أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - سامراء الرمز والصورة














المزيد.....

سامراء الرمز والصورة


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 1474 - 2006 / 2 / 27 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اشتهرت سامراء بمنارتها الملوية التي تعود للعصر العباسي ، والقبة الذهبية للمزار الشريف الذي كان مقصدا لملايين المسلمين من العراق وارجاء العالم الاخرى ، ولم تكن صورة المدينة السنية والمزار الشيعي تثير اي استغراب ، فالجميع مسلمون وان كانت هناك اختلافات وفروق في مذاهبهم . وقد شاهدنا كيف حاول الارهاب نسف المنارة الملوية قبل عامين ، واستطاعوا تخريب قمتها . ولم تكن الملوية تعود لمذهب معين وانما تمثل تاريخا لحضارة العصر العباسي وملك التراث الانساني ومع ذلك لم تسلم من تخريب الارهابيين ، اما التجرؤ على نسف وتخريب مزار الامامين العسكريين (ع) فيعد مؤشرا خطيرا في اسلوب التعامل بين المسلمين ، واعتقد ان ذلك لم يكن يحصل لولا دخول عناصر من خارج العراق حلبة الصراع السياسي وحصولها على قواعد لوجستية تؤهلها للتحرك السريع والفعال في مختلف المناطق العراقية، علما انها سبق و حاولت الاعتداء على الكنائس المسيحية ايضا ولكنها لم تفلح في جر الامور الى الاصطدام بين المسلمين والمسيحيين ، ونأمل ان تفشل في اثارة الفتنة بين المسلمين ايضا.
ان الاعمال الارهابية التي شملت ارجاء الوطن وتجرأت على المزارات المقدسة ، ترسم خارطة سياسية قاتمة للوضع الراهن في العراق، وتؤشرلاشتداد وتيرة الارهاب وانتشاره في مناطق واسعة يوما بعد اخر بدلا من حصره والقضاء عليه في مهده، والاحتقان الطائفي يثير القلق والتوتر، ولاستفحاله اسباب كثيرة ، منها تاريخية ، ومنها راهنة ، فبسبب الخلافات التاريخية في الاسلام بين مختلف المذاهب ، وتوظيفها لغايات ومصالح دنيوية ، ومنافع مادية ، وسياسية ، ازدادت حدة الخلافات وتكتلت القبائل والمناطق في العراق استنادا الى مذاهبها ، واكبرها السنة والشيعة ، ولم يستطع بعض رجال المذهبين وضع مصلحة العراق امام انظارهم بدلا من مصالح طائفتهم، فاشتدت الانقاسامات وكثرت الخلافات وتطورت دون اي اعتبار للمصلحة العليا للوطن ، اما الاسباب السياسية الراهنة التي ادت الى تفاقم الازمة ، فلا شك يعود قسم منها الى فشل القوى السياسية في التوصل الى تفاهم سياسي حول تشكيل الحكومة ، وعجز الراعي الامريكي في طرح حل سياسي مقبول ، اذ كان السفير الامريكي زلماي خليل زاد متشنجا في كلمته الاخيرة حول تشكيل الحكومة ، مما يدل على ضيق صدره، وفشله في ادارة دفة السياسة الامريكية في بحر العراق المتلاطم ، بينما كان الرئيس العراقي جلال الطالباني يحاول التوفيق بين الاجنحة والكتل المختلفة بمرونة عالية ، خاصة بين الائتلاف والقائمة العراقية ، ولكن بعض القوى السياسية لم تبد التجاوب اللازم، فعرقلت التوصل الى حل مناسب .
ان الترهل السياسي ، وانشطار القوى السياسية الى كتل متصارعة مختلفة ، يفضل بعضها المنافع الضيقة على حساب الشعب والوطن يشكل عامل ضغط على اية جهود تحاول الوصول الى حلول توفيقية مرحلية براغماتية . كما ان المعادلة العراقية المستعصية على الحل ، بحاجة الى تنازل الجميع عن مطالبهم العنيدة ، ووضع مصلحة الوطن فوق المصالح الضيقة ، ومراعاة الوضع المعقد للخارطة السياسية العراقية ، والخروج من كهف الماضي البعيد الذي تتحكم فيه عقد الصراعات التاريخية التي عفى عليها الزمن .
ان اولى الخطوات التي يجب القيام بها هي التفاهم مع الادارتين الامريكية والبريطانية ، حول تشكيل الحكومة ، فهما اقوى قوتين عسكريتين تديران امن وحماية البلاد ،و ما تجاهل هذه الحقيقة الا اخفاء للراس في الرمال ، وعلى جميع القوى السياسية دراسة طلب الادارتين والتنسيق معهما بشكل جاد من اجل تشكيل الحكومة باسرع وقت ، ثم القيام بتطبيع الاوضاع الشاذة في العراق كي يسهل الطلب من الادارة الامريكية تسليم الملف الامني كاملا للحكومة العراقية .
ان الوضع الجيو سياسي – الجغرافي والسياسي – المحيط بالعراق ، وعلى راسه الملف النووي الايراني ، والقلق السعودي ، والضغط الامريكي على سوريا، والمخاوف التركية من قيام فدرالية كردستان ، وفوز حماس في الانتخابات ، وغير ذلك من اسباب ثانوية وفرعية اخرى ، تضع على عاتق العراقيين ، وعلى الاخص القادة السياسيين ، وعلماء المذاهب ورؤوساء الطوائف ، وشيوخ العشائر ، مسؤوليات كبيرة ، ومهام جسيمة ، كي يبلغوا بسفينة العراق بر الامان .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الفائزين في الانتخابات مع التحيات
- الانتخابات بوابة الانتصار على الماضي
- عيد الميلاد تهنئة وسلاما
- الانتخابات العراقية : قراءة اولى للنتائج القادمة
- الكرد من البندقية الى صندوق الانتخابات
- محاكمة صدام : ايها القاضي اليك المشتكى
- من برزان الى خادم الحرمين..... تعليق سريع
- Le malade imaginaire صدام
- الديمقراطية كأس سقراط
- مصلحة العراق أولا ياسيادة وزير الداخلية
- أين السيد نصر الله
- الأرض اليباب ... أم أرض السواد
- جسر على نهر دجلة
- الى مفوضية النزاهة الموقرة
- لماذا ينتحرون
- الديمقراطية في الدستور العراقي
- الاكراد الفيلية بين نارين .... نار التبعية الايرانية ونار ال ...
- صدام في حضرة القاضي الهمام
- الزرقاوي أردني أم مبعوث أردني
- التنظيمات الفيلية والبوصلة الكردية


المزيد.....




- إيران توجه تهديدا لأي -طرف ثالث- يعتزم التدخل في الصراع مع إ ...
- كيف تجهل عدد سكان بلد تريد الإطاحة بحكومته؟-.. جدال حاد بين ...
- بيسكوف: الكرملين لا يعدل أجندته لتناسب الغرب
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد وحدة الصواريخ المضادة للد ...
- نتنياهو يعلق على تأجيل حفل زفاف ابنه
- ترامب: تعطيل منشأة -فوردو- الإيرانية أمر ضروري
- إيران تعلن تفكيك شبكة جواسيس إسرائيلية تشغل طائرات مسيرة في ...
- مقتل 76 فلسطينيا جراء الغارات الإسرائيلية المستمرة على قطاع ...
- -ميتا- تستقطب علماء الذكاء الاصطناعي من المنافسين
- أمنستي تناشد الهند وقف عمليات الترحيل غير القانونية للاجئي ا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - سامراء الرمز والصورة