|
القدس عروس عروبتكم
خليل الشيخة
كاتب وقاص
(Kalil Chikha)
الحوار المتمدن-العدد: 7765 - 2023 / 10 / 15 - 18:51
المحور:
القضية الفلسطينية
بينما تدك إسرائيل قطاع غزة وتقتل البشر والشجر وترتكب جرائم في حق المدنيين، تذكرت قصيدة مظفر النواب التي يقول فيها – القدس عروس عروبتكم... فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها ؟؟ ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصرخات بكارتها وسحبتم كل خناجركم وتنافختم شرفا وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض فما أشرفكم أولاد الق –ح - بة هل تسكت مغتصبة ؟ أولاد الق -ح - بة لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم نعم، هكذا قال للحكام العرب. ويقول في مكان آخر أنه لايستثي أحداً. كما قال مرة المتظاهرون اللبنانيون في الساحة – كلن يعني كلن- . أنا شخصياً لا أحبذ هذه اللغة في السباب والشتائم، لكن عندما سئل مرة، أجاب هكذا حكام، بحاجة إلى هكذا لغة. تذكرت مرة عندما كنت في زيارة لسوريا وقابلت مظفر النواب في إحدى كراجات حمص، فأسرعت إليه وسلمت عليه ثم تصورت معه وسألته عن عنوانه لأجل أن أجري معه مقابلة، فرد بأنه موجود في مقهى الهافانا. وبعد أسبوع ذهبت إلى هناك وسألت عنه، فلم أجده. لكن سألته قبل أن أغادر الكراج هل هو سعيد في تنقلاته الدائمة، فقال لي بأن هذا هو قدرالشاعر الذي يقول الحقيقة. نعم، ليس قدر الشاعر فقط بل قدر كل إنسان يقول الحقيقة في السجن العربي الكبير الممتد من البحرالمتثائب إلى المحيط النائم. عندما أسمع التصريحات على جرائم إسرائيل من زعماء العرب، أتذكر مرة أخرى عبدالله القصيمي الذي ألف كتاباً كاملاً عن العرب يقول فيه أنهم ظاهرة صوتية. الرجل أتعب نفسه وأتى بكل البراهين على أنهم رجال أقوال وليسوا رجال أفعال. والقصيمي هذا مات غريباً عن أرضه وكادوا أن يغتالوه في لبنان لأنه صرح بالحقيقة الممنوعة في أرض السواد كما قال عنها عبد الرحمان منيف. كم من المعارك قد دخلنا نحن العرب مجتمعين ضد إسرائيل، وأتت هذه الحروب وبالاً على رؤوسنا وعلى كرامتنا وعلى أرضناً. كم غنت فيروز وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب للمعركة ولفلسطين، هل استفدنا شيئاً من الغناء والحروب إلا خسارة الكرامة وخسارة الأرض. فالجولان مازالت محتلة، وسيناء لم ترجع بالحرب بل رجعت بدبلوماسية السادات ، خاصة عندما زل نفسه ووطأت قدمه أرض الكنيست الإسرائيلي. ولولا أن إسرائيل اريدت أن تقضي على أي محاولة مستقبلية للحرب، ماكانت لتعطي السادات شيء. لكن بخروج مصر من الصراع، سجلت إسرائيل آخر حرب مع الجيوش العربية الشجاعة. هل رأيتم النساء والأطفال وكبار السن في غزة يرحلون من منازلهم إلى المجهول. فقد أغلقت مصر الممر الوحيد أمام الجميع، حتى الذين يريدون الذهاب إلى دولهم الأروربية أو كندا. هل رسمت إسرائيل هذا السيناريو منذ زمن، أي حرب التهجير والنزوح حتى تقضم ماتبقى من غزة وتحقق مشروعها التوسيعي بارسال جميع الفلسطنيين إلى سيناءوتكون الوطن البديل كما تناقلت هذه الإشاعة صحف وتواصل إجتماعي في السنين الماضية. وهل كانت حماس الأداة التي ساعدت على تنفيذ هذا المشروع ضد الشعب الفلسطيني. فكما تعرفون، فإن الإسرائيليين يزداد عددهم في كل سنة وهذا مايفسر زرع المستوطنات حول الضفة، وقضم إسرائيل مزيداً من الأرض. فهم يرسمون للمستقبل ويتكلمون كثيراً عن إعادة يهوذا والسامرة. والله الجماعة يقظين، ونحن حتى عندما نحارب، ندخل المعركة ونحن نيام، ولذلك نرتد دائماُ على أعقابناً مهزومين دون كرامة. بالرجوع لمظفر النواب، فهو قد مات منذ بضع سنين مخلفاً وراءه شعره وسكره أيضاً. كان غالباً يلقي قصائده وهو سكران. وكما تعرفون أن السكران ينحل لسانه ويقول كلاماً لايجرؤ على قوله وهو صاحِ. كتبت مقالة مطولة عنه نشرتها في المرة الأولى في صحيفة تصدر من لوس أنجلوس أسمها – بيروت تايمز- ثم وضعتها في كتاب – انطباعات الزمن الفائت- فيما بعد. سجن النواب عدة مرات، وفي المرة الأخيرة هرب مع بعض رفاقه من السجن من خلال حفر نفق بالشوكة كما فعل الأسرى الفلسطينين في سجن جربوع – أو جلبوع – في 2021. ولو ظلوا في السجن لأعدمهم النظام القائم في تلك الفترة، لأن البعثيين شنوا حرب إبادة كما تعرفون ضد الشيوعيين انتقاماً منهم على مافعلوا بهم عندما كانوا متحالفين – أي الشيوعيين مع عبدالكريم قاسم. كانت أشعار النواب يوزعها الناس بالسر على الكاسيت كما كان البعض يوزع بالسر خطابات الشيخ المصري عبدالحميد كشك الذي كان يسخر بشكل دائم من نظام عبد الناصر ومن أم كلثوم وعبدالحليم حافظ. عداك على أننا نحن العرب ظاهرة صوتية كما قال القصيمي، فنحن أكثر البشر عنفاً ضد بعضنا البعض، والواقع والتاريخ شاهد على ذلك. فالنظر مايحدث بسوريا من قتل ومايحدث في العراق وبقية معمورة الوطن العربي، يعرف أننا شعوب تكره بعصها البعض إلى حد الإبادة. إلا تذكرون أو تقرؤون في كل إنقلاب في العراق، يلجأ المنتصر إلى الشحط والتمثيل بجثة الحاكم السابق. أيضاً، لاتنسوا مائا فعل شباب ليبيا بالقذافي. نهاية القول. احذروا مشاريع إسرائيل التوسعية، فنحن أحيانا نعمل بدون وعي لخدمة هذه المشاريع الإجرامية. تشرين أول- 15 - 2023
#خليل_الشيخة (هاشتاغ)
Kalil_Chikha#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
توتي وفروتي
-
صطّوف ولطّوف
-
النملة والصرصور
-
الثعلب والدب
-
رواية ابن البلد
-
تاريخ خزانة الماء
-
أحذية أداديس
-
الله والفقر
-
احترم نفسك أولاً
-
مذكرات أبنة الدكتاتور
-
عقم مجادلة الملاحدة
-
ممنوع التصوير مع الحمير
-
رواية وفيلم الخروج
-
ديفد كوبرفيلد
-
الصهيوني إفراهام ستيرن
-
هو سعيد بشبهة الإرهاب
-
في الأمثالوجيا والإفحام
-
أصل الأنواع
-
التعابير المشتركة بين الإنسان والحيوان
-
الأحمدية كفر وإلحاد
المزيد.....
-
أمستردام تحظر المظاهرات 3 أيام بعد مهاجمة جماهير فريق مكابي
...
-
انتشر على وسائل التواصل بشكل جنوني.. حادث سيارة مفبرك وكامير
...
-
غارات ليلية -عنيفة- تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت بعد إنذار
...
-
إصابات وأضرار جسيمة جراء ضربة جوية روسية على مبنى سكني في خ
...
-
إعصار -ينكسينغ- يغادر الفلبين بعد تسببه بفيضانات وانهيارات أ
...
-
تونس... سجن مشاهير تيك توك بين القمع و-حماية الأخلاق العامة-
...
-
واشنطن تتهم إيرانيا تابعا للحرس الثوري بالتخطيط لاغتيال الرئ
...
-
بلينكن يجري مباحثات مع نظرائه بألمانيا والسعودية بشأن غزة ول
...
-
غنائم الفوز.. خطوة نحو تعليق الإجراءات القضائية ضد ترامب
-
22 قتيلا بانفجار بمحطة قطارات في إقليم بلوشستان الباكستاني
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|