كورونيات

وسيم بنيان

الحوار المتمدن-العدد: 6615 - 2020 / 7 / 10 - 23:50
المحور: الادب والفن
    

علاقة لم تعلق

في بداية كوفيد،كوفده البين،تعرفت على هولندية قضمت من عقدها الثلاثيني ثمانية شتاءات ونيف.بشرتها الذهبية تشع كالزعفران.منفصلة ولها طفل وحيد اسمه ميرت.كنا نتحدث كل ليلة عبر الماسنجر وارسلت لي الكثير من الصور.نتأت حلمتيها، في احداهن،فوق رمانتي صدرها،كحرف اللسان الناعم.تواعدنا اخيرا ان اذهب لبيتها لحصاد الرحيق.فجأة غابت سوزي وميريت لا ادري: افي حجر ام قب...وانا والصور اتأمل ملامحها مثل عاشق في الاسر...


تنفس الاختناق

انبثق من خزينة هواجسي الغنية ببيوض الشيطان،ولم تفسد رغم تقلب الانواء،هاجسا من النوع الحامض.فما ان بدأت تفاصيل الفايروس الشرس تترى،حتى فقست بيضة متحفزة صوصا بنبرة فلسفية.راح يستعرض علي تحديثات مغرية عن لعبة الماهية والوجود،اذ توقفت ذات يوم على تشخيص الاصالة فيهما لمن،بادرني محاورا:
ما رايك ان تعود للتدخين مجددا.فمن جهة تخفف توترك الذي ازداد نتيجة لتركك اياه،  ولمجيء هذا الوباء الغامض. ومن جهة اخرى تستطيع الآن من خلاله ان تحقق حلمك القديم في تعجيل موتك الرحيم،دون ارتكاب جريمة الانتحار؟
واذ لمح قبسا من التشكيك فوق جبيني،راح يتفضل علي ببعض التفصيل: الفايروس وكما بت الآن تعرف،يخترق الرئتين ويجعل من النفس الواحد هدية لا تقدر بثمن.وانت ان عاودت امتصاص الدخان ستمهد لتعقيد عملية التنفس اكثر،وعندما تصاب بالعدوى سيتعاون كوفيد مع النيكوتين المتكلس في صدرك،للقضاء عليك سريعا...
مرت اسابيع عدة وانا امضغ الساعات دافئة على دخان التبغ،ولم يزرني الفايروس.واخيرا طالعت دراسة مختبرية اعدها فريق من الاطباء الذين حللو نماذج افترسها الوباء الخانق، وتوصلوا لنتيجة مثيرة،مفادها ان التدخين يقلل احتمالية الاصابة بالوباء!
فتأجلت فرصة موتي،وغادرت مؤقتا قائمة الموتى،لكني عدت الى قائمة المدخنين.وها انا اشعل لفافة جديدة بانتظار وباء اخر...

#وسيم_بنيان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل