نحن من يصنع واقعنا

شكري شيخاني

الحوار المتمدن-العدد: 7796 - 2023 / 11 / 15 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يحكى ان حاكما جائرا متسلطا دكتاتوريا" مستبدا" , كان يحكم احد الولايات في قديم الزمان, وكان شعب هذه الولاية لا يعارض ذلك الحاكم بما يفعل بهم, ومهما فعل بهم . فأراد أن يجرب الحالة الديمقراطية ليعرف ماذا يقول الناس عنه وعن حكمه لهم وهل هم راضون أم متذمرون . .فذات يوم جمع الحاكم مستشاريه , وامر باحضار ثلاثه مواطنين من ثلاثه اماكن مختلفه في الولاية , وذلك لكي يكون لكل واحد منهم راي مغاير عن الاخر مثلا" .فسال الاول قائلا" : ما رايك بي كحاكم واسلوب حكمي لكم . فاجاب انت الحاكم العادل الاوحد ..انت الحاكم الصالح وقائدنا المفدى, ونحن عبيدك وتحت طاعتك وتستحق منا كل الولاء والاحترام ياسيدنا في كل شيء ولا ينقصنا الا رضاك.. فنظر الحاكم اليه نظرة خبث واحتقار وقال له لقد كذبت, وامر بقتله . وسأل المواطن الثاني ذات السؤال فاجاب : انك هبة ونعمة أرسلها الله لنا ومكرمة الهية بعثت الينا وشعوب باقي الولايات يحسدوننا لانك انت زعيمنا دمت ياسيدنا تاج على رؤوسنا . فنظر اليه الحاكم نظرة ازدراء من تحت لفوق ومن فوق لتحت وقال له لقد كذبت انت ايضا فكلامك رياء ونفاق ,وامر بقتله. ثم جاء دور المواطن الثالث والاخير فسأله وانت ما رايك بحكمي .فاجاب لان الناس ظلام ومنافقون , وياكلون الحرام ويناصرون الباطل ويحيدون عن الحق, ويعيثون فسادا" في الارض , فقد سلط الله عليهم من هو اظلم منهم ,وهو انت , فقال الحاكم اصبت .....
هل نحن فعلا" ظلمنا انفسنا الى هذه الدرجة حتى يسلط علينا من هو اظلم منا.
وهل ان ظلم الحكام واستبدادهم بسبب ظلم الرعيه لانفسهم واستبدادهم لبعضهم البعض . فاذا كان الامر كذلك .. فانه تنطبق علينا الروايه التي تقول كما تكونوا يولى عليكم .

#شكري_شيخاني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل