أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (6)














المزيد.....

حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (6)


نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 7758 - 2023 / 10 / 8 - 04:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


6. أوكرانيا.. سلاح أوفر. رهان أخسر.

و الآن؛ الجميع سيصدقه؛ وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو صرح بأن واشنطن جرت الأوروبيين إلى سباق تحت يافطة "من سيرسل أكبر كمية من الأسلحة إلى أوكرانيا"، رغم ما يحمل ذلك من تداعيات وخيمة على أوروبا. "عندما بدأ الأمريكيون باستدراجنا.. لم تكن أوروبا قادرة على رفض هذا الاستفزاز". لكنهم باتوا على سبق عهد؛ لن يخلفوه يوما.
و بمرارة الخذلان تابع الوزير: "لقد انخرطنا في سباق لا يمكننا فيه إلا أن نتكبد خسائرا، والسؤال الوحيد هو ما حجم الخسائر؟"، ليجيب برهان تطويق السؤال بخيار مهزوز: "السؤال ليس ما إذا كانت الخسائر ستكون كبيرة أم صغيرة، وإنما ضخمة أم ضخمة للغاية".
حسب سيارتو، دخول أوروبا "السباق" كان خطوة تفتقد للحكمة. الولايات المتحدة هي القوة الرائدة عالميا في إنتاج الأسلحة، و النزاع يدور في حاب القارة العجوز، و كل تصعيد محتمل، سيلحق بأذاه الأوروبيون وليس الأمريكيين. و هذا ما باتوا يخافونه بإنكار يدفع الحرج بأنملة يقينا. إنهم لن يدخلوا بالبات حربا مع روسيا.
و الحد ليس هنا، فبعض حلفاء واشنطن يتحولون لخصوم، كما استنتج البروفيسور مارك كاتز من تحليله للتحالفات الحالية مع الولايات المتحدة، يرى أن على واشنطن أن تتخذ مسارا جديدا مع "حلفائها".فما الحل؟ "لا رومانسية في العلاقات الدولية"؛ و لو كانت تحت مظلة بألوان الطيف.
أوكرانيا أضحت قضية تكشف كل يوم عن ضعف التحالفات مع الولايات المتحدة الأمريكية. فمعظم الحكومات في جنوب العالم وحتى بعض الحلفاء الغربيين لم تؤيد أمريكا. استمروا في شراء النفط الروسي والتجارة مع موسكو. ونشطت التجارة بين الإمارات العربية المتحدة وإيران بسبب الحماية الأمريكية غير الكافية. ورفضت دول عديدة فرض عقوبات اقتصادية على الصين، بل حتى تجارة أمريكا مع الصين استمرت من خلال دول ثالثة.
والسؤال "ما الذي يمكن لواشنطن أن تفعله؟"، الجواب الفيصل: "سياسة بالمرستون". واللورد بالمرستون هو من شكّل السياسة الخارجية للإمبراطورية البريطانية من عام 1830 إلى 1865. اعتمدت سياسة بالمرستون على مبدأ: ليس لنا حلفاء أبديون وليس لنا أعداء أبديون. والشيء الوحيد الثابت هو مصالحنا. في الوطن العربي؛ هذا المبدأ دارج بصيغة: لا صديق دائم و لا عدو دائم. المصالح متبادلة.
فالدرس الذي على واشنطن تعلمه في رأي مارك كاتز هو أن الحلفاء الأضعف لا يقيمون معها علاقات لأنهم بديمقراطيتها معجبون ، بل لأن ذلك تقتضيه مصالحهم. و الأمور قد تتبدل بمجرد أن تتغير هذه المصالح. وعلى الولايات المتحدة أن تعامل هؤلاء "الحلفاء" بالمثل. فمثلا على أمريكا أن لا تسمح بتعاون الهند مع روسيا كما منعت الهند أمريكا من التعاون مع خصمها "باكستان".
ويرى البروفيسور أنه يتعين على أميركا أن تنتهج سياسة خارجية بالمرستونية تتجنب رؤية العالم من منظور حلفاء أبديين وأعداء أبديين، ولكنها تركز بدلاً من ذلك على تحديد وإعادة تقييم نقاط التقاء المصالح الأميركية ونقاط تباعدها مع مصالح الحكومات الأخرى في المستقبل.
لكن بأية رؤية إستراتيجية؟ قد يعتورها معطى داخلي تراه واشنطن وشيكا. و تكاد أنفاسها تحبس من التفكير فيه بغير طائل.
في انتظار الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة. بات التخمين في عودة ترامب إلى البيت الأبيض كابوسا للاتحاد الأوروبي، و مخاوف حلفاء واشنطن غدت معلقة بالعودة المرتقبة.
احتمال فوز ترامب يجعل زعماء العالم "متوترين". و عديد السياسيين بالدول الشريكة لأمريكا أضحوا يدرسون، في الوقت الحالي، خطة عمل استعدادا لهزيمة الحزب الديمقراطي.
هذا استشعار عن بعد، أم حدس بالمأمول؟
الباحث في الشؤون الأمريكية مالك دوداكوف يوجز: "عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، كابوس لجميع البيروقراطيين عبر الأطلسي. لا أحد منهم يريد أن يراهن بشكل أعمى على الحظ، ولهذا السبب يلجؤون إلى وسائل الإعلام للحصول على المساعدة.
الغرض من هذه المنشورات هو خلق "صورة مروعة" في عيون الأمريكي العادي. يريدون إقناع الأمريكيين بأن الرئيس السابق للولايات المتحدة قادر على تدمير كل إنجازات العالم الغربي.و الأهم من ذلك كله. زعماء الدول الحليفة لواشنطن يخشون أن يفضّل ترامب الانسحاب من الصراع في أوكرانيا. وعندئذ سيتعين على الاتحاد الأوروبي أن يتحمل بمفرده جميع العواقب المترتبة على مثل هذه المواجهة الواسعة النطاق.
و لن يكون مستبعدا، عبء المسؤولية المالية عن مستقبل "الحليف جريح الحرب" سيقع بالكامل على عاتق بروكسل. بمزيد ترجيح أن يرغب ترامب في زيادة حجم المواجهة الاقتصادية مع الصين. وبعد ذلك، سينتقل إلى اللاعب التالي على الساحة الدولية، والذي يبدو التفاعل معه غير عادل، وهو الاتحاد الأوروبي. فالحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ستؤدي إلى خسائر فادحة لأوروبا.
و الأدهى؛ أن نبضات القلق ترتفع مع احتمال انسحاب الولايات المتحدة في عهد ترامب من الناتو. و هي مخاوف لا تنزع إلى السياسات التي خبرتها أمريكا. فالحلف أساس قيادة أمريكا للعالم، ولن يسمح أحد لترامب بمغادرة الناتو. لكن إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض، فمن المرجح أن يفي بوعده ويقطع كل المساعدات لأوكرانيا. كما يمكنه حتى ممارسة الضغط على حلفائه في الناتو لوقف دعمهم.
و لتكريس هذا الإذعان سيعمل ترامب على جعل الاتحاد الأوربي يقبل تعويض ما خسرته أمريكا.
ليس الأمر مزحة. لقد تلقفها ترامب؛ و في شعاراته أدرج أصولها ؛ و في جديد خرجاته الإعلامية أخذ يسوق لها. و من سيعترض على منع هذا المنحى أو دلالته؛ ترامب؛ الرئيس المنتظر سيعمل جاهدا على إثباته بطريقته.



#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (5)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (4)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (3)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (2)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (1)
- حديث البيدق / المغرب.. زلزال.. و لكن.
- عالم سباعي الأقطاب - الكسندر دوغين (2)
- عالم سباعي الأقطاب - الكسندر دوغين (1)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (16)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (15)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (14)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (13)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (12)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (11)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (10)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (9)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (8)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (7)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (6)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (5)


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (6)