أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاهر أحمد نصر - الاستفادة من النقد دليل على صحة العقل














المزيد.....

الاستفادة من النقد دليل على صحة العقل


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 7718 - 2023 / 8 / 29 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حينما يبدأ أي إنسان، أو بناء، أو تنظيم، أو حركة بالظنّ أنّه فوق النقد؛ فهذا دليل إصابة وعيه بعلّة، ومؤشر على أنّه مهدد بالفشل...
أيام الاشتراكية السوفيتية كان أي صوت نقدي لأخطائها وفسادها، مهما بلغ صاحبه من الوعي والصدق والغيرة وحسن النية، يواجه بسيل من شتى أنواع الاتهامات من التخوين والعمالة للإمبريالية الأمريكية، وأقلها الوصم بالتحريفية... لقد دفع الثمن باهظاً بسبب فقدان إمكانية وملكة الاستفادة من النقد...
وحينما أخذت القوى المتعصبة والمتطرفة في الحراك الوطني الديمقراطي إبان حياة مجتمعنا القريبة، تطرح شعارات فئوية ضيقة تنال من وحدة النسيج الاجتماعي، ارتفعت أصوات تنتقد تلك الممارسات ضيقة الأفق، وتطالب بالابتعاد عن التعصب وتمجيد فئة على حساب الآخرين مهما كانت الحجج والذرائع؛ ولمّا صُّمَت الآذان عن سماع النقد وصوت العقل دُفع الثمن باهظاً أيضاً...
أما الآن ومع توجيه التحيات إلى أهلنا مضيئي الشموع في الجبل، ينبغي الإقرار أن لا أحد ولا أمر فوق النقد، بل من الضروري رفع صوت النقد للثغرات والسلبيات التي يتناقض التمسك بها مع جوهر الغاية من إضاءة الشموع...
إنّ شعار واحد واحد واحد؛ يعني أنّ الوطن يتسع للجميع وفي حاجة إلى الجميع، بمن فيهم من نختلف أو نتفق في الآراء معهم، من نحبّهم أو لا نحبّهم، من يحبّوننا ومن لا يحبّوننا... الآخر هو الأنا... الوطن يبنى بأبنائه من مختلف الألوان والانتماءات والمعتقدات معاً، لا يمكن جلب أناس من المريخ لبناء الأوطان، وإن لم ينل الآخرون إعجابنا، فهذا لا يعني إلغاؤهم، بل البحث عن طريقة للعمل معاً لنرتقي معاً نحن والآخر ونتجاوز أمراضنا والثغرات التي تدفعنا إلى التفرق... وأن نحبّ بعضنا بعضاً مهما اختلفت آراؤنا، لا سبيل أمامنا إلا إيجاد طريقة للتفاهم والمحبّة، أو الفناء...
إنّ شعار "الدين لله والوطن للجميع"، يعني أنّ الوطن يتسع أيضاً للجميع، والجميع متساوون في حوقهم وواجباتهم مهما كانت معتقداتهم الدينية والفكرية والحزبية والعقائدية، ومهما كانت انتماءاتهم القومية أو المناطقية؛ فالأخوة الأكراد، على سبيل المثال، متساوون مثلهم مثل العرب في الحقوق والواجبات وفي إثراء وإغناء لغتهم وثقافتهم وحياتهم السياسية والاجتماعية في أي بقعة من أرض الوطن أينما حلوا... وينطبق هذا الأمر على أبناء الجبل والسهل والساحل على امتداد مساحة الوطن...
التعصب يهلك
ينبغي أن تكون جميع الشعارات منسجمة فيما بينها، ومع جوهر القضية الوطنية والاجتماعية والسياسية المنشودة في بناء دولة المواطنة الديمقراطية التداولية العلمانية المتحضرة... فشعار واحد واحد، على سبيل المثال، ينبغي ألا يترافق مع شعارات تتناقض مع جوهره وتدفع إلى التخندق والتعصب والعداوة... كالشتائم، وإغلاق المباني بالحديد والنار... تلك مسائل خطرة وغير منطقية ولا عقلانية، فالتعصب كما التطرف يهلكان - ليس هكذا تورد الإبل - بل ينبغي أن تكون الشعارات والرايات والممارسات جامعة لأبناء الوطن جميعاً مهما اختلفوا في آرائهم ومعتقداتهم وانتماءاتهم، لا أن تكون شعارات تدفع إلى العداوة والبغضاء والتفرقة...
ربّما فكر كثيرون من مختلف المناطق في البحث عن وسيلة للانضمام إلى التظاهرات، إنّما بعد سماع شعارات وممارسات ضيقة الأفق تبثّ التفرقة والعداء في نفوس الآخرين انكفأوا وعادوا إلى الصمت...
ينبغي تعلم فن التراجع
تقول العرب: "الرجوع إلى الحق فضيلة"، ويقول ف. إ. لينين قائد أعظم ثورة هزّت العالم في القرن العشرين: "ينبغي ألا نهاب التراجع"... كم من الأصوات تحيي مضيئي الشموع، وكلّ من يهمه مصير الشعب ومستقبل الوطن، وتناشدهم التركيز على المسائل الوطنية والشعبية والسياسية الجوهرية الجامعة، فوحدة تراب الوطن وصيانة استقلاله، ومعالجة هموم النّاس المعيشية والأزمة الاقتصادية التي تثقل كاهل الشعب تتطلب معالجة سياسية شاملة أساسها تطبيق القرار الأممي 2254 والاتفاق على أسس بناء دولة ديمقراطية تداولية متحضرة موحدة جامعة؛ فمن المفيد التركيز على هذه الأمور، وأن تتمحور الشعرات والرايات حولها، أما باقي التفاصيل، بما فيها المحاسبة والعدالة، فسيحلّها مستقبل تطور البلاد...
إنّ إعمال العقل، والاستماع إلى النقد الموضوعي الغيور، والاستفادة من النقد، والرجوع إلى الحق، وتعلم فن التراجع هي مسائل مطلوبة من جميع الأطراف، ولا سيّما، أولئك الذين يدقّون طبول الحرب والاجتياح خلال ساعات... فلا منتصر في هذه النزاعات... في الحروب الأهلية الوطن وجميع الوطنيين هم الخاسرون... ومهما طالت الحروب سيجلس ممثلو مختلف الأطراف إلى طاولة المفاوضات السياسية، فلماذا تُشن الحروب طالما النتيجة هي المفاوضات؟
مهما استمر التسويف والمماطلة سيصل الجميع إلى حلّ سياسي، وإلى نهاية لا بدّ منها؛ فلنبدأ من النهاية...



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية إلى مضيئي شموع الأمل؛ تحية إلى أهلنا في السويداء
- دور النخب الحاكمة في انهيار الدول
- لماذا لا يكفي عقدان من الزمن لسماع صوت العقل؟
- أزمة البشرية في عقلها
- المواطنة والدولة
- صيّاح النبواني مناضل وطني قلبه واسع وسع وطن
- الشاعرة -ريم البياتي- وأرق البحث عن الإنسان
- لماذا المجتمعات البشرية في حاجة إلى دولة المواطنة العلمانية؟ ...
- الخلل الفكري، والرؤية الغيبية الأيديولوجية للعالم من أسباب و ...
- -بوابات الهلع- عمل أدبي مميز
- ستسطع شمس الحرية من السودان
- يسينين وعشق المرأة والجمال
- من الدروس الهندسية للزلازل الأخير
- هل توقظ الزلازل العقول
- أمي!
- شاعرية ثائر زين الدين
- الأدب الروسي في الفضاء الثقافي العربي
- دور الأدب الروسي الكلاسيكي في صياغة وعي الشبيبة العربية
- -محجبة بين جناحي باريس- قصة فتاة -علمانية- محجبة
- -أزهار الجليل- وعطرها


المزيد.....




- -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو ...
- -أمر أخلاقي وعادل-.. ترينيداد وتوباغو تقرر الاعتراف رسميا بـ ...
- السيدة الأولى للعراق شاناز إبراهيم أحمد تكتب لـCNN: فرسان ال ...
- السعودية.. تداول فيديو لمواطن يطلق النار من سلاحه بمكان عام. ...
- شاهد: -السحابة الخارقة- تضرب شمال فرنسا وهطول برَد بحجم حبة ...
- رصد طائرة غريبة وغير مألوفة في الولايات المتحدة
- مصر.. من هو إبراهيم العرجاني رئيس اتحاد القبائل العربية في س ...
- مشروبات كحولية لا ينصح بتناولها مع اللحوم المشوية
- أردى أحدها قتيلا.. شرطي أمريكي يخلص رجلا من أنياب كلاب شارد ...
- رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا تلعب بالنار


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاهر أحمد نصر - الاستفادة من النقد دليل على صحة العقل