أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بدر الدين العتاق - وردة بنفسج - لأجلها- في عيد الحب














المزيد.....

وردة بنفسج - لأجلها- في عيد الحب


بدر الدين العتاق

الحوار المتمدن-العدد: 7163 - 2022 / 2 / 15 - 23:23
المحور: الادب والفن
    


آخر عهدي بها العام الماضي حين كتبت لها خطاباً يحمل كل الأماني المترفة والأشواق العذبة التي خلَّفتها وراءَها فيما أطوي من ذكرياتنا سوياً في سُويداء القلب والروح؛ ولا أدري هل تحمل " أماني " كل الأماني التي كنت أحملها لها وأداعب منها بعضاً من شفاهٍ بعضٍّ وقليلٍ من خدودٍ يانعات بغض ؛ إذ سرَّها ما كان مني آنذاك حين دفقتُ العمرَ فيها صبابةً لا صلابةً ومسكتُ قطيفاً من حرير يديها دافئاً كنيران المعابد؛ ناعماً كطي الديباج؛ وهي تعلم يقيناً حين سَرَىَ الوجدُ شوقاً في حناياها يئنُّ بنبضات سِراع خلَّلتها رعشات خِفافٍ خلَّدتها انكسارات العيون؛ أنَّا نُشابك الكَفَّين سُمُوَّاً وسماحاً ؛ ولا تكاد تَمَلُّ منها حتى نبَّهنا السُّلُو بَهْمَاً يافِعَاً بين طيات المشاعر المُسْتَكِنَّةُ عُصاراتِنا المخبوءة في أصلابنا تئِزُّ طلباً للخروج؛ هل تحملها مثلي؟ ؛ فأنا لن أنساها ما حييت تذكراً .

"لأجلك "؛ كل لحظة والدنيا طيبة بوجودك حبيبتي؛ ولست أراني اعتصرت خمراً من شفاهٍ فمضيتُ؛ ولا احتسيتُ قُرُنْفُلاً من عينينٍ فبكيتُ ولا واريتُ زِنْدِي من بعيدٍ أطلب المستحيلَ ؛ إن رَغِبَتْ عيناي اكتحالاً بعينيك؛ ولكأنَّ الله جمع الزمان والمكان بك حين كَوَّرَ الوجودَ فالتقينا في متاهات الحيَارَى والسُّكَارَى والغرام بلا ميعاد ؛ نعم! سُكارَى وما نحن بسُكارَى ولكنَّ ألم الفِراقَ شديد! ومهما رمانا الهوى فباعَدَنا؛ ارتمينا نصارع الوجد الشفيف حباً بلا مِلال ولا كِلال ؛ فطالما كنتُ كنزك المخبوء في مهاجع السجود؛ نراقب بعضنا بكل شوقٍ لا تحدُنا المسافات البعيدة؛ كذلك ولا العيون؛ فأنا أحبك يا هنتاه ولا أَرِين؛ أفتدركين؟! .

عامٌ مرَّ ؛ ثقيلٌ بلا رحمة؛ كئيبٌ بلا فرحة؛ عنيدٌ بلا رجعة؛ طويلٌ بلا هجعة؛ نضيدٌ بلا طلعة؛ وأكثر حين تستأنى بك الدهور تحمل في جنباتها طيوف الإنتظار الممض بلا فتر ولا ثبور .

فكَّرْتُ كثيراً قبل أن أكتب إليك خطابي اليتيم هذا العام؛ والذي تطالعينه كل عام في ذات المناسبة التي خلَّدَت ذِكرانا ونحن جلوسٌ أول عهدنا بين أعالي السَّحاب نقطف نجماً وننظم شعراً ونسكب عطراً ونحضن بعضاً وأنت تمارسين معي كل ألوان الإشتياق والبوح الحنون المجون؛ وأنا أمدُّ ذراعاي نحوك أستطيل الشُّهْبَ ضماً وحَنَايَا؛ لَثْمَاً وحَكَايَا ؛ نوماً ونِهايا ولا أستطيع ؛ فتلك هي حدودنا المُشْرَعَةُ على أبواب المحبين؛ نُهديها ورداً وعطراً وشِعْرَاً وألماً وحكايةً وخلوداً بلا انتهاء؛ فيحمل كلهم مِنَّا والمزيد بلا جذيذ ؛ هل من مزيد؟ .

" أماني "؛ بعض الأماني مَنَايا؛ وبعضهُنَّ حياة في سمايا حين أنثرُ لك ورداً وبَسْمَاً وخِطَابَا؛ وأنا أذكر هاتيك الأُمسيات حين فاجَأنا المساء ولمَّا نَقْضِ من مُتَعِ الحبِّ ما قضاها دهاقنة المجون خَطَايَا وقرابين وأنا أحكي لك عن قيسٍ وليلى؛ وتاجوجٍ والمُحَلَّق؛ وعمروٍ والرَّباب وقيسٍ ورُقَيَّة وكُثَيِّرِ عَزَّه؛ وعَزَّه؛ حين واعدها كُثَيِّر خلف التَلَّة بعد غياب البدر في ظلمات الأنام وقَبَّلَها كيفما شاء واتفق؛ وكذلك الملك الضليل حين وضع شفتيه على شفتي تينك فقال :

ولاعبتها الشَطْرَنْجَ فكانت كل دُسَّةٍ * بقبلة أُقَبِّل ثغراً كالهلال إذا أَفَلْ

فقَبَّلتُها تسعٌ وتسعون قبلةً * وواحدة أيضاً وكنت على عَجَلْ

وقديمٌ قال صاحبُنا :

صِلٌ إلى صدري صريح شَمُّه * ويشوقني بين الأضالع ضَمُّه

وقوله :

لثماً كمنقار الطيور ونحتسي * من سلاف لماك المعسولا

وتشجيني منك أغنية الخلود؛ الكاشف وسيد عبد العزيز :

حبيبي عليك أميل
علي تميل عشان نميل
سوى يا جميل
وفيك أمعنت نظراتي
وجدتك كل مسراتي

بإسم الحب أقدِّمْ ليك حياتي
حياتي ومعاها العاطفة النبيلة

فيزداد شوقي والنحيب

إيييه يا "هنتاه "؛ إنَّ بعض الأماني مَنَايَا؛ ومُنَايَا منك ما قد ذكرت؛ فهل تذكرين حبيبتي ؟! هل تذكرين؛ فأنا أذكرها ما حييت ؟!.

عامٌ مرَّ ؛ وتلاهُ كلاماً؛ وأعقبه خِصاماً؛ وجَلاهُ هُيَاماً ؛ وقلبينا لم ينضبا من نبض الغرام؛ وفي كل حين وآن يزداد الهوى عمقاً فلا نألوا جهداً إن غَرَفْنَا من مراتع الصِّبَا بَرُودُ اللَّمْسِ في وَمَضَاتِ الخلاص ! نعم؛ خلاص لارتياح من عَنَتِ الإنتظار بيوم نَهْنَا فيه ونَسْعَدُ كما سَعِدَ سَعْدٌ بسَعِيدَه ؛ وهِنْدٌ بهُنَيْدَه؛ ونضع المراود في المخاتيم لنحظى بديمومة الفرح الأكيد ولا تثريب .

ورحمَ اللهُ أبا تَمَّامٍ ؛ حين قال :

أحذاكها صُنْعَ البيان يمده * جفرٌ إذا نضب الكلام معينُ

ويسيء بالإحسان ظناً لا * كمن هو بابنه وبشعره مفتونُ

هذا العام؛ أُقَدِّمُ لك وردة بنفسج من أجلك؛ من أجل " هنتاه " / فبعض الأماني مَنَايَا / ؛ ومُنَايَا هي لُقْيَاكِ في كل حين وآن بلا انتهاء؛ فهل تُرَاني جاريتُ خَطَّكِ والمستحيل فألقى عيناك؟ ؛ هي أُمنيتي قبل الأُفول بلا عذول أوتعلمين؟! .

أذكر منك كلماتك الرقيقة التي لمستها لمَّا كُنَّا؛ تيك سرى النبضُ دِفْئَاً في الحَنَايَا والصمتُ يمحوه الكلام : { يا حبيبي؛ اغفر لي برودي؛ فأنت مثير كأحلام العذارى؛ دافيء كنيران المعابد؛ رائع الرجولة كإلهٍ وثني } فهل تُرى ما زلتِ على العهد بي والوعد منك لي لمَّا كنَّا سوى؟ بعض " الأماني" مُنَايَا ودعاء فاليستجيب القدر .

في عيدِ الحبِّ هذا العام؛ أُهديك " وردة بنفسج" وعطرُ محبةٍ وخاتم خطوبةٍ وقُبْلَة مَشُوقٍ و " سورة أنزلناها وفرضناها " وزوج كريم ؛ فعسانا نلتقي من متاهات الغيوب في سماوات الحضور لنقطفَ بعضاً من وُرودٍ ولَثْمٍ من خدود؛ وشيءٍ من حَكَايَا المجون وبوح الخَفَايَا بكل صَبْرٍ عَتِيدٍ وشَوْقٍ شَدِيد ؛ وكل عامٍ وأنتِ النشيد كما نشتهي أيتها "البنفسج الحبيب" ؛ فهل تقبلين؟ .



#بدر_الدين_العتاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكجور.. صور شعبية
- مقترح تقسيم السودان إلى خمسة أقاليم
- قصيدة - كوني ملهمتي-


المزيد.....




- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بدر الدين العتاق - وردة بنفسج - لأجلها- في عيد الحب