعتمدة والمعروضة على انها النمط والصنف النهائي، مع غلبتها وسطوتها النموذجية الانيه، بظل الانقلاب النهضوي الالي الاوربي.
صحيح ان اوربا الاليه اليوم ذهبت الى ( الدولة/ الامه)، الصيغة الاعلى "الوطنيه"، مقارنه بالصيغة الاقدم والاضعف ديناميات، كما الحال المصري النيلي الذي من صنفها، مايثبت وجاهة الحاضر وتواصله مع البدايات، بالاخص وان النموذج والصيغة الاخرى / الكونية/ المابين نهرينيه، ظلت تار يخيا خارج الاحاطة، مغرقة بسطوة فيض البداهية المحلوية الكيانوية، مع احاديتها التكوينيه، مقارنه بالازدواجية المجتمعية التي هي كينونة المجتمعية الوطن كونية المتعدية للكيانيه المحلوية، مايجعل النطقية الكيانوية واحده فقط لاغير، حين تتجدد اليوم وتبلغ الذروة، فانها بالاحرى تحوز مستوى من الصلاحية يدنو من الاطلاقية التي لاتناقش.
وفي حال مثل هذا، من غير المعقول ان نتخيل ماهو مخبوء، وغير مماط عنه اللثام على مر القرون، وقد حضر باي شكل كان، ولاامل يتبقى لنا على هذا الصعيد، الا اذا حدث وكان حال الصعود الذروة الذي احتازه المنظور الارضوي اليوم، منطويا على اسباب او عوامل محكومة لسياقات التصيرية التاريخيه وتفاعليتها، بان تفتح في الافق نافذه تطل على ماهو مؤجل ومخبوء، كدالة على فعل مرهون لقانون غير مماط عنه اللثام، ناظم للعملية التاريخيه، ومساراتها ومنتهياتها.
فاذا كان هذا من قبيل الحقيقة، فانها مع ذلك لن تكون ظاهرة او متاحه بيسر، لابل العكس هو الصحيح، فاوربا الحداثة وماحققته على هذا الصعيد في العلوم المعنية بهذا الجانب المجتمعي، ذهبت الى تكريس ماقد ظل مكرسا من قبل، وزادت واوغلت في منحه الاسباب والحجج الدامغة التي تعزز وجاهته، لنقف من دون وعي اليوم على حال انقلاب آلي، منظور له يدويا على مستوى المقاربة التصورية العقلية.
فاوربا لم تستطع وهي تنتقل الى الاله، ان ترى في العامل الانقلابي الجديد، الا مامتاح لها من قراءة مدخرة، دفعتها للقول بالتناوبيه من "اليدوية" الى "الالية"، اي في الواقع من "اليدوية" الى "اليدوية الالية"، الامر المخالف كليا للاله طبيعه ودورا وممكنات متعدية لها، ومتجاوزه لما تظهر عليه اومتاح لها الظهور عليه ابتداء، فالالة بداية ظاهرة لانهايتها، وهي بالاحرى سائرة الى مابعد يدوية، اي انتاجية عقلية، لم يكن للغرب ان يدرك مداها في حينه لاسباب بنيوية تكوينيه، ولحظوية تاريخيه.
مع كل ماتقدم يمكن تخيل ربما حجم ونوع العبء الاستثنائي الملقى على عاتق العقل العراقي الحديث بما خص مامترتب عليه من ضرورة التعبير عن الكينونة، بحيث يكون هوذاته، في وقت الغلبة الكاسحة للنموذج المعتبر قاعدة كيانوية، لها من قصورية العقل البشري وحدوده الادراكية المتاحة، مايبرره ويكرس حضوره خارج تماما احتمالية ولزوم القول الخارق: بان المجتمعات صنفان، صنف يدوي ارضوي احادي، وصنف عقلي ازدواجي، لاارضوي، هو النمط او الصنف العراقي، مايقتضي انتقالا نوعيا من حيث ادوات النظر ونوع المقاربة التاريخيه، لمايتعدى الذاتيه الى الكونية.
فالكشف عن الذاتيه العراقية، ومقاربتها، هو حكما وبالضرورة انقلابية مفهومية انتقالية مراحليأ، تخص الكائن البشري وانتقاله من طور من اطوار وجوده وتصيره، مابين حالة معينه ظلت تلازمه الى اليوم، هي حالة وطور "الانسايوان" الذي يطلق عليه اعتباطا اسم "الانسان"، واخرى لاحقة هي"الانسان" المدرك، بعكس "الانسايوان" لازدواجيته التكوينيه، العقل/ جسدية، مع ازدواجيته المجتمعية اللاارضوية /الارضوية، مع حضور ومحورية العقل باعتباره غاية الوجود،ومادة الترقي، مقابل الجسد الذي هو عنصر حامل، له امد محدد وتاريخ صلاحية، ينتهي دوره عنده، وقت يتحرر الجسد ويستقل.
بعد ماسلف هل يمكننا تخيل نوع الديناميات الحاكمه للعملية " الوطنية" العراقية، بالمطابقة على الغرض المنشود او الصيغة المتلائمه كينونة مع بنية المكان، ومسارات تاريخيه المحكوم لمتوالية الدورات والانقطاعات. لاشك ان المحور الاساس الذي حكم هذا التاريخ، قد تمثل من دون الوعي به في مقاومة ورفض "الكيانوية"، و "الدولة" المحلوية "الوطنيه"، وهي الصيغ التي فرضها الغرب الالي الحديث، وغلبته الكوكبية النموذجية لهذه الجهة، وقد حضر الى حيث المبتدا المجتمعي الكياني الكوني المتعدي للكيانوية، والمتجاوز لها بنيويا، وما نذهب اليه هنا طبعا لن يرضي اولئك الارضويون الاحاديون، المؤمنون ببغاويا بالغرب ونموذجه، ومن يعتبرون " دولته" وحداثته غاية المنتهى، وبالذات اشكال الفبركة العائدة لها، كما ارسيت في العشرينات من خارج النصاب المجتمعي، ولاغراض برانيه بحته، مخالفة لمسار التشكل الوطني المستمر من القرن السادس عشر، وفي المرة اللاحقة، وضمن الاجواء ذاتها، مع قيام النموذج العقيدي الايديلوجي المحور، ثم دولة النواة القرابيه العائلية، والنفط، المرتكز الاساس الذي حل محل الدول البرانيه، ذلك الذي ظل قائما ومستمرا من سقوط بغداد عام .1258.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -بغداد- الاخرى ونهاية الموت الجسدي؟
- -بغداد- لاتحيا ولاتموت ونهاية الموت الجسدي؟
- بانتظار -وطنية- مابعد النهرين التحوليّة؟؟/5
- بانتظار -وطنية- مابعد النهرين التحوليّة؟؟ / 4
- بانتظار-وطنية- مابعد النهرين التحولية؟؟/3
- بانتظار-وطنية-مابعد النهرين التحوليّة؟؟/2
- بانتظار-وطنية- مابعد النهرين؟؟/1
- -بابداد- ونهاية الموت الجسدي؟
- نهاية او موت الموت الجسدي؟
- متى نتحرر من سلطة الارض؟/3
- متى نتحرر من سلطة الارض؟/2
- متى نتحرر من سلطة الارض؟/1
- البقائية والتحوليّه: مفهومان للحضارة والوجود/4
- الزلزال وانتهاء امد الامان الارضي؟*
- البقائية والتحوليّه: مفهومان للحضارة والوجود/3
- البقائية والتحوليّه: مفهومان للحضارة والوجود؟/2
- البقائية والتحوليّه: مفهومان للحضارة والوجود؟/1
- الفتح الاسلامي الثاني-العراقي بعد الجزيري؟/3
- -الفتح الاسلامي الثاني-العراقي بعد الجزيري؟/2
- -الفتح الاسلامي الثاني-العراقي بعد الجزيري؟/1


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - النخبة الوطنية العراقيه متى تظهر؟(1/2)