أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - حمامات الدم تغرق خارطة الطريق














المزيد.....

حمامات الدم تغرق خارطة الطريق


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 516 - 2003 / 6 / 12 - 20:35
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


11-06-2003

 

سيدخل هذا اليوم (11 يونيو/حزيران 2003) تاريخ المنطقة من الأبواب السوداء، لملف الحرب المعقدة،الدائرة، بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي. لأنه اليوم الذي جاء بالردود على عمليات الاغتيال والتصفية، التي قامت بها المروحيات الإسرائيلية،في منطقة غزة،حيث استهدفت أحد أهم وأبرز قادة حركة حماس،الدكتور عبد العزيز الرنتيسي،وأعضاء نشطين من نفس الحركة،في عمليتين منفصلتين.هذا اليوم حمل كذلك ردا سريعا من حركة المقاومة الفلسطينية،على تلك العملية،التي استهدفت قيادات وكوادر حماس،ومعهم المدنيين الفلسطينيين.فقد أوقعت عمليات الأمس في غزة ستة شهداء فلسطينيين ،بالإضافة لعشرات الجرحى من المدنيين.

لم يكن هناك أدنى شك لدى المراقبين لتطورات الوضع في فلسطين المحتلة،من أن هناك تصعيدا إسرائيليا،أكدته الحكومة الإسرائيلية عبر تصريحاتها العديدة،تلك التصريحات التي تؤكد على مكافحة " الإرهاب "، ومواصلة عمليات الاغتيال والتصفية،إضافة للتوغلات اليومية.حيث كانت تلك العمليات المختلفة تحصد الفلسطينيين يوميا،وكذلك تتم  بصورة منتظمة،وبتخطيط مسبق. مما يعني أن إسرائيل وحكومتها في واد والسلام في واد آخر. حتى أن تعهدات أبو مازن في قمة العقبة،لم تساعد في حل عقدة الإرهاب الإسرائيلي الرسمي المستعصية. فكلمة أبو مازن تعتبر من أهم إنجازات إسرائيل، منذ ضياع فلسطين على دفعتين،في النكبة والنكسة. لأن خطابه في العقبة،كان خطابا غريبا عن  الفلسطينيين،لا يحمل آلامهم ،ولا علاقة له بما يعانونه، منذ أبتليوا بالاحتلال. وكأن الرجل جاء من كوكب آخر،فلا هو  تحدث بلسانهم،ولا هم قبلوا بحديثه الذي حسب عليهم.وفهم من خطابه بأن الطرف الفلسطيني رفع الراية البيضاء،وسلم بلاءات شارون وبإملاءات بوش وإدارته. هذه الأمور كلها شجعت شارون على التصعيد،وعلى التطاول فأعطى قراراته بتصفية الرجل الثاني في حماس،وباغتيال مجموعة من النشطاء الفلسطينيين،بغض النظر عن الخسائر في صفوف المدنيين.ومن هذا المنطلق جاءت إرهابيات الحكومة الإسرائيلية في غزة والضفة. ثم جاء الرد على تلك الإرهابيات في القدس.بشكل عنيف، أوقع عشرات القتلى والجرحى،نتيجة عملية مميزة.إذن استطاع الفلسطيني الذي نفذ العملية،اختراق الحواجز والموانع الإسرائيلية،والإجراءات الأمنية المشددة،ومن ثم تنفيذ العملية في قلب القدس الغربية. وكان هذا ما أسلفنا سابقا متوقعا،ولم يكن هناك أدنى شك بالرد الفلسطيني. لأن سياسة شارون سياسة غبية و جهنمية،بفضلها فتحت إسرائيل على نفسها أبواب الجحيم .وقد لا تغلق تلك الأبواب في القريب العاجل.إلا في حال استعادت السياسة الإسرائيلية عقلها، وأصبحت سياسة سلام،لا حرب وويلات وإرهاب وتهديد للآخرين.

لم تمض على عملية القدس سوى دقائق قليلة حتى شنت المروحيات الإسرائيلية،غارات عنيفة على أحد أسواق التبضع في حي الشجاعية بقطاع غزة،حيث استهدفت العملية نشطاء من حركة حماس،فقتلتهم وقتلت وجرحت معهم عشرات المدنيين. من الواضح أن تصفية مسعود التيتي لم تكن ردا على عملية القدس اليوم،بقدر ما هي جزء من عمليات مبرمجة،خططت لها القيادة الإسرائيلية،بدأت بالرنتيسي،الذي وصفه السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، داني ايالون "الرنتيسي ليس مجرد قنبلة موقوتة وانما مصنعا للقنابل الموقوتة" هذا الكلام واضح ويعني أن هناك لائحة سوداء،تضم أسماء أشخاص ستتم تصفيتهم.بدأت كما قلنا بالرنتيسي ومن ثم كوادر حماس في جباليا وعتيل،واليوم  التيتي في قطاع غزة.إذا ما جمعنا أعداد الشهداء والجرحى الفلسطينيين في اليومين الأخيرين،يكون كبيرا جدا ومخيفا،15 شهيدا وحوالي 200 جريح،معظمهم من المدنيين. أما العملية التي جرت في القدس فقد كانت نتيجتها 16 قتيلا إسرائيليا و80 جريحا.إذا كان هناك ما تقوله تلك التطورات الكبيرة والخطيرة،فهو أن المنطقة مقبلة على حمام دم،سيغرق خارطة الطريق،فيكون مصيرها كمصير سابقاتها من الاتفاقيات، والمشاريع التي قبرتها الأحداث.

ثم هناك الموقف الأمريكي الذي يدين الأعمال الفلسطينية،وبنفس الوقت لا يستنكر أو يدين الأعمال الإسرائيلية،مع أن أعمال الفلسطينيين ناتجة عن فصائل ومنظمات ومجموعات و أفراد، وليس عن الحكومة أو السلطة الفلسطينية ،بينما الأعمال الإسرائيلية أعمالا إرهابية رسمية،تقوم بها المؤسسات الأمنية والعسكرية الموجهة من القيادة السياسية.فعمليات التصفية والاغتيال والتوغل والتجريف والتدمير والحصار،مازالت مستمرة وبدون تغيير.أما تفكيك الكرافانات الاستيطانية التي يسمونها غير شرعية،ليست أكثر من مسرحية خائبة،يقوم بها شارون،لذر الرماد في العيون. فشارون لا يؤمن بالسلام ولا يريد حتى خريطة الطريق السيئة للفلسطينيين والممتازة للإسرائيليين.لأن شارون ليس من الذين يفكرون بسلام، ودولتين لشعبين. هذا الرجل هو الأب الشرعي وعراب الاستيطان في فلسطين،كان هكذا وسيبقى هكذا.

ما هي نتيجة التصعيد الأخير؟

النتيجة واحدة فقط،لا يوجد حلول سحرية للوضع،لا يوجد ما يضمن التزام إسرائيل بوقف الأعمال الحربية والاغتيالات،خاصة أن شارون أكد على مواصلة الإرهاب الإسرائيلي حتى في قمة العقبة.كذلك موفاز أعاد التأكيد على ذلك،ولم يستبعد ترحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.وهناك معلومات إسرائيلية سربت عن إمكانية اغتيال الشيخ احمد ياسين زعيم حركة حماس.مما يعني أن لا مجال في المستقبل القريب لأي هدوء في المنطقة. وهذا بحد ذاته يتطلب موقفا واضحا من الحكومة الفلسطينية. موقف يلتزم الإجماع الفلسطيني والوحدة الوطنية. ولهذا الموقف الآن ما يبرره،وما يجعل مقاطعة الحكومة الإسرائيلية ممكنا.لأنها كانت البادئة بالتصعيد والترهيب، والبادئ أظلم.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة اغتيال الرنتيسي ستفتح أبواب جهنم من جديد
- الكلام المباح ليس مباحا
- خطاب العقبة،عقبة حقيقية بوجه الوحدة الوطنية
- لا يوجد تبريرات حقيقية لسقطة العقبة
- حق العودة وحق الكلام عنه
- وقاحة أمريكية ولا مبالاة عربية
- الاحتلال هو العقبة أمام قيام الدولة الفلسطينية
- رسالة حب من سحالي اليابان
- صدام حسين مشكلة حتى أثناء غيابه
- مصائب بمصائب
- الضباع و الحمير وسفارة فلسطين في بغداد
- للطفولة يومها وللقتلة أيامهم
- الدنيا هيك
- وزراء غرب و وزراء شرق
- الدنيا هيك
- مبروك على الخريطة طريق شارون
- أنهم يحرفون العراق عن مساره الطبيعي
- أيار يوم الانتصار
- وأنا أنا أخضر عاماً بعد عام
- نظرة على المشهد الفلسطيني العام


المزيد.....




- كوريا الشمالية تدين تزويد أوكرانيا بصواريخ ATACMS الأمريكية ...
- عالم آثار شهير يكشف ألاعيب إسرائيل لسرقة تاريخ الحضارة المصر ...
- البرلمان الليبي يكشف عن جاهزيته لإجراء انتخابات رئاسية قبل ن ...
- -القيادة المركزية- تعلن إسقاط 5 مسيرات فوق البحر الأحمر
- البهاق يحول كلبة من اللون الأسود إلى الأبيض
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /29.04.2024/ ...
- هل تنجح جامعات الضفة في تعويض طلاب غزة عن بُعد؟
- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - حمامات الدم تغرق خارطة الطريق