أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - التغيير الامريكي من اين يبدأ














المزيد.....

التغيير الامريكي من اين يبدأ


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 1733 - 2006 / 11 / 13 - 08:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد فوز الديمقراطيين وحصولهم على الاغلبية في مجلس النواب وتسلقهم عتبة مجلس الشيوخ بفارق يضمن لهم الاغلبية ايضا يتوجس العديد من السياسيين من التغيرات التي ستقوم بها الادارة الجديدة ، خاصة وانها افتتحت برحيل رامسفيلد وزير الدفاع كاول قربان للتجديد القادم . ومن حقنا ان نترقب الخطوات التي ستتخذها الادارة الامريكية الجديدة لكي نتعرف على الاسلوب والطرق الجديدة التي لابد وسيكون لها انعكاسات على الساحة السياسية العراقية والمنطقة.
ساحاول رسم بعض الخطوط الاولية للتغيير القادم المتوقع، والذي اعتقد انه سيحدث اسرع مما يتصور البعض ، فان المجتمع الامريكي الذي قلب المنضدة على رأس الجمهوريين هو الاخر يترقب بقلق الخطوات التي يتحتم على الادارة الجديدة اتخاذها كي تخفف من الضغوط الواقعة عليه بسبب انتشار اعداد كبيرة من الجنود الامريكان في مناطق ساخنة مختلفة في العالم.
التغيير الاول الذي سيبدأ بخطوات متسارعة هو استبدال العصا الغليظة في الشرق الاوسط والبدء بفتح قنوات تفاوض مع ايران وسورية ، فان السياسة المتشددة التي اتبعتها ادارة بوش الجمهورية مع ايران وسورية اوصلت الحكومة الامريكية الى طريق مسدود في المنطقة ، ولم تأخذ الادارة الامريكية في الحسبان مدى التأثير الايراني في العراق ، خاصة اذا التقت المصالح الايرانية مع المصالح السورية التي تقع تحت تهديدين امريكي واسرائيلي ، فتعاونتا على التدخل في الساحة العراقية بقوة ، ورغم التصريحات الخجولة لوزير الخارجية العراقية بشأن التدخل السوري ،ومحاولة التوصل الى تفاهم مشترك ، من خلال الوفود التي زارت سورية او من خلال التهديد المبطن لسورية ، الا ان الموقف السوري ظل معاديا للوضع الجديد في العراق ، والذي فسره البعض بانه خوف من الديمقراطية والتغيير في المنطقة ، فاذا ما هبت رياح التغيير التي بدأت في العراق فلن يستطيع احد الاحتفاظ برأسه فوق جسده في منطقة الشرق الاوسط عاجلا وليس آجلا.
التوجه الامريكي الجديد نحو ايران سيعتمد اساسا على البراغماتية الايرانية ، التي قد تنتهز الفرصة لفتح قنوات حوار جديدة مع الولايات المتحدة الامريكية من اجل الخلاص من الطوق الاقتصادي والسياسي الذي انهك ايات الله في ايران وجعلهم في موقع دفاعي يحاول الاستناد الى الطاقة النووية التي يعرفون انها لن تنفع الا في اعمال دعائية لاتجدي شيئا.
التغيير الثاني سيأخذ في الحسبان الصراع العربي الاسرائيلي في فلسطين ، ولابد ان تبذل الادارة الجديدة في الولايات المتحدة جهودا حثيثة من اجل تفاهم اوسع وافضل بين الفلسطينيين والاسرائليين ، والضغط على الحكومة الاسرائيلية من اجل التساهل مع حكومة وحدة وطنية جديدة تقودها فتح وتضم تشكيلات من حماس ، والتخفيف من الفوهة المدفعية والصاروخية الاسرائلية ، من اجل دفع الحلول السياسية الى الواجهة واحياء الاتفاقات القديمة وعقد خرائط طريق جديدة ، والعودة الى سياسة بيل كلنتون ، ولربما سينتدب كلينتون ممثلا للادارة الامريكية في التقريب بين الاسرائليين والفلسطينيين .
التغيير الثالث سيكون من خلال الضغط على السعودية من اجل انفتاح اكبر على القوى المختلفة في السعودية والخليج ومنح هامش اكبر من الحريات للشعب السعودي وفتح قنوات اخرى مع المتطرفين من اجل كسبهم والتعاون معهم ومنحهم امتيازات سياسية ومالية كي يخففوا من معارضتهم للتغييرات الحاصلة في المنطقة .
التغيير الرابع سيكون مع لبنان من خلال السماح لفرنسا بدور اكبر فعال في اعادة المياه اللبنانية الى مجاريها وتسهيل تشكيل حكومة معتدلة تستطيع التفاهم مع الجناحين المتنافسين حزب الله والمارونيين ، ومنح امتيازات واستحقاقات اكبر لحزب الله من اجل التنازل عن جزء من سلاحه – الاسلحة الخفيفة – في الجنوب والحصول على تمثيل اكبر في الحكومة والبرلمان .
التغيير الاهم هو الذي سيكون في العراق ، اذ لاتستطيع الادارة الجديدة التخلي عن العراق بسهولة وترك الساحة العراقية نهبا لقوى مسلحة تتكالب عليه من افغانستان حتى اليمن ، ومثلما عبر رئيس الجمهورية العراقية السيد جلال طالباني بان العراق يتعرض الى غزو اجنبي ، ولذلك ستحاول امريكا الزج بقوات اكبر من الناتو واشراك دول اخرى في الحفاظ علىالامن في العراق ، ربما على طريقة اليونيفيل اللبنانية ، ومنح القوى الامنية العراقية حرية اكبر في التصرف واستلام الملف الامني استلاما شاملا ، والتحكم في خيوط اللعبة عن بعد ، بدلا من الانغماس في الصراع الدائر بشكل مباشر والتخلص من الخسائر في صفوف القوات المسلحة الامريكية ، كي تخفف الضغط النفسي عن الشارع الامريكي الذي يعاني من اثار وضغوط بالغة بسبب المعركة الشاملة التي فتحت ابوابها ادارة بوش وزجت بالمجتمع الامريكي في اتون نيران الارهاب في مناطق عديدة من العالم ، مما جعل الامريكي محاصرا اينما يتوجه ، خوف الخطف والقتل والتفجير ، ولاحقتهم اللعنة حتى في عقر دارهم ، الى درجة يستطيع فيها ارهابي بسيط في العراق او في تورا بورا او في اليمن تهديد البيت الابيض بالنسف والتدمير .
قد لاترتجف الادارة الامريكية رعبا من امثال هذه التهديدات اليومية ، الا ان سماع المواطن الامريكي بهذه التهديدات المتكررة ستسبب له صداعا وقلقا يتراكم على مر الايام مما يعيق انسيابية حياته اليومية .
التغيير قادم في العراق وسيبدا بتغيير طاقم الادارة وعلى راسه خليل زاد الذي لم يظهر الكفاءة المطلوبة في التعامل مع المتغيرات المعقدة في الساحة العراقية ، وسحب الجنود الى قواعد ابعد واكثر امانا ، اضافة الى التفاهم مع القوى المعتدلة المعارضة للاحتلال الامريكي من اجل الوصول الى حلول وسط وتقليل حدة المواجهة مع اطراف الصراع المتعددة والتفرغ لاستبدال القوات الامريكية بقوات اخرى بديلة . ولهذا حديث اخر نتركه للمحللين العسكريين.



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خريف الجنرال
- المشهداني ويوليوس قيصر تحت قبة البرلمان
- ايران زورخانة اليورانيوم
- العشائر العراقية والمصالحة
- الزعيم عبد الكريم قاسم تجسيد المثال الوطني النبيل
- السيارات المفخخة لن تصنع نصرا
- اليورانيوم ولعبة النرد الايرانية
- اليورانيوم الايراني يفتح الباب واسعا امام استخدام القوة
- التاسع من نيسان خاتمة الاحزان
- هلا ..هلا .. ريم الفلا
- واحكومتاه
- سامراء الرمز والصورة
- الى الفائزين في الانتخابات مع التحيات
- الانتخابات بوابة الانتصار على الماضي
- عيد الميلاد تهنئة وسلاما
- الانتخابات العراقية : قراءة اولى للنتائج القادمة
- الكرد من البندقية الى صندوق الانتخابات
- محاكمة صدام : ايها القاضي اليك المشتكى
- من برزان الى خادم الحرمين..... تعليق سريع
- Le malade imaginaire صدام


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - التغيير الامريكي من اين يبدأ