أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بدر الدين العتاق - قبيلة السرَّاج في السودان















المزيد.....

قبيلة السرَّاج في السودان


بدر الدين العتاق

الحوار المتمدن-العدد: 7784 - 2023 / 11 / 3 - 11:06
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تقديم الكتاب

القاهرة في : ١٨ / ١٠ / ٢٠٢٣
لم أكن لاهتم بتطوير هذا الكتاب الذي بين يديك أيها القارئ الكريم من مجرد سؤال لوالدتي التي تنتمي إلى أسرة السرَّاج الممتدة في أصقاع هذا الكوكب وأنا في سن السادسة عشر ( أي سنة 1991 تقريباً ) في جلسة تعريفية لي بأسرتها ونحن نحتسي شاي المغرب بمنزلنا ببيت المال؛ وهلم جرا؛ حتى قلت لها : ( إلى أين ينتهي نسبك بأبيك ؟ ) فقالت : ( إلى سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ) ، لولا تشعب الحديث والبحث والتقصي والكتابة والمراجعة والضبط والحذف والتعديل وخلافه في نفسي ومسجلاً على ورق أبيض متهالك ؛ منذ ذلكم العهد وحتى تاريخ كتابة هذه المقدمة من الكتاب في 2023 ، ما كان لهذا السفر أن يظهر للناس والله على كل شيء قدير .
سنة ٢٠١٦؛ تطوَّر البحث عندي من مجرد سؤال لعملية بحث مضني حول جذور هذه الأسرة الكريمة الكبيرة بفضل الله ثم بفضل تقدم وسائل التواصل الاجتماعي المتطور الجديد بالواتس اب والإنترنت؛ / تجد اليقين في الفصل قبل الأخير منه / سهَّل عليَّ عماية البحث بشكل كبير على المستويين : المستوى الجذري الأصلي لها ( دولة المواطنة ) والمستوى العرقي الإجتماعي ( الهُويَّة السرَّاجية )؛ أو قل : المستوى الاثني؛ بحيث من البديهي معرفة الناس بأحسابها وأنسابها والإهتمام بها أشد ما يكون الإهتمام وبالذَّات في بلاد مثل السودان التي بها أكثر من خمسمائة قبيلة هي المكوِّن المجتمعي الشعوبي الأساس لجمهورية السودان؛ وبطبيعة الحال هذه الأسرة السرَّاجية تجاوزت مفهوم الأسرة والعشيرة والبطن والفخذ والإنتماء والانتساب لأصلٍ ما إلى مرحلة القبيلة بلا شك من حيث عددها غير المحدود نسلاً ونسباً وصهراً؛ ومن حيث المكوِّن المشترك بينها وبين القبائل السودانية بلا تحديد من حيث النسب والمصاهرة بإثبات قاسم مشترك بين عنصري الزمن والإنسان السرَّاجي هو عنصر المكان إذ لم تتقيد الأسرة بالمصاهرة من مكوِّن قبلي اجتماعي واحد بل من كل المكونات المجتمعية في أي مكان بالسودان حتى صارت قبيلة بكل ما تحمل من معنى لا يمكن تجاوزها بحال من الأحوال؛ ويمكن أن نؤكد تجاوزها المحلية للعالمية فتناسبت وتناسلت وتصاهرت مع كثير من شعوب العالم من أوروبا وأفريقيا وأميركا وآسيا وخلافه عرباً وعجماً ؛ ويظل أصلها السوداني كما هو بلا شك .
هذا ! بعض أفراد الأسرة الكريمة ذهبوا بمقترحات لتسجيلها وتصنيفها كعشيرة للجهات الحكومية المختصة ؛ ثم ذهب البعض الآخر لتصنيفها عائلة لذات الجهات ؛ إلى غيرها من المقترحات على أن تحمل أحد الألقاب التالية : السرَّاجية أو السرَّاجاب أو السرَّاريج أو السرَّاجي وما أشبه؛ ولم يتفقوا على أمر معين حسب ما نما إلى علمي حتى الآن.
لكني ذهبت مذهباً آخراً في تثبيت الإنتماء والانتساب وهي جذر وأصل الأسرة؛ إذ وجدتها قد تجاوزت كل تلك المسميات إلى أن تكون " قبيلة سودانية صرفة " مثلها مثل بقية القبائل الإجتماعية المُكَوِّنة لشعب ودولة السودان في العصر الحديث لما سيرد من تفاصيل أكثر داخل هذا الكتاب.
هناك أمران مهمان يتداولهما كثير من المختصين أو قل : الطاعنون في الأحساب والأنساب في السودان والمثقفاتية والمتعنصرين وأضرابهم ؛ الأمر الأول : قضية اللجوء للسودان؛ باعتبارها أسرة تمددت وتناسلت بحكم الزمن من فرد واحد إلى آلاف الأفراد عبر أكثر من قرنين ونصف القرن ( ١𨃏 - ٢٠٢٣ ) فتشكلت نواتها عبر القرنين السابقين " 176 سنة بالضبط " حتى صارت قبيلة كما قلنا من قبل لأنَّ البعض لا يعترف بأصولية بعض الكيانات القبلية في السودان ويعتبرها وافدة لا أصيلة ( الوطن الأصل) المكوِّن الرئيس للقبيلة السَرَّاجية باعتبارها القضية الأولى سابقة الذكر وهي النزوح من بلاد ثانية مصر تحديداً؛ لأن الأسرة كبيرة ومتفرعة في كل بلاد العالم؛ وأراها ليست عقبة في أن تحمل هذه الأسرة كيان ومسمي القبيلة السودانية مثل غيرها. وعليه تمنع من حقوقها الدستورية بموجب التأصيل والأصولية ذات واحدية الإنسان والزمان والمكان في بلاد السودان لا من حيث حقوق الإنسان الدستورية والمواطنة الأصيلة ؛ وهذا لعمري باب واسع من النقاش ليس موضعه ههنا من المقدمة كما ترى .
القضية الثانية؛ هي قضية الهُويِّة السرَّاجية ( الانتماء القومي ) ذلك لأنَّ كثيراً من القبائل التي تسودنت عبر التاريخ الطويل والهجرات والتدفقات بسبب الظروف المحيطة بأسباب اللجوء والنزوح مثل قبيلة الهوسا بجنوب النيل الأزرق حاضرة الدمازين؛ هي ذاتها التي أعطت الحق في أن تكون " قبيلة السَرَّاج " قبيلة سودانية أم درمانية بالأصالة لا بالحوالة من وسط السودان وبالتحديد مدينة بيت المال العريقة ، وسببها أقوى لأنَّ نسلها الممتد من أول سرَّاجي دخل إلى السودان أنجب ابناً واحداً فقط من صلبه شاء الله أن يزداد نسله بصورة عظيمة جداً كما ستجدها طيات هذا الكتاب وبها أخذ حقه في الأصالة والمواطنة من زمان بعيد بلا شك .
إذاً ؛ الحق كل الحق صرفاً وعدلاً لها ومما سبق ذكره وبيانه أن تحمل بكل ثقة واطمئنان لقب " قبيلة سودانية " لأنَّ جذرها البيولوجي الأصل مولود في السودان ومنه امتدت أفرعه لأبعد الحدود في أقاليم السودان؛ فهو سوداني صرف لا ينازعه فيه أحد ولا يطعن فيهم مثقف أو مختص أو ما أشبه ؛ والذين يبحثون عما وراءه من نسب ونبأ سيجدون دلالات أيضاً لهم في كل بلاد الدنيا من حيث الذكر والمكانة والانتماء والانتساب والفضل والعطاء المعرفي وبالأخص في السودان البلد الأم لهم.
هذا ! أنا وجدت نسبهم لغاية سيدنا الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ من الإمام يحي السَّرَّاج الذي تنتمي إليه أسرة السَّرَّاج الموجودة حالياً بالسودان وعموم السراريج في العالم حتى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
يعني من الشيخ عبد المجيد ( أول سرَّاجي مولود بالسودان ومنه امتدت الأسرة إلى ما شاء الله ) بن محمد ( الملقَّب برفعت بك أول سرَّاجي دخل السودان ) بن مصطفى السرَّاج بن محمد السرَّاج الأكبر المدفون بالمنصورة وحتى الإمام يحي السرَّاج وصولاً إلى الحسن المثنى بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كاملاً وموثوقاً به من مصدر تاريخي عريق مختص بنسب البيت الطالبي وهو مصدر أصيل لكتابي هذا وهو كتاب " الشجرة المباركة في أنساب الطالبية " للإمام فخر الدين الرازي المتوفي سنة ٦٠٦ للإخراج النبوي الشريف الموافق لسنة ١٢٣٠ للميلاد ؛ وكتاب " التبيين في حج بيت الله؛ وأدب الدين " للشيخ العالم العارف بالله محمد صالح بن عبد المجيد السرَّاج المطبوع سنة ١٩٤٧ - ٢٠٠٥ ؛ بجانب مصادر شفاهية موثوقة من كبار آل السَّرَّاج والإنترنت ورغم ذلك لا يخلو من سقطة أو ذلة وقديماً قالت العرب : إنَّما الذَّلَّةُ العَجَلَةُ؛ فمن وجد فيه ذللاً أو عيباً أو نقصاً فليهده إليَّ مشكوراً ويهدني به فهذا أبلغ ما يرجوه الكاتب الباحث في مراده بلا ريب ، قال الشيخ الطيب السرَّاج بتاريخ : 18 / 11 / 1921 م يفتخر بنسبه الشريف :
من كان من أولاد عبد المطلب وكان ذا قول فصيح منتخب
قول إذا يتلى على الليل هرب مثل أبي عائش حياك الحطب
يحوكها حوكاً بمنوال العرب
ينميه للمختار طه أي أب عبد المجيد في الخطوب المنتدب
من نسل سرَّاج أخي هذا اللقب فليس في ذلك شيء من عجب
عليه : هناك أشياء لا بد من بيانها ، أولها :
إنَّ هذا البحث قد أخذ مني كل مأخذ وبلغ بي من الجهد مبلغاً عظيماً إذ بدأت العمل فيه من اليوم : الثالث عشر من شهر نوفمبر عام ألفين ستة عشر للميلاد وحتى : الثامن عشر من أكتوبر عام ألفين ثلاث وعشرين للميلاد . ( 13 / 11 / 2016 م - 18 / 10 / 2023م ) وصدرت منه طبعة أولى تجريبية للمناقشة ولمزيد من البحث والتحري والمراجعة والضبط والتدوين قدر الإمكان فكان هذا الذي بين يديكم حين كان جزءا من كتابي الأول " طيبة الخوَّاض وما وراءها من نبأ " ثم فصلته من الكتاب لكثرة مادته واستحقاقه أن يفرد له كتاب منفصل عن الأول لأهميته بلا شك .
وثانيهما : ثمَّة نقص هنا أو هناك بلا شك وذلك مردَّه لعدم وجود المادة أو مدى تحقيقها إذ كثرة المشاغل وظروف الحياة المختلفة حالت دون ذلك ، وأنبه هنا لمن يقرأ كتابي هذا ثم يجد نقصه فلا يعجل وإنَّما لو أكمل لكان خيراً لنا جميعاً وليس امرأً بكامل .
وثالثهما : إنَّ هذه الأسرة جميعها من آل عبد المجيد رفعت بك السَّرَّاج وأولادهم وأصهارهم وحفدتهم لم أحصها عدداً ولا فرداً وإنما هم إذا عدو فلن يُعَدوا لكثرتهم الكثيرة ، فآثرت ما كتبت وعسى أن يكمل ما بدأته من هو خير مني ولا غرو .
هذا ! حاولت جهدي مختصِراً قدر الإمكان في إثبات ما يمكن إثباته وتصويب ما عساه أن يكون صواباً لاختلاف وسائل البحث والتقصي من جيلٍ إلى جيلٍ فقد انتقل أغلب الذين نقلت عنهم إلى الدار الآخرة ، رحمهم الله جميعاً ، وأن أطوِّقه بأسلوب الأديب لعسر مادة الأنساب بالأدب السهل ، فهذا الكتاب مُستَلٌ من هضمي أنا لبعض الكتب الأمهات من نفس الباب ، وما الأدباء الذين ذكرتهم ببعيدٍ حين هممت بالكتابة في أصعب التآليف ، فالله نسأل القبول والفهم والأجر إنه سميعٌ مجيب ، والحمد لله رب العالمين .
لا أطيل الوقوق عند المقدمة فأخشى على القارئ العزيز من الملل والنفور فخير الكلام ما قل ودل وعسى أن أكون محقاً في ما ذهبت إليه فمظنة الكمال النقصان وآفة العلم النسيان ، وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين .

المؤلف
القاهرة في : 18 / 10 / 2023



#بدر_الدين_العتاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهُويَّة السودانية؛ السودان أولاً ؛ السودان دائماً !
- مراجعات في رواية الحديث النبوي الشريف
- وقفات وتأملات مع الإنجيل
- - معركة الجمل - الأكذوبة التاريخية
- معنى كلمة - الأمانة- في سورة الأحزاب
- الاعتكاف في رمضان
- لا يوجد ما يسمى بالنظام المالي الاسلامي في الاسلام
- الدين الإبراهيمي بين الإمارات والفتاوي الشرعية السعودية
- الفتوى في الإسلام ، صالح الفوزان في الميزان !
- الحركات المسلحة السودانية ، على من تطلق الرصاص ؟
- حول معنى : ( الصافنات الجياد )
- قوات السلام السودانية القومية وكيان الوطن
- قصِيْدَةُ : المُنْجِيَةُ
- حول الطلاق وتعدد الزوجات في الإسلام
- كيفية ترتيب الآيات القرأنية
- سورة الحشر؛ الإحلال والإبدال الديمغرافي
- الهوية السودانية
- جدارية العاج؛ حائط المبكى
- في العيد الوطني السعودي؛ تحية وقضية
- إدريس جماع؛ حياته وشعره؛ تصويب وتوضيح


المزيد.....




- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- شاهد: حريق هائل يلتهم مبنى على الطراز القوطي إثر ضربة روسية ...
- واشنطن والرياض تؤكدان قرب التوصل لاتفاق يمهد للتطبيع مع إسرا ...
- هل تنجح مساعي واشنطن للتطبيع بين السعودية وإسرائيل؟
- لماذا يتقارب حلفاء واشنطن الخليجيين مع موسكو؟
- ألمانيا ترسل 10 مركبات قتالية وقذائف لدبابات -ليوبارد 2- إلى ...
- ليبيا.. حكومة الدبيبة تطالب السلطات اللبنانية بإطلاق سراح ها ...
- -المجلس-: محكمة التمييز تقضي بإدانة شيخة -سرقت مستنداً موقع ...
- الناشطة الفلسطينية ريما حسن: أوروبا متواطئة مع إسرائيل ومسؤو ...
- مشاهد حصرية للجزيرة من تفجير القسام نفقا في قوة إسرائيلية


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - بدر الدين العتاق - قبيلة السرَّاج في السودان