أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وسيم بنيان - انحت بحروف مسمومه















المزيد.....

انحت بحروف مسمومه


وسيم بنيان

الحوار المتمدن-العدد: 7759 - 2023 / 10 / 9 - 00:41
المحور: الادب والفن
    


الى: ع.الحسين هاشم وارواح أخر.

رقش في سياق
ا ل ش ك ل ن ه :

ازميلي قلى(القالي)ومجمل(سيبويات)النحو،
بصريه او كوفيه.
لذا تراني ع. مدار هاته المنحوته،اوحد بين التاء والهاء الآخريتين،في طرس واحد.
وتبعا لبغضي«النحاه»وما افسدو به عربيتنا؛ولم تك مصادفه ان اغلبهم من غير العرب؛اتحاشى هنا الذي/التي،وبدلا عنهما الطش المشار اليهما ب «ال» التعريف،دون ان احشي بهامش،ولنعم ما قيل:من حوى الحواشي ما حوى شي.وكذلك الحال مع«الالف الملعونة»[مع استثناء الكتابة القرآنيه طبعا]والتي يكتبونها بعد:(نظروا،اجتمعوا...)،فهي لغو تافه،واكثر تفاهه منها ماذكروه من سبب ايرادها،فكن ع. ذكر من ذلك،واركب فلكنا هاته؛ان كنت من هواه«التفكيب»*؛البسم الله مجراها...


ليس مائيا
لونها:

هل للبوح اوآن؟
وكيف السبيل للكشف في جب الصمت؟
عم تستفسر؟
دعني لأوجاعي أتعكز صولجان الأمل،
ذرني نائيا مع النجوم ع. بساط الوهم.
وإياك أن تنس احتفاظي بنصف فرشاتك-الكسرت بعد شجارنا على «جسر الصرافيه»عندما أصر الأنذال أن يشطروه الى نصفين كما شطرنا- فإعد لي نصف قلمي لأعطيكها،فتواصل تزيين عجوزك النبيله1،و أكمل بدوري:(كاتب ورسام سيره ما جرى2...


احمر سمهم
الخبيث:

قائل منهم بشكل هستيري هادئ حد الرعب:
الدماء تسيل جارفه ثماله العيش...
فهل انتم صم؟
افتحو أنوفكم لطعمها،مابالكم تكلستم،
ألا تستفزكم قسطلتها؟

متحمس آخر ينطلق بسرعه الحسره هاتفا:
ايها الناس انظرو الى الحمار الناصع السواد انه يلتاث بالتراب،
لقد عقرو آلاف الناس،أتوثقون؟
تمعنو في الضحايا،انهم يجزرون كما حبات الطماطه•لاحظو:
أحمر...
يندفع ثالثهم وهو بائع الأسلحه،يتيمم بالسائل القاني،ويرتقي مكانا عال،متقمصا دور الخطيب،يرفع راحتيه المخضبتين،مذكرا بالطقوس القربانيه،ويصدح مباغتا الجمهور بصوت جهوري:
افتحو صدوركم واخرجو قلوبكم لتعلن البكاء والنحيب على هذا القدر،كيف لا تصدقون بأن النجاة في الحرب...
انهم يريدونها...

بائعها•:
بلى،لتكن حرب.
اشترو طماطي3 وحشو فوهات المنجنيق بها،
ليحمر كل شيء...

النظاره:
نعم،فلا فض فوك:لتحمر الحياه...

زبون:
اعطني«4» كيلوات ايها( الطماطي4)المحمر.

غيره:
وبعني بعده«20»كيلو،أريد أن أمنحها في سبيل الشيطان،يجب أن اساهم
في التحمير...

خلع التاجر نظارته مبتسما،واشار بيده نحو جموع من الصعاليك والسراق والقتله،اصطفت من ورائها الغربان:
«يلا»يا أحبتي الأعزاء أريدكم ان تفرغو اكبر قدر ممكن من صناديق الطماطه وتسحقوها،يجب افهام الجميع في هذا البلد المحومر،
عدم جدوائية ترويج غير الأحمر،أنا افعل ذلك من اجلكم
ومن اجل تاريخنا الأحمر.

 تدافعت الحشود مسرعه:
احمر،احم،...
عاش الأح...،
مات الأبيض...


كلمات سوداء ينقشها
سعيد الساهم5:

اتذكر حينما اخذ يسرد رواياته في زمن اغتيال الحكواتي.
مازال طعم الرماد الذي يرشه على طعامه؛المعد من نقانق الجرذان؛
بدل الملح في فمي.
كان لا يرى،بل لا يريد أن يرى،غير الأسود.
وحينما ولدت زوجه العاقر ابنه اليتيم،جسد بلا أطراف مثل«يلگ»، استبشر بشكل مشؤوم،وانخرط بعمل لا يفتر في مرسمه.
انهى العديد من اللوحات القبوريه،من بينها رسمه لطفل،
يمكن التقدير انه لم يبلغ سنته السادسه بعد.
بدا ان احدهم قد ضمخ رأسه،قبيل الكارثه،بمرهم ما ليلمعه،
فبرز شعره حين اخرج من مدفنه،رماديا منطفئا،مع بقاء بضع فجوات
بلون مغاير.
وقد اجتهد سعيد كثيرا بخلط عصاراته،ليفي المشهد حقه لونيا.
رسخ الرأس في دماغي،فظلت فروته الغريبه تتجلى في اليقظه
و المنام،واستوطنتني إثرها الاضغاث.
ولج الطفل وعائلته ومن شاركهم مصير الدفن احياء،
في جل سيناريوهات كوابيسي.
جثث بشرية مهروشه،عظام وجماجم عافها البياض وادقعها الصفار،و يدا ذلك الطفل تواصلان حمل«الدعابل»،اثمن كنوز عالمهم الطفولي...
انجز سعيد في آخر الأمر لوحات كثيره لكرنفالات الدفن الجماعي وانتهى من ارشفه تاريخها.
بيد ان البدايه ضاعت عليه،حتى التقى اخيرا بذلك اللافنان؛والذي نطق بكلمه يعجز عنها اعظم الفنانين احيانا؛فحينما علم بأزمته،
اشار عليه منبها:
لم لا تستهلها بالقبر الجماعي الذي أسسه زعماء الإسلام،والذين يعدهم البعض ظلال الله في ارضه،حينما جزرو الضحايا وفصلو رؤوسهم ودفنو في قبر واحد في صعيد
ك ر ب ل ا ء...

 
تلوينك
اعرفه:

اتأملك حين ترسم،استشعر حجم الألم في اعماقك،
واحس بنار العذاب التي تستعر في وجدانك.
حزين انت فوق العاده،ف(اكاديميه)فننا لا ترحم.
هي اعتبرت من يرسم(البورتريت)فنانا سوقي،وهابط،
بينما الواقع الثقافي العالمي يكذب ذلك،كما يعرف كلانا. 
وفوق هذا الإجحاف الذي ليس له ما يبرره اكاديميا،سوى الأصوليه، فللجميع اصولياتهم وليس للإسلاميين وحدهم.
كنت في عوز قاتل في زمن الإرهاب والسعار الهائج،
فمن يهتم بالفن حينما تصبح الثقافة الغائيه،دمويه؟
كنت ترسم وكأنك تحاول مقاومه العرف السائد جهد الإمكان،
ولكي تنقذ باقي الألوان،الجفت وتيبست عصاراتها نتيجه رواج «الأحود»،
من ضفه اخرى كانت عائلتك تريد الخبز واطفالك تريد اللعب
والمزاح بعد الشبع.
هكذا انخرطت ترسم الصور الشخصيه،
بعد عزوفك عن انجازها فيما سبق،مجاريا لواقع سائد.
لكني جد سعيد بحزنك وبصورك زاهيه الألوان.
بل لا اخفي عليك انها اذهلتني،مثل الوان الرسمات التي نقشتها،مع سرمد غازي6،على الشارع الكاظمي؛بعد ان ثوى فوقه عشرات القتلى واصطبغ اسفلته بدمائهم الزكيه؛فحولتما الدم الى ورود متفتحه زاهيه،طهرت رائحتها حقد الجبناء.
ما فتأت تلك الرائحة تجتاح انفي،
وانا أتجول في أروقه(ندر لاند).
ولذا أرى سرمدا حيا،وأراك سعيدا رغم الألم...

 
 بترحالي
احمل تابوت الاصباغ:

لم أنس؛ولن أتناسى؛حيثما مضيت،ومهما تراكضت السنين،
لا أتخلى عن متحفي المكتظ بالمحاثات.
كل الوثائق عندي:
الاحشاء و الارامل.
الشيوخ و الجماجم.
عذريه اليتامى وثكل الرضع.
كلها محفوظه في حبر حزني وكراريس مخيلتي.
هيثم وحيدر، سرمد ومهند،انا وانت...
هم،انتن...
بأدق التفاصيل وازهد الأسعار.
و انوي إقامه«مزاد سري»لكل الأشلاء،
وحتى الأورده والأمعاء.
فبحوزتي اعضاء فريده،
لن يتسنى لمثلها العرض،في اشهر بنوك الأعضاء البشريه.
فهل سمعت بقطعه جسديه اقتصت من فوق العين،مع نصف الحاجب، وقليلا من شعر الرأس،وبقيت تتحرك؟
اقسم ع. رؤيتها تتحرك.
ومنذ نداء الله اكبر من أحد المحزمين...
-وكان وسخا وأشعث كما جل أسلافه،حسب الوصف الذي جاء من الذين رأوه قبل أن يفجر جسده العفن ويأخذ معه كوكبه من الأبرياء.كان عدد أجزاءها المتناثره،طبقا لذاكرتي، «26»جثه تقريبا،تشظت الى اجزاء صغيره،بعضها بصغر النواه،اما السالمه فكانت كالمصفاه7.
إذ اخترقتها«صچمات»؛يستخدمها من نعتو انفسهم«المجاهدون»؛نثرت في العبوات المصنعه في اغلب البلدان،وترسل على دفعات،كهديه حقد لأبناء الرافدين- 
... وحتى الآن ما برحت تقرع دماغي،وهي تتراقص نزفا...
لك دهاليزك و متاهه الأشكال.
دع الأسود للسوى،
وادلق خضارك.
لسعيد جبانته الجماعيه،ولك تلك اللوحه،
هل تذكرها؟
حينما سألتك عنها؛بعد أن شعرت بوخزه غثيان بدأت من اسفل ظهري وتوسدت هامتي؛فقلت لي:
هي عن صراع(س)و(ش).
لقد ابكتني أياما،وكأنها مجسم مكثف لذاك الصراع...
لكم تلك الألوان...
وهذا معرضي/نا.
وصبرا احبتي،ان الصبح لناظره لقريب...

*نحت من تفكيك وتركيب.
1-رسمه لعبد كنت قد رأيتها قبل مغادرتي العراق.

2-موضوعه روائيه اطارها العام،العلاقه بين الاحتلال والارهاب بكل مستوياته،وكان من الطبيعي جعل حيزها الزماني قبل الاحتلال(الصهيو امريكي)،وما اتسق معه،وبإمرته،من مشاريع وهابيه عربانيه وغيرها.وقد استعصت على الانتهاء،وضاعت مسودات منها مرارا،ولا ادري ان كنت استطيع لملمتها من جديد.

3-يلفظ البعض من اهلنا في الجنوب المفرده«طماط»،فجمعناها ع. اساس تسميتهم.

4-بائع الطماطه.

5-فنان اخر،هو(م.م)صديق مشترك لعبد وسرمد،واسمه هنا(حركي)،كذلك فيما نثر من احواله،اذ اختلط فيها الخيال بالواقع،وان لم يكن ثمه فارق غالبا.وكانت احواله لاتخلو من طرائف ونوادر،كحال اكثر اهل الفن،اما المعرض المومئ اليه فهو «حدث واقعي».

6-عندما اعلن خبر مقتل عدي صدام،نزل المرحوم مع بعض من صحبه الفنانين الى الساحه،ليخطوا لافته تهنئه الى عزرائيل.
توفى رحمه الله اثر تفجير مفخخه،وقد اخترقته بعض شظاياها.
7-فجر ارهابي نفسه في مسجد(ام البنين) بمنطقه(ابو دشير-الدوره)،وكان مكتظا حينها قبيل صلاه الجمعه،فحصد مصليين كثر،ولولا ان(شامل-ابو فاطمه)شك فيه عند الباب الرئيسي،ومنعه من الدخول الى المسجد باحتضانه،لقتل المئات.وتناثر جسد المرحوم شامل،ومن كان يقف قريبا منهما،وبين من استشهدو صديقنا المرحوم صباح محمد حسن،وابنه الوحيد مصطفى،وانا لله وانا اليه راجعون.

 


(بغداد-دودرخت)
12/4/2009/المبيضه الاولى.
اعادة صياغه:
8-تش1، 2023.
(بغداد-برلين)

 

 



#وسيم_بنيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كان ما لم يك
- ج... خ... لوة أو تجلياته
- لن يطهركم بيت كنيفي
- مشكاة لل(قارورة)
- س.سي*: قصيدة بوزن الانتصار
- بالحبر الكريم
- م.العدل...
- صلاح حسن قربان التاريخ
- حوار مع هتلر:النسخة الصهيونية
- كلمتان عاجلتان:الى محور المقاومة
- عن الشبكة ومواقع اللاتواصل والمواقع والتطبيقات العربية
- صمويل بيكيت:رحلة في مدارات خربة
- ماكرون قاتل المدرس الفرنسي
- عسل الجنون
- ما وراء الشعر وقبله6
- تركيا واذربيجان وفرنسا ولبنان
- هوية ليسية
- ما وراء الشعر وقبله5
- مخطوطة صهيونية تطبع لأول مرة
- ما وراء الشعر وقبله4


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وسيم بنيان - انحت بحروف مسمومه