أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - زمن سموترتش/بن غفير















المزيد.....

زمن سموترتش/بن غفير


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 7540 - 2023 / 3 / 4 - 16:34
المحور: القضية الفلسطينية
    


زمن سموترتش/بن غفير أو مواجهة الحقيقة العارية
أمضى الشعب الفلسطيني وقيادته جل وقتهم قبل الانتخابات الأخيرة في صلوات تدعو بأن لا يوفق الله بنيامين نتانياهو وحلفائه من أقصى اليمين باعتبار أن إسرائيل فيها يمين ويمين متطرف ويمين متطرف حد الجنون. لكن ملك إسرائيل اليميني المتطرف فاز في انتخابات قادته إلى تأليف ما يعد الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل. حتى الولايات المتحدة التي لم تسمع يوماً بكلمة "يسار" أصيبت بصدمة كاملة من نتيجة الانتخابات والحكومة التي تمخضت عنها.
لا بد أن شريكي نتانياهو الأكثر جذرية منه، بن غفير وسموترتش لن يرضيا بأقل من نهج "مغامر" يستثمر زمن الحرب الأمريكية/الأطلسية "الشجاع،" ويتضمن ضم الضفة "يهودا والسامرة،" والشروع بالوسائل الناعمة وشبه الخشنة على السواء في تفريغ البلاد من النهر إلى البحر مما تبقى من السكان، وإغراء الأردن أو إجباره على استيعاب أية هجرات فلسطينية جديدة في سياق مملكة هاشمية ذات أغلبية سكانية فلسطينية ساحقة. هكذا سيكون للفلسطينيين دولة في الأردن، وإن يكن رأسها هاشمي تعود جذوره إلى مكة، كما سيكون هناك دولة فلسطينية أخرى في غزة وجزء من سيناء، وتحمل اسم الدولة الفلسطينية على نحو صريح لا التباس فيه. وسوف تتحمل الدول العربية الثرية من صديقات إسرائيل مسؤولية إسعاد الفلسطينيين بالمساعدات المالية في المملكة الهاشمية ودولة فلسطين على السواء. كما ستزول –أو تتقلص على الأقل- معضلة اللاجئين تقريباً على الفور بسبب استيعاب الجزء الأكبر منهم في الدولة الهاشمية ودولة فلسطين، ولن يظل على طاولة البحث إلا جيوب بسيطة من لاجئي لبنان الذين لن يكون هناك مشكلة كبيرة في استيعابهم في دول مثل كندا وأستراليا والعراق...الخ. في رأينا المتواضع أن "تمثيلية" حوارة تأتي في سياق تصعيد استراتيجي من الناحية الجوهرية ينسجم مع السيناريو المشار إليه.
ما العمل الذي ينبغي أن نقوم به إن كنا نرغب في تجنب هذا المصير الذي غدا شديد الوضوح بعد هذا التفويض "الشعبي" الصهيوني الحاسم ل "اليمين" لكي ينجز المهام التي تركها "بن غوريون واليسار" دون حسم في سياق حرب "الاستقلال" سنة 1948؟
دعونا نستعرض على نحو موجز الأوضاع وموازين القوى في الإقليم الفلسطيني وفي الوطن العربي ثم في الساحة الدولية. يمكن القول بدون حاجة إلى المحاجة أننا في وضع ضعيف عموماً إلى درجة مريعة:
1. في المستوى الفلسطيني: لا يزعم أحد فيما نحسب أن لديه القوة الفعلية على الأرض التي تتيح له مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية. وبالتالي فإن أي قتال "رسمي" نظامي ضد الجيش الإسرائيلي سيبوء بالفشل التام سواء أقامت به قوات "حماس" أو قوات السلطة الفلسطينية -في حال ذهبت السلطة في اتجاه "التطرف" حد تبني خيار المواجهة العكسرية مع الدولة العبرية-. بالطبع هذا يجبرنا بحكم الضرورة الواقعية على العودة إلى فكرة المقاومة الشعبية المطعمة بحرب العصابات بوصفها المخرج الوحيد من هذا المأزق "العسكري" الذي لا قبل لنا بحله. في هذا السياق ترتدي مجموعات جنين ونابلس أهمية بالغة من حيث اجتراحها لفعل نضالي شجاع ومؤثر في ظرف يضيق الخناق على المقاومة التي يبدو وكأنها تمر من خرم الإبرة بالذات.
2. في المستوى العربي نجحت إسرائيل في تحقيق اختراق واسع من الخليج إلى المحيط، وتوجته بعقد تحالف مع الكثير من الدول العربية "المهمة،" وغير المهمة، بما في ذلك الإمارات والسعودية والبحرين وعمان والمغرب وأكراد العراق والسودان، وبدرجة ما مصر والأردن. وتكاد الدولة العبرية ان تكون الزعيم المتوج لهؤلاء في نطاق صراعهم ضد الخطر الإيراني الفعلي أو الموهوم.
من الصحيح بالطبع أن هناك قوى مثل سوريا وحزب الله ما تزال تتعامل مع إسرائيل على أنها العدو الأخطر للأمة، ولكن الاستعداد الفعلي لمناوشة الدولة العبرية يكاد يقتصر على حزب الله الذي لا يمكن مهما بالغنا في قوته أن يقف بمفرده لمقارعة إسرائيل بغرض ردعها عن القيام بالمزيد من القضم لفلسطين عبر ممارسات من قبيل ضم الضفة أو ما أشبه. حزب الله معزول عربياً ويعاني من أزمات مالية، ومشاكل داخل لبنان وسوريا لا يستهان بها.
3. في المستوى الدولي: تتمتع إسرائيل بدعم مطلق من قبل الدولة المهيمنة عالمياً حتى إشعار آخر، ونعني بالطبع الولايات المتحدة. كما أنها تحظى بدعم شبه مطلق من أوروبا الغربية. بالطبع وصلت أوروبا الشرقية حالياً إلى وضع أن تكون ملحقاً صغيراً بالسياسة الأمريكية، بينما تبدو أوروبا الغربية في وضع ضعيف لا يؤهلها لفعل شيء، بالإضافة إلى أن دولها الأساسية، على أية حال، صديقة لإسرائيل، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا. هكذا يبدو من العبث أن نتخيل أن تصطف أوروبا على نحو حازم وفاعل في وجه الأطماع الإسرائيلية بما يسهم في ردعها عن تدشين الهجوم النهائي في هذه اللحظة الأمريكية/الإسرائيلية الأكثر وقاحة في اتجاهاتها الاستعماية العدوانية. غني عن القول إن الحرب الروسية/الأطلسية في أوكرانيا تزيد من الاصطفاف الذي يخدم إسرائيل حتى لو كانت قد "خسرت" شيئاً من المودة الروسية.
انطلاقاً من هذا التوصيف نميل إلى القول إن وجود حماس في غزة والسلطة في مناطق "أ" في الضفة يسهل مهمة إسرائيل بدلاً من تعقيدها. ولا بد أن عودة إسرائيل إلى احتلال غزة مباشرة سيعيدها إلى وضع يمكن فيه اصطياد جنودها، وتوفير إمكانية الاحتكاك المباشر الذي يقدم الفرصة للمقاومين للاشتباك بآلة الدولة العبرية العسكرية، وهذا فيما نزعم ينطبق على الضفة والتجمعات السكانية الكثيفة فيها بالدرجة ذاتها.
نستنتج من كل ما سبق أن أحد الحلول "العقلانية" في هذا الزمن يمكن أن يتلخص في دفع الأمور إلى حدها النهائي في غزة وفي الضفة لإرغام إسرائيل على العودة إلى تحمل أعباء الاحتلال المباشر. وفي هذه الحالة يمكن لنا الاستفادة من "أخلاقية" "قوة" النضال الشعبي الأعزل المعنوية باعتباره نضالاً مدنياً يواجه احتلالاً معتدياً مدججاً بالسلاح، دون أن نكون مضطرين إلى التخلي عن الكفاح المسلح و "نبذ الإرهاب"...الخ. وقد يقود ذلك كله إلى بناء حملة كونية ل "إنقاذ" هذا الشعب، مثلما يمكن أن يسهم في تحشيد الأمة العربية التي تم تضليلها بأساطير الدولة الفلسطينية العلمانية في رام الله، وشقيقتها الدولة الفلسطينية الإسلامية في غزة.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنين تتصدى لمشروعي الدولة والتنمية
- الاستراتيجية الأمريكية: النهب والحرب المتصلة لإخضاع العالم
- مدير المدرسة بين الحكومة والوكالة: وجهة نظر غير تربوية
- محمد أبومنشار والسلطان إردوغان في رعاية أنكل سام وماما راحيل
- كرة القدم أخطر أفيونات الشعوب المعاصرة
- الحذر من فوز اليسار في البرازيل
- اليسار والتماهي مع خطاب البنك الدولي
- النخب المالية/السياسية في فلسطين والوطن العربي
- روسيا في ورطة
- النهوض بالمعلم شرط ضروري للنهوض بالتعليم
- تايوان والمواجهة الصينية/الأمريكية
- الدروس الخصوصية وأعمال الغش وآلام الفقراء
- ثقافة التبرج والتظاهر والادعاء
- جذور العنصرية البيضاء
- الاضطهاد الجنسي للذكور
- غسان كنفاني وصلاة الاستخارة في الجامعة الأردنية
- عملية أوكرانيا وحدود القوة الروسية
- في وداع كورونا
- أوكرانيا وصعود الصين
- الديمقراطية والتفاهة


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - زمن سموترتش/بن غفير