أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وسيم بنيان - ما وراء الشعر وقبله5















المزيد.....

ما وراء الشعر وقبله5


وسيم بنيان

الحوار المتمدن-العدد: 6691 - 2020 / 9 / 30 - 23:51
المحور: الادب والفن
    


شعرية الجاهلية النقدية
كتب سعيد الغانمي1:كثيرا ما يكرر الاخباريون بيتين شهيرين لجذيمة الابرش ع انهما مثل قديم لمكافأة الإحسان بالإساءة،وهما اقدم بيتين يرد فيهما مفهوم القافية:
اعلمه الرماية كل يوم
فلما اسعد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي
فلما قال قافية هجاني
ويذكر (ابن دريد=هامش الخزانة)ان قائل هذه الابيات هو(مالك بن فهم الازدي)وكان سليمة،ربيبه او ابنه حسب اختلاف الروايات،رماه بسهم فقتله،فقال الازدي البيتين قبل ان يفيض.
لكن الاصفهاني ابو حمزة يوردهما ع هذا النحو:
جزاني لا جزاه الله خيرا
سليمة انه شرا جزاني
اعلمه الرماية كل يوم
فلما اسعد ساعده رماني
اما العيني فيرى ان قائلهما هو(معن بن اوس المزني)،شاعر جاهلي مقل،وينقل عن الجاحظ انه قال الابيات في ابن اخت له،ويورد البيتين مع 5 ابيات اخر.
بينما يجعل الميداني البيتين مثلا يضرب لمن يسيء اليك وقد احسنت اليه.ويوردهما مسبوقين ببيتين قبلهما.ويغير كذلك من صيغتهما كالتالي:
اعلمه الرواية كل يوم
فلما طر شاربه جفاني!
بالعودة الى الرواية التي نسبتهما الى مالك.تتواصل المرويات حاكية ان جذيمة،ابن مالك المغدور،قتل سليمة.وصار ملك ع تنوخ.فتتراكم الروايات حول جذيمة،ويعلق الغانمي ع تلك المرويات بكونها ولاشك مصدرها(الحيرة) الدولة العراقية العربية القديمة التي يستدعي سعيد العديد من الادلة المشفوعة بالنقوش والاحافير ليثبت كونها-الحيرة-ام اللغة العربية الفصحى الحديثة،والتي سبقت الإسلام،وكانت اهم مميزاتها(ال) التعريف.فجعلت من لغات(سبأ وحمير ومعن/معان والنبط،في خبر كان.وثم نقش كتب باللغة النبطية يتكوت من3 سطور،يتعلق بشاهدة قبر تذكر ان الميت هو(فهر بن سلي) ربيب جذيمة ابن مالك المشار اليه آنفا.ونذكر هنا النقش النبطي،مع ترجمته بعربيتنا الفصحى المعاصرة،تاركين منه السطر الثالث الذي لايحتاج لترجمة اذ ورد فيه:ملك تنوخ.
النقش النبطي:
1- ذية نفسو فهرو.2-برسلي ربو جذيمة.
الترجمة:
1-هذا قبر فهر.2-بن سلي ربيب جذيمة.
وكما يعلق الغانمي وننقل عنه بتصرف :اختلف الباحثون في كيفية ضبط اسم(سلي)فذهب لتمان الى انه مشتق من سليم.وقال ولفلسن انه اسم عبراني مشتق من شلة.ورأى نولدكه انه من سلاء.بينما يرجح الغانمي انه صيغة ترخيم ل سليمة...
ولنا ان نتسائل:اذا كان اسم بسيط،مثبت ع نقش مادي،قد استدعى كل هذه الفرضيات،من اناس اختصوا باللغات ولهجاتها والاثار ونقوشها،ويتحلى اغلبهم بنعمة البصر،لم يستطيعوا ان يجزموا بخصوص الاسم،فكيف لرجل يفتقر لجل تلك الاختصاصات،اضاقة لفقده حاسة البصر،واعني به طه حسين،ان يشكك حد الانكار غالبا في قراءته للشعر والادب الجاهلي؟!
1-في كتابه:ينابيع اللغة الاولى.

ما يعلم
وما لا يقال
في جعبة التراث القصصي الشفوي*الشعبي الكثير من الحكايات العميقة والتي تكتظ بالكثير من العبر.العبرة والعبور،نحتاج الى سرعة بديهة ونظرة ثاقبة في الاولى،ولجسر آمن في الثانية،والا لن تسعفنا العبرة=الدمعة.ثمة حكاية عصفت بحقول مسامعي منذ ان هطلت اول تفاصيلها على اذني منذ عدة سنون.يمكنني ان الخص هنا وقائعها كالتالي:تحير كمال1بحالة اخيه الاصغر والاعزب جلال،اذ تعرض لمرض غامض المصدر علله البعض بانه تسمم،فسبب له السم التقيؤ بديدان صغيرة.وبعد جولة فحوصات طبية في اروقة المشافي والمختبرات لم يتم تشخيص خللا ما.كان جلال حينها يزداد نحولا وشحوبا يوما اثر اخر،وقد الح على اخيه ان يتوقف عن طلب العلاج ويتفرغ لزوجته واولاده.لم يرض كمال بذلك المقترح،واصر على متابعة الاسباب،لكنه قرر ان يطرق باب العرافين واهل الطب الروحاني هذه المرة،فشرع برحلة نحو تكاياهم رفقة جلال.وبعد زيارة المشاهير منهم بين قرى ومناطق نائية،اشار عليه احدهم ان يتجه الى فلان الفلاني،وهو معالج متمرس بالحالات المستعصية،كما انه رجل مبارك ينحدر نسبه الى آل البيت الطاهرين،وهكذا شد كمال الرحال نحو مرابع ذلك السيد.وصل اخيرا الى عيادته التي لاتشبه اي عيادة معهودة،بعد سفر مضن،كاد ان ينهش حياة جلال،الملقى فوق بطانيات واغطية فرشت ظهر سيارة(البيك آب)التي يتنقل بها كمال،وهي مصدر رزقه ايضا.كان مربض السيد يعج بالمرضى والمبتلين من كل الاصناف والاجناس،ولولا ان كمال شرح لحارس المدخل انه قادم من مكان جد بعيد كما ان برفقته حالة طارئة،لما تسنى له لقاءه دون موعد مسبق.بعد ان تفحص السيد الحالة اخبر كمال بانه تأخر كثيرا،وان صحة اخيه تدهورت بشدة،والشيء الوحيد الذي يستطيع فعله هو انتظار معجزة ما،او موت جلال بكل بساطة.غادرت البيك آب وهي تزفر دخان الكآبة التي خيمت على ملامح سائقها الذي لم يبتعد كثيرا،وهاهو يسمع دقا على الزجاج الذي يفصل بين قمرة القيادة و(بدي) السيارة الخارجي،فاوقفها على الفور ليترجل منها،ويطل على اخيه.كان وجه جلال قد تشمم رائحة الموت،وبدا انه على وشك الرحيل.ندت منه بضعة سعلات قبل ان يطلب من كمال بصعوبة ان ينزله الى الارض.بحزن عميق واسف بالغ راح كمال2ينقل الفراش ليطرح من ثم جلال فوقه،وما ان افترشه جلال وقد انطرح فوق تراب ارض زراعية منعزلة،حتى طلب من اخيه جرعة ماء.اتجه الاخ من فوره لاحضار (جلكان) الماء من السيارة فوجده فارغا،اذ كان قد ثقب وافرغ ما بحوزته.شعركمال بالقهر والوجع وهو يراقب وجه جلال المغرق بالجفاف والعطش.تفحص المكان حوله،فلاحت له ساقية محاطة ببعض الاعشاب من مسافة ليست بعيدة فحث خطاه نحوها.كانت الساقية مبزل متغير اللون وآسن.ولانه الخيار الوحيد المتوفر في هذه اللحظات،لم يك بوسعه ان ينتظر،فاخذ يبحث عما يمكنه ان ينقل به الماء.وقع نظره على سلحفاة نفقت قريبا من الساقية،فهرع اليها مسرعا،قشط ما تبقى من احشائها المتيبسة باصابعه،واغترف بها غرفة كافية وعاد ادراجه نحو جلال.بدا له انه في النزع الاخير دون شك.وضع يده تحت رقبته وقرب شفتيه من الماء،ارتشف بضع قطرات وابعد راسه ساعلا من جديد.طرح كمال الدلو السلحفاتي وابتعد عنه ليختلي بحزنه.وهو يشيع خطوات كمال ناجى ربه ان يخلصه من هذا البلاء ويريح اخيه الذي ابتلي باعالته ورعايته،وفجأة،وكأن القدر يستجيب لمناجاته،بزغت افعى سوداء،راحت تحث زحفها نحو فراشه،فتمثلت له مثل امل منتظر.راقه ان تكون نهايته بلدغة افعى،يختلط سمها مع السم الرابض في احشائه،فيصبح قتيل السموم.لم تحقق له الحية منيته،وبدلا من ذلك راحت ترتشف من الماء المطروح حذائه،كررت شربها وبزقها مرارا،وانصرفت عنه راجعة من حيث اتت.لملم كل قواه وما تبقى من اطياف طاقته،فاستطاع ان يحرك نفسه قليلا وتناول الماء ليفرغه في جوفه دفعة واحدة.بعد لحظات افرغ ما في جوفه من سموم وديدان واخلاط،تجمعت فوق التراب مثل بركة من قيئ.كان كمال راجعا آنئذ،وقد رآه وهو يستفرغ،فهرول نحوه.بدت له سحنته مختلفة اختلافا كبيرا،واشرقت عينيه ببارقة من حياة،اشعلت الامل في صدر كمال،الذي اراد ان يعانق اخيه من الفرح،قبل ان يفاجأه جلال بانه جائع.لم يذق الطعام منذ اربعة ايام،فاسقط في يد كمال،واختلجته مشاعر متضاربة،وجد نفسه مدفوعا نحو السيارة دون ارادة،امتطاها وطار نحو اللاجهة...
بعد ثلاثة ايام اخذ جلال يسترد عافيته في منزل فلاح كان قد لبى استغاثة كمال،واحضر رفقة بعض ابناء القرية جلال ليستريح في البيت الذي يمتلكه.وبعد ان ودعا الفلاح واهل القرية،اصر كمال ان يصطحب جلال لبيت السيد قبل فعل اي شيء اخر.حينما دخل كمال الى المضيف مجددا،كان مكتظا بالناس كما تركه،فسلم وجلس،وقد ترك اخيه ينتظر في السيارة التي ترجل منها قبل ان يصل بيت السيد.نظر اليه الاخير بنظرة تشي بالكثير وبعد فترة صمت بادره متسائلا:أمات جلال؟
فاجابه:رحمه الله.
وبعد صمت قصير ايضا،قال كمال انه يرغب ان يسأل السيد سؤالا،لعل ليس من الحكمة ان يطرحه،بعد ان انتهى كل شيء،لكنه بحاجة الى ان يسمع اجابته من فم السيد ان سمح بطرحه،فاشار له بالقبول،عندها سأله كمال:هل كنت واثقا من اجابتك بخصوص حالة اخي يا سيد؟ وهل كانت مستعصية على العلاج حقا؟
كان السيد مرهقا،وها هي استراحته القصيرة تتبدد على يد هذا المتسائل المكلوم.ركز عينيه بعينيه،فشعر كمال بالاضطراب،وبدا انه ندم على ما بدر منه،فقال له السيد بهدوء:بالتأكيد انه كان ثم علاج لحالة اخيك،لكن العثور عليه مشابها للعثور على ابرة في كومة قش.
تجمد كمال في مكانه،وشعر بقشعريرة تصاعد من اول فقرة في عموده،لتضرب هامته،فبادر السيد متسائلا وقد اعتراه ذهولا عميق: وما كان علاجه يا ترى؟
دخل في هذه الاثناء السفرچي مستأذنا السيد بادخال الغداء،فاشار له السيد بالايجاب،ثم التقت نحو كمال قائلا:كان اخوك بحاجة الى شرب ماء ساقية مر على ركودها سنة كاملة بالضبط،شريطة ان يمزج الماء بهيكل سلحفاة ماتت منذ 7شهورعلى الاقل،وبعد وضع ماء الساقية في بدن تلك السلحفاة يتوجب احضار افعى برية سوداء لتشرب الماء ويختلط سمها به،ثم يسقىى اخيك من ذلك الشراب ليفرغ سموم العمل السحري الذي تم سقيه اياه،فيتعافى بعد ذلك بعدة ايام،فهل من الحكمة ان اصف لك هذا العلاج الذي سيبدو لك دون ريب انه من نسيج عبقر،خاصة وان حالة جلال كانت سيئة،ولم يكن يملك مهلة خلا بضع سويعات،ليغادر الحياة!...
*من المؤسف انه لم تتصد مؤسسة عربية ما،لتدوين الآف الحكايات الشعبية العربية المتداولة شفاها...
1-اغفلت الحكاية الشفاهية تسمية هذه الحكايا وكذلك لم تسم الاخوين،واكتفت بالاكبر والاصغر للتفريق بينهما،وتسمية القصة وكمال وجلال من وضعي.
2-فقد كمال ابويه اثر حادث سير،وتوفيا في المشفى،واخر ما اوصياه به:اخوك امانة في عنقك.كان جلال مازال صغيرا حينها،فظلت تلك الوصية تطوقه مثل هالة لا تنطفئ.


ثلاث صور مختارة:

الاسكافي بروفسور
ما لمس صدق الرؤوس
قرر يحاور قدم

بالشوارع يلبس الكناس
بدلة سيبويه
وكل صبح يمسح خطأ املائي
ترتكبة النعل!

المخبل فيلسوف
تبرع بعقله
لان ماكو طحين
*جميع هذه الصور من (شقشقية) صفاء الدفاعي.



#وسيم_بنيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخطوطة صهيونية تطبع لأول مرة
- ما وراء الشعر وقبله4
- ما وراء الشعر وقبله3
- مراوغة السيمياء : قراءة في كتابة قراءة
- عاجل الى اردوغان
- للقدس في مأتم الدجال
- ما وراء الشعر وقبله2
- العينات الادبية وجدلية النهايات
- ما وراء الشعر وقبله
- سريالية واقعية لدونالد ترامب
- جاثوم الزمكان
- بورنو خليفة
- انا ورودان
- هكذا اغرد7
- كورونيات2
- كورونيات
- هكذا اغرد6
- جغرافيا الصراع: قراءة في قراصنة الكاريبي
- مغزل العارفة او اميرة العبث
- توحش قبل الكتابة


المزيد.....




- الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو ...
- تفاعل كبير مع آخر تغريدة نشرها الشاعر السعودي الراحل الأمير ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 158 مترجمة على قناة الفجر الجزائري ...
- وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبدالمحسن عن عمر يناهز 75 عاماً ب ...
- “أفلام تحبس الأنفاس” الرعب والاكشن مع تردد قناة أم بي سي 2 m ...
- فنان يحول خيمة النزوح إلى مرسم
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 159 على قصة عش ...
- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وسيم بنيان - ما وراء الشعر وقبله5