أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - جنين تتصدى لمشروعي الدولة والتنمية














المزيد.....

جنين تتصدى لمشروعي الدولة والتنمية


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 7503 - 2023 / 1 / 26 - 16:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


شهداء بالعشرات في عدوان صهيوني في وضح النهار على المخيم ومقاومته. ماذا تريد إسرائيل وماذا تريد المقاومة؟ وماذا تريد السلطة الفلسطينية وماذا تريد سلطة غزة، وماذا تريد المنظمات الأهلية وماذا يريد "اليسار"؟ أسئلة أساسية لرسم خريطة السياسية الفلسطينية في زمن الانكشاف التام لوجه المشروع الصهيوني بفضل بن غفير وسموترش والمايسترو القدير بنيامين نتانياهو.
بداية يجب أن نقول بدون تمويه أن المقاومة في الضفة تقبض على الجمر بالمعنى الحرفي للكلمة، وأنها تواجه وحيدة مشروع التصفية النهائية لما تبقى من فلسطين. وفي هذا السياق تنضم دويلة غزة لأسباب سياسية واقتصادية واضحة إلى منظومة الشجب والفرجة العربية. تثبت دويلة غزة نظرية الواقعية السياسية الأمريكية التي تنص على أن أي كيان يشبه الدولة يتصرف في ضوء مصالح الحفاظ على تلك الدولة بأي ثمن. لذلك يبدو وكأن استقرار "دولة" غزة بدأ يكتسب أهمية فعلية لدى القيادة هناك إلى درجة تجنب التورط في أية معارك قد تؤثر سلبياً على نمو الدولة ورفاهها واستقرارها. وإذا صح ما قلناه عن دويلة غزة، فلا بد أنه ينطبق بشكل أوضح وأدق على دويلة رام الله التي تعلن منذ ثلاثين عاماً عن مشروع لا يكل ولا يمل لبناء الدولة الفلسطينية على هذا الجزء من الأرض الذي سمحت به اتفاقية أوسلو. بالطبع يتماهي في هذا الفهم "المشروع الوطني" الفلسطيني مع إنشاء هذه الدولة بأي شكل من الأشكال. هل نستدعي توماس هوبز ليخبر دولتي غزة ورام الله أن المهمة الأولى للدولة هي الدفاع عن حدودها وسيادتها وأمن مواطنيها في وجه الاعتداءات الخارجية؟ إذا فعلنا ذلك، فإننا نجازف بتقويض وجود الدولة، لأن الرجل سيزعم أن ترك جنين تواجه مصيرها، مع العلم أنها جزء من دولة الضفة، يعني أن هذه الدولة تفتقر إلى جوهر الدولة الأساس.
من ناحية أخرى ننهمك في فلسطين أكثر مما يجب في مناقشة التعليم، والصحة، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وحقوق الإنسان، والجندر،والمجتمع المدني، والحوكمة. ربما ننهمك في ذلك أكثر من اهتمامنا بمناقشة السياسة ذاتها.
توحي تلك المناقشات بأننا نعيش أوضاعاً طبيعية، وأن إنجاز المهام المتصلة بتلك الأشياء ممكن فعلاً.
حتى أنا، ناجح شاهين، على وجه التحديد أدخل هذه "اللعبة" كثيرا، وأوحي لمن يقرأ كتابتي أن التفكير العلمي وتطوير المشفى والجامعة والمصنع هي أمور على أجندة التاريخ هنا والآن في فلسطين.
بالطبع هذا ليس صحيحاً. ما هو على أجندة التاريخ فعلياً هو الاحتفاظ بما تبقى من فلسطين مقدمة لتحرير البقية الباقية، أو فقدان الأمتار القليلة المتبقية والتشرد النهائي في المنافي.
في هذا السياق لا يمكن أن تسمح لنا قوة الاحتلال ببناء أي شيء.
ألم يتم تدمير العراق الذي كان مستقلا بدرجة كبيرة لأنه حاول البناء؟ فكيف يمكن لعاقل أن يتوهم أن دولة الاحتلال الصهيوني الذكية، بكل ما لديها من خبرات سابقة، يمكن أن تسمح للشعب الذي تحتله بأن ينمو على أي نحو يرسخ بقاءه في وطنه؟
على الرغم من ذلك تبذل القوة المحتلة جهدها لكي تعيش نخبنا السياسية والمالية والثقافية في بحبوحة تهدئ من إيقاع الصراع ريثما ينتهي وجودنا في هذه البلاد.
ولا مانع لدى الاحتلال من أن يكون جزء كبير أو يسير من أبناء النخب مؤمنا حقا بالنمو والبناء في قطاعات التعليم والصحة والاقتصاد وكل ما يتصل بالحياة الطبيعية، فذلك مهم وحاسم في إشغال النخبة ومن يهتدي بهديها ويستنير بنورها عن الصراع "الحقيقي" والجوهري الوحيد، ونعني به دحر الاحتلال واستعادة الوطن.
بالطبع يظل الكلام كله سابحا في الهلام والمشاريع كلها أوهاماً فوق أوهام ما دام تراب الوطن ذاته في قبضة العدو.وهذا الذي قلناه أخيراً لا يغيب عن فطنة فصائل اليسار من قبيل الجبهة الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب والمبادرة وما لف لها. لكنها لا تمتلك على الأرجح أية قوة فعلية باستثناء الكلام ذاته الذي يتكرر منذ تدشين أوسلو.
تحتم اللوحة المبتسرة المرسومة أعلاه أن يشرع الجميع في تقييم المخاطر الفعلية التي يمثلها مشروع المقاومة المسلحة في الضفة على مشروع الدولة وتنميتها في غزة والضفة. ولا بد أن الكثير من المترددين سيكتشفون أن دول الضفة وغزة لا تمتلك من مقومات الدول شيئاً، كما أنهم سيكتشفون بجهد أكثر قليلاً أن التنمية وهم لا يجوز التغني به تحت حراب الاحتلال. وإذا توصل "الفرقاء" إلى هذه النتيجة فقد يدركون قبل فوات الأوان أن الحفاظ على جذوة المقاومة متقدة في جنين ونابلس والضفة كلها هو الأمل الوحيد للضغط على الاحتلال بغرض ردعه عن المضي في مشروعه الماضي قدماً لتصفية الوجود الفلسطيني نهائياً، لكن ذلك يتطلب تضحيات جسيمة تتصل بالنفوذ والقوة والمال والمنافع والامتيازات التي تتمتع بها النخب الاقتصادية والسياسية والثقافية وقادة المؤسسات والمنظمات الأهلية في الضفة وغزة على السواء.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستراتيجية الأمريكية: النهب والحرب المتصلة لإخضاع العالم
- مدير المدرسة بين الحكومة والوكالة: وجهة نظر غير تربوية
- محمد أبومنشار والسلطان إردوغان في رعاية أنكل سام وماما راحيل
- كرة القدم أخطر أفيونات الشعوب المعاصرة
- الحذر من فوز اليسار في البرازيل
- اليسار والتماهي مع خطاب البنك الدولي
- النخب المالية/السياسية في فلسطين والوطن العربي
- روسيا في ورطة
- النهوض بالمعلم شرط ضروري للنهوض بالتعليم
- تايوان والمواجهة الصينية/الأمريكية
- الدروس الخصوصية وأعمال الغش وآلام الفقراء
- ثقافة التبرج والتظاهر والادعاء
- جذور العنصرية البيضاء
- الاضطهاد الجنسي للذكور
- غسان كنفاني وصلاة الاستخارة في الجامعة الأردنية
- عملية أوكرانيا وحدود القوة الروسية
- في وداع كورونا
- أوكرانيا وصعود الصين
- الديمقراطية والتفاهة
- حول حقي الاستثنائي في العودة إلى زكريا


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - جنين تتصدى لمشروعي الدولة والتنمية