أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد سالم - الأوهام الدينية بين هيكل سليمان وقصر الحمراء














المزيد.....

الأوهام الدينية بين هيكل سليمان وقصر الحمراء


خالد سالم
أستاذ جامعي

(Khaled Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7799 - 2023 / 11 / 18 - 15:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"لكنها تدور يا ملوك الطوائف"
د.خالد سالم
لئن مَثّل الوهم تناقضًا للحقيقة فإنه في شقه الديني يُعد ظاهرة ذهنية نفسية، لا أساس واقعيًا لها. والتمادي فيه السعي إلى تحقيقه يؤدي إلى حالة مرضية فيصبح متلازمة، تنقلب بدورها إلى هوس، ما يجعل المصاب لا يشعر بجرائر أفعاله المنافية للأعراف والواقع والشرائع الوضعية والسماوية.
وهذا يتجلى في هوس اليهود بالبحث عن هيكل سليمان، والبحث عن ماضٍ أليم لهم ولشعوب المنطقة منذ عهد الملك الكلداني نبوخذ نصر وقبله الملك الأشوري شلمنصر الثالث. وكلاهما أذلا اليهود بعد اعتداءاتهم المتكررة على مملكتيهما في بلاد الرافدين.
حالة الهوس الذهني والديني لدى اليهود عالجها فرويد اليهودي سواء تجاه مصر القديمة أو العراق أو شبه جزيرة أيبيريا، أي إسبانيا والبرتغال اليوم. فهذا الهوس جعلهم يدعون أنهم بناة حضارة مصر القديمة وأنهم أصحاب حضارة في الأندلس تناطح ما شيده العرب والمسلمون ومعهم المسيحيون من تراث أندلسي. وعبر أبواقهم القوية أقنعوا شريحة فاعلة من الإسبان بأنهم كانوا شركاء في صناعة ماضي بلادهم، الأندلس، وهو الإيهام الذي جعلهم يحصلون على حق اكتساب الجنسية الإسبانية واعتذار ملك إسبانيا على طردهم من الأندلس بعد خمسة قرون ووجود مؤسسات تساوي في مشروعاتها بين الثقافات الثلاثة.
هذا الوهم، الهوس، جعلهم يدعون بحقهم في البحث عن هيكل سليمان في القدس ولو أدى ذلك إلى هدم المسجد الأقصى. ورغم علمانية كثيرين منهم إلا أن هوسهم بحقوق وهمية في بلدان المنطقة أترعت روحهم الجمعية بالحقد على شعوبها، روح تتلبسها أوهام العظمة والتفرد بين شعوب العالم، ليدعوا أنهم شعب الله المختار رغم غضب الله عليهم منذ نبيهم عيسى مرورًا بتسليمهم للمسيح واعتدائهم على الرسول ودسهم السم له.
نبش اليهود في الماضي والسعي لاسترداد حقوق ليست لهم أصبحت متلازمة جعلتهم يرتكبون محارق حقيقية ضد الشعب الفلسطيني الذي استضافهم على أرضه في كل مرة طُردوا فيها من بلدان أوروبية. وهيكل سليمان يمثل لهم هوسًا يضاهي هوس بعض المسلمين في استرداد قصر الحمراء بما يرمز إليه، أي الأندلس. ويتناسون أن هناك شعبًا يعيش في فلسطين وله في القدس معالم دينية، إسلامية ومسيحية، يستحيل ازالتها في طريق سعيهم إلى وهم العثور على هيكل سليمان.
في طريق هوسهم سفكوا دماء مئات الآلاف في فلسطين ودول الطوق العربية منذ المؤتمر الصهيوني الأول، في بازل سنة 1897، الذي روج له الصهيوني تيودور هيرتزل بغية استعمار فلسطين وإقامة وطن لليهود فيها. ومن يومها لم يهنأ الفلسطينيون بحياة هادئة على أرضهم بسبب هوس اليهود بوطن في فلسطين الذي أصبح متلازمة يعاقبون شعوب المنطقة بها في سبيل تحقيق هدفهم. وكم من بلد عربي هددوه باسترداد حقوق وهمية لهم فيه!
ليس غريبًا علينا ادعاء كثيرين من المهوسون بين المسلمين في الحلم باسترداد قصر الحمراء، آخر مقر حكم للعرب في الأندلس، والتالي التربع عىل عرش حكم الأندلس الجديدة. والمدهش أنهم يتحدثون بقناعة عن تحقيق هذا الحلم، الهوس، وكأن شبه جزيرة أيبيريا دون شعب ودولتين مهمتين في سياقهما الأوروبي.
الأندلس مرحلة انتهت ودخلت تاريخ البشرية، ولا يمكن أن تطأ أقدام المهووسين عبر أضغاث الأحلام، وعليهم أن يكتفوا بزيارة سياحية كي يعوا الدرس ويحافظوا على هو موجود من العالم العربي ويكفوا عن التضرع إلى السماء كي تحقق لهم هوسهم.
ما يقترفونه في غزة منذ طوفان الأقصى كافٍ لإقصائهم عن المنطقة العربية في أمد منظور. التدمير الذي أحدثوه في القطاع ستكون له ردة فعل عن أجيال عربية من الشباب يدمي روحها ما يشهدونه. الدماء التي أسالوها بين أنقاض غزة تذكرنا بالدماء التي سالت في معركة الزلاقة في الأندلس، وقد تؤدي إلى نتائج مماثلة رغم التباين بين كفتي الصراع.



#خالد_سالم (هاشتاغ)       Khaled_Salem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة بين نومانثيا الإسبانية وغزة الفلسطينية
- اليهود بين المتحف العراقي وطوفان الأقصى
- زُرت بلاد الرافدين
- ذكريات عن علاقة الروائي جمال الغيطاني بإسبانيا
- إسهامات العربية في الشبكة المعلوماتية بين -الرُّبع- العربية ...
- في وداع أنطونيو غالا آخر مبدعي إسبانيا العظام
- أدب الحدود بين القصة الموريسكية والمسرح الإسباني المعاصر
- رؤية المستعرب بدرو مارتينث مونتابث العالم العربي من خلال مصر ...
- حسن عطية ومسرح وسينما إسبانيا وأميركا اللاتينية
- الناقد الدكتور صلاح فضل ينهل من ينابيع إسبانيا الفكرية
- ولوج الشعر مفيض وسائل التواصل
- بين مدريد العربية ومدريد الإسلامية
- غيفارا يغني للنيل
- الميكروتياترو بين النشأة في بيت التسامح وتسمية المنشأ الإسبا ...
- ذكريات إسبانية في وداع رائد الأدب الشعبي والحكاء الأخير الدك ...
- نكسة يونيو في مرآة الأندلس
- خواطر حول جيل ال 27 الشعري الإسباني: من الطليعة إلى الالتزام
- الإنفصال ونكسة يونيو في مرآة الأندلس
- البربر والمسألة الموريسكية في مرآة اليهود السفرديم
- جائزة ثربانتس في الآداب للأوروغويّة كريستينا بيري روسّي


المزيد.....




- 9 دقائق حالت بينه وبين الترحيل.. شاهد أول ما قاله الناشط الف ...
- سوريا و-الفتنة- والأحداث في جرمانا وأشرفية صحنايا.. المفتي ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على اعتماد أرمينيا لقانون حول بدء انضم ...
- إعادة حيوان برمائي نادر إلى موطنه الأصلي يعيد الأمل في إنقاذ ...
- حريق في فندق يودي بحياة 14 شخصًا شرق الهند
- القدس تشتعل: حرائق ضخمة تلتهم مساحات شاسعة وتدفع السلطات لإخ ...
- تعيين الشيخ نائبا لعباس.. إصلاح في السلطة الفلسطينية أم انحن ...
- داء فتاك تسببه الليجيونيلا.. فما هي هذه البكتيريا؟
- وزير خارجية الهند يؤكد ضرورة معاقبة مرتكبي هجوم باهالغام
- هاريس تدين سياسات ترامب -المتهورة-


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد سالم - الأوهام الدينية بين هيكل سليمان وقصر الحمراء