أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - أثمان مفرقعات التوجيهي تذهب إلى جنين















المزيد.....

أثمان مفرقعات التوجيهي تذهب إلى جنين


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 7675 - 2023 / 7 / 17 - 13:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثمان مفرقعات التوجيهي تذهب تبرعات إلى جنين
(عندي ولد ينتظر نتائج التوجيهي مثل غيره، لذلك أرجو من أخواتي وإخوتي أن يتجنبوا تهمة أنني أنتقد مفرقعاتهم التي تعبر عن فرحة التوجيهي التي لا توصف لأني أجهل سحرها العجيب)
لا أرغب البتة في ممارسة هواية التحليل الشائعة هذه الأيام في فلسطين والوطن العربي. فهذه أصبحت طرفة محزنة لكل من يتمتع بمقدار ضئيل من العقل أو الضمير. تعرفون أن وزيرة خارجية الولايات المتحدة كونداليزارايس، السمراء المشهورة باحتقارها للعرب، كانت تجيب على الأسئلة السياسية بأن تشرح موقف الولايات المتحدة، أو تطالب صدام حسين بالتخلى عن أسلحة الدمار الشامل المخبأة في غرفة نوم زوجته ساجدة، أو تهدد كوريا الشمالية وحزب الله بالويل والثبور. لم تكن رايس لتشغل نفسها بتقديم التحليلات السياسية على الرغم من أنها كانت رئيسة دائرة العلوم السياسية في جامعة ستانفورد الشهيرة. التحليل يا أخواتي وإخوتي يقوم به مراقب حيادي، أو صحفي، أو عالم سياسة مقارنة أو علاقات دولية، أما رئيس الدولة ووزير خارجيته ووزير دفاعه فلهم شأن آخر يتصل بصناعة الحدث السياسي والعسكري الذي يترك فيما بعد لأقلام المحللين. وحدنا بين شعوب الأرض وأممها يمتهن زعماؤنا وقادتنا دور المحللين، فما تكاد تسأل أحدهم عن فلسطين وسيل الدماء في غزة أو جنين أو نابلس...الخ حتى ينبري لتوضيح أبعاد السياسة الإسرائيلية ومشاكل نتانياهو حتى لتظن أنك أمام المفكر العربي صانع التحليل الأشهر في قناة الجزيرة العلامة عزمي بشارة أو خلفه العجيب فايز الدويري. لا أريد أن أحلل هذه الظاهرة لأن المواطن العربي والفلسطيني كره نفسه جراء هذا "الهبل" الذي لا يشبهه شيء، لذلك أقول بسرعة: إن هذا تغطية للعجز عن الفعل، وربما، وهذا أخطر، رسالة ضمنية للمواطن العربي أننا نعاج –كما تفضل أمير قطر السابق بإبلاغنا- لا حول لنا ولا قوة، وعلينا فقط أن ننتظر ما يتمخض عن نقاش إسرائيل الداخلي، أو في أحسن الأحوال نقاش إسرائيل مع أختها الكبرى الولايات المتحدة.
في السياق ذاته هناك ظاهرة أخرى تتصل بتوجيه النصح "التحليلي" للجماهير الفلسطينية بأن عليها أن تذهب إلى الانتفاضة الثالثة عملاً بحلم "المعتدلين" بتفعيل المقاومة السلمية. وهذا "هبل" حتى من الناحية التحليلية لأن جمهور المواطنين لا ينزل للشوارع بناء على رغبات المحللين، ذلك أن هناك سيرورة معقدة تحكم الحراك الشعبي ليس من السهل التنبؤ بها. بل لعل أفضل طريقة لإعاقتها هي القيام بدور المعلم من قبل طرف لا علاقة له بالفعل. ومن المؤسف أن بعضاً من قوى المقاومة الفلسطينية ذاتها قد ابتلع هذا الدور العجيب وأخذ يوجه الإرشادات والنصائح للشعب وللسلطة الفلسطينية على الرغم من أن دوره هو النضال وليس التحليل ولا توجيه الإرشادات.
في ظل حالة تشكل القاع الجديد للأمة العربية في سياق "الشتاء العربي" الذي فتت بعض الدول وحولها إلى دول فاشلة ( ليبيا، العراق، اليمن، السودان) وكاد يقضي على سوريا، بينما جلب لنا قيادات وأنظمة على مقاس الاحتياج الأمريكي والإسرائيلي (تونس ومصر)، وقفت غزة التي لم تنج "حكومتها" من ارتكاب الأخطاء السياسية القاتلة في حقبة الشتاء بالذات، تقاتل وحدها بدموع العين، وبالكف التي تواجه المخرز، وبعزيمة حفنة من الأبطال الذين أتقنوا إطلاق الصواريخ البدائية التي على الرغم من كل شيء تقض مضاجع الأعداء، وتنجح في إحالة حياة المستوطن في كل مكان من فلسطين إلى معاناة وقلق على مدار الساعة. غزة قاتلت بما تيسر، بما في ذلك القتال الرمزي الذي يشمل إطلاق البالونات والطائرات الورقية المشتعلة. تراجعت غزة مؤخراً لتتقدم جنين ونابلس وغيرهما في نضال مسلح وسلمي على السواء.
لكن حتى ذلك النضال السلمي لم ينج من الوقاحة في التعبير عن التضامن مع إسرائيل سراً وعلانية في سياق الزمن الجديد الذي تصوغه السعودية والإمارات: الحب لإسرائيل والحرب لليمن. أرأيتم كيف تبدع مصر في تقديم المبادرات لخنق غزة أكثر وأكثر؟ ليس هناك من تداع لغزو إسرائيل أو محاصرتها مثلما يحدث مع سوريا واليمن. ولا يبدو على دول "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" أنها منزعجة من عدوان الجارة والصديقة إسرائيل على مخيم جنين الصغير مثلما لم يكن هناك انزعاج من تدمير غزة الممنهج. بعض العرب يبتسم في شماتة واضحة ويمصمص شفتيه منتشياً بقدرة إسرائيل على فعل ما لم يستطع أن يفعله بحق جنين ومخيمها مثلما فرح في الماضي بما فعلته بحماس وأطفال غزة. لكن ما يطم الوادي على القرى هو نوع آخر من الهبل الفلسطيني الخالص يتمثل في قدرة الحالة السياسية الراهنة على شرذمة الشعب إلى حد أن ما يحدث في كل مدينة أو قرية أو خربة يصبح شأنها الخاص، بينما يواصل باقي الوطن حياته المعتادة. وفي هذا السياق تنتشر الألعاب النارية في كل مكان في الضفة الغربية بسبب حادث استثنائي خارق يتصل بأن طلاب التوجيهي قد نجحوا في الامتحان، وهذا الحدث العادي في العالم كله يتحول في بلادنا بالذات إلى حدث كرنفالي عظيم باعتبار أن "الأولاد" قد أعادوا اكتشاف النار والحروف الهجائية والتفاضل ونظرية النسبية من بين اكتشافات أخرى. المحزن أن هذا حدث "طبيعي" في حياة الأفراد لا يجوز أن يضخم على الأقل من باب الرأفة بثلث الطلبة الذين لم يوفقوا إلى حفظ محتويات المقرر عن ظهر قلب ففشلوا في امتحان تعطيل القدرات العقلية وتحول الإنسان إلى ماكينة غبية تحفظ المعلومات عن ظهر قلب. فقط لأن لدى الناس في بلادي عقدة الغرب والشمال أقول إن أحداثاً من قبيل إنهاء الطالب للتعليم الثانوي لا تستوقف أحداً. وأين العجب في ذلك؟ الطلبة كلهم، إن أرادوا، يمكن أن ينهوا هذا التعليم وأن يلتحقوا بالجامعة ويأخذوا شهادة. أما أن تقصف نيويورك أو باريس بأنواع الموت بينما تعيش سان فرانسيسكو أو ليون حياة البهجة وتقرع الكؤوس بنجاح ابنة أو ابن في الثانوية فهو بلا شك فعل لا يمكن أن يتخيله عاقل في تلك البلاد ولا مجنون.
سنفيق صباح اليوم التالي للنتائج لنجد الصحف المحلية تمتلئ –نيالها- بالتهاني لتفوق يوسف بحصوله على 84% ونجاح سعاد المبهر بحصولها على 91%. وبالمناسبة يبلغ عدد الطلبة الذين يحصلون على درجات فوق التسعين قرابة عشرة آلاف، وهي درجات للأسف لا تعبر عن أكثر من قدرة هؤلاء على استذكار المحتوى المقرر على امتداد عام من ممارسات الحفظ الصم مثلما كان يحدث في تعليم الكتاتيب.
ترى لو طلبنا من المهنئين والمهنئات أن يدفعوا قيمة التهنئة التي تترواح بين 300 إلى 1000 شيكل مساهمة في شراء الأدوية والمعدات الطبية لدعم مخيم جنين التي تقبض على الجمر، هل كانوا سيوافقون؟ الجواب واضح بالطبع، ولكن ذلك جواب يؤشر على الحاجة الماسة إلى العمل على تغيير الوعي العربي والفلسطيني في مناحي السياسة ومغازي الفعل الكفاحي كي لا يظل الفعل السياسي العربي هبات "مجنونة" لا يعرف أحد إلى أين تقودنا: إلى درجة أعلى في السلم، أم إلى إعادة إنتاج للواقع، أم إلى حركة هابطة نحو حضيض جديد؟



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة التوجيهي الكبرى
- دور حفلات التخرج في تدمير العقل والذائقة
- إضراب الوكالة وسمات الإضراب الناجح
- التشكل التاريخي للبيض والأغيار
- مواجهة التطهير ولحظة الحقيقة
- زمن سموترتش/بن غفير
- جنين تتصدى لمشروعي الدولة والتنمية
- الاستراتيجية الأمريكية: النهب والحرب المتصلة لإخضاع العالم
- مدير المدرسة بين الحكومة والوكالة: وجهة نظر غير تربوية
- محمد أبومنشار والسلطان إردوغان في رعاية أنكل سام وماما راحيل
- كرة القدم أخطر أفيونات الشعوب المعاصرة
- الحذر من فوز اليسار في البرازيل
- اليسار والتماهي مع خطاب البنك الدولي
- النخب المالية/السياسية في فلسطين والوطن العربي
- روسيا في ورطة
- النهوض بالمعلم شرط ضروري للنهوض بالتعليم
- تايوان والمواجهة الصينية/الأمريكية
- الدروس الخصوصية وأعمال الغش وآلام الفقراء
- ثقافة التبرج والتظاهر والادعاء
- جذور العنصرية البيضاء


المزيد.....




- أمطار غزيرة وعواصف تجتاح مدينة أمريكية.. ومدير الطوارئ: -لم ...
- إعصار يودي بحياة 5 أشخاص ويخلف أضرارا جسيمة في قوانغتشو بجن ...
- يديعوت أحرونوت: نتنياهو وحكومته كالسحرة الذين باعوا للإسرائي ...
- غزة تلقي بظلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- ماسك يصل إلى الصين
- الجزيرة ترصد انتشال جثامين الشهداء من تحت ركام المنازل بمخيم ...
- آبل تجدد محادثاتها مع -أوبن إيه آي- لتوفير ميزات الذكاء الاص ...
- اجتماع الرياض يطالب بفرض عقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير ...
- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - أثمان مفرقعات التوجيهي تذهب إلى جنين