أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - بابداد















المزيد.....

بابداد


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7568 - 2023 / 4 / 1 - 16:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل لمابعد الجسدية "سكن"؟ هذا السؤال سيكون محوريا في الافق الوشيك القادم من ضمن الاسئلة الكبرى، من قبيل اذا كانت العقول التي ماتت اجسادها ماتزال قابله للاستعادة، وكيف عالجت مسالة سكنها ابان طور الانتظارية الطويل، عدا عن شكل التواصل معها في الزمن الانتقالي، مابين متبقيات الجسدية الارضوية الحالية، والانتقالية التحولية النهائية قبل مغادرة الكوكب. والامر مختلف نوعا بين حال الانتقال من القرية او تجمعها الاول في ارض سومر، وصولا الى التركز الاكبر المديني، وهو مانقصد به المدينه ضمن اشتراطات التجمع الاول، لا مايماثل بابل التي هي مدينه مجتمع اخر مختلف، وعالم امبراطورية ومجتمعية فوقانيه محصنه ومسورة، مكتفية بعالمها الذاتي، ونوعها المجتمعي المستقل عما تحتها كما الحال مكررا في بغداد.
ويتوقف الامر الى حد بعيد وقتها، على اكتشاف طبيعة الحامل العقلي البديل، وهل العقل سيكون مستقلا بذاته بعد مغادرته الجسد الذي ظل يحمله ويرعى تصيره وترقيه، ام ان نوعا اخر من الحمل يمكن ان يكتشف، او يظهر وقتها، وهو المفترض توقعه باعتبار ماهو محتمل التوصل اليه واكتشافه بحكم القفزة العقلية التي تكون قد حدثت وقتها، ماسيترتب عليه نوع من الاعقالية والاكتشاف فوق الاستثنائي الذي لانستطيع الان تقديره فضلا عن الاحاطة به، او تعيين نوعه ومدياته، بما قد يؤدي بنا الى اكتشاف مجهولات، وكشف الغطاء عن مخبوءات لايمكن تخيلها الان، من قبيل وبمستوى على سبيل المثال، الانتقال من الاعتقاد بمسطحية الارض، الى كونها كوكبا طائرا دوارا، او التعرف على الجاذبية والمثبتات غير المرئية، فاذا بنا امام مخبأ في الكون وفي محيطنا، يسهل معه عيش العقل باستقلال عن الجسد، متمتعا بدعم عامل او خاصية لانعرفها اليوم.
كل هذا من شانه ان يحدد الافق السائرة نحوه الحياتيه العقلية فوق الارضوية، بالذات اذا كانت تقتضي التفاعلية العقلية الافرادية، او الجمعية، او التداخلية، وهو مايفترض ان يكون محكوما لمستهدف او لغاية سوف تنشا في حينها، بعد التحولية الكبرى، فالحياة بكل صنوفها ومراحلها هي آليه تحولية وديناميه، من دونها يحل الجمود والانتهاء، اي ان عامل الصيرورة والتفاعل والنوع، ستكون حاضره وقتها، لتحدد لنا شكل وايقاع الحياتيه الاخرى، ومع كل هذا الغموض الذي يحيط بالمآل القادم، الا ان "التوحد" على الاغلب لن يكون هو المصير المقرر او المنتظر، بما انه مانع للتفاعلية الضرورية للسيرورة، ومع الاستبعاد الكلي لاحتمالية كتلك الجسدية الكهفية الجبلية، او الكهوف المبنيه في الارض المستوية لتلد الشارع والساحة، ومع الممكنات المختلفة، غير الغابة والجبل والارض المستوية وطينها، اي الاشعاعية العقلية، ومايمكن ان يتولد عنها، او يصاغ منها من انواع التساكنيه الملائمه للعقل ومستهدفاته الابعد، المناسبة لطبيعته وافقه الاكواني.
وقتها ولابد، ستحضر كامثلة للمراجعه الانتقالية مدخرات الخبرة المدينيه الجسدية، لعلها توحي بشيء من خيارات التحولية الانتقالية مابين مدينة ناطحات السحاب، والمدينه" ارك" القوس/ مايزال هو السائد في معظم لغات العالم / الذي يتاتى خيالا ومضاهاة، من رفع الذراع اتقاء لحرارة الشمس، او النظر لالتواء وانحناءة البردي، او السعفة في اعلى النخله وماقد اوحت به من تقوسات الحجارة والطين، لم تكن من حيث التجريد، ضرورية لولا اصلها وحالة من انتجها الذاهبة خارج الطين، والمتوافقه مع المصير ووحدته الكوارثية المتجهه الى "اليشن"، حيث المقابر تحتوى المدينه والسكن كما تحتوي المقابرالساكنين باعتبارها طورا من عمر كينونة لازمة.
للمدينه تاريخ تصير هي الاخرى، غير ذلك الذي يقرره الارضويون الاحاديون، والتمرحل هنا واضح، بين مدن مدفونه ميته، ومدن لاتحيا ولاتموت، حيث ايقاع الازدواج حاضر لمن اراد ان يرى مدينه من حجر، هي المقابل للارضوية الاحادية المجتمعية الانسايوانيه، ومقابلها مدينه الخيال المنتكس غير القابل للتحقق في حينه، وهي مدينه لم توجد بعد، بانتظار لحظتها، ويومها، على الاغلب لن يكون ثمة من مجال لاجل تعديل نظريات المدن الحجرية المتعارف عليها اليوم، جيث يتوقع زوال هيمنة مفهوم المدينه الاحادي الحجري غير المتناسب مع العقل وحركته الذاهبه الى مابعد ارضوية.
في الغالب سيكون من الانشعالات الاولى في ارض التحولية، حين تحل الساعه، ماياتي بعد بابل وبغداد، تطابقا مع الانتقالية بعد تاريخ طويل من التحقق الممكن كما تجلى واقعيا، فتاريخ مدينة الخيال ليس عبثيا، او متولدا عن صدفة، ومقبرة المدن السومرية، وتاريخ بغداد بين 1258 حتى الغزو الابادي الامريكي في 2003 ، هو تاريخ صيرورة وتشكل مستمر بانتظار اللحظة الكبرى الانتقاليه العقلية وهي ومرة اخرى منطوي مخبوء لايطاله ولايقاربة احاطة العقل بحالته الراهنه الارضوية الانسايوانيه.
"بابداد" هي بلا شك المدينة التي سيعتبرها العقل احتمالية السكن مابعد الارضوي، بما انه لن يستطيع كبداية القطع الكلي مع ماضيه، ومع مايمكن توقعه كخطوة اولى، من تغير اعقالي اولي، لابد سيكون بحاجة الى الخبرة المدخرة في الذاكرة، علما باننا نتحدث هنا عن وحدة وجود وكينونه هي مسارات مفضية الى تحولات كبرى، فكيف ياترى ستعاش لحظة التحولية العقلية سيرا باتجاه المدينه العقلية الاولى "بابداد"؟.
يتوقف هذا غالبا على الاختلالية الاولى الانقلابيه، مع الاحتدامية الشاملة الحالة على الكوكب وعلى الحياة البشرية، يوم تعم الكوارثية كما متوقع من هنا فصاعدا، متحولة الى نمط وجود ثابت، بما يفضي اصلا الى انقلاب في المقاربة الحياتيه واليوميات المعتادة، فينغمر العالم والكائنات البشرية بموجه باختلاف اجباري يحل على المواكبه المتناسبه مع الحاصل، ذلك في الوقت الذي تكون فيه العلاقة بالعيش الارضوي قد تبدلت، وصار شكل التنظيم الوجودي الحياتي اليومي مختلفا، وردود الافعال والابتكارات المتاحة متباينه بحسب الاماكن والبلدان ونوع المجتمعات، حين نرى نوع ارتدادات ومحاولات ابتكار انماط تعايشية مع الحال الناشي، ارضوية، قد تكون كما متوقع، هي الغالبة على مستوى المعمورة، في حين تظهر ردة فعل ونوع مقاربة مختلفة، ومرة اخرى في موضع واحد دون غيره على مستوى المعمورة، ياتي من ارض هي موضع المدن المقابر، والمدينة التي لاتحيا ولاتموت.
اناس وشخصيات متوترة تستوحي صياغات للسكن الاتي، وهي منغمسه بين تضاعيف ماقد عاشته، لتجد الذاكرة التي تعود اليها حاضرة وحية متجدد بفعل قفزة العقل، فتتعرف على مايجعلها بصدد اعادة البناء الثانيه، انطلاقا من اخر محطات السكن، "المدينه الخيال" وقمته المدينه التي لاتحيا ولاتموت، مع الرجوع لكل مسار المدينه كما وجدت هنا وعاشت فترات واشكال، بحثا عن المنطوى المتوافق مع العقل وكينونته، وماقد اختبره خارج الحجر، وكما فعلت اليد يوم اقامت اولى المدن على الارض، سيكون العقل السومري وقتها وتكرارا، نفسه بصدد اعاد بناء المدينه اللاارضوية"، المدينه التي يبنيها "العقل" خارج الكوكب الارضي، بابداد، بعد بابل وبغداد، غيرهما، وبالتاضاد مع كينونتهما الارضية.
وهكذا تنبثق المحطة الموصلة، المدخل للعالم الاخر اللامرئي.. طبعا ليس بحسب العقل الحالي عقل الانسايوان....



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملحق:( نخبة الوطن كونية العراقية)
- النخبة الوطنية العراقيه متى تظهر؟(2/2)
- النخبة الوطنية العراقيه متى تظهر؟(1/2)
- -بغداد- الاخرى ونهاية الموت الجسدي؟
- -بغداد- لاتحيا ولاتموت ونهاية الموت الجسدي؟
- بانتظار -وطنية- مابعد النهرين التحوليّة؟؟/5
- بانتظار -وطنية- مابعد النهرين التحوليّة؟؟ / 4
- بانتظار-وطنية- مابعد النهرين التحولية؟؟/3
- بانتظار-وطنية-مابعد النهرين التحوليّة؟؟/2
- بانتظار-وطنية- مابعد النهرين؟؟/1
- -بابداد- ونهاية الموت الجسدي؟
- نهاية او موت الموت الجسدي؟
- متى نتحرر من سلطة الارض؟/3
- متى نتحرر من سلطة الارض؟/2
- متى نتحرر من سلطة الارض؟/1
- البقائية والتحوليّه: مفهومان للحضارة والوجود/4
- الزلزال وانتهاء امد الامان الارضي؟*
- البقائية والتحوليّه: مفهومان للحضارة والوجود/3
- البقائية والتحوليّه: مفهومان للحضارة والوجود؟/2
- البقائية والتحوليّه: مفهومان للحضارة والوجود؟/1


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - بابداد