أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وسيم بنيان - ما وراء الشعر وقبله















المزيد.....

ما وراء الشعر وقبله


وسيم بنيان

الحوار المتمدن-العدد: 6627 - 2020 / 7 / 25 - 17:10
المحور: الادب والفن
    


مرثية بلا حواء
ومن اجلها:
نسب التاريخ الشعري اول قصيدة فوق اديم الارض الى آدم،وجعل مناسبتها مقتل ابنه على يد اخيه.فاورد الطبري في تاريخه ابيات تلك المرثية البكر،ومما جاء فيها:
تغيرت البلاد ومن عليها
فوجه الارض مغبر قبيح
ومالي لا اجود بسكب دمع
وهابيل تضمنه الضريح
وكان لابد ان يكون عدو آدم ونسله اللدود،الشيطان الماكرحاضرا،للاحتفاء بالفجيعة.ولأن نده اختار الشعر،قرر ابو الحارث بدوره ان يشمت فيه شعريا ايضا،حذو القافية بالقافية،فرد على الرثاء ساخرا:
تنوح على البلاد ومن عليها
وفي الفردوس قد ضاق بك الفسيح
وكنت بها وزوجك في نعيم
من المولى وقلبك مستريح
خدعتك بدهائي ثم مكري
الى ان فاتك العيش الرشيح
لكن الذاكرة الإبراهيمية الجمعية للعرب والملسلمين،وليس هذا مفاجئا على اي حال،واسوة بمن سبقها،غيبت حواء كالعادة عن مسرح ذلك المشهد الرهيب.رغم انها ثكلت بابنها من جهة،وهي ام قاتله من جهة ثانية.فلم يرو عنها بيت شعر،او اي كلام او فعل يليق بالمصيبة.ومع ضعف الاسانيد التاريخية الناقلة لمرثية ادم ،واختلاف ابياتها بين نسخة واخرى،غير ان التسلسل النفسي والفكري للذاكرة التاريخية،حول العائلة البشرية الاولى التي نفيت من موطنها الاصلي،تدعم اساس الرواية وتسند حدوثها.ومهما ناقش احدنا في اصل الواقعة،تبقى عصية على الاقصاء،كونها تعد رواية محكمة ليس من السهل انكارها.وعلى ضفاف العرض الشعري المسرحي لأهل البشرالاوائل،كان القاتل يطوف بجريمته التي نتأت فوق تجاعيد الزمن،مهما حاول المؤرخ دفعها ناحية الكواليس.حيث ان النظارة تابعت،رغم انف المخرج،التيه المرعب للمصير القابيلي.وهكذا نسج الجمهور مشهدا مرعبا في حاشية صغيرة على متن الحياة،يحكي ان القاتل طاف بالقتيل عشرات السنيين،حتى بعث الله رسولا من الغربان.ليسدل الستار على اول مأتم مهيب،كان شعاره الدم القاني المتقاطر من جثة هابيل،والسواد الداكن لريش الدفان.وما زال هذا الطقس الاحمر والاسود،يرافق الانسان كقصيدة متواصلة في ديوان حياته.ولأن المعنى في بيت القصيد،فهل ان القدر المأساوي طوق المصير الانساني بهذه البكائية المتواصلة منذ هابيل وحتى كربلاء وما بعدها،لكون الوعي الذكوري المتسلط وصم حواء بالضلع الاعوج،ليعبرتاليا لكسره في حادثة الباب اذبان مرحلة السقيفة؟ ومن ثم وصمه،الضلع الانثوي دوما،بالعورة صورة وصوتا؟
*من الذين كتبوا كلمة لطيفة بخصوص قصيدة آدم وابليس القارئ الادبي الحاذق عبد الفتاح كليطو،في كتابه لسان آدم.

بيداء:
من مفارقات (عبقر*) الذي اعتقد السلف بانه موطن الجن ومسكنهم،ناسبين اليه كل عجيب وخارق وفريد؛ان حرب بن امية قد تحدى الجن فقتلته وتولت دفنه في مكان مجهول.وانشدت الجن في ذلك:
قبر حرب بمكان قفر
وليس قرب قبر حرب قبر
وعللوا سبب نسبته للجن:بأن احد لا يستطيع تكراره7مرات دون ان يخطئ**.
وثم الكثير من خرافات العرب المشيدة على هكذا مزاعم.بداية بالنصوص الشعرية والادبية وصولا الى المرويات التاريخية، والاخطر ما انتشر في الموضوعات الدينية باسانيد رجالية،تنسب لصاحب الشريعة.
وما بين عبقر وخرزة السلوان،
ضاعت لحانا بيد النسوان!
*من معاني العبقر: المرأة التارة،بتشديد التاء والراء المفتوحين،الجميلة.
** كان يكفي ان يكرر احدهم هذا القول سبعا او عشرا كاملة لدحض تلك المقولة،وثم الكثير من الخزعبلات العربية تترك دون مناقشة لأمد طويل،ومنها خرافة ان قراءة القرآن معكوسا تجلب قوة سحرية خارقة!

بين غزلين:
خصص النيسابوري في كتابه الابداعي (عقلاء المجانين) شذرة معبرة.متناولا خلالها الاشارة التحذيرية الواردة في الآية 92 من سورة النحل،والتي تكتظ بالكثير من الدلالات.ومع ان النص القرآني اهمل تسميتها،لكن ثمة مرويات تاريخية اشارت الى ان اسمها (ريطة).وان كانت (بينيلوب) قد سبقتها تاريخيا،كما اختلفت عنها في النتيجة المتوخاة من (الغزل)،وهي نتيجة ذات مغزى واضح وعقلائي.بينما ريطة تغزل دونما اي نتيجة ترتجى.وانا انحاز لها واعتبرها اكثر حكمة وابداعا من (بينيلوب)،ذلك ان هذه الاخيرة قامت بفعل ليس غرائبيا فوق العادة،مهما كان فريدا وواردا في منحى اسطوري.بينما ريطة جاءت بفعل اعجز العقلاء والمجانين ولا غاية له غير (العبث الحكيم!) ولهذا استحقت ان تسمى (اميرة العبث) في نصنا الذي كتبناه عنها بعنوان(مغزل العارفة او اميرة العبث) والمنشور في الحوار المتمدن.

تناص:
خفف الوطء ما اظن اديم الارض/ الا من هذه الاجساد
فامش الهوينا ان هذا الثرى / من اعين ساحرة الاحورار
الاول بيت المعري المعروف،والثاني من رباعيات الخيام.ولأن عمر اكثر شعرية من ابي العلاء،جاء بيته صافيا ورقيقا.

موشور:

كأن مشيتها من بيت جارتها
مر السحابة لا ريث ولا عجل
تسمع للحلي وسواسا اذا انصرفت
كما استعان بريح عشرق زجل
الاعشى

اخفي الهوى ومدامعي تبديه
واميته وصبابتي تحيه
فكأنه بالحسن صورة يوسف
وكأني بالحزن مثل ابيه
ابن الفارض

قد يكون الشعر بالنسبة للإنسان السعيد ترفا ذهنيا محضا،غير انه بالنسبة للمحزون وسيلة حياة.
نازك الملائكة

تركض باتجاه سراب اللحظات
انك ثمل.انك ظمآن...
ثمل وظمآن اكثر مما ينبغي:
وهذه الحياة،هذه هي اللانهاية
جان دمو

الشفاه المزهرة اضحت
نحلا نهما
مشبعا بالرحيق
من يمتص من؟ الزهرة ام النحلة؟
عبد اللطيف اللعبي

شيء ضائع بين التقاطيع
يطفو كطائر مقتول
في بركة النظرة
سرجون بولص

لو يذكر الزيتون غارسه
لصار الزيت دمعا
محمود درويش

لا دخان في الاجواء...
كيف افسر احتراقي؟
كافكا

انا صراخ
يلوك لسانه
في فم الصمت
و.ن

احتفالية لموت قادم
ابتهاجا بالتحول*:

لا تقف على قبري وتبكي
لست هناك.لست نائمة.
انا الف ريح عاصفة.
انا الماسة اللماعة على الثلج.
انا ضوء الصباح
على حبة نضجت.
انا مطر الخريف الناعم.
بصحوك في سكون الصباح
انا الاندفاعة الحثيثة الى اعلى
لعصافير ساكنة تحلق
في سرب دائري.
انا النجوم الرقيقة
المتلألئة ليلا.
لا تقف على قبري وتبكي
لست هناك.لست ميتة.
ماري إليزابيث فراي،بترجمة:ريم غنايم.
*وردت القصيدة بدون عنوان،والعنوان اعلاه من اختيارنا.



#وسيم_بنيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سريالية واقعية لدونالد ترامب
- جاثوم الزمكان
- بورنو خليفة
- انا ورودان
- هكذا اغرد7
- كورونيات2
- كورونيات
- هكذا اغرد6
- جغرافيا الصراع: قراءة في قراصنة الكاريبي
- مغزل العارفة او اميرة العبث
- توحش قبل الكتابة
- شظايا من سيرة الانا
- موسيقى الحلم
- نصف روزنامة لحبيبتي
- خريف الرسام
- غثاء
- ثغثغة
- هواجس
- خياطة
- غراب وردي


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وسيم بنيان - ما وراء الشعر وقبله