أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسيم بنيان - مصيرنا: بين محرقتين















المزيد.....

مصيرنا: بين محرقتين


وسيم بنيان

الحوار المتمدن-العدد: 6472 - 2020 / 1 / 25 - 01:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حسين الخطيب : لانك متشبث بالجذور، حتى ادماء الاظافر،ولن تكف عن خرمشة (الاحتلال) ورفض الغطرسة بكل ما أوتيت من ضمير،قانعا بقراءة واعية وشعرية مغمورة ونفس كريمة،فلتتقبل مشاركتي  هذه الصرخة أو (العصفور الازرق)...


ليست الدول العربية والاسلامية،مع تباين مشاكلها الديمغرافية والاقتصادية والأمنية الخ كل على حدة،وحدها التي تعيش مأزقا وجوديا حادا على اكثر من صعيد.بل تشترك معها دول المركز والصهيونية وما بينهما، وجميعها ترزح الآن في خضم هذا المأزق فعلا،بعد أن اجتاز العالم مرحلة الارهاصات  التي انبثقت بصمت وبرود منذ مدة ليست قصيرة.ولعل المنتدى العالمي ال (75) لما يسمى (محرقة اليهود)*  ، والذي عقد لأول مرة في فلسطين المحتلة مؤخرا وبمشاركة عدد من زعماء العالم"1" يصلح لأن يكون مدخلا مناسبا للولوج إلى مخاطر هذا المأزق ...
فخارج جنبته السياسية يشكل  هذا المنتدى ، من وجهة نظرنا على الأقل ، حدثا متشعبا يغوي بإنجاز عرض تتمسرح تداعياته أمام النظارة بشكل هزلي مأساوي في آن، عدا ما جرى خلف الكواليس.حشد رئيس الوزراء الصهيوني المتهم بتهم فساد ليست خافية على الرأي العام ، البكائية الصهيونية المعتادة، للفت الأنظار واستعراض منجزات وهمية في زمن الخرافات العالمية من : القانون الدولي إلى مجلس الارهاب من أجل الكباب إلى جامعة الدول العبرية وهلم مخازيا...لاستجداء مصالح صهيونية في الشرق الأوسط وللتأليب ضد إيران كالعادة.
ولكي يكتمل سيناريو الصهيونية من كل الحيثيات لابد من الرجوع القهقري إلى الهجوم الذي استهدف الصحيفة الفرنسية ،التي تعرضت بالإساءة  لنبي الاسلام، (شارلي ايبدو"2")وادى الهجوم ،الذي تبناه تنظيم القاعدة، إلى سقوط( 12)قتيلا غير من جرح.
استدعى هذا الحادث قيام مسيرات في فرنسا تحت اسم مسيرة الجمهورية وغيرها،وشارك فيها (50) من قادة العالم
وكان الفصل الاكثر اضحاكا، والذي جعل المتفرجون يتكورون على بطونهم  من شدة الكركرة، هو حضور رئيس اللاسلطة الفلسطينية محمود عباس وكأنه يستذكر مجازر صبرا وشاتيلا وغيرها من المجازر الإرهابية التي نفذها الصهاينة، متفوقين فيها على النازيين بمراحل، وهو يسير إلى جوار رئيس وزراءالاحتلال (النتن ياهو) والذي واصل المسيرة رافعا سقف القتل والتشريد وتهديم المنازل وسجن الاطفال والسيطرة على أراض جديدة وتحويل القدس المحتلة إلى عاصمة الصهيونية واحتلال الجولان الى غيرها من المحارق.كل هذا وما يسمى المركزية الغربية والعالم الديمقراطي المتحضر لا يفعل شيء،خلا التعبير عن قلقه في أقصى الحالات...
ثم تصاعدت السخرية في الفصل الساخر  إذ تبرع أبناء زايد بأطفاء الاضواء في (برج خليفة) حدادا على ضحايا الصحيفة آنفة الذكر بينما كان الضحايا في العراق وسوريا الخ يتساقطون بالعشرات كل يوم دون أن يرف جفن لأغلب قادة العالم،ولم يسمع عربيا واحدا أن صهاينة الخليج قد فعلوا شيئا يدل على الاستنكار خلا وصفهم من يقتل داعش والقاعدة ،وباقي الفصائل الذين جندتهم الصهيونية ومولتهم السعودية والإمارات الخ ، بالمليشيات الطائفية!
ويستمر توظيفنا للمسرح الساخر لنقفز إلى الأمين العام ل (رابطة العالم الإسلامي) محمد العيسى"3" ،وهو الشخصية التي سعى من خلالها محمد بن سلمان لجعل التصهين"4 أمرا واقعا.عبر استخدام الذرائع الدينية للعلاقة مع اليهود،وكانت زيارته إلى معسكر (اوسفيتش ) في بولندا ضمن مسار واضح الهدف ...ولم يكن مستغربا رفض العيسى التعليق على اعلان ترامب القدس المحتلة عاصمة لاسرائيل قائلا: الرابطة ملتزمة بالسلام وليست هيئة سياسية!!
وتاليا أدان العيسى ، بمناسبة ذكرى المحرقة في العام المنصرم ، الجرائم البشعة التي ارتكبها النازيون ونقل عنه حينها في واشنطن بوست : أن المسلمين حول العالم يتحملون مسؤولية تعلم الدروس من المحرقة"5".
وقد صدق وحفظ درسه جيدا ،فقد طبق آل سعود ، بمعاونة من امريكا والصهاينة وبعض الدول الغربية ، وآل زايد و من اشترك معهم في عاصفة العار ، هلكوستات شاملة كاملة بحق اليمنين الذين تم شواء أطفالهم ومن لم يطله حريق القصف تولته الكوليرا أو تعشى به الجوع . ولا أشك أن محمد العيسى قد توضأ وتيمم مرارا ، رفقة بن زايد وبن سلمان، بتلك الدماء بعد دماء اطفال العراق وسوريا الخ وما عشت لم تر من صهاينة العرب غيرالمحارق والمشانق والتطبيل للصهاينة...
هذا الاستهتار القيمي والسياسي والقانوني الفاضح، والذي مازال متواصلا وبشكل تصاعدي عفن وخطير -- إذ يدان ويجرم ويبشع الاعتداء من أعلى المستويات السياسية إلى أقل المراكز الاجتماعية وتحشد له جيوش إعلامية وثقافية متى ما تعلق بالصهاينة أو أحد شعوب المركز ، بينما يتغافل عنه مرارا ويمر عليه مرور الكرام احيانا نادرة في مجازر أو (محارق) لا تعد ولا تحصى تتعرض لها الشعوب خارج الصهيونية والغرب،بل أن الصهيونية هي من يتسبب في أغلب مجازره ومحارقه غالبا -- هو ما دعانا لتخصيص مقال شبه مقارن للمحرقتين كي نزيل ايما شبهة أو وهم عالق في أذهان البعض خصوصا من أولائك الذين يصنفون أنفسهم (دعاة سلام) ليتضح لهم حال الوضع القانوني والسياسي والاجتماعي والأخلاقي العالمي المعاصر دون أدنى مواربات. وأتصور أن هذه المقابلة بين بكاء ونحيب واستنفار متواصل على بضعة افراد سقطوا من تلك الدول النافذة والمتسلطة والضحك والتشفي ،بل والتمويل والتجهيز والتسبب، بسقوط الاف الضحايا ،واغلبهم من الأطفال ، والمشردين كافيا لرسم خريطة العفن والخراب العالمي الذي سيؤدي بنا  قطعا نحو المصير الذي بتنا نترقب حدوثه يوما بعد آخر ، وما ابشعه من مصير...

حواش قبل إسدال الستار:
حينما احترقت (غابات اثنا) نبهت ذات قصيدة قصيرة بأن في احتراق (عاصمة الديمقراطية) عبرة لمن كان له قلب...
وبعد أن افرطت النيران في حريقها والسماء في امطارها لتتمرغ (استراليا) بين اللهب والطين،اذكر :الا من القى السمع ...
وان أصبحت الحرائق والفيضانات العاب بهلوانية محض بالنسبة للتفكير العالمي، ولا تستدعي ايما مراجعة حالها حال قتل الاطفال وتشريدهم من أدنى سوريا إلى أقصى اليمن وباقي التضاريس فهلا من متمعن في المعاني التالية:
...بدأت الحكاية بردة فعل استنكاريىة جد عادية أمام (السفارة الأمريكية) ردا على قصف امريكي اسرائيلي مشترك لمراكز عسكرية عراقية أسقطت الكثير من الشهداء...ليأتي رد الفعل الامريكي باستهداف سليماني والمهندس ورفاقهما ، في خطوة لا يمكن وصفها بغير الإرهابية...يشيع الشهيدين في مراسم شعبية ليست مسبوقة ...ترد ايران بصفعة لامريكا مغمضة(عين الأسد) ويسقط جرحى وقتلى...واخيرا وليس اخرا يتأجل (عام الفأر) في الصين بسب وباء (الكورونا) ويحمل هذا التأجيل الطارئ الكثير من سوء الطالع...والأيام القادمة منفتحة على ما لا يمكن السيطرة عليه ان انفرطت خرزات مسبحتها فهل من متدارك ....
اللهم اني بلغت....
....ستاررررررررر
_______________________________
*انا أحد المشككين بالاعداد المفترضة لما سمي (ضحايا المحرقة) وطريقة الإحراق ودوافعه.وكان (روجية غارودي) قد طرح أدلة جديرة بالاهتمام في (المأزق والأساطير) وقوبل طرحه حينها بحملة همجية شنتها السلطات الفرنسية ضده بدعم صهيوني،كما يعلم المتابعين.
1-للمزيد من التفاصيل حول المنتدى ينظر مقال:هكذا توظف إسرائيل المحرقة لحشد العالم حولها،للفلسطيني،محمد محسن وتد،منشور على الجزيرة نت.
2-انتشرت موجة محمومة اذبان الحادثة على الفيس بوك وغيره بعنوان: انا شارلي ايبدو! كانت حملة مدعمة بجيوش إلكترونية مهولة،لم نلحظ ربع ربعها يستنكر ما حدث في العراق وسوريا إلى باقي التضاريس العربية التي شهدت محارق ومجازر لاتعد ولا تحصى.لذلك كتبت مستنكرا وقتها على صفحتي في الفيس ،قبل أن اغلقها نهائيا: انا لست شارلي ايبدو.
3-كان وزيرا للعدل في الحكومة السعودية عام(2007)يشغل منصب عضو هيئة كبار العلماء منذ (2016) إلى جانب منصب الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي التي تتخذ من مكة مقرا لها.
4-اقترحت لفظ (التصهين) بدلا من التطبيع لان الأخير لم يعد صالحا لوصف ما وصلت إليه حالة بعض الدول العربية المجندة في خدمة الصهيونية: قولا وعملا وعقيدة.
5- كل المعطيات عن محمد العيسى وما فعله استفدتها من مقال( عباس الزين) المعنون:هكذا يصبح التطبيع مع إسرائيل فريضة.منشور على الميادين نت .



#وسيم_بنيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شفرة حزب الله
- العراق و معنى الدولة
- اردوغان : خطوة قبل الهاوية
- قد وارامكو والكارثة العرببة
- ملاحظتان عاجلتان
- سؤال العيد للصهاينة العرب*
- لهذا اغني
- نقوش على جلد الشبق5
- هكذا اغرد5
- لحن المسبحة
- نقيق الناي
- ازهار لم يعزفها بودلير
- العبادي اردوغان خامنئي نصر الله
- البازار الايراني
- الجنس السياسة الغناء
- فساء على كتاب الفيس
- العبادي والدعوة: الضارة الانفع
- هكذا اغرد4
- هكذا اغرد3
- ايماءة قبل العزف


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وسيم بنيان - مصيرنا: بين محرقتين