أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خليل - تناغم














المزيد.....

تناغم


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 7758 - 2023 / 10 / 8 - 19:43
المحور: الادب والفن
    


في عالم لم يولد بعد، حيث رسمت السماء ألوانا غير معروفة، وهمست الأرض أسرارا لم ترو، تم الكشف عن فصل جديد في كتاب الزمن. لقد كان وقتا رقصت فيه التكنولوجيا والطبيعة في تزامن متناغم، حيث اتحدت همهمة الهواء ذاتها مع لحن التقدم.

ارتفعت المدن إلى السماء، وأبراجها البلورية تلامس الغيوم، بينما امتدت الحدائق المورقة عند أقدامها، وهي شهادة على الحب المتجدد بين البشرية والأرض. تم تطهير الهواء من خطاياه السابقة، وكانت الأنهار نقية، مما يعكس السماء اللازوردية بوضوح جديد.

الناس، الذين كانوا مقسمين في السابق على الجدران المادية والمجازية، متصلون الآن من خلال شبكة من المعرفة التي تتجاوز الحدود. اندمجت اللغات القديمة في سيمفونية من الألسنة، وهي شهادة على وحدة البشرية.

في هذا العصر العجيب، لم تكن الآلات والاجهزة أسيادنا بل رفاقنا. لقد تعبوا بلا كلل، وحرروا الإنسانية من سلاسل العمل، مما سمح لنا باستكشاف الأراضي المجهولة لأحلامنا. رسم الفنان بفرش مدعومة بالخيال الخالص، بينما تعمق العالم في الكون بالسفن التي أبحرت بالنجوم.

ولكن لم تكن إبداعاتنا فقط هي التي ازدهرت؛ فقد وجدت أرواحنا أيضا أجنحتها.

في عصر التنوير هذا، سعينا إلى المعرفة ليس من أجل السلطة، ولكن من أجل فرحة الفهم. احتفلنا بالفنون والفلسفة وعجائب العالم الطبيعي بتعطش لا ينضب للحكمة.

عندما غطست الشمس تحت الأفق، وألقت ألوان البنفسج والذهب عبر المناظر الطبيعية، اجتمعنا في المدرجات الكبرى للضوء، حيث نسج الشعراء والفلاسفة والحالمون حكايات العجائب والأمل. امتلأ الهواء برائحة الاحتمال، وبدا أن الأرض ذاتها يتردد صداها مع نبضات قلب الكون.

في هذا المستقبل الذي لم يحدث بعد، لم نكن فاتحين للعالمين، بل حكام الخلق. لم يقس إرثنا بآثار الحجر، ولكن في الحب الذي أظهرناه لبعضنا البعض وللعالم من حولنا. لقد كان مستقبلا ارتفعت فيه روح الإنسانية أعلى من أي وقت مضى، مما يدل على قدرتنا التي لا نهاية لها على العجب والجمال.

ومع تلمع النجوم، عرفنا أن قصة مستقبلنا قد بدأت للتو، وهي قصة ملحمية عن الوحدة والاكتشاف والقوة التي لا حدود لها للروح البشرية.

في احتضان الليل الهادئ، مع النجوم التي تضيء طريقنا، شرعنا في فصل جديد، رحلة لاستكشاف عوالم الكون المجهولة. يدا بيد، نظرنا إلى السماوات، ووصلت أحلامنا إلى ما هو أبعد من المألوف، لأننا في الوحدة، اكتشفنا أن الكون نفسه لم يكن سوى لوحة خيالنا. وهكذا، استمرت قصتنا، مسترشدين بضوء الأمل الذي لا يتزعزع، بينما غامرنا في الامتداد الذي لا حدود له، تاركين أثرا من غبار النجوم في أعقابنا، لننسج مصيرنا إلى الأبد بين الأبراج.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوناتا
- دموع
- تحول
- مأساة إياد
- الغريب (قصة قصيرة)
- طب التصنيف العاطفي: مراجعة علمية معمقة
- قلب الغابة الحي (قصة للاطفال)
- اورورا والقمر
- التأثير العميق للاضطرابات العاطفية على الصحة العقلية والبدني ...
- إجازة
- مولاي
- خطوة واحدة
- انحسار خارج النص
- رحلة فلسفية - اسطورة امرأة لوط
- صومعة
- تلاوين
- تسجير
- حيرة
- حكاية الحب الممنوع- رواية
- مشاعر منهوبة


المزيد.....




- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خليل - تناغم