أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - أفتراضية عودة الخلافة الأسلامية















المزيد.....

أفتراضية عودة الخلافة الأسلامية


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7770 - 2023 / 10 / 20 - 22:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو فرضنا جدلا عودة الخلافة الأسلامية ، التي كانت سائدة في بواكير الدعوة الأسلامية ، وطبقت في دولة عربية مثلا ، ماذا كنا سنرى من التغييرات التي ستحدث مجتمعيا وثقافيا و .. ! . هذا مقال أفتراضي ، وسأختمه بقراءة عقلانية .
أولا - فيما يلي بعضا من التحويلات والمظاهر .. التي تعتبر طفرات ماضوية ستتميز بها دولة الأسلام والخلافة :
* عامة سيرتدي " الرجال " الدشاديش - ومنهم سيرتدي الزي الأفغاني ، وستعتمر الرؤوس بعمائم ، مختلفة الألوان / سوداء وبيضاء ، ولكنها عموما ستكون بيضاء للعامة . محلات الحلاقة ستغلق ، واللحى ستطول ، أما الشوارب فستحف . البناطير الرجالية والأحزمة ، ستلغى مع الجاكيتات ، وسيحل مكانها سراويل السنة المربطة بحبل .
* أما " النساء " ، فلا نساء سافرات ولا زينة ولا تبرج ولا فساتين ولا أحذية بكعوب عالية ، ولا " بدي كير ولا مني كير " ، أي رزق صالونات الكوافير سيذهب الى غير رجعة . وسيرتدي النساء العباءأت السود ، كالليل المقفر ، مع كفوف سوداء ، وبالطبع مع نقاب - أو حجاب لكامل الوجه ، حتى يجعل الناظر ، لا يفرق المراة عن الأخرى ...
* أما من الناحية التعليمية ، فكل مؤسسة مختلطة ، تعتبر حرام ! ، حتى رياض الأطفال ، التعليم على الأكثر سيكون للذكور فقط ، أما النساء فمكانهم الدار / غسل وطبخ وتربية الأولاد - والأهم من كل ذلك تلبية أحتياجات الزوج . والكليات ستكون ذو أختصاصات تشريعية أسلامية غالبا ، ومن المؤكد أكاديمية الفنون الجميلة ودور الأزياء ومدارس التمريض.. ستلغى ، وسيكون للطب النبوي مكانة كبيرة ، كالمعالجة ببول البعير وحبة البركة والحجامات والرقى ..
* قضائيا ، لا محاكم ولا قضاة ، فستحل كل القضايا وفق الشريعة الأسلامية ، بدار القضاء ، والأمير سيفتي ، لأنه هو القانون غير المكتوب ، وسيعين مفتيا أسلاميا ، وهذا يعني أن المحامين ، سيذهب دورهم .
* الدور ، ستقتصر على فرشات أرضية ، دون أثاث ، النوم والجلوس .. على الأرض ، وبلا خزانات للملابس ، لا تلفزيون ولا ثلاجة ولا طباخ ، فقط تنور للخبز وأحضار الطعام ..
* الأسلحة / عدة وعتاد - والمدرعات والناقلات الحديثة . ممكن الأبقاء عليها للضرورات العسكرية / الغزو ، كما أن الأبقاء على السيوف والخناجر ، يعتبر أمرا مهما ، لأستخدامهم في القصاص / لعدم وجود أعدام رميا بالرصاص ، فقط نحر ..
ثانيا - التساؤل الأهم كيف سيعزز بيت المال ، أي ما هي مصادر المال الذي سيديم دولة الخلافة ، سأعرض بعضا منها :
* الغزو / أي الجهاد ، ومهاجمة سكان الدول المجاورة . وما يرافقها من نهب وسبي وغنائم .. ، وفق النص القرآني ( إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُوا۟ وَجَٰهَدُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أُو۟لَٰٓئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ / 218 سورة البقرة ) . * الجزية من غير المسلمين ، وفق النص القرآني ﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ / 29 سورة التوبة ﴾ .

القراءة :
1 . هذه بعضا من الملامح المجتمعية لحال الخلافة الأسلامية / المشار أليها في أعلاه ، في حال طبقت على دولة في القرن 21 . وهذا كان ما يحصل / بشكل أو بأخر في خلافة داعش في الموصل و بمدن سوريا ، سردت بوجهة نظر أسلامية .

2 . أن الخلافة الأسلامية ، هي ضربا من ضروب القبلية البغيضة ، ليس على غير المسلمين فقط ، بل على المسلمين ، من غير أهل السنة والجماعة / الشيعة .. وحتى على المسلمين السنة أيضا .

3 . الخلافة الأسلامية ، هي نوع من أنواع الأنقضاض الوحشي على المدنية ، لأن الدعوة الأسلامية قضت وأنتهت بموت محمد ، والذين يدعون نشر الأسلام ، عن طريق الخلافة ، هي مجرد مغالطة للتاريخ وللمعتقد ، لأن المبتغى من الخلافة ، هو السيطرة والسلطة ، وما يرافقها من نهب وسلب وقتل ، مع أرجاع المجتمع الى حقبة محمد ، التي لا يقبلها كمنظومة مجتمعية ، كل من له رؤية منفتحة ، في القرن الحالي .

خاتمة :
أ - من الذي يقبل بما كان يحدث ويجري ، في حقبة الخلافة الأسلامية ، في عهد محمد ذاته ، أو ما كان يحدث في الموصل و بعض مدن سوريا من قبل داعش . وسأورد مثالا واحدا ، وهو وطأ السبايا ، حيث ورد في موقع / الأسلام سؤال وجواب ( وفي تحفة الأحوذي للمباركفوري: نهى أن توطأ السبايا حتى يضعن ما في بطونهن ـ فيه دليل على أنه يحرم على الرجل أن يطأ الأمة المسبيه إذا كانت حاملا حتى تضع حملها ، وروى أبو داود وأحمد عن أبي سعيد أن النبي قال في سبي أوطاس : لا توطأ حامل حتى تضع ولا غير حامل حتى تحيض حيضة .. ) .. التساؤل : هل الغازي في تلك الحقبة ، له المعرفة والخبرة ، على أن هذه السبية ، متزوجة / قد حاضت أم لا ، أو هل هي حامل أم لا ، أو هي باكر . الغازي القبلي ، كان كل أمله من جهاده : أن يغزو ويسبي / ويطأ سباياه ، ويغنم وينهب .. وما غير ذلك من أقوال وتأويلات ، هو مجرد ترقيع من قبل فقهاء السلطة . والمرأة / عدا المتزوجات ، في دولة الخلافة الأسلامية ، هن بين ملكات اليمين وبين سبية ، مبتذلة ، تباع وتشترى كالشاة . أو هي مستخدمة لغرض جهاد النكاح / وهذا الجهاد يعتبر من أفظع وأرذل فتاوى الفقهاء .

ب - أن الذين يدعون الى عودة الخلافة الأسلامية ، فأنها " عودة مؤسسة على الباطل " ، وذلك لأن المدعون لها ، يسيرون ضد التطور والمدنية والحضارة ، كما أن الخلافة الأسلامية بجهادها ، هي دولة غزو ضد الأخر .. أما قضية نشر الأسلام عن طريق الفتوحات ، فالدين لا ينشر بالسيف - بأحتلال أو غزو البلدان ، بل ينشر بالأيمان .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله والعباد
- قراءة في حديث الرسول - لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَه ...
- أضاءة في العقل البشري
- أضاءة .. للآية 18 من سورة الحج
- أضاءة .. للتاريخ المفترى عليه
- أضاءة ل - حديث النبي موسى وملك الموت -
- قراءة للآية 3 من سورة المائدة ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ ...
- وكالة CNN الأخبارية و التسويق للأسلام
- أضاءة .. لقول السيد المسيح - أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ ...
- بين دعوة محمد و رسالة المسيح
- المخفي والمعلن عن زواج المتعة .. قراءة حداثوية
- الدين والعلم بين الثابت والمتغير
- قراءة .. للآية 72 من سورة المائدة
- قراءة لآية ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأ ...
- قراءة للآية 15 من سورة محمد ( أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ .. ولَّب ...
- الفتاوى .. الحكم على البشر بأسم رب البشر
- بين القنبلة النووية و القنبلة الأسلامية .. أضاءة
- أضاءة في بنية النص القرآني
- قراءة لحديث ( والَّذي نفسي بيدِه ليوشِكنَّ أن ينزلَ فيكم ابن ...
- الخلاف والأختلاف في الصلاة والسلام على - محمد -


المزيد.....




- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - أفتراضية عودة الخلافة الأسلامية