أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - أضاءة .. للتاريخ المفترى عليه















المزيد.....

أضاءة .. للتاريخ المفترى عليه


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7744 - 2023 / 9 / 24 - 23:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القراءة الأولى : هذه مجرد أضاءات عامة حول مقولة من يكتب التاريخ :
* تاريخ الحروب والغزوات / في الموروث الأسلامي ، يكتبه المنتصر ، ومن قبل حاشية الحاكم ، غافلا ما قام به قواد الحاكم من فظائع - من ونهب وسلب وسبي واعتداء على حرمات البلد المهزوم ، والكتبة يظهرون القائد المنتصر ، بأن حربه كانت أنتصارا لكلمة الله وللأسلام ولنبيه .
* أما سرد التقدم والزهو العلمي والأدبي والثقافي في الدول الأسلامية / منذ الخلافة الراشدة مرورا بالدولة الأموية فالعباسية وما بعدها .. ، فيسرده / يكتبه ، وعاظ السلاطين ، معتبرين أن عهد الحاكم ، هو عهد العلم والمعرفة ، التي قضت على عصر التخلف والجهل ، علما أن الجهل المجتمعي لا زال منتشرا بين الشعب .
* أما حالة ووضع المجتمع ، فكتبة الحاكم للتاريخ ، يجعلون / يصورون ، من أن عصر الحاكم ، هو عصر العدالة والأنصاف والمساواة ، غافلين مظلومية المجتمع ، منوهين - أيهاما للأخرين ، أنه لا فقير ولا محتاج بين عامة الشعب .

القراءة الثانية : التالي هي بعض الأضاءات الخاصة لكتابة التاريخ ، ممكن أجمال بعضها بمايلي :
* الكثير من كتبة التاريخ ، عدا ما ذكرت ، يكتبوه بعد حقب زمنية طويلة ، وهنا تكون الوقائع والأحداث والأخبار ..لا تستند الى أي وثائق أو قرائن أو شواهد ، لذا تكون كتابة التاريخ ، غير حقيقية ، وأكبر مثال على ذلك : السيرة النبوية لأبن هشام المتوفى سنة 218 هج / التي نقلت عن أبن أسحق - والنسخة الأصلية مفقودة ، وكذلك صحيح البخاري ، المتوفى سنة 256 هج ..علما ان رسول الأسلام قد توفى 11 هج . فكيف تكون مدى صحة ما كتب في الحالتين ، والفجوة الزمنية بالسيرة لأكثر من قرنين ، وفي الأحاديث لأكثر من قرنين ونيف ، لهذا كانت المصداقية مهلهلة في السيرة والأحاديث معا .
* وأكثر تزوير حدث - يمكن تأشيره كان في الموروث الأسلامي / الغزوات كأنموذج ، فمثلا خالد بن الوليد ، الذي قتل مالك بن نويرة وتزوج أرملته ، فالتاريخ يعظمه بأعتباره سيف الله المسلول ، وفق حديث الرسول ( عن أنس : أن النبي نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم فقال: أَخَذَ الرَّايَةَ زَيدٌ فَأُصِيبَ ، ثُمَّ أَخَذَ جَعفَرٌ فَأُصِيبَ ، ثُمَّ أَخَذَ ابنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ " وَعَينَاهُ تَذرِفَانِ " حَتَّى أَخَذَ الرَّايَةَ سَيفٌ مِن سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيهِم / رواه البخاري - نقل من موقع المكتبة الشاملة ) ، بينما المصادر الأخرى تقول عنه ، أنه كان قاتل ومغتصب ( انّ خالد بن الوليد ادّعى أنّ مالك بن نويرة ارتدّ بكلام بلغه عنه فأنكر مالك ذلك وقال : أنا على الإسلام ما غيّرت ولا بدّلت ، وشهد له أبو قتادة وعبدالله ابن عمر ، فقدّمه خالد وأمر ضرار بن الأزور الأسدي فضرب عنقه ، وقبض خالد امرأته أم متمّم فتزوّجها. فبلغ عمر قتله لمالك بن نويرة وتزوّجه امرأته فقال لأبي بكر : انّه قد زنا فارجمه . فقال أبوبكر : ما كنت لأرجمه ، تأويل فأخطأ. وقال : أنّه قد قتل مسلماً فاقتله قال : ما كنت لأقتله ، تأوّل فأخطأ قال : فاعزله. قال : ما كنت لأشيم سيفاً سله الله عليهم أبداً. إبن سعد ) هكذا هو التاريخ المزور يرقع الفظائع لقادة الحروب ، فقط لأنهم يحققون مأرب الخلفاء حتى وأن ظلموا.
* الأسلاميون ، ومنهم الأخوان المسلمين والمنظمات الأرهابية الأسلامية / القاعدة وداعش .. وغيرهم ، يحاربون العالم ، ويرهبون المجتمعات ، وذلك من أجل أرجاع زمن الخلافة الأسلامية الغابرة ، وسوف أسرد فقط واقعتين / من حقبة الدولة العباسية كمثال ، عن مدى الفسق والمجون والترف الذي كانت تتميز به الخلافة الأسلامية أنذاك :
1 . الخليفة محمد الأمين - وهو أبن هارون الرشيد / سادس الخلفاء العباسيين ، تولى الخلافة بين عامي 193 إلى 198 للهجرة ، هذا الخليفة كان لوطيا ! ، وكتبة التاريخ وصفوه بالكثير من الصفات الخارقة ، " كقتله أسدا بيديه " ويقول عنه ( جلال السيوطي : له فصاحة وبلاغة وأدب وفضيلة ، بجانب درايته بالشعر والأدب ، وكان الأمين عاشقاً للشطرنج .. وحسبما روى الطبري في " تاريخ الأمم والملوك ". كان الأمين عازفاً عن الدنيا ، ومشغولاً بحب كوثر ، ونظم فيه الشعر . يذكر الأصفهاني في موسوعته " الأغاني " أنه في إحدى الليالي ، كانا يتمددان على بساط نرجس ، فطلع البدر عليهما ، فما كان من الأمين إلا أن قال في غلامه : " وَصَفَ البدرُ حُسنَ وَجهِكَ حتى - خِلتُ أَنّي أّراهُ لَستُ أراكا " / نقل من مقال لأمجد كرارة منشور في رصيف 22 ) . ومن موقع / المعرفة ، أنقل بأختصار بعضا من حياته الجنسية المنحرفة ، وبأختصار ( امتنع الخليفة الأمين ظل الله في الارض عن معاشرة النساء سواء الأحرار أو الجواري . وأبتاع لنفسه عددا كبيرا من الغلمان الحسان وجعلهم لخلوته في ليله ونهاره . زبيدة بنت جعفر احدى اشهر نساء العصر العباسي ، ووالدة الخليفة الامين حاولت تحبيب النساء لابنها . حيث قامت بإلباس الجواري الحسان لباس الغلمان وأمرت كل جارية أن تقص شعرها على شاكلة الذكور ، كما قامت بتسميتهن بالغلاميات .كان بين غلمان الخليفة غلام وسيم اسمه كوثر ، استطاع أسر قلب الأمين ، إذ هام شوقا وهياما به ، طار له عقله وتعلق به فؤاده ) . هذا أنموذج واحد والنماذج كثر في الخلافة الأسلامية .

2 . الخليفة المستعصم بالله / 609 – 656 هج ، وهو أخر خليفة عباسي ، هذا الخليفة سقطت بغداد على يده ، لأنه كان ماجنا ، ولم يهتم بجيشه ، وأنقل التالي حول عدد النساء التي كانت بقصره - وقت سقوط بغداد 1258 م / وفق مقال للدكتور أحمد صبحي منصور ( المؤرخ الهمذاني يروى ذلك اللقاء بين هولاكو والخليفة المستعصم فى قصر الخلافة فيقول : " إن هولاكو أمر بأحصاء نساء الخليفة فبلغن سبعمائة زوجة وسرية و ألف خادمة .. وتضرع له الخليفة قائلا : مُنّ علىّ بأهل حرمي اللائي لم تطلع عليهن الشمس و القمر .." ، أى تضرع له أن يترك له نساءه اللواتى حبسهن فى قصوره بحيث لم تكن تراهن الشمس ولا يراهن القمر . وبالطبع فقد فرقهن هولاكو على جنده وقادته ، بعد ان أمر جنوده بقتل الخليفة المستعصم رفسا بالأقدام .!! لأنه عندهم أحقر من أن يقتلوه بالسيف كما يقتلون الرجال ) .
فبغداد سقطت ، وخليفة المسلمين مشغول بسلامة زوجاته وملكات اليمين وخادماته .. تاركا جيشه ورجال حكمه للقتل والتنكيل ، من قبل هولاكو ، هكذا كانت تدار الخلافة الأسلامية ! .

خاتمة :
التاريخ ، لا يصدق " دوما " في أحداثه وفي وقائعه ، لأن كتبة التاريخ / يزورون الحقائق ، فهم يجعلون من الظالم مظلوما ، ومن المظلوم ظالما ، ويصورون الكاذب صادقا ، والصادق كاذبا .. المهم أن يكون الحاكم راضيا عن أعوانه وعن بطانته ، حتى وأن كذبوا . ومن جانب أخر ، كتبة التاريخ يعملون على أيهام الشعب ، بأن الحاكم هو ظل الله على الأرض / يجب أطاعته وأرضائه من قبل الشعب . ومن كثر تملق الحاشية والأعوان للحاكم ، أورد رواية يصور بها الشعراء للحاكم ، بأنه حتى في الكوارث هي ضربا من ضروب رضى الحاكم ( عندما ضرب زلزال عنيف مصر في عهد السلطان كافور / " 905 - 968 م ، وكان من رقيق الحبشة ، وأصبح رابع حكام الدولة الإخشيدية في مصر والشام ، وكان الحاكم الفعلي لمصر منذ 946 م " دخل أحد الشُعراء على السلطان وقال : " ما زُلزلت مِصرُ من كَيدٍ ألمَّ بها ... بل رقصت من عَدلِكم طَرَبا " ) ..
أخيرا : قد نشهد يوما ما ، نشر وثائق تاريخية - وظهورها للعلن ، التي ستجعل من كل ما كنا نؤمن به ، كان مجرد خرافات وتدليس - مجموعة أكاذيب ، حشرها كتبة التاريخ في الكتب والمصادر التي كنا نقرأها ، أو في الكتب المدرسية التي كنا ندرسها ، في مؤسساتنا التعليمية ، وهناك ستكون الطامة الكبرى ! .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضاءة ل - حديث النبي موسى وملك الموت -
- قراءة للآية 3 من سورة المائدة ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ ...
- وكالة CNN الأخبارية و التسويق للأسلام
- أضاءة .. لقول السيد المسيح - أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ ...
- بين دعوة محمد و رسالة المسيح
- المخفي والمعلن عن زواج المتعة .. قراءة حداثوية
- الدين والعلم بين الثابت والمتغير
- قراءة .. للآية 72 من سورة المائدة
- قراءة لآية ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأ ...
- قراءة للآية 15 من سورة محمد ( أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ .. ولَّب ...
- الفتاوى .. الحكم على البشر بأسم رب البشر
- بين القنبلة النووية و القنبلة الأسلامية .. أضاءة
- أضاءة في بنية النص القرآني
- قراءة لحديث ( والَّذي نفسي بيدِه ليوشِكنَّ أن ينزلَ فيكم ابن ...
- الخلاف والأختلاف في الصلاة والسلام على - محمد -
- لقاء سري جدا مع السيد X
- أضاءة .. الأسلاميون في الغرب
- قراءة ... للآية 55 / سورة آل عمران – وجهة نظر أولية
- بين أسلام محمد وأسلام ما بعد محمد .. أضاءة
- التاريخ الأسلامي بين ما كتب .. وما كان يجب أن يكتب


المزيد.....




- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...
- السيد الحوثي: نبارك لأمتنا الإسلامية بانتصار إيران العظيم عل ...
- الجهاد الاسلامي تنعى القائد الإيراني محمد سعيد إيزادي
- ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات وتا ...
- شاهد.. المرشد الأعلى في إيران يعلن النصر على إسرائيل
- إسرائيل ترفض فتح المسجد الإبراهيمي كاملا للمسلمين برأس السنة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - أضاءة .. للتاريخ المفترى عليه