هل (حماس) منظمة ارهابية بالفعل؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 7774 - 2023 / 10 / 24 - 00:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لست ممن يدعمون أي عمل يستهدف المدنيين بشكل مباشر بأي شكل من الأشكال ، فهذه هي قناعتي الحقيقية والجادة، قناعتي أنه إذا كان (العمل) عملًا يدخل - من حيث الأساس - ضمن أعمال الكفاح الوطني (السياسي والمسلح) المشروع لتحرير الأرض من الاحتلال ثم وقعت أثناء هذا العمل المشروع (تجاوزات) ضد المدنيين، فنحن ندين هذه (التجاوزات) التي تدخل بالفعل ضمن مفهوم (الارهاب) بالرغم من اقرارنا بمشروعية الكفاح من أجل تحرير الأرض من حيث المبدأ، بعكس المجموعات الارهابية - كالقاعدة والدواعش وانصار الشريعة وبوكا حرام وغيرها -والتي يدخل استهداف المدنيين واستخدامهم كأهداف في حد ذاتهم لتحقيق مكاسب سياسية أو حتى كأعمال انتقامية ضد الدول الغربية والعربية (!!) في منهجهم العقدي والسياسي والحركي والقتالي من حيث المبدأ، فهذه جماعات ومنظمات ارهابية في حد ذاتها وبطبيعة تكوينها ولا شك لدي في ذلك ، ولكنني - حتى اللحظة - لا أعتقد أن ((حماس)) كتلك الجماعات، أي المنظمات التي تنطبق عليها مقومات الجماعة والمنظمة الارهابية تمام الانطباق كالقاعدة وأخواتها وكالجيش الجمهوري الايرلندي في حقبة ممارسته الارهاب داخل بريطانيا!، وحتى يثبت لي العكس فإن هذا سيكون هو ((موقفي الفكري)) كصاحب رأي وكباحث عن الحق والحقيقة، وأما كون أن بعض الحكومات والدول العربية (السعودية والامارات مثلًا) والغربية (أمريكا وبريطانيا مثلًا) صنفت حماس - مؤخرًا - كجماعة ارهابية فهذا لا يعني بالضرورة أن هذا التصنيف صحيحًا ومنصفًا وموضوعيًا 100% في حد ذاته، فالدول والحكومات مثل الافراد يمكن أن تقع في أخطاء في أحكامها وتصرفاتها بسبب الهوى السياسي، بل قد يكون هذا التصنيف تم بدواعي وضغوطات ومصالح سياسية من حلفاء هذه الدول!، لكن لو ثبت لي أن (الارهاب) هو جزء أصيل من منهج حماس الحركي والسياسي والقتالي فلن أتأخر عن أدانتها بالارهاب والتبرؤ منها بصوت مسموع عال كما فعلت مع الدواعش والقاعدة وانصار الشريعة وبوكا حرام! فهي منظمات اتفقت كل دول العالم وكل عقلاء العالم - بما فيهم معظم المسلمين - أنها جماعات (ارهابية) بخلاف (حركة حماس) فمعظم دول العالم لا تقر بأنها ارهابية!! مما يعني أن المسالة مسالة (خلافية) ليست واضحة وأن الهوى السياسي ولعبة المصالح والانحياز السياسي يلعب دور أساسيًا في تصنيفها كإرهابية وليس العقل والعدل والموضوعية الصارمة بعيدًا عن لعبة ازدواجية المعايير التي تتكيف مع أهواء السياسيين حسب الظروف والاهواء والمصالح!
******
(*) سأوضح موقفي التفصيلي من حماس كحركة ومن رؤيتي للقضية الفلسطينية والحل السياسي الواقعي والمقبول في مقالات قادمة

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين