أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - إسرائيل واستعادة الردع














المزيد.....

إسرائيل واستعادة الردع


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 7772 - 2023 / 10 / 22 - 14:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعيداً عن الدعاية، تشكل مقولة ردع العرب أفراداً ومجتمعين جوهر السياسة الإسرائيلية من الناحية الاستراتيجية. قوة إسرائيل تستند بشكل لا مهرب منه إلى قدرتها على ردع العرب. ومنذ أيام بن غوريون في الخمسينيات كانت الفكرة أن الدول العربية وخصوصا مصر سوف تهرع إلى السلام والقبول بإسرائيل عندما "تقنتع" بأن إسرائيل قوية بما يكفي، وأن أحداً لا يمكنه أن ينتصر عليها أو حتى يهددها.
انطلاقاً مما سبق تؤمن العقلية الإسرائيلية أن أية بوادر للضعف تعني نهاية المشروع الصهيوني في السيطرة على المنطقة بوصف إسرائيل كما لاحظنا بوضوح كاف في الأيام القليلة الماضية رأس حربة في النظام الاستعماري العالمي، وأداة من أدواته الضرورية في تحقيق الهيمنة في هذه المنطقة الحيوية في المستوى الكوني. لقد دخلت إسرائيل فعلياً منذ أكثر من عشر سنين في أجواء الهيمنة على المنطقة أحياناً بطلب صريح من دولها العربية التي تمنعت أكثر من نصف قرن عن القدوم إلى بيت الطاعة الإسرائيلية حتى بعد أن انفصلت مصر عن الجسم العربي المقاطع لإسرائيل في العام 1979. وهكذا ركضت البحرين والإمارات والسودان علناً باتجاه التطبيع مع إسرائيل وطلبت معونتها وربما حمايتها في وجه التهديدات الخارجية والداخلية على السواء. وفي الوقت نفسه كانت مصر والسلطة الفلسطينية والأردن والمغرب قد انتهت من حالة العداء مع الدولة العربية بأي شكل من الأشكال. أما السعودية فقد كانت تسابق الخطى لخطب ود الكيان عندما فاجأتها عملية المقاومة الغزية في السابع من الشهر الجاري. بالطبع يصعب على أي عاقل أن يفترض أن الدولة التابعة لقناة الجزيرة تكن أي عداء لإسرائيل باستناء الجعجعة الإعلامية التي تقوم بها القناة ذاتها. أما من ناحية الممارسة السياسية الفعلية فيستطيع أي مراقب أن يبصر بالعين المجردة الهوة الواسعة التي تفصل بين المواقف الفعلية المعادية لسورية وكيفية ترجمتها على الأرض دعماً عسكرياً وسياسياً يصل إلى مئات المليارات مع لغة واضحة حادة لا تشوبها شائبة في الدعوة إلى إسقاط نظام الأسد الدكتاتوري، في مقابل النعومة المذهلة تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة بما يشي للسامع بأن الموقف فعلياً منحاز لإسرائيل ضد غزة.
فجأة انهارت اللحظة الجميلة: هذه الإسرائيل التي تخيف الناس جميعاً، ويظن الخائفون أنفسهم أنها مؤهلة لحمايتهم من خطر إيران وتململ شعوبهم على السواء، تتلقى ضربة هائلة على يد قوة "القسام" الصغيرة نسبياً. تدخل عناصر القسام إلى المستوطنات المحيطة بغزة دون مقاومة تذكر. تسيطر لساعات طويلة وتأسر جنوداً إسرائيليين. بل إن هناك أخبار متداولة عن قيام مدنيين من غزة بأسر إسرائيليين بالعشرات.
يا للهول!
أين ذهبت قوة الردع الإسرائيلية وأسطورة التفوق التي تضمن لإسرائيل إذعان الجيران وولائهم وربما حبهم مقارنة بكراهية إيران وأذرعتها المقيتة وعلى رأسها المقاومتان اللبنانية والفلسطينية؟ وهل يمكن أن يمر ما حدث دون قصف غزة بالقنابل النووية لكي تعود المياه إلى مجاريها وتستعيد إسرائيل دورها بوصفها المندوب الاستعماري السامي في المنطقة المهمة نفطياً واقتصادياً واستراتيجياً؟
حضر من حضر من زعماء الغرب الاستعماري المتوحش للدفاع عن قاعدتهم المتقدمة. وأعطيت إسرائيل الضوء الأخضر للقيام بما هو ضروري لكي تستعيد صورة الردع. وكما حصل في العام 2008 أثناء عملية الرصاص المصبوب التي جاءت بعد فشل إسرائيل في تموز لبنان، يتم قتل المدنيين بلا رحمة ولا شفقة مع غياب قدرة السمع والإبصار الغربية على نحو تام. لكن ما حصل في السابع من تشرين أول كان أصعب من الخسارة في مواجهة المقاومة اللبنانية، ولذلك تقوم إسرائيل الآن بتذكيرنا بما فعله هتلر مع مقاومة وارسو عندما مسح المدينة من الوجود. ولا بد أن القيادة الاستعماية في إسرائيل وغرب أوروبا وشمال أمريكا محتارة في السبل الكافية لمحو آثار الكارثة التي حلت بأسطورة الردع الإسرائيلية، وربما يدفع ذلك باتجاه الاتفاق على اجتياح قطاع غزة برياً بغرض القضاء على القسام والقوى المقاومة الأخرى على أساس أن ذلك هو الطريقة الوحيدة لمحو صورة ما حصل في غزة من إذلال للقوة الإسرائيلية المهولة.
لكن هؤلاء ليسوا مطمئنين تماماً إلى هذه الفكرة، ولذلك نجدهم مترددين في الوصول إلى الحرب البرية. ماذا سيحدث إن تكبد "جيش الدفاع" خسائر فادحة تهز صورته المهزوزة بمقدار أكبر وأشد وقعاً؟ وماذ إذا دخلت المقاومة اللبنانية المواجهة وأوقعت خسائر نوعية أكبر وأوسع مما حصل في عملية القسام الجريئة؟ إن صورة إسرائيل ستنهار تماماً، وستخرج من هذه المواجهة مقلمة الأظفار ولأنياب بدرجة ستعيدها دويلة صغيرة "قادرة" على التنازل والانكفاء والاعتراف بحقوق الفلسطينيين والتنازل عن حلم الدولة المهيمنة في هذا الإقليم المركزي بالنسبة للاعبين الدوليين الكبار. إذن نظن أن المقاومة الفلسطينية واللبنانية يمكن أن تنجح في ردع إسرائيل الجريحة الهائجة عن مواصلة الطريق الجنوني والاتجاه نحو تقليص الخسائر السياسية بدلاً من توسيعها، وفي ظننا أن هذا هو ما سيوقف ماكينة القتل الأمريكية/الإسرائيلية عن العمل وليس أية دماء فلسطينية أو لبنانية مهما كان مقدار البطش والتوحش، فالرجل الأبيض في إسرائيل وأوروبا على السواء لم يكن يوماً ليكترث لأية دماء للفلسطينيين أو العرب أو أي بشر ممن ينتمون إلى العالم الفقير والمنهوب



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة استشهاد غزة التي لا تنتهي
- المقاومة الغزية صناعة الأمل
- الرجل العربي وجنس الفيس بوك
- أثمان مفرقعات التوجيهي تذهب إلى جنين
- معركة التوجيهي الكبرى
- دور حفلات التخرج في تدمير العقل والذائقة
- إضراب الوكالة وسمات الإضراب الناجح
- التشكل التاريخي للبيض والأغيار
- مواجهة التطهير ولحظة الحقيقة
- زمن سموترتش/بن غفير
- جنين تتصدى لمشروعي الدولة والتنمية
- الاستراتيجية الأمريكية: النهب والحرب المتصلة لإخضاع العالم
- مدير المدرسة بين الحكومة والوكالة: وجهة نظر غير تربوية
- محمد أبومنشار والسلطان إردوغان في رعاية أنكل سام وماما راحيل
- كرة القدم أخطر أفيونات الشعوب المعاصرة
- الحذر من فوز اليسار في البرازيل
- اليسار والتماهي مع خطاب البنك الدولي
- النخب المالية/السياسية في فلسطين والوطن العربي
- روسيا في ورطة
- النهوض بالمعلم شرط ضروري للنهوض بالتعليم


المزيد.....




- أين يمكنك تناول -أفضل نقانق- في العالم؟
- ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع ...
- بلينكن: إدارة بايدن رصدت أدلة على محاولة الصين -التأثير والت ...
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمارات ...
- أطفال غزة.. محاولة للهروب من بؤس الخيام
- الكرملين يكشف عن السبب الحقيقي وراء انسحاب كييف من مفاوضات إ ...
- مشاهد مرعبة من الولايات المتحدة.. أكثر من 70 عاصفة تضرب عدة ...
- روسيا والإمارات.. البحث عن علاج للتوحد
- -نيويورك تايمز-: واشنطن ضغطت على كييف لزيادة التجنيد والتعبئ ...
- الألعاب الأولمبية باريس 2024: الشعلة تبحر نحو فرنسا على متن ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - إسرائيل واستعادة الردع