أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بدر الدين العتاق - السكرتيرة- ؛ الزوجة الثانية للمدير العام















المزيد.....

السكرتيرة- ؛ الزوجة الثانية للمدير العام


بدر الدين العتاق

الحوار المتمدن-العدد: 7171 - 2022 / 2 / 23 - 08:02
المحور: الادب والفن
    


الراوي العليم؛ يروي هذه الكلمات؛ ولا علاقة لكاتب الأسطر بها إلا كتابتها.

وجدْتُّها في الطابق الثاني من العمارة المعنية بالعاصمة القومية السنتر؛ وتتحدث مع أحدهم؛ يبدوا أنَّ الحوار يدور حول توظيفها في المكتب الهندسي الكبير؛ وانتهى الحوار بأن ربَّت على كتفها بإيحاء جنسي حين يظهر غير ذلك إذ التربيتة جاءت نوعاً ما من الإنسانية معتذِراً عن عدم وجود فرصة شاغرة لها على موعد أن تحضر مجدداً للمتابعة فالوظيفة هنا في هذا المكان بالتحديد ليس بالأمر الهيِّن ؛ ولعلها لم تكن المرة الأولى أن تأتي للمكتب الهندسي المرموق وفي كل مرة يحدث ذات الأمر؛ إلَّا إنَّ المرَّة الأخيرة اختلفت عن سابقاتها وحدث ما حدث .

لا يهم إذا كان المكتب الهندسي قطاع خاص أم قطاع عام؛ فالسلوك البشري لا يتقيد بالمكان بقدر ما يتقيد بطبيعة الأشياء وعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان (مواطن بحب أخوه المواطن؛ فيها حاجة دي؟؟ ) من ناحية العلاقة بين المدير العام مناط التعيين وبين الزميلة الرشيقة الموظفة الجديدة " السكرتيرة " على كل المستويات.

دعني أظن؛ فبعض الظن خير والبعض الآخر خير أيضاً؛ فالنوايا لا يعلم بها إلا الله وحده؛ فسرعان ما تتبدل طبيعة الأشياء هذه إلى مناحي خطيرة جداً جداً؛ وسبحان مغير الأحوال ربما لخير؛ الرواي العليم لا يدري؛ هذا ما رواه لي هنا.

الظن المظنون يتجه سلباً أو إيجاباً حسب الموود mood من فخامة السيد المدير العام والسيدة "السكرتيرة " فإن كان هناك تجاوباً سالباً فهو كذلك وإن كان العكس تماماً فلا بأس به أيضاً والغبي بالإشارة يفهم.

لاحظ أحد المترددين على المكتب الهندسي ما حدث بالضبط للآنسة " السكرتيرة " فصادف أن رأى حركة يد المدعو "فلان الفلاني" المقصود بإيجاد الوظيفة لها؛ كادت أن تلمس يده الحنونة "مؤخرتها" لولا تدخل العناية الإلهية إذ لاحظ فلان الفلاني عيناً ما تراقبه فسرعان ما أنزلها بحركة متكلفة رسمية وسرعان ما نزلت هي وكأنَّ الأمر لا يعنيها من سلم الطابق الثاني من المكتب الهندسي في العاصمة القومية السنتر متجهة نحو الطريق العام حيث أتت .

سأعود إلى "فلان الفلاني" لاحقاً للتوضيح أكتر فربما هناك تفاصيل تتعلق به لأنَّ الحادثة لم تكن الأولى من نوعها ولا الأخيرة كذلك ( متعودة دايماً ) ؛ فهو غير سَوِي ولا يخلو من عُقدة نقص بسبب عدم تقييم الآنسات المتقدمات للوظيفة من طريقه له هو شخصياً فهذا المسلك يغيظه ويصيبه في مقتل الكبرياء والنرجسية المزعومة ؛ فسعادة المدير العام يوكل مثل هذه المهام إليه ويندر أن يُخْبِرَ معاليه بأن أحداً تقدم للوظيفة هذه أو تلك؛ والكثير منا يعرف المثل القائل : ( الجَسُّ بعد الذبح )؛ وربك أعلم بالنوايا.

قال الراوي العليم : نزل صاحبنا المراقب للموقف بدقة وهم في الطابق الثاني من المكتب الهندسي القابع في قلب العاصمة القومية السنتر؛ ولا يهم إن كان المكتب قطاعاً عاماً أم خاصاً؛ فالعبرة بالخواتيم بلا شك؛ لنرى ما حدث .

نزل " الأفندي " صاحبنا الشياكة والمهتم دائماً بمظهره العام وطريقة كلامه ووضعه المقدر في الشركة أو قل المكتب الهندسي المعني فهو وجيه للغاية كما يرى نفسه ؛ وساءه تصرف " فلان الفلاني " مع الفتاة المُزَّه / يعني : البنت القيافة / فليس هكذا تورد الإبل؛ قال أحدهم :

أوردها سعد وسعد مشتمل
ما هكذا يا سعد تورد الإبل

لعلَّ "أفندينا" يعرف كيف تورد الإبل خير من سعد وأفضل من "فلان الفلاني" ؛ ورحم الله القائل :

زعمتني شيخاً ولست بشيخ * إنما الشيخ من يدب دبيبا

والله أعلم بالنوايا

قال : ناداها بعد لحاقها أسفل السلم في البرندة الطويلة المصاحبة للمبنى الفخيم وهي متجهة حيث أتت :
لو سمحت!

والتفت إليه؛

وكأنَّ بدراً فوق شاطيء نخلة * وقد نسج النسيم النيلا

قالت : تقصدني أنا ؟!
الأفندي : نعم؛ أقصدك أنت!
المُزَّة : مرحباً بك؛ هل تعرفني؟
الأفندي : لا؛ ولكني رأيتك و.... ( قص عليها القصص بعد حوار دام عشرة دقائق أو تزيد ) غداً تأتي إليَّ في مكتبي الخاص ولك ما سألت!.
المُزَّة : شكراً جزيلاً؛ أنا ممتنة إليك بلا حدود أيها الإنسان الكريم.
الأفندي الشياكة : لا عليك؛ غداً الساعة التاسعة والنصف صباحاً في العنوان المذكور على النوتة وحالة حدوث أي مستجد فرقمي على الورقة أيضاً ؛ اتصلي بي ولا تترددي.

ودعها وودعته على أمل اللقاء في صبيحة اليوم التالي.

دعوني أخبركم أيها القُرَّاء الأفاضل كما أخبرني الراوي العليم بذات لسانه؛ فالعلاقة بين الراوي العليم وكاتب الأسطر علاقة متينة للغاية؛ فيما جرى لاحقاً بين المدير العام المُغَيَّبْ والأفندي الشياكة والسكرتيرة القيافة وفلان الفلاني المَعَرَّص ؛ بعد سرد هذه التقديرات للراوي العليم نفسه.

قال الراوي العليم : الذين يرون أنَّ "السكرتيرة" هي الزوجة الثانية للمدير العام وحق مكفول له بما جرت به العادة والعُرْف والدين ويرَون عدم الحرج في ذلك تخرج وتسهر وتتأخر وترافقه كيفما شاء ومتى ما أحب بلا رقيب ولا حسيب ؛ فذاك رأيهم ولا نقول بخطأه من صوابه لاعتبارات وتقديرات يراها من يراها إن كانت حسنة أو قبيحة؛ باعتبارها ظاهرة مجتمعية قائمة ومتحركة في الوسط الحياتي بعامة والوسط العملي بخاصة؛ وتتعلق بطبيعة الأشياء لا طبيعة المكان أو العمل فهي تدخل حاق العلاقات الإنسانية البحتة فمنهم من يوظفها سلباً ومنهم من يُغير اتجاهها إيجاباً فليس هناك قاعدة معينة تسمح أو تمنع من الحد لتلك الظاهرة بحال من الأحوال؛ فالقِيَمُ الأخلاقية والتربوية وما إلى ذلك تدخل في التركيبة المجتمعية تحت أي مُسَمَّىً كان فيمكن حدوثها في الجامعة أو العمل أو أي موضع آخر ولا تتقيد إلَّا بالعرف السائد في الجماعة تلك.

ومن يرى أنَّها تُخالف القيم والأخلاق والدين والعرف وما إلى ذلك؛ فهذا شأنه؛ فالظواهر الإجتماعية السالبة لا تُحارب بالقانون والقوة وإنَّما تُحارب وتُعالج بالتوجية والتوعية والتربية والتنوير والمناصحة ثم القانون آخر شيء؛ وفي الحالتين التقييم لم يحسم القضية بعد ولا أظنه سيُحسم فيما بعد لتغيير التركيبة الثقافية الإجتماعية في كل الحيوات ؛ الله أعلم بذلك متى يكون وبالنوايا أيضاً .

يقول الراوي العليم : حضرت " السكرتيرة " في الموعد المحدد بالضبط زماناً ومكاناً وهي في كامل هِندامِها المحترم؛ حين تأخر "الأفندي" الشياكة فظن أنها لن تأتي أو بمعنى أصح؛ لم يتذكرها أصلاً ولم يتذكر ما جرى يوم البارحة.

الأفندي : آنسة " فلانه " ؟ السلام عليكم.

قالها "أفندينا" بأسلوب لا يخلوا من تكلف وتصنع وربكة واضطراب؛ فتغير شكلها في غضون ثمانية عشر ساعة غابا عن بعضهما البعض.

‏الجبرة فيك بتخيل
محمية الِحمى
الما حام حِداهو دخيل
ماكان أبوكي بخيل
بت عز الرجال
أهل الدروع والخيل
(والهنا والسرور)
يا بت ملوك النيل
يا أخت البدور
مين لي علاكي ينيل
(في البدو والحضور)

السكرتيرة : نسيتني بهذه السرعة؛ معناها انشغالك بعملك أكثر وأكبر؛ هذا من دواعي سروري.

قالتها وهي لم تُسْقِط كفَّها من على يده؛ ولسبب ما تذكر الراوي العليم قول القائل :

الشوق والريد
والحب البان في لمسة أيد
يا هاجر ليك رسالة
لو كان يوم تنسى دلالا
وتعيد الكان
حليل الكان
ونعود أحباب زي ما كنا

بصوت فناننا العظيم إبراهيم الكاشف؛ أو عساه لم يكن وليتها لم تأت أصلاً .

الأفندي : لا؛ أبداً؛ المسألة ليست كذلك بالضبط؛ تفضلي.

وأشار إليها بحيث مكتبها الجديد؛ وشرح لها وصفها الوظيفي وما أشبه؛ الأمر الثانوي في هذه القضية؛ إذ الأمر الأساس هو ما حدث بينهما لاحقاً في أقل من أسبوع.

ذكر لي الراوي العليم أمر المدير العام القديم وفلان الفلاني في المكتب الهندسي أو الشركة الهندسية الضخمة بوسط العاصمة القومية السنتر من الطابق الثاني للمبنى الفخيم؛ ولا يهم إن كان قطاعاً عاماً أو خاصاً؛ إذ لم تتقدم إلى الوظيفة المعنية المعلن عنها أي فتاة أخرى خلاف تلك "الحاجَّة البدينة" الممتلئة القوام ولها ذرية صالحة وظروفها سيئة تحتاج للوظيفة فالأسعار كل يوم زائدة وقيمة الإيجار للمنزل في تعالي مستمر والله أعلم بالحال والنوايا كذلك.

"فلان الفلاني" ؛ قدَّر أنَّها ليست المرأة المناسبة في المكان المناسب فلن يظفر بأي إيحاء سالب ف "الحاجَّة" ليست مثيرة كالفتاة الرائعة تلك ؛ كذلك؛ ليست مُزَّة؛ في حين أنَّها مؤهلة تماماً للوظيفة المعنية؛ ولا يهم أن يسأل "أفندينا" عن بقية الأحداث فقد ظفر بما اشتهى والعاقبة عندكم في المَسَرَّات.

نهار اليوم الرابع بالضبط في المكتب الجديد؛ حضر والد الفتاة "السكرتيرة" ليبارك لهما ويبارك عليهما ويجمع بينهما في خير إن شاء الله.

صُدِمَ الشاب الشياكة " الأفندي" المدير الجديد بتلك الزيارة الخاطف والدعوات المباركات ولم يهمس ببنت شفه إلا همهمات لا يدري ما هنَّ :

الله يبارك فيك يا مولانا؛ شكراً لقدومك الميمون.
الوالد : بهذه السرعة اتفقتم على كل شيء؛ هذا من دواعي سروري؛ أترك التفاصيل بينكما فهذا شأن يخصكما سوياً؛ فأنا لا أمانع.

الأفندي : هذا من ذوقك بلا شك؛ فعلى الرحب والسعة.

قدَّمت السكرتيرة العصير المناسب لوالدها وللمدير الشاب الشاي السادة ذي نكهة النعناع الصاموتية التي تعدل المزاج من أول الصباح (المش فايت ده) هذا .

يهمهم ويطنطن ويفكر في المأزق الغريب والمأساة العجيبة ( حبذا لو قدَّمت معهما سيجارة من النوع " أبو كديس" ؛ فمثل هذه الزيارة المفاجئة تحتاج للكثير من عينة سجارة الخيال الواسع وبعض شراب الفودكا الحارق واللحم النيء والشطة الحمراء بالدكوة والليمون ومسحوق "بُدْرَة" يكفي لإزالة التشوهات الفكرية فكيف تغزو روسيا أوكرانيا في هذا الوقت بالتحديد وكيف يشرب جو بايدن المغرور دهاء الدب الروسي فالقط الأميركي.... وأمن إسرائيل تخصب اليورانيوم لترد به على طهران فثعلب الصحراء السوري... ) وهاك يا هلس وهاك يا خيال.

ودَّعه وانصرف كل لحال سبيله على أمل أن يلتقيا في بيت الأسرة الكريمة والأهل وهم يوزعون البلح ومشروب البلح مع بعض والناس نيام أو كالنيام يتبادلون التهاني والأمنيات البعيدة؛ القريبة .

لم تسر الأمور كما يتوقع الطيبون والطيبات فقد "حملت" السكرتيرة من المدير العام الشاب الجديد الأفندي الشياكة في ذات السنة وهما في إنتظار المولود الجميل بينما الأسرتين تنتظران ثالث أيام عيد الفطر المبارك ليتقدم الأفندي خاطباً "السكرتيرة" ويعيشان في سبات ونبات؛ وربك أعلم بالنوايا.



#بدر_الدين_العتاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين ذهبت خطب الجمعة للنبي صلى الله عليه وسلم؟
- وردة بنفسج - لأجلها- في عيد الحب
- الكجور.. صور شعبية
- مقترح تقسيم السودان إلى خمسة أقاليم
- قصيدة - كوني ملهمتي-


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بدر الدين العتاق - السكرتيرة- ؛ الزوجة الثانية للمدير العام