أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ناجح شاهين - الرجل العربي وجنس الفيس بوك














المزيد.....

الرجل العربي وجنس الفيس بوك


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 7711 - 2023 / 8 / 22 - 14:21
المحور: كتابات ساخرة
    


ربما أن فلسطين لا تعيش ترف الاسترخاء السياسي أو الاجتماعي أو النفسي لمثل هذه المقالة. لكن من قال إن الجنس ليس جزءاً من السياسة؟ لقد كان الجنس دائماً في صلب السياسة بدءاً من لحظة الهرب سنة 48 الذي مارسه بعضنا خوفاً على بكارة الفتيات، وحتى هذا الفنان المبدع الذي لا يجد القوة أو الصبر ليقرأ دقيقة واحدة تجنبه خلطاً مضحكاً ومبكياً في الوقت ذاته.
رجل مثقف فنان يعمل في المسرح توهم أن اسمي نجاح، نجاح بالمناسبة اسم شقيقتي. لم يجد الرجل الذي يفكر مثلنا معشر الرجال جميعاً الوقت لكي يدقق في صفحتي بما يكفي لكي يكتشف أن اسم صاحب الصفحة هو ناجح وليس نجاح. وهكذا توهم أن صورة البروفايل التي تجمعني مع أولادي سومر وإنليل هي صورة لزوجي وأولادي، أما أنا فليس لي صورة بحكم أن المرأة لا تضع صورها في أحيان كثيرة.
المهم أن الفنان المثقف المعروف بدأ فوراً يسألني عن الحب والجنس وهل أنا متزوجة حالياً أم مطلقة...الخ.
قبل ذلك ودون سابق إنذار أرسل لي "الفنان" الموهوب نصاً رديئاً وساذجاً لحوار افتراضي بين رجل وامرأة يدور حول الحب والانجذاب مع إيحاءات جنسية متعددة تنتشر في النص الذي لا يزيد على صفحة ونصف. سألني الرجل عن رأيي في النص، ودون أن أعرف أنه يظن أنني "نجاح" قلت له أن النص جميل. ففرح بتلك المجاملة الكاذبة وانطلق ليتحدث عن نفسه وعن مواهبه الكثيرة.
بعد ذلك أخبرني الرجل أنه متزوج ولكنه "يعشق الحياة" فسألته بشكل فج ومباشر تماماً: "كيف من عشاق الحياة؟ تحاول دائماً الحصول على نساء من خارج سجن الزوجية؟"
رد الفنان: "حقي الإنساني والبشري. المرة شوي مريضة".
- ألف سلامة عليها. طيب أنت كرجل عربي كيف تتعامل مع الموقف في حال انعكس الظرف وذهبت زوجتك بحثاً عن الرجال بسبب مرضك؟
- الفنان: قتلتنا الردة أنا إنسان وبعدين فلسطيني. (لاحظوا أن هذا الاعتراف مجرد مدخل لتسويغ الفعل وليس تراجعاً عنه).
- نجاح: طيب ما هو حل هذه المشكلة جذرياً؟ إلغاء مؤسسة الزواج مثلاً؟
- الفنان (يقدم حجة جديدة استنادا إلى العلم): المشكلة عويصة صح لأن بيولوجيا الرجل تجعله بحاجة للجنس أكثر من المرأة لقد عشت معها 45 سنة بسعادة وأنا ما زلت بقمة العطاء الجنسي أما هي مريضة.
- نجاح: من قال إن الرجل يحتاج الجنس أكثر؟ مثلاً جوديث بتلر ونسباوم ونوال السعدواي وفاطمة المرنيسي والأطباء العاديون يقولون عكس ذلك، بل إن الإمام علي قال إن شهوة المرأة عشرة أضعاف شهوة الرجل.
- الفنان: بشكل عام إنت غير مكتفية جنسياً، أنا شاعر أنك غير مكتفية.
- نجاح: أود أن أسألك، لماذا تفكر أية امرأة في ممارسة الجنس مع رجل لا تعرفه؟ بل لماذا يفكر أي رجل في ممارسة الجنس مع امرأة لا يعرفها؟ بل إنك لا تعرف شكلي ولم تر صورتي!
- الفنان (يقدم الديباجة المعروفة): أنا حابب علاقة على مستوى راقي، والجنس تحصيل حاصل. تعالي نخوض التجربة معاً. أنت إنسانة مثقفة وواعية (كيف عرف أنني مثقفة واعية، الله وحده يعلم).
بعد ذلك لم يبق شيء ليقال، لقد أنهى الرجل المداخل الضرورية لافتتاح العلاقة الراقية التي سيكون الجنس مجرد عرض ثانوي لتمظهراتها وتجلياتها الأعمق، وهنا لا بد من تبادل الصور فأرسل لي صورة له على الرغم من أن صورته موجودة أصلاً على صفحته ولم يكن من داع ليرسلها مرة أخرى. بالطبع وقعت في حيص بيص خصوصاً أنني أحسست الآن بشيء من تأنيب الضمير بسبب الخداع، لكن ما خفف من انزعاجي الذاتي أن الرجل لم يستطع أن يفكر في غير الجنس والنساء على الرغم من محاولتي في محادثة سابقة أن ألفت نظره إلى خطئه دون جدوى.
عندما سألني الفنان في البداية إن كان نصه قد أعجبني سألته: "كيف عرفت أنني امرأة"؟ فقال إنه إحساس داخلي. قلت له حرفياً:"حلو الإحساس الداخلي، لكن ألم تقرأ اسمي؟ ثم ألا يجدر بك صديقي أن تعرف الناس الذين ترسل لهم نصوصك مسبقاً؟ ممكن يكونوا من غير الذواقين أو المهتمين بالأدب".
بعد ذلك وفي محاولة أخيرة لأساعده على اكتشاف الوهم الذي يعيشه مع تلك المرأة المجهولة التي لا يعرف عنها شيئاً كتبت له:"فرصة سعيدة. إن كان لديك الوقت صديقي، ألق نظرة على ملفي وستجد ما يكفي من معلومات عني وعن عملي وعن اهتماماتي. دمت بخير".
لكنه بالطبع لم يلق اية نظرة، فالرجل العربي (الفلسطيني في هذه الحالة) لا وقت لديه للقراءة أو البحث أو التفحص، إنه في دوامة جنسية مجنونة، وعوضاً عن إنفاق دقيقة أو اثنتين لمعرفة الشخص الذي يتحدث معه ذهب ووضع "لايكات" لمنشوراتي كيفما اتفق، ليعود على عجل ويعرض العلاقة الراقية بيني وبينه والتي سيكون الجنس مجرد عرض جانبي لجمالها وأصالتها التي لا تخطئها العين.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثمان مفرقعات التوجيهي تذهب إلى جنين
- معركة التوجيهي الكبرى
- دور حفلات التخرج في تدمير العقل والذائقة
- إضراب الوكالة وسمات الإضراب الناجح
- التشكل التاريخي للبيض والأغيار
- مواجهة التطهير ولحظة الحقيقة
- زمن سموترتش/بن غفير
- جنين تتصدى لمشروعي الدولة والتنمية
- الاستراتيجية الأمريكية: النهب والحرب المتصلة لإخضاع العالم
- مدير المدرسة بين الحكومة والوكالة: وجهة نظر غير تربوية
- محمد أبومنشار والسلطان إردوغان في رعاية أنكل سام وماما راحيل
- كرة القدم أخطر أفيونات الشعوب المعاصرة
- الحذر من فوز اليسار في البرازيل
- اليسار والتماهي مع خطاب البنك الدولي
- النخب المالية/السياسية في فلسطين والوطن العربي
- روسيا في ورطة
- النهوض بالمعلم شرط ضروري للنهوض بالتعليم
- تايوان والمواجهة الصينية/الأمريكية
- الدروس الخصوصية وأعمال الغش وآلام الفقراء
- ثقافة التبرج والتظاهر والادعاء


المزيد.....




- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب
- الفيلم الفلسطيني -الحياة حلوة- في مهرجان -هوت دوكس 31- بكندا ...
- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ناجح شاهين - الرجل العربي وجنس الفيس بوك