أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بدر الدين العتاق - مراجعات في رواية الحديث النبوي الشريف















المزيد.....


مراجعات في رواية الحديث النبوي الشريف


بدر الدين العتاق

الحوار المتمدن-العدد: 7678 - 2023 / 7 / 20 - 13:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مدخل الموضوع
في بعض ما أبحث عن سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها؛ في أُمَّهات الكتب ، لم أجد صحة زواجها من النبي في سن السادسة ولا التاسعة من العمر كما ذكرت كتب التراث الإسلامي القديمة ؛ بل وجدت زواجها منه عليه السلام كان في سن الواحد وعشرين سنة للثانية والعشرين من العمر ، ذلك للملاحظات والمراجعات التالية :
1 / ولدت السيدة عائشة رضي الله عنها سنة ٦٠٤ - ٦٠٥ م؛ حسب ما جاء في المصادر التاريخية وتزوجت في السنة الثانية للهجرة ( الإخراج النبوي الشريف) أو الثالثة والأول أصح؛ الموافق سنة ٦٢٦ م .
2 / ذُكر في كتاب صحيح البخاري وبعض كتب الحديث النبوي أنَّ السيدة عائشة رضي الله عنها روت عن النبي عليه الصلاة والسلام حوالي ألفين ومائتين وعشرة حديثاً نبوياً ( ٢٢١٠ حديث / راجع النت أيضاً ) كما ذكر ذلك مجموعاً الأستاذ / محمد سعد عبد الدايم ، في كتابه " أحاديث السيدة عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري " ملف ويرد لم يطبعه بعد ؛ فاجتهدت بمراجعة الكتاب تدقيقاً وتحقيقاً فلم أفلح ولم أقدر على المواصلة إذ وجدت خطأين كبيرين جداً يطالعانني حيثما وليت وجهي عنهما ؛ أولهما : لم يذكر اسم الراوي الذي أخذ عن عائشة؛ فتراه مباشرةً يقول : ( قالت عائشة / قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) وبما أنَّ السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها لا تروي للناس مباشرة كالخطب المنبرية على رؤوس الأشهاد امتثالاً لأمر الله تعالى لها ولأُمَّهات المؤمنين : { وقرن في بيوتكن } سورة الأحزاب؛ وقوله تعالى من ذات السورة : { ولا تخضعن في القول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً } فإنَّ ذلك يعني مخالفة صريحة للأمر الإلهي والنبوي الشريف وهذا بطبيعة الحال غير صحيح البتة ويلغيه تماماً لأن النص القرآني أثبت وأقوى وغير خاضع للمقارنة مطلقاً مع بقية التخاريج في ذات الأمر .
يجب تثبيت الرواة الذين نقلوا عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ ثم يجب البحث والتدقيق في الراوي من حيث العِلَّة والجُرح والتعديل والحفظ أو ما يسمى بــــ " علم الرجال " والمتن والسند وما أشبه ، وبعد ذلك وَزيادة يجب عرض الحديث على النص القرآني فإذا وافقه يؤخذ به وإلَّا فتركه أوجب وأصلح.
الأمر الثاني : خطأ الحديث المنسوب للجناب النبوي الشريف نفسه؛ فقد أوردوا عنها قولها : ( لما فرض الله الصلاة ) والله في القرآن لم يفرض الصلاة بل فرضها النبي صلى الله عليه وسلم على أمته تشريعاً وتكليفاً نبوياً؛ قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعملوا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون } سورة الأنفال ؛ فتجد النحل والتنسيب بصورة كبيرة للغاية يستحيل معها الوثوق في النص أو المحقق الذي كتب الكتاب بحال من الأحوال .
السيدة عائشة رضي الله عنها أدرى بمن هو الذي فرض الصلاة الله أم النبي عليه الصلاة والسلام ؛ لا الراوي أو المحقق أو الصحيح لأنَّها أفهم وأقرب لمصادر العلوم والحدث منها لغيرها ومن الخطأ التنسيب إليها بقصد أو بدون قصد بعلم أو بجهل؛ فينبغي المراجعة والتأكد من أبجديات التحقيق قبل التثبيت في الكتب ونشرها.
الموضوع ، الرواة السبعة
وهم الذين اعتمد عليهم جُل أهل الإسلام من المسلمين في نقل الحديث النبوي الشريف بين قوة المتن وصحة السند ولهم بذلك أبواب متسعات من العلوم لا يصلح المقام ههنا لذكرها؛ لكن ما يهمني هو : كيف ومتى نعتمد الراوي قبل سماع الحديث منه وبموجب أي شرط ؟ مع العلم هذا قسم جليل في مصطلح علم الحديث وله رجاله وعلماؤه ومدارسه ومعاهده وما إلى ذلك.
في هذه العجالة من الكتابة يطيب لي الادلاء بدلوي في تبسيط مرجعية نسبة صحة الحديث النبوي من عدمه بين قوة المتن وصحة السند على النحو التالي :

١ / أبو هريرة ( ٢١ ق ه - ٥٩ ه / ٦٠٢ م - ٦٧٩ م ) ؛ لم يُتفق على اسم له ، وليس له اسم علم معين يمكن الرجوع والاعتماد عليه في رواية الحديث وسيرته الذاتية؛ وغير موثوق الرواية مما يعني أنَّه مجهول الهوية / راجع الميديا وحديث شيوخ الأزهر وبقية المعلومات عنه / قالوا : لاقى النبي صلى الله عليه وسلم سنة ٧ خ ( الموافق لسنة ٦٣١ م) بين ثلاثة لأربعة سنة روى فيها ٥٣٧٤ حديثاً نبوياً؛ وحفظ أموال زكاة رمضان؛ ثم بعثه النبي عليه السلام مع العلاء الحضرمي والياً على البحرين. انتهى الاقتباس من النت .

قلت :
أ - طالما هو مشكوك في شخصه وحفظه فمن باب أولى عدم الثقة في تخاريجه بجانب ما سبق من تنبيهات .
ب - مكث مع النبي؛ - وأشك أنا في هذه الرواية - حوالي ثلاث سنوات فقط؛ كيف استطاع حفظ وتدوين الـــــ ٥٣٧٤ حديثاً في هذه المدة القصيرة هو أو من نقلها عنه؟ .
ج - النبي صلى الله عليه وسلم؛ لا يتكلم كثيراً فهو قليل التحدث مبدأ فأين وجد أبو هريرة الوقت معه ليحفظ ويكتب ويروي عنه كل تلك الأحاديث ؟.
د - كل من روى عن أبي هريرة يُشك في أمره مباشرةً لأنه بُنى على خطأ؛ وما بُنِي على خطأ فهو خطأ بطبيعة الحال .
ه - ( حفظ أموال زكاة رمضان ) وهذه من أكبر الثغرات في حق الرجل من باب تثبيت الشك فيه وما نُقل وما كُتب؛ لأنَّ رمضان ليس له زكاة مال فيحفظها؛ واسمها فدية الصوم لا زكاة الفطر ولا زكاة رمضان قال تعالى : { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين } سورة البقرة؛ راجع كلمتنا عن الموضوع بهذا الكتاب وبالميديا.
و - تاريخ ميلاده بالهجري الإخراجي لا يوافق سنة ٢١ خ ؛ بل يوافق سنة ٢٢ ه ( ٦٢٤ م - ٦٠٢ = ٢٢ خ ) يعني فقدان عام كامل أين ذهب؟ .
ز - كذلك؛ تاريخ الميلاد بالميلادي لا يوافق سنة ٦٧٩ م بل يوافق سنة ٦٨٣ م ( ٦٢٤ م + ٥٩ خ = ٦٨٣ م ) فهناك حوالي أربع سنوات مفقودة من عمره؛ أين ذهبت ؟ .
ح - أي محاولة لتصحيح التاريخ غير ما ذكرته يعطي ذات النتيجة لعدم التثبيت أصلاً في تحقيق التواريخ وزيادة لما ورد من أسباب أعلاه .
٢ / عبد الله بن عمر بن الخطاب ( ١٠ ق خ - ٧٣ خ ) الموافق لسنة ( ٦١٤ م - ٦٩٧ م ) يعني عاش من العمر حوالي ثلاثة وثمانين سنة ( 𨀹 - 𧿦 = ٨٣ سنة ) روى فيها ما يقارب الــــــ ٢٦٣٠ حديثاً نبوياً؛ يلاحظ الآتي :
أ - عاصر النبي عليه السلام حوالي عشرين سنة ( ٦٣٤ م - ٦١٤ م = ٢٠ سنة ) استدرك فيها ما يدور حوله بالتقريب عشرة سنين من معاصرته للنبي؛ فكيف لمن في سنة أن يروي ٢٦٣٠ حديثاً ؟ لا تحدثني عن ملكة الحفظ والنباهة عند العرب أحدثك بعدم عقلانية الأمر برمته كما سيأتي بيانه لاحقاً إن شاء الله .
ب - يمكن قبول نسبة من الروايات بعد استيفاءها الشروط السابقة لكن لا يمكن قبولها جملة وتفصيلاً بلا تدقيق ومراجعة وتصحيح للمصادر وخلافه وهذا هو موضوع هذه الكلمة التي بين يديك أيها القارئ الكريم .
٣ / أنس بن مالك ( ١٠ ق خ - ٩٣ خ / ٦١٢ م - ٧١٣ م ) روى عن النبي عليه الصلاة والسلام حوالي ٢٢٨٦ حديثاً؛ عاش حوالي مائة وثلاث سنة ( ٧١٣ - ٦١٢ = ١٠٣ سنة ) حسب ما جاء في الأثر؛ قلت :
أ - سنة ١٠ ق خ لا توافق سنة ٦١٢ م؛ بل توافق سنة ٦١٤ م ، مما يعني فقدان سنتين من عمره أين ذهبتا ؟ .
ب - وكذلك سنة ٧١٣ م لا توافق سنة ٩٣ خ؛ بل توافق سنة ٧١٧ م؛ مما يعني فقدان حوالي أربع سنوات من العمر؛ أين ذهبت ؟ .
ج - ما قيل عن ابن عمر يقال عن أنس بن مالك .
٤ / عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها ( ١٩ ق خ - ٥٨ خ / ٦٠٤ م - ٦٧٨ م)؛ روت عن النبي عليه السلام حوالي ٢٢١٠ حديثاً حسب المصدر السابق ؛ قلت :
أ - استدركت عن النبي عليه السلام وعمرها حوالي واحد وعشرين سنة بعد زواجها منه ( ٢١ سنة ) ومكثت معه حوالي ثمان سنوات ( 626 م – 634 م ) من الذين رووا عنها بعد استيفاء التحقيق بتفاصيله حتى وصلت إلينا؟ .
ب - الذين رووا عنها يجب اخضاعهم للتحقيق حسب نص الآية الكريمة : { لا جناح عليهن في ابائهن ولا ابنائهن ولا اخوانهن ولا أبناء اخوانهن ولا أبناء اخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت ايمانهن واتقين الله؛ إن الله كان على كل شيء شهيدا } سورة الأحزاب؛ لدرجة القرابة المذكورة والمساحة الممنوحة لها ولزوجات النبي من هذا الطريق الواضح المختصر وإلا فهناك أمرين لا ثالث لهما :
الأمر الأول : التحقيق ممن رووا عنها وعن بقية أهل البيت عليهم السلام بالتواتر والتدقيق والضبط والتحري وما إلى ذلك من الصيغ والصبغات وبحكم العقل والوقت يمكن تعقل النص من عدمه .
الأمر الثاني : إذا ثبت صحة الرواية والحديث ( قوة المتن وصحة السند) يعرض النص على الآية فإذا وافقها يؤخذ به وإذا لم يوافقها فتركها أصلح وواجب.
٥ / عبد الله بن عباس ( ٣ ق خ - ٦٨ خ / ٦١٨ م - ٦٨٧ م) قال : ( وتوفي النبي وأنا ابن ثلاث عشر سنة ) وقيل : ولد زمن حصار شعب أبي طالب وقيل : ولد عام الهجرة؛ وروى عن النبي عليه السلام حوالي ١٦٦٠ حديثاً؛ قلت :
أ - سنة ٣ ق خ لا توافق سنة ٦١٨ م؛ بل توافق سنة ٦٢١ م ، مما يعني فقدان ثلاث سنوات من عمره أين ذهبت ؟ .
ب - كذلك؛ سنة ٦٨ خ لا توافق سنة ٦٨٧ م؛ بل توافق سنة ٦٩٢ م؛ مما يعني فقدان حوالي خمس سنوات من عمره؛ أين ذهبت ؟.
ج - الحصار؛ حصار شِعب أبي طالب كان سنة ست من البعثة وقيل سنة سبع؛ والراجح عندي أنها سنة ست من البعثة الموافق لسنة 617 للميلاد ذلك لأنَّ هجرة الصحابة رضي الله عنهم إلى الحبشة كانت في السنة الخامسة من المبعث النبوي الشريف الموافق لسنة ٦١٦ م بعد الإذن لهم بالهجرة؛ قال تعالى : { أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير } سورة الحج؛ فكان الحصار في السنة التالية له وهذا هو الراجح والله أعلم أي ذلك كان.
استمر الحصار ثلاث سنوات ( ٦١٧ م - ٦٢٠ م ) فيكون تقدير سنة ميلاد عبد الله بن عباس سنة ٦٢١ م بعد انتهاء الحصار لا اثناءه ولا قبله بسنة كاملة؛ راجع الميديا وضبط التواريخ.
د - أدرك معاصرة النبي وعمره حوالي ثلاث عشر سنة يعقل منها ثلاث سنوات على أحسن تقدير؛ فأني له رواية ١٦٦٠ حديثاً نبوياً خلال السنوات الثلاث تلك ؟.
ه - بطبيعة الحال؛ يمكن قبول ما يعقل منها عنه بعد إخضاعها للشروط المتعارف عليها بلا شك وهذه الشروط التي أوجدتها أنا من القرآن الكريم لكن من غير الممكن ولا المعقول قبولها كلها وهنا موضع المراجعة بلا شك .
٦ / جابر بن عبد الله بن جابر الأنصاري ( ١٦ ق خ - ٧٨ خ ) لم يذكر تاريخ الميلاد في الميديا لكن بعد ضبط ومراجعة وتصحيح التواريخ يمكن القول : الموافق لسنة ( ٦٠٨ م - ٧٠٢ م ) وروى عن النبي عليه الصلاة والسلام حوالي ١٥٤٠ حديثاً؛ قلت :
أ - وفد النبي على المدينة سنة ٦٢٤ خ؛ مما يعني أنَّ عمره كان حوالي ستة عشر سنة ( ٦٢٤ م - ٦٠٨ م = ١٦ سنة ) وعند انتقال النبي للرفيق الأعلى كان عمره حوالي ستة وعشرين سنة ( ٦٢٤ م " ١٦ سنة" + ١٠ سنوات بالمدينة = ٦٣٤ م )؛ فأنَّى له رواية ١٥٤٠ حديثاً مع قليل من الصحبة والكلام ؟ لا يهمني كم عاش بعدها من العمر .
ب - بطبيعة الحال؛ يمكن قبول شيء مما رواه لكن لا يمكن قبول كل ما رواه خصوصاً بعد اخضاع الرواية للشروط المعروفة لصحة الحديث وقوة السند.
٧ / أبو سعيد الخدري ( ١٠ ق خ - ٧٤ خ ) لم يذكر في الميديا التاريخ الميلادي؛ لكن يمكن القول : الموافق لسنة ( ٦١٤ م - ٦٩٨ م ) يعني عاش حوالي أربع وثمانين سنة؛ روى فيها حوالي ١١٧٠ حديثاً؛ قلت : ما قيل عن سابقيه يقال عنه.
احصائية مهمَّة
إذا بدأنا بما يُصطلح عليه باسم " الكتب التسعة " أو " الصِحاح التسعة " دون إضافة ما صححه الألباني باعتباره الكتاب أو الصحيح العاشر للأحاديث النبوية ، سنجد ما يلي من عدد الأحاديث النبوية في تلك الصحاح أو المنسوبة للجناب النبوي الشريف :
صحيح البخاري : 7563، صحيح مسلم : 7563، سنن أبي داود : 5274، جامع الترمذي : 3956، سنن النسائي : 5774، سنن ابن ماجة : 4341، سنن الدارمي : 3503، موطّأ مالك : 1740، مسند أحمد : 27647.
وإذا أكملنا لبعض كتب الحديث الشهيرة الأخرى سنجد الآتي :
صحيح ابن خزيمة : 3079، صحيح ابن حبّان : 7491، المستدرك على الصحيحين للحاكم : 8803، السنن الكبرى للبيهقي : 21812.
ولكن ما يظهر لنا بالجمع بين أحاديث هذه الكتب أنها تحوي 108546 حديثًا ! فمن أين جاءوا بها ؟ .
مداخلة من الانترنت
الأستاذ شريف محمد جابر؛ بتاريخ ٣ / ٧ / ٢٠١٧؛ موقع مدونات الجزيرة بالنت.
[ ثم إليكم هذه الإحصائية التي أنقلها من كتاب "مسند الإمام أحمد بن حنبل : محذوف الأسانيد والأحاديث المكررة " للشيخ صالح أحمد الشامي ( مواليد سوريا ١٩٣٤ م صاحب كتاب ( معالم السنة النبوية ) قال :
عدد أحاديث المسند هو 27739. وبعد حذف المكرّر : 9566 وهي موزّعة كالتالي : 3115 حديثاً في الصحيحين أو أحدهما، 2905 حديثاً في السنن الخمسة والموطأ، 3546 حديثاً انفرد بها الإمام أحمد عن الكتب الثمانية السابقة .
وللتلخيص نقول: كان الجهد المبذول في كتاب "معالم السنة النبوية " :
• حذف الأحاديث المكرّرة فعلاً، أي نفس الحديث يرويه أكثر من صحابي وأبقى على الأحاديث الصحيحة التي تتضمن كل الأحكام الموجودة في الباب محل البحث، والتي تشتمل على كل المعاني الواردة فيه.
• حذف الأحاديث الضعيفة.
• حذف الآثار الواردة عن الصحابة والتابعين وغيرهم من الأئمة.
يقول الشيخ : "وقد آتتْ هذه الطريقة أكُلَها فتقلّص عدد الأحاديث من 28430 ليصبح 3931 هو عدد أحاديث هذا الكتاب " ! .
اشتمل الكتاب على الأحاديث الصحيحة فقط باستثناء 33 حديثاً ضعيفاً و10 أحاديث حسنة بيّن الشيخ أسباب إيرادها.
ثمة إحصائيات أخرى كاشفة أوردها الشيخ صالح الشامي في كتابه :
– نسبة هذه الأحاديث (3931 حديثاً ) من مجموع أحاديث الكتب الأربعة عشر قبل حذف المكرر ( 114194 حديثاً ) هي 3.4 %، وهي نسبة لها دلالة مهمة جدّاً، وهي أنَّ مجموع هذه الطرق والروايات التي تزيد عن مائة ألف يعود في الأساس إلى أقل من أربعة آلاف حديث .
– عدد أحاديث صحيحي البخاري ومسلم من بين هذه الأحاديث التي بلغتْ 3931 هو : 2131 حديثاً ، يعني 55 % منها ! .
– مجموع الأحاديث المختارة من الكتب التسعة الأولى ضمن الأحاديث الـ 3931 هو 3691 حديثاً، وهذا يعني أنَّ الكتب التسعة تشكّل نسبة 94 % من أحاديث الكتاب ! أما بقية الكتب المتأخرة عنها وهي: ( صحيح ابن خزيمة، صحيح ابن حبّان، مستدرك الحاكم، سنن البيهقي والأحاديث المختارة للمقدسي )، والتي تحتوي على 46741 حديثاً ، فلا تشكّل سوى نسبة 6 % من أحاديث الكتاب، أي إنّها لم تزد عليه سوى 230 حديثًا! .
فها قد ظهر أنّ البيهقي لم يزدْ في الواقع هو وأربعة كتب كبيرة أخرى سوى 230 حديثاً ، وأنّ بقية الأحاديث هي إمّا ضعيفة أو مكرّرة عما في الكتب السابقة أو آثار عن الصحابة والتابعين وليست بأحاديث .
لو نظرنا إلى سنن البيهقي الذي جاء متأخراً ( توفي 458 هـ )، لوجدناها لم تشكّل هي وأربعة كتب أخرى ( اشتملت مع كتابه على 46741 حديثًا ) سوى 6 % من الكتاب، وهي 230 حديثاً فقط، بينما شكّل صحيحا البخاري ومسلم نسبة 55 % من الكتاب، أي 2131 حديثاً ، وقد صُنّفا قبل سنن البيهقي والكتب الأخرى معه وهما أصغر منها في الحجم بكثير. وهذا يعني أنّ الأحاديث الصحيحة المروية عن الرسول صلى الله عليه وسلّم تقلّ مع تقدّم الزمن] انتهى .
خاتمة وخلاصة
١ / كل الأحاديث النبوية في صحيح البخاري ومسلم المستخلصة وبقية كتب الصحاح ٣٩٣١ حديثاً بعد إسقاط المكرر وما هو خارج لفظ الحديث النبوي الشريف.
٢ / عدد أحاديث الرواة السبعة ١٦٨٧٠ حديثاً ؛ فإذا قسمتها على اثنين أو ضربتها في ٥٠ ٪ بعد حذف المكرر وما هو خارج لفظ الحديث النبوي الشريف يكون إجمالي الأحاديث لسبعة رواة فقط ٨٤٣٥ حديثاً .
٣ / مما يعني أنَّ هناك قرابة من ٤٥٠٠ حديث منحولة ومدلسة إمَّا على النبي أو على الرواة السبعة بالتحديد أو كل الرواة.
٤ / طريقان لا ثالث لهما لتحقيق صحة رواية الحديث النبوي من عدمه :
أ / أمهات المؤمنين؛ وفيها سبعة طرق ، وتم بياناها سابقاً .
ب / بقية الصحابة؛ وفيها سبعة طرق تسمى علم مصطلح الحديث " بدون تفصيل " مبذولة لمن ارادها في موضعها .
إذا خصمت نسبة ٥٠ بالمائة من جملة الأحاديث المنسوبة للجناب النبوي الشريف ( ١٦.٨٧٠ - ٥٠ ٪ = ٨.٤٣٥ حديث ) من جملة أحاديث الرواة السبعة الذين ذكرتهم بعلاتهم أوَّل هذه الكلمة وباعتبار حذف المكرر منها وما يجب حذفه من أحاديث أصلاً ليست منسوبة للنبي وباعتبارها أحداثاً تاريخية وما أشبه؛ فإنَّ العدد المتبقي بعد ذلك ( ٨.٤٣٥ حديث ) فهو يساوي ضعف ما قال به الشيخ الدكتور / أحمد صالح الشامي ، من أنها لا تتعدى الأحاديث النبوية في كل المصادر مما سبق نقله الــــــ ٣٩٣١ حديثاً؛ مما يؤكد عدم صحة أربعة ألف حديث جديدة أيهما كانت من جملة المرويات بعد التدقيق والمراجعة والضبط والحذف من شخصي خلال هذا البحث أو من طريق الشيخ الدكتور أحمد صالح الشامي؛ مما يعني إعادة قراءة وتصحيح ما كتب عنهم جميعاً وإعادة كتابة تدوين الأحاديث النبوية تدويناً صحيحاً سليماً لتثبيت الفهم عن النبي عليه السلام من جديد في عصرنا الحالي .

من الأهمية بمكان أن نعود جميعنا لنصوص القرآن الكريم التي أوردتها في هذا الصدد من سورة الأحزاب وتضييق طرق تدوين الحديث النبوي مما سبق بيانه عاليه فيوضع في موضعه من باب التوصية والحث والتحذير ولا حرج من ذلك طالما باب الاجتهاد مفتوحاً على مصراعيه بلا حجر ولا حكر ولا حصر لرأي دون الآخر بلا شك.



#بدر_الدين_العتاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفات وتأملات مع الإنجيل
- - معركة الجمل - الأكذوبة التاريخية
- معنى كلمة - الأمانة- في سورة الأحزاب
- الاعتكاف في رمضان
- لا يوجد ما يسمى بالنظام المالي الاسلامي في الاسلام
- الدين الإبراهيمي بين الإمارات والفتاوي الشرعية السعودية
- الفتوى في الإسلام ، صالح الفوزان في الميزان !
- الحركات المسلحة السودانية ، على من تطلق الرصاص ؟
- حول معنى : ( الصافنات الجياد )
- قوات السلام السودانية القومية وكيان الوطن
- قصِيْدَةُ : المُنْجِيَةُ
- حول الطلاق وتعدد الزوجات في الإسلام
- كيفية ترتيب الآيات القرأنية
- سورة الحشر؛ الإحلال والإبدال الديمغرافي
- الهوية السودانية
- جدارية العاج؛ حائط المبكى
- في العيد الوطني السعودي؛ تحية وقضية
- إدريس جماع؛ حياته وشعره؛ تصويب وتوضيح
- اسمها فدية الصوم وليست زكاة الفطر
- نشيد الجيش السوداني


المزيد.....




- مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية
- -لم توفر بيئة آمنة للطلاب اليهود-.. دعوى قضائية على جامعة كو ...
- البنك الاسلامي للتنمية وافق على اقتراح ايران حول التمويلات ب ...
- استباحة كاملة دون مكاسب جوهرية.. هكذا مرّ عيد الفصح على المس ...
- قائد الثورة الاسلامية سيستقبل حشدا من المعلمين 
- تونس تحصل على 1.2 مليار دولار قرضاً من المؤسسة الدولية الإسل ...
- مين مستعد للضحك واللعب.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 20 ...
- «استقبلها وفرح ولادك»…تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ك ...
- لوموند تتابع رحلة متطرفين يهود يحلمون بإعادة استيطان غزة
- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بدر الدين العتاق - مراجعات في رواية الحديث النبوي الشريف