أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاهر أحمد نصر - -إلى أين المسير-؟














المزيد.....

-إلى أين المسير-؟


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 7770 - 2023 / 10 / 20 - 09:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في لحظات تاريخية مفصلية تزداد شكوك الإنسان في معنى الحياة، وفي وجود نهاية لمآسيه؛ وتلّح عليه التساؤلات عن أي مصير ينتظره؛ ولا سيّما حينما تتعقد المشكلات، وتتعدد القوى المتدخلة فيها، وتسهم في تفاقم الموقف وضبابيته، وتتعثر الإجابة عن تلك التساؤلات والشكوك...
إنّما تنبئ تجارب الحياة، وديالكتيك هيراقليطس وهيغل أنّ التغيير هو السمة الأساسية في الوجود؛ إذ "لا يمكن السباحة في تيار النهر مرتين"؛ فهل تفيد الاستعانة بهذا المنهج في الإجابة عن تلك التساؤلات؟
ينطلق المنهج الديالكتيكي من أنّ بنية كلّ ظاهرة تنضح بالمتناقضات (الأضداد) المتصارعة، وصراع الأضداد هو الذي يولد الحركة ويبعث التطور، أي إنّ التناقض هو مبدأ كلّ حركة، ومبدأ الصيرورة والحياة، وأنّ جوهر التطور هو نتيجة صراع المتناقضات، ومن نافل القول إنّ المصير مرتبط بالصيرورة.
إنّ كلّ مرحلة من مراحل التاريخ هي نفي لمرحلة تسبقها؛ إلا أنّ هذا النفي لا يعني الفناء، بل كلّ مرحلة "تنفي وتحتفظ" في الوقت نفسه بعناصر من المرحلة التي سبقتها، وفي حالات تاريخية استثنائية يمكن أن يفضي النفي إلى إلغاء الطرفين واندثار الحضارات...
أي إنّ وحدة المتناقضات في المنهج الديالكتيكي تعني تعرّف الأشياء والظواهر لا عبر انفصالها عن بعضها، بل عبر ارتباطها بعلاقات ديالكتيكية تنتهي بالنقيضين إلى شيء، أو ظاهرة جديدة تتجاوزهما، وتحتفظ في الوقت نفسه بشيء منهما وفق مبدأ "التجاوز"، أو"نفي النفي"؛ فـ"الوجود" و"العدم"، حسب ديالكتيك هيغل نقيضان: "العدم" "نفي الوجود"، وحينما يبلغ التناقض بين الوجود والعدم مرحلة "نفي النفي"، أي بعد إثبات الوجود، ونفيه، ثم نفي هذا النفي نبلغ "الصيرورة"، وهلمّ جرّا...
إذن، تغلب، على الحياة في هذا العالم ظواهرٌ محكومة بالصيرورة...
إلا أنّه ثمّة عراقيل أمام تلك الصيرورة، ولا سيّما في المجتمعات التي تتعرض العناصر الفاعلة فيها إلى عملية تشويه طويلة الأمد (أو إخصاء)، وتترافق مع تدخل قوى خارجية تؤثر جميعها في العناصر المتناقضة وآلية الصراع، فيصعب التكهن بنتائج ذلك الصراع ومآله...
يبدو أنّ طبيعة القوى والأضداد الرئيسة المتناقضة والمتصارعة في منطقتنا متشابهة، ولها سمات مشتركة ومعقدة تتجلى في: مناهج تفكيرها الغيبية، ومحاولتها استحضار نماذج من الماضي وفرضها على الواقع وعلى المستقبل بأساليب متطرفة ومتعصبة تلغي الآخر، وتزعم امتلاكها الحقيقة، فضلاً عن وجود قوى خارجية تدعم هذه القوى المتناقضة المتصارعة...
على الرغم من صعوبة التكهن بنتائج صراع هذه الأضداد، من المؤكد أنّه لا مستقبل لها، ولا سيّما تلك التي تنتمي عناصرها إلى الماضي في تفكيرها ورؤيتها، إذ لا يمكن للماضي، ولا للرؤية الماضوية أن تنتصر نهائياً وتسود في عصر المعلوماتية والذكاء الاصطناعي...
ولمّا كانت "حتمية التغيير هي أمر ثابت في الحياة"، فإنّ هذه القوى المتناقضة، التي ديدن حكامها الغطرسة حد الجهل، ستنفي بعضها بعضاً في صراعها في أحوال عجاف، مما يجعل مخاض البديل عنها مخاضاً عسيراً وطويلاً؛ ونظراً لأنّ أغلبها يمثّل الظلام والعدوان والحقد والكراهية، ولأنّ صراعها فيما بينها، سيضعفها وينهك حاضناتها الاجتماعية، فإنّه يحق للمجتمعات المنهكة أن تحلم، وتسعى إلى بديل عن تلك القوى عبر صيرورة تقود إلى النور، والعدالة، والتسامح والمحبّة، ومما لا شكّ فيه أنّ هذا الأمر يتطلب من أبناء هذه المجتمعات مزيداً من الجهد لوضع لبنات البديل الأساسية والنهوض بها عبر صراع طويل ومرير...
تالياً، إنّ نهاية هذه المآسي، وجلاء هذا الظلام، وزوال حالة العدوان والاحتلال، وأفول عصر "العلماء" الجهلة بمختلف ألوانهم، وانبلاج فجر جديد عنوانه: الحرية، والعدالة، والمحبّة، والتسامح هي أمور ممكنة التحقق، حينما تغدو الصيرورة والتغير وقائع لا شكّ فيها... إنّما متى ستبلغ الأضداد في صراعها حالة "نفي النفي"، وتتفتح تلك الصيرورة، ومن سيعيش في كنفها؟ وكيف؟ وما الثمن؟ فتلك أسئلة يُسهم الزمن عبر تطور وعي البشرية، وتطور البنى الاقتصادية الاجتماعية، والتقدم العلمي والتقني، في معالجتها.



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلتوقف البشرية جميع الحروب؛ لقد آن الآوان لوقف الحرب على شعب ...
- خالد خليفة مؤرخ تحولات سورية كبرى أدبياً
- صحوة الضمير العربي
- ايقونة المرأة السورية حين تنثر الخير والمحبّة والجمال
- هيراقليطس والناسك السوري حينما يتظاهر
- الاستفادة من النقد دليل على صحة العقل
- تحية إلى مضيئي شموع الأمل؛ تحية إلى أهلنا في السويداء
- دور النخب الحاكمة في انهيار الدول
- لماذا لا يكفي عقدان من الزمن لسماع صوت العقل؟
- أزمة البشرية في عقلها
- المواطنة والدولة
- صيّاح النبواني مناضل وطني قلبه واسع وسع وطن
- الشاعرة -ريم البياتي- وأرق البحث عن الإنسان
- لماذا المجتمعات البشرية في حاجة إلى دولة المواطنة العلمانية؟ ...
- الخلل الفكري، والرؤية الغيبية الأيديولوجية للعالم من أسباب و ...
- -بوابات الهلع- عمل أدبي مميز
- ستسطع شمس الحرية من السودان
- يسينين وعشق المرأة والجمال
- من الدروس الهندسية للزلازل الأخير
- هل توقظ الزلازل العقول


المزيد.....




- اكتشف العجائب السرية المخفية تحت الأرض في تركيا
- -حرب صامتة- بين إيران وإسرائيل.. 800 هجوم و-القبة- تعمل بنشا ...
- شاهد: رفح على حافة كارثة صحية.. ظروف إنسانية مزرية وانتشار ل ...
- بمعدل سنوي.. التضخم في تركيا يرتفع إلى 69.8 بالمئة
- عائلة مثليّ بريطاني تتهم السلطات القطرية باستدراجه عبر تطبيق ...
- تسلحت بأحمر شفاه مسموم.. قصة أميرة مسلمة مسالمة برعت في العم ...
- جندي أوكراني يتمرد ويحتجز اثنين من زملائه وأطباء رهائن في خي ...
- فرنسا.. وقفة تضامنية مع فلسطين أمام جامعة السوربون
- الإمارات.. المركز الوطني للأرصاد يوضح حالة الطقس في البلاد
- -فاينانشال تايمز-: مجموعة الـ 7 توقفت عن مناقشة مصادرة الأصو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاهر أحمد نصر - -إلى أين المسير-؟