أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بدر الدين العتاق - حول معنى : ( الصافنات الجياد )















المزيد.....

حول معنى : ( الصافنات الجياد )


بدر الدين العتاق

الحوار المتمدن-العدد: 7524 - 2023 / 2 / 16 - 10:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بسم الله الرحمن الرحيم

حول معنى " الصافنات الجياد"

القاهرة في : 14 / 2 / 2023

كتب / بدر الدين العتَّاق

حول معنى الآيات : " إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد * فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي؛ حتى توارت بالحجاب * ردوها علي؛ فطفق مسحاً بالسوق والأعناق " سورة ص.

الصافنات لغة هي : مفردها صافنة بالتأنيث وبالتذكير صافن؛ وهو الفرس أو الفرسة؛
صفن الصفن يعني : الجمع بين الشيئين ضاماً بعضهما إلى بعض؛ يقال : صفن الفرس قوائمه والصافنات " : هي الخيل القائمة على ثلاث قوائم وأقامت واحدة على طرف الحافر من يد أو رجل ، يقال : صفن الفرس يصفن صفوناً : إذا قام على ثلاثة قوائم ، وقلب أحد حوافره
وقيل: الصافن في اللغة القائم .
وجاء في الحديث : " من سره أن يقوم له الرجال صفوناً فليتبوأ مقعده من النار " أي قياماً .
والجياد : الخيار السراع ، واحدها جواد .
وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - : يريد الخيل السوابق . راجع المعجم العربي بالنت.

قال الإمام ابن عربي :
مطوتُ متونَ الصافنات جيادي * بقبة أجيادِ ومهبطِ وادِ
أزاحم فيه كلَّ ملكٍ متوّجٍ * وأنفق فيه طارفي وتِلادِي
وأظهرُ فيه كلَّ يومٍ بصورة * إلى أنْ نزلتُ الأرضَ أرضَ إياد
فعاينتُ قُساً في عكاظٍ وعنده * بمجلسِه المهديّ وهو ينادي
أظلكمُ وقتٌ عليه مهابةٌ * بإظهار مهدي شريعةِ هادي
قلت : والتاء هي " تاء الله" المعروفة كقوله تعالى : { والصافات صفاً } سورة الصافات؛ / نعمت الله؛ رحمت الله؛ تالله .. الخ؛ / ووردت في القرآن الكريم في خمس سور بهذه الطريقة مما يعني أنه لم يكن مثلها مطلقاً في التشبيه أو التمثيل أو النظير وهلم جرا ؛ راجع كلمتنا الطويلة عن " تاء الله" في هذا الموطن وبالانترنت.

في التعريف الاصطلاحي : هو فرس عظيم الخلق ممتلأ شعراً متدلياً إلى الأرض من جميع جوانبه فلا يكاد يبين ملامحه من شدة كثرة الشعر فيه على أفضل ما تكون الهيئة والخلقة ؛ ومع ذلك فهو غير مروَّض إذا رأيته هبته وتجنبته وقفلت عنه راجعاً ؛ عنيف صعب المراس لا يقدر أحد من الناس أن يركبه أو يمتطيه أو يأنسه من عظمة شكله وهيئته وعنفه وشدته وكثرة حركته ( راجع معنى كلمة صفن أعلاه فهو يقف على ثلاثة أقدام ويضع طرف حافر الرابعة على الأرض من كثرة الحركة فلا يقف بالأربعة كلياً لذلك قال صافن ) وصهيله مع جمال شكله وخلقته وعلوه؛ حتى جئ به إلى نبي الله سليمان بن داوود - عليهما السلام - في المجلس والناس من حوله ينظرون وينتظرون؛ فنظر إليه اعجاباً وتفضلاً راداً الفضل لله على حشر مملكته مثله؛ ولما استعصى عليهم أن يثبتوه في مكانه نزل إليه عليه السلام من كرسيه المنصوب وقال : " ردوها علي" يريد الفرس الواحد لا الجمع ( يستعمل القرآن صيغة الجمع للمفرد للتعظيم " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " سورة الحجر؛ إذ كان فرساً واحداً لا أكثر ولا أقل؛ ولك أن تلاحظ الضمير الهاء الذي يوحي للقارئ بأنه جمع مؤنث سالم في كلمة "ردوها " والأمر ليس كذلك بل هو فرس واحد فقط لكن اللفظة تناسب صيغة الجمع للتعظيم كما قلنا وفي ذات الوقت تشير إلى الضمير الهاء الذي يوحي بالتأنيث؛ والأمر غير ذلك تماماً؛ إذ تشير إلى " تاء الله " المنقطعة النظير والمثيل والشبيه تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً؛ أن يشاركه خلق في خلقه؛ لزيادة المعلومة راجع البحث المطول عن " تاء الله" في موضعه حيث ذكرنا ) ؛ يعني دعوا الأمر إليَّ ومسح بيديه الشريفتين على جسمه وعنقه وسوقه وكل شعره برفق وتلطف وتأوده حتى هدأ من ثورته وعنفوانه وكثرة حركته وهياجه فروَّضه في حينه .
قال تعالى : " فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي " يعني : دفعني وحفزني وناب عن مكنون رد الفضل والشكر فطرة وحقاً في مكنون سويداء قلبه ونفسه وفكره وحياته ما هو عليه من خير ونعمه وفضل مقابل النعمة وحاله وحياته جعله يذكر الله ويحمده عليهم حمداً كثيراً ويرده إلى واهبه الحقيقي وهو الله تعالى : { ربي هب لي مُلكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهَّاب } سورة ص؛ إذ استجاب له ووهبه الملك الذي لم يكن لأحد من بعده ولن يكون إلى يوم القيامة.

قال تعالى : " حتى توارت بالحجاب"؛ معناها : اختفت ملامحه من كثرة الشعر الطويل؛ التاء في " توارت" راجعة للحصان الفرس الجواد الواحد لا للشمس؛ والحجاب هو الشعر الكثيف الكثير المتدلي على كل جسمه فلا تكاد تبين ملامحه فيغطي كل جسمه ووجهه وحوافره بلا استثناء.
ذكر المفسرون لهذه الآيات أن الخيل عرضت عليه - عليه السلام - في المجلس وأعجبته حتى أنسته بشغلها والنظر إليها عن الصلاة فقام من مجلسه وضرب أعناقها وأسواقها بالسيف لأنها شغلته عن الصلاة فغابت الشمس ولم يصل وذهب آخرون بمناسبة الجهاد وما أشبه ؛ وما هو بذلك؛ والأمر كما ذكرنا إن شاء الله .
سؤال : ما ذنب الخيل أن تقتل بالسيف وتقطع أوصالها وأسواقها وأعناقها إذا شغلت أحدهم عن الصلاة؛ ثم أي صلاة هي ( بعضهم قال بأنها ركعتان على دين إبراهيم الخليل عليه السلام وهو قول بعيد ضعيف مردود لقائله لعدم وجود العلة أو القرينة في الآية لتدل على ذاك المعنى ) التي كان يصليها وهل نبي في مقام سليمان بن داوود - عليهما السلام - أن يشغله شي من صلاة أو عبادة فيحيل انشغاله هو لغيره ويعلق ذنب تأخره على حصان لا حيلة له ولا عقل ولا رأي فيرده هو للصلاة فلا ينشغل به منها ؟؟ هذا غير مقبول وغير معقول وإن قال به من قال وسارت به الألسن على مر الزمان.
أمر آخر؛ لا قرينة لذكر الشمس هنا في كلمة " توارت " حتى يذهب الذاهبون إليها؛ فالموضوع يحدد اللفظ المستخدم كما تحدد اللفظة المستخدمة موضوع الآية من الغرض وذكر الموقف؛ فالتاء الضمير راجع للفرس الحصان " فالخيل للصفة العامة جاءت بصيغة الجمع ليفيد حبه عليه السلام لعموم الخيل فأفرد وجمع بينهما في ذات النص الذي تقوم عليه فكرة الآية عن حدوث الموقف " فلماذا ذهب أهل التفسير لغير ذلك؟ الله أعلم.
باختصار شديد سقته لكم معنى هذه الآية ومن شاء فليرجع إليها مفصلة في تأويلنا لسورة ص من كتابنا تحت الإعداد " الزمن في الإسلام " ففيه متسع يغني عن الإعادة ههنا وبالله التوفيق .



#بدر_الدين_العتاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوات السلام السودانية القومية وكيان الوطن
- قصِيْدَةُ : المُنْجِيَةُ
- حول الطلاق وتعدد الزوجات في الإسلام
- كيفية ترتيب الآيات القرأنية
- سورة الحشر؛ الإحلال والإبدال الديمغرافي
- الهوية السودانية
- جدارية العاج؛ حائط المبكى
- في العيد الوطني السعودي؛ تحية وقضية
- إدريس جماع؛ حياته وشعره؛ تصويب وتوضيح
- اسمها فدية الصوم وليست زكاة الفطر
- نشيد الجيش السوداني
- تعدد الزوجات في الإسلام
- إنما الصدقات ... للقوات المسلحة الإنسانية !
- حول حقيقة الإسراء والمعراج والوحي
- السكرتيرة- ؛ الزوجة الثانية للمدير العام
- أين ذهبت خطب الجمعة للنبي صلى الله عليه وسلم؟
- وردة بنفسج - لأجلها- في عيد الحب
- الكجور.. صور شعبية
- مقترح تقسيم السودان إلى خمسة أقاليم
- قصيدة - كوني ملهمتي-


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بدر الدين العتاق - حول معنى : ( الصافنات الجياد )