أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - السّر الذي جعل (إميلي ديكنسون) عارفة ؟















المزيد.....

السّر الذي جعل (إميلي ديكنسون) عارفة ؟


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7770 - 2023 / 10 / 20 - 00:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


معترف بها في العالم كواحدة من أبرز و أعظم و أعمق الشاعرات الأمريكيات الأساسيات (اميلي ديكنسون), حيث تميّزت بكونها ليست فقط أديبة و شاعرة غزيرة الإنتاج بل تعدّت ذلك لتكون من أبرز العارفات خلال القرن الماضي, لكنها لم يبرز إسمها و منزلتها كما الكثير من العظماء و الفلاسفة إلا مع نهاية القرن الماضي و بداية هذا القرن، حيث لم يتم خلال حياتها نشر حتى إنتاجها العرفاني - الفلسفي إلا نادرا ما , حيث لم يتم نشر سوى 12 قصيدة من أصل 1800 قصيدة و قطع أدبيّة تعد بمستوى العرفاء و الفلاسفة الكبار كجامي و المولوي و أبي نؤآس و رابعة العدوية و رابعة الدمشقية و غيرهم.

من بين تلك المجموعة الكبيرة التي تمّ الكشف عنها بعد مرّ السنين ، تبرز الرسائل التي أرسلتها إلى أختها (سوزان جيلبرت) بتواتر كبير .

كانت شقيقة (إميلي ديكنسون) الصغرى (لافينيا نوركروس) هي التي اكتشفت أعمال تلك الشاعرة العارفة, بعد وفاتها، حيث أصبحت أوّل مترجمة و ناشرة لشعرها.

لعبت (لافينيا) دورًا حيويًا في حياة إميلي ، فقد كانت صديقة و حامية لها حتى آخر يوم في حياتها ؛ لم تكن الكاتبة تُحبّذ مشاركة نصوصها مع العالم و ظلّت رهن حياتها الخاصة في سرّية و حماية تامّة ، لكن معظم أعمالها تُشير لحب عميق يرتقي درجة آلعشق بقوته لشخص ما لم تكشف عنه أبداً و حتى فيما لو كان ذلك المحبوب رجلاً أو امرأة .. حيث لم تذكر إسمها / إسمه، لكنها قالت فقط ؛ [مع ذلك الحبّ لا يمكن أن أتزوج].

من جانب آخر .. أصبحت سوزان شريكة الدراسة السابقة لإميلي في أكاديمية (أمهيرست) ، صديقة و شريكة للشاعرة العارفة ، و هو دليل على هذه المراسلات التي حافظت عليها كثيرًا مع مَنْ أصبحت فيما بعد شقيقة زوجها.

كانت العلاقة بين إميلي و سوزان قوية للغاية على الأقل تمّ توجيه ما يقرب من 300 قصيدة حُبّ من (ديكنسون) إلى (جيلبرت) و قد تبادلا هذا الحُب بالمثل.

لكنها لم تُعلن أو تشير لذلك الحبّ صراحة ككل العرفاء و الفلاسفة الذين يسترون إسرارهم و قد لا يبدونها لأحد حتى بعد الموت، لكنها مع ذلك شاركت فقط إحدى تلك الرسائل العديدة التي كتبتها ألعارفة الأديبة الأمريكية (ديكنسون) إلى صديقتها العزيزة (سوزي), و ممّا جاء في مضمونها :

[سوزي عزيزتي ؛ إنهم يُنظفون المنزل اليوم، و قمتُ برسم تخطيطي سريع لغرفتي التي سأقضي مع المودة و معك فيها ساعتي الثمينة هذه، كأغلى من كلّ الساعات التي تُميّز الأيام في رحلة إستجمام ممتعة، و اليوم عندي هو ذلك ياعزيزتي؛ و سأغيّر كل شيء لأجله، و بمجرد الأنتهاء من ذلك؛ سأتنفس مرّة أخرى لأجله أيضاً.

لا أستطيع أن أصدق يا عزيزتي سوزي .. أنني عشت دونك كغريب لعام كامل تقريبا ً! لكن أحيانًا يبدو الوقت ضيّقاً و قصيرًا، و ذاكرتي تحسّ آلدّفئ معك و أحسّ كما لو أنيّ كنت قد فارقتك للتو أو بآلأمس فقط، و في أوقات أخرى يتمثل الوقت أضيق و أقصر و لو سافرت السنوات والسنوات في طريقها الصامت ، فإنّ الوقت قد يبدو أقل طولًا. و الآن بمجرد أن أكون معك ، سأضعك بين ذراعيّ. سوف تغفرنا آلدّموع ، يا سوزي ، و عندها يأتون سعداء لدرجة أنه ليس في قلبي التوبيخ عليهم و إرسالهم إلى المنزل.

لا أدري لماذا - و لكن هناك شيء باسمك يا سوزي يملأ قلبي تماماً ، الآن أنت تأخذين مني الزمن مع متاهات عينيّ أيضًا؛ لكن ذكر ذلك لا يعني يزعجني ، لا .. لكنني أفكر في كل "بقعة مشمسة" جلسنا فيها معاً ، خشية عدم وجود المزيد ؛ أعتقد أن الذكريات تجعلني أبكي.

كان (ماتي) هنا أمس عندّ الظهيرة .. لقد جلسنا على الحجر عند الباب الأمامي ، و تحدّثنا عن الحياة و الحب ، و همسنا بافتراضاتنا الطفولية حول تلك الأشياء السعيدة - ثم ذهبت بعد تلك الظهيرة، و سِرتُ إلى المنزل مع (ماتي) تحت القمر و السماء الصامت ، و كنت كأني ساه في عداد المفقودين!

كل هذا و أنتِ لم تأت يا عزيزي ، و لكن القليل من هوى الجّنة مرّ خجولاً، أو هكذا بدا لنا ، و نحن نسير من جانب إلى آخر و نتساءل عما إذا كانت هذه البركة العظيمة التي قد تكون لنا يا عزيزتي سوزي ستمنح الآن لأيّ شخص. تلك النفابات التي يعيش فيها شخصان، هذا التبني اللطيف و الغريب حيث يمكننا أن ننظر ، و ما زلنا لا نعترف .. كيف يمكن أن تملأ قلوبنا ، و تجعلهم يضربون بعنف ، و كيف سيستغرقنا يومًا ما ، وسوف يجعلنا له ، ولن نكون بعيدين عنه ، لكننا سنبقى ساكنين وسنكون سعداء!].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نبذة عن الشاعرة الأمريكية إيميلي ديكنسون
1- الاسم الحقيق لها هو إيملي إليزابيث ديكنسون.
2- ولدت الشاعرة إيميلي ديكنسون في الولايات المتحدة الأمريكية ، يوم العاشر من ديسمبر لعام 1830م و توفقت إثر الفشل الكليوي في 15/3/1866 عن عمر يناهز الـ 55 عاماً .
3- و الجدير بالذكر فأن عائلة الشاعر الأمريكية إيميلي ديكنسون ، تعد من بين العائلات المؤثرة جدا في الولايات المتحدة الأمريكية ، فقد عمل جدها لأبيها على تأسيس كلية أمهيرست ، و التي عمل بها والدها فيما بعد .
4- و قد تلقت إيميلي ديكنسون التعليم في الأكاديمية الخاصة ، بجدها لمدة سبع سنوات متتالية .
5- لمدة عام واحد انضمت إيميلي ديكنسون إلى مدرسة ماونت هوليووك ، و قد أرجع الكثير على ان السبب وراء تركها المدرسة هو حالتها العاطفية و الصحية، و بناء عليها فقد قرّر والدها من الخروج من تلك المدرسة .
6- لم تلحق إيميلي ديكنسون ، خلال فترة حياتها بأيّ كنيسة, لأنها نادراً ما كانت تخرج من البيت .. ذلك البيت الذي أصبح بعد وفاتها متحفاً لا زال قائمأً ليومنا هذا .

ملاحظة : أعتذر من ضعف الترجمة لأنني ترجمت لعارفةٍ عظيمة لا يعرف قدرها حتى الآن إلّا القليل النادر في هذا العالم المتجهة نحو الظلام و الجهل و الحسد و الخبث و النفاق بسبب الحكومات الجاهلية التي تحكم بلاد الأرض ..
من أبرز كتبها هي :
"جدول القلب"، و "قد مت من أجل الجمال" و "القلب الأبيض"
محبتي لجميع العشاق و الفلاسفة.
خصوصا الذين يمهّدون لإصدار البيان الكوني لعام 2024م .

ألعارف الحكيم عزيز الخزرجي



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات مكرّرة .. لكنها مدمّرة :
- ليس سهلاً أن تكون فيلسوفاً و عارفاً؟
- هل نتغيير بعد تقدم العمر؟
- المطلوب في اليوم العالمي للعصابيين؟
- اليوم العالمي للعصابيين
- هل الجّمال كاشف لسرّ الوجود؟
- -ما هو سرّ الوجود-؟
- ما هو سر الوجود؟
- متى يتحقق العقل الكونيّ؟
- لا مكان للفلاسفة في أنظمة العالم!؟
- ألأربعون سؤآل :
- هذا العراق بإختصار :
- ألبُنية الفكرية المفقودة :
- أيّهما الأظلم على الحقّ : الأمويون أم العباسيون؟
- حزب الله يقتفي مسير حزب الدعوة
- صدّام يُشرّف ألمُتحاصصين :
- قصة و عبرة لها دلالات مع المصاديق :
- فلسفة الحرية(الأختيار) - القسم الثاني
- فلسفة الحرية (ألإختيار)
- سرقات مخزية للمتحاصصين


المزيد.....




- بـ4 دقائق.. استمتع بجولة سريعة ومثيرة على سفوح جبال القوقاز ...
- الإمارات.. تأجيل قضية -تنظيم العدالة والكرامة الإرهابي- إلى ...
- لحظة سقوط حافلة ركاب في نهر النيفا بسان بطرسبوغ
- علماء الفلك الروس يسجلون أعنف انفجار شمسي في 25 عاما ويحذرون ...
- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- حصانٌ محاصر على سطح منزل في البرازيل بسبب الفيضانات المميتة ...
- -لا أعرف إذا كنا قد انتشلنا جثثهم أم لا -
- بعد الأمر الحكومي بإغلاق مكاتب القناة في إسرائيل.. الجزيرة: ...
- مقاتلات فرنسية ترسم العلم الروسي في سماء مرسيليا.. خطأ أم خد ...
- كيم جونغ أون يحضر جنازة رئيس الدعاية الكورية الشمالية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - السّر الذي جعل (إميلي ديكنسون) عارفة ؟