أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - السر الذي جعل (إيميلي ديكنسون) عارفة :















المزيد.....

السر الذي جعل (إيميلي ديكنسون) عارفة :


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7772 - 2023 / 10 / 22 - 18:15
المحور: الادب والفن
    


معروفة و معترف بها في عالم اليوم بأنّ (إميلي ديكنسون) واحدة من أبرز و أعظم الشاعرات الأمريكيات الأساسيات في الأدب الغربيّ, حيث تميّزت بكونها ليست فقط أديبة و شاعرة غزيرة الإنتاج مع المعنى؛ بل تعدّتْ ذلك لتكون من أبرز العارفات خلال القرن الماضي(العشرين) و نهاية القرن التاسع عشر, لكن لم يبرز إسمها و منزلتها كما الكثير من العظماء و الفلاسفة أثناء حياتها إلا فيما بعد، حيث لم يتمّ خلال حياتها نشر حتى إنتاجها العرفاني - الفلسفي إلا نادرا ما , حيث لم يتمّ نشر سوى 12 قصيدة من أصل 1800 قصيدة و قطعة أدبيّة نادرة تعدّ بمستوى أدب و فلسفة العرفاء و الفلاسفة الكبار كجامي و المولوي و أبي نؤآس و رابعة العدوية و رابعة الدمشقية و غيرهم.

من بين تلك المجموعة الكبيرة التي تمّ الكشف عنها بعد مرّ السنين ، تبرز عظمة الرسائل التي أرسلتها إلى صديقتها (سوزان جيلبرت).
التي كانت شقيقة أخت (إميلي ديكنسون) الصغرى (لافينيا نوركروس) و التي اكتشفت أعمال تلك الشاعرة العارفة بعد وفاتها، و أصبحت أوّل مترجمة و ناشرة لشعرها.

لعبت (لافينيا) دوراً حيويًا في حياة إميلي، فقد كانت لها صديقة و حامية أيضاً حتى آخر يوم في حياتها؛ لم تكن الكاتبة (إيميلي ديكنسن) تُحبّذ مشاركة نصوصها مع العالم و ظلّت رهن حياتها الخاصة في سرّية تامّة مع عالمها الخفي، لكن معظم أعمالها تُشير لحب عميق يرتقي درجة آلعشق الكوني بقوته, أو ربما لشخص ما لم تكشف عنه أبداً - هذه الإشكالية تصاحب عادة حياة بعض العرفاء حين يتداخل أو يتمّ خلط الحبّ الإلهي الحقيقي مع الحبّ المجازي البشري - و لا فرق فيما لو كان ذلك العارف رجلاً أو امرأة .. حيث لم تذكر (إيميلي ديكنسن) إسمها / إسمه، لكنها أشارت فقط في قطعة أدبية بقولها : [... مع ذلك الحُبّ لا يُمكن أن أتزوج], و لعله صفة كل العارفات/العرفاء الحقيقيّين عندما لا يتزوجون .

من جانب آخر .. أصبحت صديقتها سوزان التي كانت شريكة الدراسة السابقة لإميلي في أكاديمية (أمهيرست) من القريبات جداً للشاعرة العارفة ، و هذا دليل على أن تلك المراسلات التي حافظت عليها سوزان كثيراً و نشرتها فيما بعد .

لكنها لم تُعلن أو تشير لذلك الحبّ صراحة ككل العرفاء و الفلاسفة الذين يخفون إسرارهم و قد لا يبدونها لأحد حتى بعد الموت، لكنها مع ذلك شاركت إحدى تلك الرسائل العديدة فقط و التي كتبتها تلك ألعارفة الأديبة الأمريكية (ديكنسون) و كانت مرسلة إلى صديقتها العزيزة (سوزي), و ممّا جاء بمضمونها :
[سوزي عزيزتي ؛ هذا اليوم و بينما هم يُنظفون المنزل، قمتُ برسم تخطيطي سريع لغرفتي التي سأقضي فيها مع المودة و معك ساعاتي الثمينة من عمري، فهي أغلى من كلّ الساعات التي تُميّز أيّامي وكأني في رحلة إستجمام ممّتعة، و اليوم و بينما أكتب لك؛ هي عندي تعادل ذلك الوصف ياعزيزتي؛ و سأغيّر و أنظم كل شيء لأجل ذلك، و بمجرد الأنتهاء؛ سأتنفس مرّة أخرى لأجل ذلك لأنها تمثل حياتي الحقيقية, و لا أستطيع أن أصدق يا عزيزتي سوزي .. أنني عشت دونك كغريب لعام كامل تقريباً .. لكن أحيانًا يبدو الوقت ضيّقاً و قصيرًا، و ذاكرتي معك تحسّ آلدّفئ و أحسّ كما لو أنيّ كنت قد فارقتك للتو أو بآلأمس فقط، و في أوقات أخرى يصبح الوقت أضيق و أقصر و كأني سافرت سنوات وسنوات في طريقي الصامت,. لكن الوقت يختلف بمجرد أن أكون معك, لأني أضعك بين ذراعيّ و ألدموع التي تُهمر ستغفر لنا يا سوزي و لا أدري لماذا - و لكن هناك شيء باسمك يا سوزي يملأ قلبي تماماً ، الآن أنت تأخذين مني الزمن مع متاهات عينيّ أيضاً؛ لكن ذكر ذلك لا يعني إزعاجي, لا .. لكنني أفكر سعيداً في كل (بقعة مشمسة) جلسنا فيها معاً و أخشى عدم تكرارها ؛ لذا أعتقد أن الذكريات تجعلني أبكي .
كان (ماتي) هنا أمس عندّ الظهيرة .. لقد جلسنا على الحجر عند الباب الأمامي ، و تحدّثنا عن الحياة و الحب و الذكريات ، و همسنا بافتراضاتنا كآلأطفال؛ حول تلك الأشياء السعيدة - ثم ذهبت(ماتي) بعد تلك الظهيرة، لكني أكملت المسير معها(ماتي) بخيالي نحو المنزل بظل ضوء القمر تحت السماء الصامت ، و كنت كأني ساه في عداد المفقودين ! كل هذا و أنتِ لم تأتي يا عزيزي ، و لكن القليل من هوى و نسمات الجّنة مرتّ خجولة، أو هكذا بدا لنا ، و نحن نسير من جانب إلى آخر و نتساءل عما إذا كانت هذه البركة العظيمة التي قد تكون لنا يا عزيزتي سوزي ستمنح الآن لأيّ شخص. تلك النفابات التي يعيش فيها شخصان، هذا التبني اللطيف و الغريب يُمكّننا من آلنظر للمدى آلأوسع ، و ما زلنا لا نعترف .. كيف يُمكن أن تملأ قلوبنا ، و تجعلهم يضربون بعنف ، و كيف سيستغرقنا يوماً ما ، و يجعلنا له ، ولن نكون بعيدين عنه ، لكننا سنبقى ساكنين كما نحن لكن سنكون سعداء].
خلاصة الموضوع ؛ أو الرسالة التي نريد إيصالها للقارئ الباحث و المفكر و الفيلسوف من خلال سيرة العارفة (إيميلي ديكنسن) هي:
قوة الخيال و الوجدان اليقظ هي التي تُحقق للأنسان المعالي و السعادة في الدارين, فحافظوا عليها لأنها تمثل صوت الله في ضمائكم.
ألعارف الحكيم عزيز الخزرجي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*نبذة عن الشاعرة الأمريكية إيميلي ديكنسون :
ألاسم الحقيق لها هو إيملي إليزابيث ديكنسون, ولدت الشاعرة إيميلي ديكنسون في الولايات المتحدة الأمريكية ، يوم العاشر من ديسمبر لعام 1830م و توفقت إثر الفشل الكليوي في 15/3/1866 عن عمر يناهز الـ 55 عاماً . و الجدير بالذكر فأن عائلة الشاعرة الأمريكية إيميلي ديكنسون ، تعدّ من بين العائلات المؤثرة جداً في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد عمل جدها لأبيها على تأسيس كلية أمهيرست ، و التي عمل بها والدها فيما بعد, و قد تلقت إيميلي ديكنسون التعليم في الأكاديمية الخاصة ، بجدها لمدة سبع سنوات متتالية لمدة عام واحد انضمت إيميلي ديكنسون إلى مدرسة ماونت هوليووك ، و قد أرجع الكثير على ان السبب وراء تركها المدرسة هو حالتها العاطفية و الصحية، و بناء عليها فقد قرّر والدها من الخروج من تلك المدرسة.
لم تلحق إيميلي ديكنسون ، خلال فترة حياتها بأيّ كنيسة, لأنها نادراً ما كانت تخرج من البيت .. ذلك البيت الذي أصبح بعد وفاتها متحفاً لا زال قائمأً ليومنا هذا .
من أبرز كتبها : "جدول القلب"، و "قد متّ من أجل الجمال" و "القلب الأبيض".
ملاحظة : أعتذر من ضعف الترجمة لأنني ترجمت لعارفةٍ عظيمة لا يعرف قدرها حتى الآن إلّا القليل النادر في هذا العالم المتجهة نحو الظلام و الجهل و الحسد و الخبث و النفاق و الفساد بكل ألوانه بسبب الحكومات الجاهلية التي تحكم بلاد الأرض, و ليس من السهل ترجمة فكر قامة سامقة و و عارفة مبدعة كإيميلي ديكنسن !؟
محبتي و دعائي لجميع العرفاء و الفلاسفة خصوصا المُمهّدين لإصدار البيان الكوني لعام 2024م و هم يتحملون صنوف الأذى و الغربة من الحكومات و الأحزاب و السياسيين الظالمين الذين همهم الوحيد هو سرقة الأموال و خزنها و كأنهم يعيشون أبد الدهر.



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألحدّ الفاصل بين آلحبّ و العشق ؟
- معاناة المتقاعدين ألعراقيين :
- لا حياء في العراق :
- السّر الذي جعل (إميلي ديكنسون) عارفة ؟
- كلمات مكرّرة .. لكنها مدمّرة :
- ليس سهلاً أن تكون فيلسوفاً و عارفاً؟
- هل نتغيير بعد تقدم العمر؟
- المطلوب في اليوم العالمي للعصابيين؟
- اليوم العالمي للعصابيين
- هل الجّمال كاشف لسرّ الوجود؟
- -ما هو سرّ الوجود-؟
- ما هو سر الوجود؟
- متى يتحقق العقل الكونيّ؟
- لا مكان للفلاسفة في أنظمة العالم!؟
- ألأربعون سؤآل :
- هذا العراق بإختصار :
- ألبُنية الفكرية المفقودة :
- أيّهما الأظلم على الحقّ : الأمويون أم العباسيون؟
- حزب الله يقتفي مسير حزب الدعوة
- صدّام يُشرّف ألمُتحاصصين :


المزيد.....




- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...
- أخلاقيات ثقافية وآفاق زمنية.. تباين تصورات الغد بين معمار ال ...
- المدارس العتيقة في المغرب.. منارات علمية تنهل من عبق التاريخ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - السر الذي جعل (إيميلي ديكنسون) عارفة :