عماد الطيب
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 7782 - 2023 / 11 / 1 - 00:34
المحور:
الادب والفن
اسوء ما يواجه المرء في حياته ان يكون قصة لاحد كي ينسى احباطات قصته الاولى مع الشخص الآخر .. هناك تدرك كم استغلت مشاعرك لتحرق بها حكاية خائبة في حياته .. وتتحول انت مجرد محرقة لماضيه .. هنا ينتابك شعور بالتقزز والغثيان العاطفي . تشعر بالانكماش وتصغر في نفسك وتحسب انك كم كنت مغفلا .. حين يستغلك شخص لمطامحه الشخصية وتصبح جسرا لعبوره ليس الا .. فلا يكلف نفسه حتى بالاعتذار حين تواجهه وتكشف حقيقته .. فهو حالما ينسى خيبته الاولى ينساك وكأنك لم تكن .. هذه تسمى خيبة امل .. خيبة أمل عندما تضحي بكل طموحاتك من أجل رفع شأن شخص غالٍ، لتجده لا طموح عنده ولا قلب. تشبه نفسك كعود كبريت حالما اشتعل ينطفيء بسرعة .. خيبة أمل عندما تقطف وردة أنعشت روحك عطرها لزمن طويل لتجدها ذابلة ومن غير عبير. .. خيبة امل حين تجلس على كرسي الملوك وانت في نظرهم عبد مملوك .. خيبة امل حين تحسبه كل شيء في حياتك وبعد ذلك يشعرك انت لاشيء في حياته .. الخيبة عبارة عن مرارة تتذوقها روحك على دفعات ..خيبة أمل عندما ترمي بك الأيام لتستفيق على واقع مرير يتخطى حاجز توقعاتك ولم يكن يوماً بالحسبان .. كتبت عنها الكثير وقالت استمر بكتاباتك الجميلة لترضي الآنا وتشعر انها محبوبة .. هكذا مجرد شعور ليرتقي بها الانا الى مصاف الملكات .. ولكن مع اول شرارة نقد موجه اليها تصف كل كتاباتك بالعار فقد اشبعتها مدحا وانتفخت الانا حتى هي لم تعد قادرة على تحمل نفسها .. الغرور العاطفي حين ترفع من شأن انسان فوق مكانته الحقيقية .فلايعد يرى من وضعهم تحته .. حتى هي لم ترى حجمها الحقيقي والوزن الزائد الفائق الحمولة ..
ما أصعب خيبة الأمل حين تنثر قمح محبتك في أرض تعتقدها صالحة وتتفاجأ بأنّها قاحلة كصحراء، وحين تمد إلى الآخرين يديك ملؤهما الورد والشوق والقبلات فتتلقى بالمقابل صد ورد وجفاء .. فالخيبة تأتي دائما من اشخاص قدمنا لهم كل شيء . وبالمقابل ترجع يداك فارغتين حتى من كلمة وداع او خاتمة تشفي جرحا ..
علمتني التجارب ان لاتضع كل اشياؤك في سلة واحدة .. فربما تحتاج اليها في يوم قائظ بالمشاعر كي تحافظ على روحك من شيء اسمه الانهزام .. الدماء التي سالت من مشاعرك سوف تعوضها ولكن لاتجرب السكين نفسها .. ياليتك لم تظهري بحياتي وتبقى ذكرى ايامك القديمة جميلة في الذاكرة .
#عماد_الطيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟